تأملات حاجة
لقد منَّ الله علي أن أديت فريضة الحج هذا العام و لأجل كل ما تفضل الله علي به قررت الا احبسه عندي و ان اوزعه على كل من يقرأ علني أنال دعوة أو حسنة تشهد لي
الحج عبادة عظيمة من أجل العبادات لا بعرف معناها الا من يسبر غورها ليجد حكمها الرائعة و أسرارها البديعة ما يأخذ الألبااب و يسلب العقول و يبهج القلوب
و قد تأملت الحج بحقيقته فتجلت لي أسراره و دروسه و عبره النافعة كل درس أو تأمل من تأملات الحج يصلح أن يكون كتاباً قائماً يعتبر منه الناس وودت لو كتبت يومياتي في تلك البقاع الطاهرة الا ان وقتي من ذهب فلم تهن علي دقيقة لا أقضيها في التمتع في الحج
اللهم اني أسألك الاخلاص و القبول و الا تكون كلماتي هنا حجة علي و أشهدك اللهم أنني أكتبها لينتفع منها الناس أولاً و لألخص تأملاتي و وقفاتي في أجمل أيام قضيتها في حياتي بين يديك و في جوارك .. اللهم اني أسألك القبول و أسألك عودة ثم عودة
لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك
نادى بها فؤادي و صدقتها حواسي و سكناتي و استشعرتها بجوارحي و نبضاتي و ذرفت دموعي و أنا أرددها
أعلنت فيها اخلاصي لله تعالى و قصدت وجه الله تعالى متجردة من كل ما يهمني في الدنيا ملتجأة الى الله راغبة في رضوانه و عفوه و كرمه تركت أهلي و أولادي و أحبابي و أغلى ما أملك و أتيت الى الله لا أبغي الا وجهه معلنة خضوعي و ذلي و خوفي ووجلي و توحيدي لعلام الغيوب و اتباعي لسنة نبيه محمد صلى الله عليه و سلم
في الحج يقوم الحجاج بتأدية الكثير من الأعمال دون أن يفهموا لها معناً أو يدركوا لها مغزاً كرمي الجمرات و تقبيل الحجر الأسود و المبيت بمنى يوم التروية و غيرها .. يقومون بها طاعة لله تعالى و اتباعاً لسنة نبيه صلى الله عليه و سلم .. يقولون سمعنا و أطعنا ..
في الحج تتجلى العبودية التامة الخالصة لله تعالى .. كم هو موقف عظيم أن تجدي قرابة ال 6 مليون حاج يؤدون النسك ذاته و يرددون الكلمات نفسها في لحظة واحدة .. استشعرت عظمة خالقي و كيف جمعني بهذا العدد من الناس لنردد هذه الكلمات بقلوبنا قبل عقولنا .. و كيف نطوف طواف الوداع معاً و كيف نقف على جبل عرفة معاً و كيف نصلي جمعاً و قصراً بمزدلفة معاً .. نلبي معاً و نكبر معاً و نهلل معاً في مكان واحد و بقة طاهرة و وقت واحد .. هنا تتجلى عظمة الخالق عندما يتوحد عندنا المصدر و هو نسك الرسول صلى الله عليه و سلم في الحج .. فلا حيرة و لا تردد كلنا متوجهون مع محمد صلى الله عليه و سلم
هناك كنت أتساءل .. هل حقاً يا الهي تفضلت علي بهذه النعمة و ميزتني بها عن غيري من خلقك؟
ياربي أعني على تقدير ما منحتني اياه و استغلال هذه الفرصة
فرصة العمر
فرصة قد يعيش مسلم غيري يحلم بها و يجمع لها كل ما يكسب في حياته كلها فقط ليستشعر ما أشعر به
فرصة يدفع من أجلها مسلم كل ما يملك ما أمامه و ما خلفه دون أن يؤمن مسكن و لا مطعم و لا مشرب فقط يريد وجهك يا الله حتى لو نام على قارعة الطريق و تغذى على الماء و التمر
فرصة يترك من أجلها مسلم أهله و أحبابه و زوجه و عياله بلا خوف و لا وجل يتركهم برعاية خالقهم ليبتعد اميال و أميال يقصد وجهك يا الله طالباً لرضاك و عفوك و قبولك .. اللهم اقبلهم و تجاوز عنهم
في الحج تتجلى روح الوحدة و المساواة فكلهم قد طرحوا ملابسهم و أزيائهم و اكسسواراتهم و عطورهم و ظهروا بزي واحد .. الغني منهم و الفقير و العزيز منهم و الحقير .. وحدة في المشاعر .. وحدة في الشرائع .. وحدة في العمل .. وحدة في القول .. لا عصبية و لا طبيقة و لا عنصرية .. كلهم من آدم و آدم من تراب .. تجردوا من كل ما يذكرهم في زينة الدنيا و زخرفها تجردوا من المال و العيال و الزوجة و الأهل .. لا فرق بينهم الا بالتقوى و العمل الصالح و القبول عند الله .. لا جمال في لباسهم و لا طيب في عطرهم و لا زينة في رؤوسهم أو على وجوههم .. يتشابهون في المظهر الخارجي و لكن ما يميزهم جمال أرواحم و تقواهم و صفاء سريرتهم ..
أرى الناس أصنافاً و من كل بقعة ** إليك انتهوا من غربة و شتات
تساووا فلا أنساب فيها تفاوت ** لديك و لا الأقدار مختلفات
لرؤية البيت رهبة و خوف ووجل من قدرة الله سبحانه.. النظرة الأولى للكعبة تعطي شحنة ايمانية عالية لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد .. اللهم زد هذا البيت تشريفاً و تعظيماً و مهابة و اجعل أفئدة من الناس تهوي إليه كما هوى له فؤادي و لا تحرم هذه الرحلة لأحد من المسلمين و المسلمات ممن ناداهم أبيهم ابراهيم عليه السلام و بلغتهم أنت و لبوك.
وفي عمرة التمتع تعب و ارهاق بسبب طول الرحلة و شقتها و لذة و حب و شوق للبيت و ربه عز و جل و لانفطار الفؤاد عنده
انه تعب لذيذ لا يمكن ان تتذوق هذه المتعة الا في أجمل الرحلات .. رحلة العمر
رحلة فريدة في عالم الأسفار و الرحلات .. ينتقل فيها المسلم ببدنه و قلبه إلى البلد الطاهر الأمين لمناجاة رب العالمين .. ما أروعها من رحلة و ما أعظمه من منظر يأخذ الألباب!!
الحج مدرسة أكثر ما تعلمت في حياتي كان في رحلة الحج .. و كم أنا مشتاقة للعودة .. اللهم لا تحرمنيها ..
في الحج تعلمت الصبر و امتلاك نفسي عند الغضب و التجاوز عن المسيء و الاحسان الى المعتدي .. تعلمت ضبط اللسان و كبح النفس الأمارة بالسوء .. حاولت قدر استطاعتي أن احتمل الآخرين .. مثل رفيقاتي في سكن الحملة و تجاوزات كثيرة حصلت في الحرم .. أسأل الله أن يغفر لي ما كان مني و يتجاوز عن سيئاتي فقد عفوت عمن أساء لي .. في الحرم لا يتعرف عليكِ أحد كلٌ يريد أن يمضي في طريقه مهملاً متجاهلاً لكل مسلم أو مسلمة حوله .. في الحرم أو عند رمي الجمرات لن ينظر اليكِ أحد ..كل يريد أن يقوم بالنسك ضارباً بكل من حوله عرض الحائط .. نعم ستجيدن من يساعدك و يأخذ بيدك و لكنني أنصحكِ دوماً أن لا تخرجي الا مع محرمك فهو أكثر من سيحرص عليكِ و سيبعد عنكِ الأذى و اساءة الآخرين و هنا تتجلى حكمة الاسلام في وجوب وجود المحرم مع المرأة عند السفر ..
الحج جهاد المرأة .. ففي الحج مفارقة الأهل و الأحبة و التضحية بالراحة و الأموال طلب لمرضاة الله تعالى .. الحج مشقة و لكن الأجر عظيم ..
لي عودة لمتابعة التأملات
الحج عبادة عظيمة من أجل العبادات لا بعرف معناها الا من يسبر غورها ليجد حكمها الرائعة و أسرارها البديعة ما يأخذ الألبااب و يسلب العقول و يبهج القلوب
و قد تأملت الحج بحقيقته فتجلت لي أسراره و دروسه و عبره النافعة كل درس أو تأمل من تأملات الحج يصلح أن يكون كتاباً قائماً يعتبر منه الناس وودت لو كتبت يومياتي في تلك البقاع الطاهرة الا ان وقتي من ذهب فلم تهن علي دقيقة لا أقضيها في التمتع في الحج
اللهم اني أسألك الاخلاص و القبول و الا تكون كلماتي هنا حجة علي و أشهدك اللهم أنني أكتبها لينتفع منها الناس أولاً و لألخص تأملاتي و وقفاتي في أجمل أيام قضيتها في حياتي بين يديك و في جوارك .. اللهم اني أسألك القبول و أسألك عودة ثم عودة
لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك
نادى بها فؤادي و صدقتها حواسي و سكناتي و استشعرتها بجوارحي و نبضاتي و ذرفت دموعي و أنا أرددها
أعلنت فيها اخلاصي لله تعالى و قصدت وجه الله تعالى متجردة من كل ما يهمني في الدنيا ملتجأة الى الله راغبة في رضوانه و عفوه و كرمه تركت أهلي و أولادي و أحبابي و أغلى ما أملك و أتيت الى الله لا أبغي الا وجهه معلنة خضوعي و ذلي و خوفي ووجلي و توحيدي لعلام الغيوب و اتباعي لسنة نبيه محمد صلى الله عليه و سلم
في الحج يقوم الحجاج بتأدية الكثير من الأعمال دون أن يفهموا لها معناً أو يدركوا لها مغزاً كرمي الجمرات و تقبيل الحجر الأسود و المبيت بمنى يوم التروية و غيرها .. يقومون بها طاعة لله تعالى و اتباعاً لسنة نبيه صلى الله عليه و سلم .. يقولون سمعنا و أطعنا ..
في الحج تتجلى العبودية التامة الخالصة لله تعالى .. كم هو موقف عظيم أن تجدي قرابة ال 6 مليون حاج يؤدون النسك ذاته و يرددون الكلمات نفسها في لحظة واحدة .. استشعرت عظمة خالقي و كيف جمعني بهذا العدد من الناس لنردد هذه الكلمات بقلوبنا قبل عقولنا .. و كيف نطوف طواف الوداع معاً و كيف نقف على جبل عرفة معاً و كيف نصلي جمعاً و قصراً بمزدلفة معاً .. نلبي معاً و نكبر معاً و نهلل معاً في مكان واحد و بقة طاهرة و وقت واحد .. هنا تتجلى عظمة الخالق عندما يتوحد عندنا المصدر و هو نسك الرسول صلى الله عليه و سلم في الحج .. فلا حيرة و لا تردد كلنا متوجهون مع محمد صلى الله عليه و سلم
هناك كنت أتساءل .. هل حقاً يا الهي تفضلت علي بهذه النعمة و ميزتني بها عن غيري من خلقك؟
ياربي أعني على تقدير ما منحتني اياه و استغلال هذه الفرصة
فرصة العمر
فرصة قد يعيش مسلم غيري يحلم بها و يجمع لها كل ما يكسب في حياته كلها فقط ليستشعر ما أشعر به
فرصة يدفع من أجلها مسلم كل ما يملك ما أمامه و ما خلفه دون أن يؤمن مسكن و لا مطعم و لا مشرب فقط يريد وجهك يا الله حتى لو نام على قارعة الطريق و تغذى على الماء و التمر
فرصة يترك من أجلها مسلم أهله و أحبابه و زوجه و عياله بلا خوف و لا وجل يتركهم برعاية خالقهم ليبتعد اميال و أميال يقصد وجهك يا الله طالباً لرضاك و عفوك و قبولك .. اللهم اقبلهم و تجاوز عنهم
في الحج تتجلى روح الوحدة و المساواة فكلهم قد طرحوا ملابسهم و أزيائهم و اكسسواراتهم و عطورهم و ظهروا بزي واحد .. الغني منهم و الفقير و العزيز منهم و الحقير .. وحدة في المشاعر .. وحدة في الشرائع .. وحدة في العمل .. وحدة في القول .. لا عصبية و لا طبيقة و لا عنصرية .. كلهم من آدم و آدم من تراب .. تجردوا من كل ما يذكرهم في زينة الدنيا و زخرفها تجردوا من المال و العيال و الزوجة و الأهل .. لا فرق بينهم الا بالتقوى و العمل الصالح و القبول عند الله .. لا جمال في لباسهم و لا طيب في عطرهم و لا زينة في رؤوسهم أو على وجوههم .. يتشابهون في المظهر الخارجي و لكن ما يميزهم جمال أرواحم و تقواهم و صفاء سريرتهم ..
