بنت الشيوخ
ملكة
- إنضم
- 20 نوفمبر 2006
- المشاركات
- 1,747
الطفل الذي يرضع كل ثلاث ساعات قد لا يلجأ إليها:schmoll:
مص الإبهام عادة يمكن التخلص منها
يشير الطب إلى أن الطفل الذي يرضع كل ثلاث ساعات لا يمص إبهامه، بقدر ما يمصها
الطفل الذي يرضع كل أربع ساعات، والطفل الذي نقص وقت رضاعته من عشرين دقيقة
إلى عشر دقائق (لأن حلمات الزجاجات اصبحت قديمة وطرية) يرجح أن يلجأ إلى مص
إبهامه بسهولة أكثر من طفل لا تزال رضاعته تستغرق عشرين دقيقة.
وليست قوة غريزة المص لدى جميع الأطفال واحدة. فمنهم من لا تستغرق رضاعته أكثر
من 15دقيقة، ومع ذلك لا يرفع إبهامه إلى فمه اطلاقاً، ومنهم من لا تقل رضاعته عن 20
دقيقة ومع ذلك يبادر الى مص إبهامه ويتمادى في ذلك. وهناك قلة من الأطفال يبدؤون
بالمص في غرفة الولادة ولا ينقطعون عنه. وقد تكون غريزة المص القوية وراثية في
بعض العائلات.
ولا داعي إلى الاهتمام بالأمر إذا كان الطفل يمص إبهامه خلال دقائق معدودة قبل
تقديم الطعام اليه. انه يفعل ذلك على الأرجح لأنه جائع. وليس علينا أن نسعى إلى
ايجاد وسيلة ترضي رغبته في المص، إلا إذا كان يمص إبهامه فوراً بعد الرضاعة،
أو يكثر من مصه فيما بين الرضعات. ومعظم الأطفال من ممارسي تلك العادة يبدؤون
بها قبل بلوغهم الشهر الثالث من عمرهم.
ونذكر في هذا المجال أن كل الأطفال، على وجه التقريب، يأخذون في علك اصابعهم
وايديهم عندما تبدأ مرحلة تسنينهم (عادة حوالي الشهر الثالث أو الرابع)، والطفل الذي
يتعود مص ابهامه يستمر بالطبع في مصها بالإضافة إلى علك أصابعه خلال مرحلة
التسنين. وقد تكون الطريقة الأكثر فعالية لمنع مص الإبهام هي الإكثار من استعمال
المصاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى. وهناك أمران آخران يجدر بالام أن تأخذهما بعين
الاعتبار، وهما عدد الرضعات، والوقت الذي تستغرقه كل رضعة.
افضل وقت لأن تعير الام هذا الأمر اهتمامها هو عندما يبدأ الطفل محاولاته الأولى،
لا بعد أن ينجح في هذه المحاولات. ذلك أن الكثيرين من الأطفال لا سيطرة لهم على
أذرعهم خلال الأشهر القليلة الأولى. فنلاحظ الواحد من هؤلاء الأطفال يجاهد لرفع يديه
فاتحاً فمه بحثاً عنهما. فإذا اسعفه الحظ والتقط إحدى يديه بفمه، فإنه يبدأ بمصها
بقوة ما دامت داخل فمه.
والأشهر الثلاثة الأولى هي فترة يحتاج خلالها الطفل إلى أكبر قدر من المساعدة. لأن
حاجته إلى المص حينئذ تكون في أوجها. وبعد انقضاء هذه الفترة تأخذ حاجته إلى
المص شيئاً فشيئاً تتضاءل إلى أن تزول نهائياً لدى معظم الأطفال في الشهر السادس
أو السابع، وليس الاستمرار في المص بعد الشهر السادس دليلاً على الحاجة إلى المص
بقدر ما هو دليل على الحاجة إلى التسلية.
ويبدو ان الطفل الذي يرضع من ثدي أمه يكون احتمال استسلامه لمص ابهامه قليلاً.
والسبب في ذلك يعود على الأرجح إلى أن الأم تميل إلى أن تدع طفلها يرضع ما دام
يرغب في ذلك. إنها لا تعلم إذا كان ثديها قد فرغ ام لا، وتترك تقرير الأمر لمشيئة
طفلها بعد الله، أما إذا كان الطفل يرضع من الزجاجة فالأمر يتقرر فور فراغها. انه
يتوقف عن المص لأن الطفل لا يرغب في مص الهواء أو لأن أمه ترفع الزجاجة عن فمه.
والسؤال الأول إذاً، بالنسبة إلى طفل يرضع من الثدي ويحاول مص إبهامه، هو هل
يستمر في الرضاعة إذا سمح له بمزيد منها؟ والجواب اذا كان يريد هو الاستمرار،
فيجب على الام ان تدعه يرضع لفترة 30دقيقة أو حتى 40فالطفل يرضع أكبر كمية
من حليب الثدي خلال الدقائق الخمس أو الست الأولى. وأما ما تبقى من الوقت فإنه يشبع فيه حاجته إلى المص، مدفوعاً إلى ذلك بما يستدره من قطرات ضئيلة من الحليب.
وبعبارة أخرى لا يستدر من الحليب خلال 35دقيقة اكثر بكثير مما يستدره خلال 20
دقيقة. ويختلف تصرف طفل يرضع من الثدي اختلافاً يثير الحيرة إذا سمح له بالرضاعة
حسب مشيئته. فمرة يرضى بعشر دقائق، ومرة أخرى لا يرضى بأربعين. وهذا يوضح
كم أن الرضاعة الطبيعية يمكن تكييفها حسب حاجة كل طفل.
فإذا كان الطفل يرضع من ثدي واحد في كل مرة، ولا يرغب في المزيد، فليس هناك
ما تستطيع الام فعله لحث على المزيد من الرضاعة. أما إذا كان يرضع من الثديين في
كل مرة، ثم يأخذ في مص إبهامه، فهناك طريقتان يمكنك استعمالهما لحثه على المزيد
من الرضاعة أولاً إرضاع بثدي واحد في كل مرة، على أن يطيل وقت رضاعته كما
يشاء.
مص الإبهام لدى الطفل الذي يرضع من الزجاجة
يبدأ الطفل الذي يرضع من الزجاجة بمص إبهامه عندما يبدأ بافراغ زجاجته في غضون
عشر دقائق بدلاً من عشرين دقيقة. والسبب في ذلك هو أنه يزداد قوة حلمة مزودة
بفتحة خاصة في طرفها تسمح بدخول الهواء. ويمكن إبطاء حركة السيلان من هذه
الزجاجة بإحكام تثبيت السدادة. فهذا من شأنه أن يمنع تسرب الهواء جزئياً عن الزجاجة
ويترك فيها فراغاً اكبر. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن استعمال حلمات جديدة دون تغيير
شيء في ثقوبها واختبار إذا كان هذا التغيير يطيل فترة الرضاعة. وبالطبع، إذا كان
ثقب الحلمة صغيراً إلى حد يسمح بالرضاعة لفترة تدوم 20دقيقة في أية حال، وذلك
خلال الأشهر الستة الأول على الأقل. وعندما نتكلم عن الدقائق هنا فإننا نعني الوقت
الذي يقوم خلاله الطفل بالمص فعلاً. والتوقف عن المص في منتصف الرضاعة، من أجل
اطالة الوقت، لا يجدي نفعاً.
لا يجب الاسراع في انقاص عدد الرضعات إذا كان الطفل يمص إبهامه. ليس طول الوقت
الذي تستغرقه كل رضعة وحده الذي يقرر ما إذا كان الطفل يشبع غريزته للمص بل
كذلك عدد الرضعات التي يقوم بها خلال 24ساعة. لذلك، إذا كان الطفل لا يزال يمص
إبهامه رغم النجاح في اطالة فترة كل رضاعة إلى أقصى حد ممكن، فمن المستحسن
ان لا نسرع في انقاص عدد الرضعات. فمثلاً، إذا كان الطفل البالغ ثلاثة اشهر من العمر
يبدو مستعداً للاسترسال في النوم بدلاً من أن يستيقظ للرضع في الساعة العاشرة
مساء، ولكنه يكثر من مص إبهامه، فمن الأفضل أن تأخير قطع هذه الوجبة لفترة تقرب
من شهرين، شرط أن تكون لديه رغبة في الرضاعة عند ايقاظه.
