الي ايتام العلمانية

احصائياتى
الردود
3
المشاهدات
667

so0om top

New member
معلومات so0om top
إنضم
4 سبتمبر 2008
المشاركات
111
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الموقع الالكتروني
www.paisonline.org
الي ايتام العلمانية
رسالة إلى أيتام العلمانية!



رسلان نعساني _القمة الشعبية

ننظر حولنا فنرى الفساد والانحلال والضياع والتشرذم والطغيان ،فتأسى نفوسنا وتتشوه فطرتنا وتنحط هممنا وتتألم جوارحنا. واقع مريرٌ وأي زمن أكثر مرارة؟ تمشي في شوارع بلدٍ مسلمٍ فتختلف عليك الظنون فتسأل:هل أنا أسير في بلد مسلم حقاً أم أني أتوهم ذلك وما أنا إلا في بلد غربي؟!.. صور المجون والسفور في أبهى حللها،الكاسيات العاريات في أبشع صورها،معازف الشيطان تصدح من كل جهةٍ وصوب، فتكرر متعجباً: هل أنا في مجتمع مسلم حقاً أم أنه وهم؟ ..

اتهموا الإسلام بالتخلف قديماً وخاضوا ضده معارك عشوائية وأخرى ممنهجة،سخّروا أقلامهم ومنابرهم للنيل منه وكيل التهم عليه والطعن في أسسه وتشويه تاريخه ولصق الأباطيل به والتي هو منها براء. انبهروا بحضارة الغرب فانسلخوا من جلودهم بلا تفكير ،وباعوا دينهم وتاريخهم بلا تأنٍ، واستوردوا العادات الغربية بلا تمحيص ، وأخيراً ماذا حصدنا؟!
يا عبيد الفكر الغربي هلّا خرجتم لحظةً من نشوة خمركم، هلّا أعرتموني أذانكم وقلوبكم؟ ألستم تؤمنون بالفكر الغربي ونجاعته؟ ألستم ترون مخرج تخلفنا في تبني نظرياته واستقاء أفكاره ونشر عاداته؟
إن كنتم كذلك فدعونا ننهج نهجهم التجريبي ونحكم في أمرهم بموضوعية وعلمية، وأنتم أهلٌ لذلك، أفلستم تسمون أنفسكم بالعلمانيين والعقلانيين؟! ..تعالوا إذن لنحكم قوانين العقل ومفاهيم العلم فيما شجر بيننا..أجيبوني لو تكرمتم عن هذه التساؤلات البسيطة؟
متى تخلّفت أوربا ومتى نهضت؟ وماهو النهج الذي سلكته بين هذا وذاك؟
لقد تخلفت أوربا في القرون الوسطى -عهد نهضة العرب المسلمين وإشعاعهم الحضاري-آنذاك كانوا تحت حكم الدين المسيحي المتمثل في الكنيسة ..وقد نهضت أوربا عندما عرضت نواميس وأحكام وشرائع دينها على العقل فوجدتها تناقضه وعلى الواقع فوجدتها تناكفه ،فما هي إلا قوانين وشرائع وضعية من قبل عقول بشرية حرّفت الإنجيل و أتت على المسيحية.. عندها فقط قرر الغرب لفظ هذه التعليمات خلف ظهره وتبني فكر العلمانية مع الأخذ بأسباب النهضة ونواميسها فبلغ ما بلغ..
والآن سؤالي لكم :هل اتبعتم هذا الميزان قبل لفظ الإسلام والحكم عليه بالتخلف؟ أم أنكم بضعف التقدير لذاتكم وقلة الثقة بأنفسكم قررتم إتباع منهج الغرب بلا تفكير ولا تقييم؟
لو ثبت بأنّ في الإسلام نقلاً يخالف العقل أو نصاً يناقض الفكر أو جموداً يمنع التطور ،لأذعنت لمطالبكم وركبت وجهتكم..ولكن أنّى يكون لكم ذلك؟ ..
ولعلّه من الضرورة بمكان أن أوضح بأني لا أتكلم هنا عن إسلام المغالين والمتطرفين أو المنحلّين والمفرّطين ،وإنما أعني الإسلام الذي جعله الله منهجاً لهذه الأمة فحدد معالمه إذ قال:"وكذلك جعلناكم أمة وسطاً" ..فالاسلام الوسطي الذي يوازن بين ثوابت الشرع ومتغيرات العصر فيضع التكاليف في مراتبها الشرعية ،ويدعو الى الاجتهاد والتجديد بلا إفراط ولا تفريط وبلا غلوٍ أو تقصير، موازناً بين المتقابلات جميعاً،بين الروحانية والمادية ،الربانية والانسانية ،العلم والعمل، العقل والنقل ،الجهاد والسلام ...