أرى الناس أصنافاً و من كل بقعة ** إليك انتهوا من غربة و شتات
تساووا فلا أنساب فيها تفاوت ** لديك و لا الأقدار مختلفات
لرؤية البيت رهبة و خوف ووجل من قدرة الله سبحانه.. النظرة الأولى للكعبة تعطي شحنة ايمانية عالية لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد .. اللهم زد هذا البيت تشريفاً و تعظيماً و مهابة و اجعل أفئدة من الناس تهوي إليه كما هوى له فؤادي و لا تحرم هذه الرحلة لأحد من المسلمين و المسلمات ممن ناداهم أبيهم ابراهيم عليه السلام و بلغتهم أنت و لبوك.
وفي عمرة التمتع تعب و ارهاق بسبب طول الرحلة و شقتها و لذة و حب و شوق للبيت و ربه عز و جل و لانفطار الفؤاد عنده
انه تعب لذيذ لا يمكن ان تتذوق هذه المتعة الا في أجمل الرحلات .. رحلة العمر
رحلة فريدة في عالم الأسفار و الرحلات .. ينتقل فيها المسلم ببدنه و قلبه إلى البلد الطاهر الأمين لمناجاة رب العالمين .. ما أروعها من رحلة و ما أعظمه من منظر يأخذ الألباب!!
الحج مدرسة أكثر ما تعلمت في حياتي كان في رحلة الحج .. و كم أنا مشتاقة للعودة .. اللهم لا تحرمنيها ..
في الحج تعلمت الصبر و امتلاك نفسي عند الغضب و التجاوز عن المسيء و الاحسان الى المعتدي .. تعلمت ضبط اللسان و كبح النفس الأمارة بالسوء .. حاولت قدر استطاعتي أن احتمل الآخرين .. مثل رفيقاتي في سكن الحملة و تجاوزات كثيرة حصلت في الحرم .. أسأل الله أن يغفر لي ما كان مني و يتجاوز عن سيئاتي فقد عفوت عمن أساء لي .. في الحرم لا يتعرف عليكِ أحد كلٌ يريد أن يمضي في طريقه مهملاً متجاهلاً لكل مسلم أو مسلمة حوله .. في الحرم أو عند رمي الجمرات لن ينظر اليكِ أحد ..كل يريد أن يقوم بالنسك ضارباً بكل من حوله عرض الحائط .. نعم ستجيدن من يساعدك و يأخذ بيدك و لكنني أنصحكِ دوماً أن لا تخرجي الا مع محرمك فهو أكثر من سيحرص عليكِ و سيبعد عنكِ الأذى و اساءة الآخرين و هنا تتجلى حكمة الاسلام في وجوب وجود المحرم مع المرأة عند السفر ..
الحج جهاد المرأة .. ففي الحج مفارقة الأهل و الأحبة و التضحية بالراحة و الأموال طلب لمرضاة الله تعالى .. الحج مشقة و لكن الأجر عظيم ..
لي عودة لمتابعة التأملات
اسم الموضوع : تأملات حاجة
|
المصدر : دفاتر اليوميات