تأثير المص في الأسنان.
قد يستحوذ على الاهل الاضطراب بالنسبة لتأثير مص الإبهام في فكي الطفل وأسنانه.
وفي الواقع، غالباً ما يدفع مص الابهام بالاسنان الأمامية العليا إلى الأمام وبالأسنان
السفلى إلى الوراء لدى الطفل. ويتوقف مدى تغير أوضاع هذه الأسنان على مقدار
المص، وكذلك على الشكل الذي يدخل به الطفل إبهامه إلى فمه. وقد لايكون لهذا الأمر
أي تأثير على الأسنان الدائمة،، إذا كف الطفل عن مص ابهامه قبل أن يبلغ 6سنوات
( وهذا ما يحدث في معظم الحالات) فلا يحتمل أن يلحق المص السابق أي ضرر بالأسنان
الدائمة.
وسواء كان مص الإبهام يؤثر في وضع الأسنان أو لا، فمن الافضل بالطبع أن يكف
الطفل عن المص في أقصر وقت ممكن.
لف القماش
قد يتساءل الوالدن عما إذا كان لف ذراعي طفلهما برباط أو وضع يديه في قفازات
معدنية من شأنه أن يمنعه من مص ابهامه. ان اللجوء إلى هذه الوسيلة قد يثير في
نفس الطفل شعوراً شديداً بالقنوط، وهذا امر غير مستحسن من الناحية النظرية،
بالإضافة إلى أنه لا يسفر عن فائدة ملحوظة في حالة الطفل الذي يكثر من المص.
لقد سمعنا كثيراً بقصص الأمهات اللواتي لا يكتفين بوضع جبيرة في مرافق أطفالهن
أو قفازات معدنية أو طلاء كريه الرائحة في ايديهم خلال فترات تمتد أياما بل يتمادين
في تطبيق ذلك طوال أشهر كاملة، ومع ذلك فما أن يرفعن هذه الموانع عن اذرع
اطفالهن وأيديهم حتى يعود الابهام إلى الفم. إلا أن هناك حالات نجح فيها استعمال
الموانع. وفي الواقع كان المص في معظم هذه الحالات طفيفاً. فهناك أطفال كثيرون
يمصون إبهامهم بعض الشيء بين الفينة والفينة. وهؤلاء يتخلون عن المص بسرعة،
سواء استعملت الموانع معهم أو لم تستعمل. وفي رأيي أن استعمال الموانع في
حالة طفل مولع بتلك العادة لا يؤدي إلا إلى زيادة ولع هذا الطفل بالمص.
ليس هناك ما يدعو إلى القلق إذا استمر الطفل في مص إبهامه بعد بلوغه ستة أشهر
أو سنة من العمر، وليس على الاهل بذل أي مجهود تجاه هذا الأمر إذا كان الطفل فرحاً
مرحاً ويمص ابهامه عند النوم أولاً وفي فترات متفرقة أثناء النهار. وبكلمة أخرى، ليس
مص الإبهام دليلاً على التعاسة أو سوء التكيف أو قلة التعاطف. فمعظم الأطفال ممن
يمصون ابهامهم هم في الواقع اطفال سعداء جداً. هذا من جهة ومن جهة أخرى، إذا
كان الطفل يكثر من المص بدلاً من ان يتلهى باللعب، يجب ان نتساءل عما نستطيع عمله
كي نبعده عن حاجته إلى المص. فقد يكون ضجراً لأنه لا يختلط بأطفال آخرين، أو لأنه
يفتقر إلى العاب يتلهى بها، أو ربما لأنه مرغم على الجلوس في عربته ساعات طويلة.
وقد يدخل طفل يبلغ سنة ونصف السنة من العمر في صراع مع امه طيلة النهار، إذا
استمرت في منعه عن القيام بأعمال يحبها بدلاً من تحويل اهتمامه الى ألعاب مسموح
بها. وهناك من الأطفال من يتسنى له الاختلاط بأطفال آخرين والعمل بحرية في المنزل،
إلا أنه شديد الحياء ويقف جانباً يراقب بدلاً من أن يشارك في النشاط الدائر. وأنا
لا أذكر هذه الأمثلة الا لكي أبين أنه إذا كان هناك ما يمكن القيام به لمعالجة المص
المفرط بالإبهام فإنه ينبغي ان يهدف إلى بعث الشعور بالرضى والثقة بالنفس في
نفس الطفل.