فإن ادّعى مدعٍ منكم بأن الاسلام سبب للجمود والتخلف ،فأنا أتحداكم وأقول لكم: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟
أعلم بأنكم ستحاجونني بما افتراه الحاقدين من المستشرقين..ستقولون المرأة . وسأقول لكم بأنه لو كان من شيء في الاسلام يظلم المرأة فهو من رواسب العادات والتقاليد التي لا تمت للاسلام بصلة. أمّا الإسلام فهو أكثر من كرّم المرأة وحفظ حقوقها وقدس أنوثتها .. فلها حق العمل وطلب العلم والمشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، . قال تعالى: ((المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)).. لكن بقيود تحفظ عفتها وترتقي بخلقها وترسخ دعائم مجتمع قويم..
مع الفخر بأن مهمتها الأساس تربية أبنائها وبناء أسرة في صلاحها يكون صلاح المجتمع ككل..وأي إكرام للمرأة أكثر من أن يجعل رسول الله أجر تربيتها لأبنائها وحسن تبعلها لزوجها كأجر رجلٍ يجاهد في سبيل الله في ساحات المعارك! ويزيد عليه الصلاة والسلام من الحث على تكريم المرأة فيقول : ((ما أكرم النساء الا كريم ولا اهانهن الا لئيم))

بينما المرأة الأوربية مع كل ما تنعم به من "حرية" وانفتاح نراها تعاني شتى صنوف الأمراض النفسية التي كثيرا ما توصلها للانتحار! وأذكر من تقرير لوزارة الشؤون الاجتماعية السويدية –والسويد أكثر دول اوربا تحررا- يقول التقرير بأن 25% من سكان السويد مصابون بأمراض عصبية ونفسية ومابين سنتي 1951 و1968 تضاعفت حالات انتحار السويديات وخصوصا اللاتي تتراوح أعمارهن بين 25 و 29 سنة!.. فهل سمعت يوماً بعربية تعتزّ بإسلامها انتحرت؟!
تقول القاضية السويدية بريجيدا-المكلفة بالدراسة من قبل الأمم المتحدة -التي مارست الحرية في بلادها إلى أقصى حدودها ،والتي درست عن كثب المرأة الشرقية، إن المرأة الشرقية في قطاعات كثيرة وبارزة من البلاد العربية التي زارتها أكثر حرية من المرأة السويدية! وقالت بريجيدا:المرأة القروية في صعيد مصر والبدوية في فزان بليبية على الرغم من عزلتها عن المجتمع إلا أنها تمارس وضعاً ينتمي إلى القداسة لا الى العبودية ،وتتسلط على الرجل تسلطاً فعلياً.ابتداء من شؤون النهار وانتهاء بشجون الليل! وتضيف القاضية السويدية قائلة:إن حرية المرأة العربية تعايش حرية الرجل دون أن تمسه،فكل منهما حر في ميدانه وبطريقته الخاصة ،أما المرأة الغربية المنعمة والسويدية بالذات فإنها تمارس حرية تنقص من حرية الرجل وتزاحمها.
فهلّا تركتم لعقولكم فسحةً للحكم بعيداً عن سلطان غرائزكم؟
وحتى لا يكون في رد هذه الشبهة ثغرة ،وتبثون سمومكم مما تعتقدون بأنه للاسلام سقطة،فإني سأختصر القول في موضوع تعدد الزوجات. فأقول:بأن الاسلام قيد تعدد الزوجات بعدما كان مطلقاً قبل الاسلام . ومع ذلك فإن لتعدد الزوجات ضوابط وشروط كالعدل وإلا فواحدة.. وأضيف بأن تعدد الزوجات عندنا خيرٌ من تعدد العشيقات عندكم! ..وأما مسألة الطلاق فأظن بأنه لا داعي لردها اليوم لأن بلدان أربابكم في اوربا بدأت واحده تلو الاخرى في تشريع الطلاق- عندما أدركت حكمته- بعدما كان الطلاق محرماً فيها وكان شبهة يُهاجم الاسلام بها!!

فإذا تخلّت أوربا عن دينها لتعارضه مع العقل والعلم وحققت نهضتها على أساس من المادية البحتة..فالأولى بكل من يدعي الاخلاص للأمة ويبدي انزعاجه وغيظه من تخلفها أن يحكّم الاسلام على ميزان العقل والمنطق قبل لفظه ورفضه ،وسيجد من أراد الحق -لا الغريزة والهوى- الجواب واضحٌ جلي.
تخلّفت اوربا عندما خضعت للكنيسة وتطورت إبان تحررها من سلطانها..وتوحد المسلمون وحكموا العالم حينما طبقوا شريعتهم وتخلفوا و تشرذموا حينما أعرضوا عنها..فهذا منهج الهي رباني محفوظ وتلك أحكام بشرية موضوعة.. أفلا تعقلون؟!
ها قد اخترتم و ارتأيتم النهضة والتطور في اتباع شرعة الغرب، فما النتيجة اليوم؟
آن الأوان ليتحول مجرى الحوار واتجاه الجدل الذي دام عقود ، فمن اليوم نحن من سيتهمكم ويحاسبكم وليس العكس.
لماذا لم نتطور ولم نخرج من براثن التخلف والفقر والجهل على الرغم من أن الإسلام مغيبٌ، مضيقٌ على اهله ،محاربٌ في علمائه بعيد عن دفة التوجيه منذ قرن من الزمان؟!أين نهضة اوربا التي حلمتم بها ووعدتم بنقلها؟ أين الصناعات الاقتصادية المتطورة؟ أين الاكتفاء الذاتي؟ أين التقدم العلمي والرقي الفكري؟ أين وأين...
أم أن التطور بات يقتصر عندكم على حدود الانحلال والعري والاباحية؟!
فلتعترفوا بفشلكم وجريرتكم ولترحلوا عنّا قبل أن يفوتكم الأوان!.. وأما أنت أيها المسلم وأيتها المسلمة فلتعتزوا بإسلامكم ولتفتخروا بعروبتكم، وليمت الحاقدون والمأجورون غيظاً وكمداً..فلن نتزحزح عن مبادئنا قيد أنملة..
 
اسم الموضوع : الي ايتام العلمانية | المصدر : ملاذ الأرواح

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه