معلومات حجابي عبادة
- إنضم
- 12 أبريل 2009
- المشاركات
- 81
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
بدع عاشوراء
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فهوالمهتدي ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسله ، صلى الله عليه وآله وأهل بيته الطيبين الطاهرين وعلى صحابته الأبرار وعلى من تبعهم إلى دار القرار .
أما بعد :
إن يوم عاشوراء يوم صالح، عظيم كما ورد في الأحاديث، من الله فيه على نوح وموسى فنجاهما من الغرق،فصامه موسى شكرا لله ، وبقيت اليهود تصومه حتى بعد إندراس الدين وتحريفه وتبديله ،فقد كان أهل الجاهلية يصومونه،وقد صامه النبي صلى الله عليه وسلم مع قريش قبل مجيءالإسلام روى البخاري ومسلم من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنهاقالت :{كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية ، وكان رسول الله صلى الله عليهوسلم يصومه في الجاهلية ..}واللفظ للبخاري [ح2002].
ولمّا هاجر النبي إلى المدينة وجد اليهود يصومونه، فسألهم: ما هذا اليوم؟ قالوا يوم صالح أو يوم عظيم نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل ، وأهلك فرعون وآله بالغرق ، فقال: << أنا أولى بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه، وحث المسلمين على صيامه، حتى بعد نسخ وجوبه بافتراض صيام رمضان عليه، بل أكد استحبابه بحرصه عليه، فقد روى البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء[ح 2006].وزاد تأكيد صيامه بقوله في آخر عمره :<< لأن بقيت إلى قابل لأصوم التاسع >>رواه مسلم .
يريد بهذا مخالفة أهل الكتاب بذلك بعد أن كان يعجبه موافقتهم لما عندهم من الكتاب، ومخالفة المشركين، ولما فتحت مكة واشتهر أمرالإسلام وأقام دولته أحب مخالفة أهل الكتاب وأمر أتباعه بمخالفتهم في أشياء كثيرة منها هذه المسألة صيام يوم عاشوراء .
فبقي المسلمون يصومونه محققين أمنية نبيهم في مخالفة أهل الكتاب بصيام التاسع والعاشر،أو بصيام التاسع والعاشر والحادي عشر.
وقدر الله سبحانه وتعالى لحكمة أرادها أن يقتل الحسين بن علي بن أبي طالب حب رسول الله وريحانته من الجنة أحد سادة شباب أهل الجنة في اليوم العاشر من شهر محرم سنة 61هجرية، فافترقت الأمة في ذلك اليوم بسبب هذا الحدث العظيم على ثلاث طوائف، طائفة اتخذته يوم مأتم وحزن ونواح، وابتدعت فيه أشياء كثيرة منكرة لا تمت إلى الدين بصلة بل بعض ذلك شرك وكفر، والعياذ بالله، وهم الشيعة، وطائفة اتخذته يوم فرح وسرور وهم النواصب الذين يقيمون العداء لعلي وأهل بيته رضي الله عنهم، والذين قتلوا أباه من قبل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وصارالشيطان بسبب قتل الحسين رضي الله عنه يُحدِثُ للناس بدعتين: بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء، من اللطم والصراخ، والبكاء والعطش ، وإنشاء المراثي ، وما يفضي إلى ذلك منسب السلف ولعنهم ، وإدخال من لا ذنب له مع ذوي الذنوب ، حتى يسب السابقون الأولون ،وتقرأ أخبار مصرعه التي كثير منه كذب ، وكان قصد من سن ذلك ، فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة فإن هذا ليس واجبا ولا مستحبا باتفاق المسلمين ، بل إحداث الجزع والنياحة للمصائب القديمة من أعظم ما حرمه الله ورسوله.أ-هـ كلامه مناهج السنةالنبوية[2/322-323].
والبدعة الثانية :بدعة الفرح والسرور في يوم عاشوراء .
وهم الذين عارضوا الرافضة، فجعلوا يوم عاشوراء موسم فرح وهم النواصب المتعصبين على الحسين وأهل بيته النبي صلى الله عليه وسلم ومن الجهال الذين قابلوا الفاسد بالفاسد، والكذب بالكذب، والشر بالشر، والبدعة بالبدعة فوضعوا الآثار في شعار الفرح والسرور يوم عاشوراء، كالاكتحال، والاختضاب وتوسيع النفقات على العيال، وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة، ونحو ذلك مما يفعل في الأعيادوالمواسم، فصار هؤلاء يتخذون يوم عاشوراء موسما كمواسم الأعياد والأفراح.مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية [ج25/309-310].
قلت: ويقصد بالنواصب،الخوارج الذين ظهروا في عهد النبوة، والذين قاتلوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وقد وافق كل الطائفتين جهلة من أتباع أهل السنة والجماعة في بدعهم،وهو موجود إلى الآن ،فمازال في بلادنا من يتخ\ه إلى اليوم موسما ، وما يحدث في بلاد الرفض وأخرى دخلها التشيع ليس بخاف على أحد ، والسبب في ذلك هو الجهل بحقيقة طريقة السلف، وتغلب الأهواء والعواطف عليهم.
ولا شك في أن النواصب، وكذلك الرافضة، مبتدعون في فعهلم هذا مخطئون، وخارج عن السنة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.واره أحمد [ج4/126-127] ومسلم.
ولم يسن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه ،شيئا في يوم عاشوراء ، فلا يصح في ذلك شيئا.
وفي عصرنا، وفي بلدنا ظهر اعتقاد آخر في مثل هذا اليوم علاوة على جعله موسما ، ولست أدرى أهو عام في جميع بلاد المسلمين أم في بعضها أم خاص ببلادنا - الجزائر – وهو أن الكثير منهم يعتقد أن عاشوراء من العشر أي الجزء الذي يُخرج من نصاب الزكاة، فجعلوه يوما محددا لإخراج جميع الأغنياء زكاةأمولهم، بل أصبح ذلك شيئا رسميا تبنته الدولة، وذلك خطأ في فهم معنى يوم عاشوراء،ولم يرد في الشرع ما يثبت هذا المعنى، ولأن الناس تختلف عندهم أيام وشهور اكتمالالنصاب وحولان الحول وملكه . وفيه إخلال بنظام جمع الزكاة وتوزيعها على مدار العام،ونتج عن ذلك منكرات كثيرة لا تخفى.
والطائفةالثالثة: هم أهل العلم والعدل الذين اتخذوه يوم عبادة إقتداء بنبيهم فإنهم يصومونه،فلم يحدثوا بدعا بموالاتهم لآل البيت، ولا نصبوا العداء لهم، واعتبروا مقتل الحسين شهادة له، وأنه بلاء من الله، وأن عليهم الصبر والترحم والترضي عليه، وأن الذين جاءوا من بعدهم من أتباعهم لم يحدثوا الجزع والنياحة للمصائب القديمة لأن ذلك من أعظم ما حرمه الإسلام
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
اسم الموضوع : بدع عاشوراء
|
المصدر : ملاذ الأرواح