ولا يؤدي استعمال الجبيرة في المرفق أو القفازات المعدنية في اليدين أو الطلاء
المنفر في الابهام إلا إلى زيادة شقاء الطفل وتعاسته، فضلاً عن أنه لا يجبر الطفل
الصغير على التخلي عن عادة المص فإنه لا ينفع في اجبار الطفل الواعي أيضا على
التخلي عنها. وفي رأيي أن اللجوء إلى أمثال هذا الحل يؤدي إلى نتيجة عكسية
ويحمل الطفل على اطالة فترة تمسكه بهذه العادة. كذلك ينطبق هذا القول على
توبيخ الطفل، أو سحب إبهامه من فمه. وغالباً ما ينصح البعض بتقديم لعبة إلى الطفل
حالماً يبدأ بالمص. ولا شك أنه من المستحسن أن يكون لدى الطفل عدد من الأدوات
المسلية كي لا يشعر بالضجر، إذا كان الطفل يمص ابهامه، فلنحاول أن ندخل البهجة
إلى حياته. ويستحسن أن نذكره بشكل ودي، بأنه سيشب ذات يوم ويقلع عن عادة
المص. إن تشجيعنا له بهذا الشكل يرغبه في الإقلاع عن المص في أقرب وقت ممكن.
لكن لا نستمر بانتقادنا إياه حتى لا نضايقه. والشيء الأهم هو أن نتوقف عن التفكير
بالأمر. فإذا استمر انزعاجنا، حتى دون أن نظهره، فإن الطفل يشعر بما يجري
ويعاكسه. ولنعلم ان الطفل سيقلع عن عادة المص من تلقاء نفسه مع مرور الوقت.
وهذا يتم على الأرجح بين سن الثالثة والسادسة.
شكرا للدكتور / خالد بن عبدالله المنيع
المصدر : صحيفة الرياض
الجمعه 2 ذي الحجة 1427هـ - العدد 14060
مص الإبهام عادة يمكن التخلص منها
يشير الطب إلى أن الطفل الذي يرضع كل ثلاث ساعات لا يمص إبهامه، بقدر ما يمصها
الطفل الذي يرضع كل أربع ساعات، والطفل الذي نقص وقت رضاعته من عشرين دقيقة
إلى عشر دقائق (لأن حلمات الزجاجات اصبحت قديمة وطرية) يرجح أن يلجأ إلى مص
إبهامه بسهولة أكثر من طفل لا تزال رضاعته تستغرق عشرين دقيقة.
وليست قوة غريزة المص لدى جميع الأطفال واحدة. فمنهم من لا تستغرق رضاعته أكثر
من 15دقيقة، ومع ذلك لا يرفع إبهامه إلى فمه اطلاقاً، ومنهم من لا تقل رضاعته عن 20
دقيقة ومع ذلك يبادر الى مص إبهامه ويتمادى في ذلك. وهناك قلة من الأطفال يبدؤون
بالمص في غرفة الولادة ولا ينقطعون عنه. وقد تكون غريزة المص القوية وراثية في
بعض العائلات.
ولا داعي إلى الاهتمام بالأمر إذا كان الطفل يمص إبهامه خلال دقائق معدودة قبل
تقديم الطعام اليه. انه يفعل ذلك على الأرجح لأنه جائع. وليس علينا أن نسعى إلى
ايجاد وسيلة ترضي رغبته في المص، إلا إذا كان يمص إبهامه فوراً بعد الرضاعة،
أو يكثر من مصه فيما بين الرضعات. ومعظم الأطفال من ممارسي تلك العادة يبدؤون
بها قبل بلوغهم الشهر الثالث من عمرهم.
ونذكر في هذا المجال أن كل الأطفال، على وجه التقريب، يأخذون في علك اصابعهم
وايديهم عندما تبدأ مرحلة تسنينهم (عادة حوالي الشهر الثالث أو الرابع)، والطفل الذي
يتعود مص ابهامه يستمر بالطبع في مصها بالإضافة إلى علك أصابعه خلال مرحلة
التسنين. وقد تكون الطريقة الأكثر فعالية لمنع مص الإبهام هي الإكثار من استعمال
المصاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى. وهناك أمران آخران يجدر بالام أن تأخذهما بعين
الاعتبار، وهما عدد الرضعات، والوقت الذي تستغرقه كل رضعة.
افضل وقت لأن تعير الام هذا الأمر اهتمامها هو عندما يبدأ الطفل محاولاته الأولى،
لا بعد أن ينجح في هذه المحاولات. ذلك أن الكثيرين من الأطفال لا سيطرة لهم على
أذرعهم خلال الأشهر القليلة الأولى. فنلاحظ الواحد من هؤلاء الأطفال يجاهد لرفع يديه
فاتحاً فمه بحثاً عنهما. فإذا اسعفه الحظ والتقط إحدى يديه بفمه، فإنه يبدأ بمصها
بقوة ما دامت داخل فمه.
والأشهر الثلاثة الأولى هي فترة يحتاج خلالها الطفل إلى أكبر قدر من المساعدة. لأن
حاجته إلى المص حينئذ تكون في أوجها. وبعد انقضاء هذه الفترة تأخذ حاجته إلى
المص شيئاً فشيئاً تتضاءل إلى أن تزول نهائياً لدى معظم الأطفال في الشهر السادس
أو السابع، وليس الاستمرار في المص بعد الشهر السادس دليلاً على الحاجة إلى المص
بقدر ما هو دليل على الحاجة إلى التسلية.
ويبدو ان الطفل الذي يرضع من ثدي أمه يكون احتمال استسلامه لمص ابهامه قليلاً.
والسبب في ذلك يعود على الأرجح إلى أن الأم تميل إلى أن تدع طفلها يرضع ما دام
يرغب في ذلك. إنها لا تعلم إذا كان ثديها قد فرغ ام لا، وتترك تقرير الأمر لمشيئة
طفلها بعد الله، أما إذا كان الطفل يرضع من الزجاجة فالأمر يتقرر فور فراغها. انه
يتوقف عن المص لأن الطفل لا يرغب في مص الهواء أو لأن أمه ترفع الزجاجة عن فمه.
والسؤال الأول إذاً، بالنسبة إلى طفل يرضع من الثدي ويحاول مص إبهامه، هو هل
يستمر في الرضاعة إذا سمح له بمزيد منها؟ والجواب اذا كان يريد هو الاستمرار،
فيجب على الام ان تدعه يرضع لفترة 30دقيقة أو حتى 40فالطفل يرضع أكبر كمية
من حليب الثدي خلال الدقائق الخمس أو الست الأولى. وأما ما تبقى من الوقت فإنه يشبع فيه حاجته إلى المص، مدفوعاً إلى ذلك بما يستدره من قطرات ضئيلة من الحليب.
وبعبارة أخرى لا يستدر من الحليب خلال 35دقيقة اكثر بكثير مما يستدره خلال 20
دقيقة. ويختلف تصرف طفل يرضع من الثدي اختلافاً يثير الحيرة إذا سمح له بالرضاعة
حسب مشيئته. فمرة يرضى بعشر دقائق، ومرة أخرى لا يرضى بأربعين. وهذا يوضح
كم أن الرضاعة الطبيعية يمكن تكييفها حسب حاجة كل طفل.
فإذا كان الطفل يرضع من ثدي واحد في كل مرة، ولا يرغب في المزيد، فليس هناك
ما تستطيع الام فعله لحث على المزيد من الرضاعة. أما إذا كان يرضع من الثديين في
كل مرة، ثم يأخذ في مص إبهامه، فهناك طريقتان يمكنك استعمالهما لحثه على المزيد
من الرضاعة أولاً إرضاع بثدي واحد في كل مرة، على أن يطيل وقت رضاعته كما
يشاء.
مص الإبهام لدى الطفل الذي يرضع من الزجاجة
يبدأ الطفل الذي يرضع من الزجاجة بمص إبهامه عندما يبدأ بافراغ زجاجته في غضون
عشر دقائق بدلاً من عشرين دقيقة. والسبب في ذلك هو أنه يزداد قوة حلمة مزودة
بفتحة خاصة في طرفها تسمح بدخول الهواء. ويمكن إبطاء حركة السيلان من هذه
الزجاجة بإحكام تثبيت السدادة. فهذا من شأنه أن يمنع تسرب الهواء جزئياً عن الزجاجة
ويترك فيها فراغاً اكبر. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن استعمال حلمات جديدة دون تغيير
شيء في ثقوبها واختبار إذا كان هذا التغيير يطيل فترة الرضاعة. وبالطبع، إذا كان
ثقب الحلمة صغيراً إلى حد يسمح بالرضاعة لفترة تدوم 20دقيقة في أية حال، وذلك
خلال الأشهر الستة الأول على الأقل. وعندما نتكلم عن الدقائق هنا فإننا نعني الوقت
الذي يقوم خلاله الطفل بالمص فعلاً. والتوقف عن المص في منتصف الرضاعة، من أجل
اطالة الوقت، لا يجدي نفعاً.
لا يجب الاسراع في انقاص عدد الرضعات إذا كان الطفل يمص إبهامه. ليس طول الوقت
الذي تستغرقه كل رضعة وحده الذي يقرر ما إذا كان الطفل يشبع غريزته للمص بل
كذلك عدد الرضعات التي يقوم بها خلال 24ساعة. لذلك، إذا كان الطفل لا يزال يمص
إبهامه رغم النجاح في اطالة فترة كل رضاعة إلى أقصى حد ممكن، فمن المستحسن
ان لا نسرع في انقاص عدد الرضعات. فمثلاً، إذا كان الطفل البالغ ثلاثة اشهر من العمر
يبدو مستعداً للاسترسال في النوم بدلاً من أن يستيقظ للرضع في الساعة العاشرة
مساء، ولكنه يكثر من مص إبهامه، فمن الأفضل أن تأخير قطع هذه الوجبة لفترة تقرب
من شهرين، شرط أن تكون لديه رغبة في الرضاعة عند ايقاظه.
تأثير المص في الأسنان.
قد يستحوذ على الاهل الاضطراب بالنسبة لتأثير مص الإبهام في فكي الطفل وأسنانه.
وفي الواقع، غالباً ما يدفع مص الابهام بالاسنان الأمامية العليا إلى الأمام وبالأسنان
السفلى إلى الوراء لدى الطفل. ويتوقف مدى تغير أوضاع هذه الأسنان على مقدار
المص، وكذلك على الشكل الذي يدخل به الطفل إبهامه إلى فمه. وقد لايكون لهذا الأمر
أي تأثير على الأسنان الدائمة،، إذا كف الطفل عن مص ابهامه قبل أن يبلغ 6سنوات
( وهذا ما يحدث في معظم الحالات) فلا يحتمل أن يلحق المص السابق أي ضرر بالأسنان
الدائمة.
وسواء كان مص الإبهام يؤثر في وضع الأسنان أو لا، فمن الافضل بالطبع أن يكف
الطفل عن المص في أقصر وقت ممكن.
لف القماش
قد يتساءل الوالدن عما إذا كان لف ذراعي طفلهما برباط أو وضع يديه في قفازات
معدنية من شأنه أن يمنعه من مص ابهامه. ان اللجوء إلى هذه الوسيلة قد يثير في
نفس الطفل شعوراً شديداً بالقنوط، وهذا امر غير مستحسن من الناحية النظرية،
بالإضافة إلى أنه لا يسفر عن فائدة ملحوظة في حالة الطفل الذي يكثر من المص.
لقد سمعنا كثيراً بقصص الأمهات اللواتي لا يكتفين بوضع جبيرة في مرافق أطفالهن
أو قفازات معدنية أو طلاء كريه الرائحة في ايديهم خلال فترات تمتد أياما بل يتمادين
في تطبيق ذلك طوال أشهر كاملة، ومع ذلك فما أن يرفعن هذه الموانع عن اذرع
اطفالهن وأيديهم حتى يعود الابهام إلى الفم. إلا أن هناك حالات نجح فيها استعمال
الموانع. وفي الواقع كان المص في معظم هذه الحالات طفيفاً. فهناك أطفال كثيرون
يمصون إبهامهم بعض الشيء بين الفينة والفينة. وهؤلاء يتخلون عن المص بسرعة،
سواء استعملت الموانع معهم أو لم تستعمل. وفي رأيي أن استعمال الموانع في
حالة طفل مولع بتلك العادة لا يؤدي إلا إلى زيادة ولع هذا الطفل بالمص.
ليس هناك ما يدعو إلى القلق إذا استمر الطفل في مص إبهامه بعد بلوغه ستة أشهر
أو سنة من العمر، وليس على الاهل بذل أي مجهود تجاه هذا الأمر إذا كان الطفل فرحاً
مرحاً ويمص ابهامه عند النوم أولاً وفي فترات متفرقة أثناء النهار. وبكلمة أخرى، ليس
مص الإبهام دليلاً على التعاسة أو سوء التكيف أو قلة التعاطف. فمعظم الأطفال ممن
يمصون ابهامهم هم في الواقع اطفال سعداء جداً. هذا من جهة ومن جهة أخرى، إذا
كان الطفل يكثر من المص بدلاً من ان يتلهى باللعب، يجب ان نتساءل عما نستطيع عمله
كي نبعده عن حاجته إلى المص. فقد يكون ضجراً لأنه لا يختلط بأطفال آخرين، أو لأنه
يفتقر إلى العاب يتلهى بها، أو ربما لأنه مرغم على الجلوس في عربته ساعات طويلة.
وقد يدخل طفل يبلغ سنة ونصف السنة من العمر في صراع مع امه طيلة النهار، إذا
استمرت في منعه عن القيام بأعمال يحبها بدلاً من تحويل اهتمامه الى ألعاب مسموح
بها. وهناك من الأطفال من يتسنى له الاختلاط بأطفال آخرين والعمل بحرية في المنزل،
إلا أنه شديد الحياء ويقف جانباً يراقب بدلاً من أن يشارك في النشاط الدائر. وأنا
لا أذكر هذه الأمثلة الا لكي أبين أنه إذا كان هناك ما يمكن القيام به لمعالجة المص
المفرط بالإبهام فإنه ينبغي ان يهدف إلى بعث الشعور بالرضى والثقة بالنفس في
نفس الطفل.
ولا يؤدي استعمال الجبيرة في المرفق أو القفازات المعدنية في اليدين أو الطلاء
المنفر في الابهام إلا إلى زيادة شقاء الطفل وتعاسته، فضلاً عن أنه لا يجبر الطفل
الصغير على التخلي عن عادة المص فإنه لا ينفع في اجبار الطفل الواعي أيضا على
التخلي عنها. وفي رأيي أن اللجوء إلى أمثال هذا الحل يؤدي إلى نتيجة عكسية
ويحمل الطفل على اطالة فترة تمسكه بهذه العادة. كذلك ينطبق هذا القول على
توبيخ الطفل، أو سحب إبهامه من فمه. وغالباً ما ينصح البعض بتقديم لعبة إلى الطفل
حالماً يبدأ بالمص. ولا شك أنه من المستحسن أن يكون لدى الطفل عدد من الأدوات
المسلية كي لا يشعر بالضجر، إذا كان الطفل يمص ابهامه، فلنحاول أن ندخل البهجة
إلى حياته. ويستحسن أن نذكره بشكل ودي، بأنه سيشب ذات يوم ويقلع عن عادة
المص. إن تشجيعنا له بهذا الشكل يرغبه في الإقلاع عن المص في أقرب وقت ممكن.
لكن لا نستمر بانتقادنا إياه حتى لا نضايقه. والشيء الأهم هو أن نتوقف عن التفكير
بالأمر. فإذا استمر انزعاجنا، حتى دون أن نظهره، فإن الطفل يشعر بما يجري
ويعاكسه. ولنعلم ان الطفل سيقلع عن عادة المص من تلقاء نفسه مع مرور الوقت.
وهذا يتم على الأرجح بين سن الثالثة والسادسة.
شكرا للدكتور / خالد بن عبدالله المنيع
المصدر : صحيفة الرياض
الجمعه 2 ذي الحجة 1427هـ - العدد 14060