المستقبل أفضل من الماضي

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
احصائياتى
الردود
4
المشاهدات
872

ف.الكعبي

New member
معلومات ف.الكعبي
إنضم
26 يوليو 2008
المشاركات
13
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
المستقبل أفضل من الماضي
المستقبل أفضل من الماضي



هاهو الشتاء قد أتى بوشاحه الأبيض ليزين به الأرض لتصبح كتلة ثلج بيضاء ويختفي بساطها الأخضر وأزهارها التي تأخذ لب العقول بجمالها الخلاب ياله من يوم شديد البرودة حملت نفسي من على سريريوتوجهت مسرعة نحو مدفأتي الصغيرة لأحس بدفا يسري في جسدي أخذت أجول بذكرياتي في دهاليز الماضي البعيد لأبحث عن طفولة ضائعة وعن حب المنزل والعائلة لكني فتشت هناوهناك لم أجد شيئا يذكر سوى آلام وذكريات خرجت ألملم
ذكرياتي وآلامي ودمعي يتساقط على وجنتي ليحفر ذكرياته عليها بكل قسوة كأنه لايريدها أن تنسى الذكريات وتضل أسيرةالماضي الحزين مكبلة بقيوده أعترتني رجفة غريبة أحسست أني أتلوى من الألم أخذت أصارع ذاك الشعور الغريب الذي أعتراني الى أن سقطت فاقدة الوعي دون حراك وما هي الاسويعات قليلة أفقت على صوت هدهدي الجميل استيقضت ونفسي تردد المستقبل أفضل من الماضي وعزمت من ذلك اليوم ان لا أفقد ثقتي
بنفسي وأن لا أسترجع الماضي الأليم وأن لا أعير أحدا اهتماما لا يستحقه وأن أفرض احترامي على الجميع أنا امراءة أخرىأمراءة تحب الحياة رضا لله .


في اليوم التالي استيقضت مبكرا للتوجه الى مبنىالجامعة في العاصمة للتقدم بطلب الالتحاق إليها لتحقيق حلم حياتي باكمال تعليمي هاهو اليوم الاول لتحقيق الذات آه سأبدأ الان التقدم نحو المستقبل الواعد أكملت اجراءات الالتحاق وعدت الى البيت مسرعة لأخذ قسطا من الراحة وأغيرملابسي ثم أتوجه الى المكتبة لشراء مستلزمات الدراسة ابتعت كل شىء الأقلام الكتب وغيرها من القرطاسية ونمت تلك الليلة كالاطفال في انتضار اليوم الأول في المدرسة.


هاهو اليوم الأول لي في الجامعة توجهت الى صفي جلست مكاني كتلميذةصغيرة وقد بدأت المعيدة في التعريف بنفسها ثم قامت الطالبات بالتعريف عن أنفسهن وطموحاتهن في الحياة الى أن جاء دوري تلعثمت لا أدري ماذا أقول فأنا لم أتعود علىتلك الأجواء ثم تمالكت نفسي أنامريم عمري تسعه وعشرين سنه من الريف أوداكمال تعليمي ولا يهم عمري فأنا أحب العلم وأحب أن أكون محاميه في المستقبل القريب للدفاع عن المرأة المضلومةبعدها
لاحضت نظرات الاستغراب في عيون من حولي تمتمت بكلمات لم أفهمها أنا نفسي لكني لم أعيرالأمر اهتماما أكثر من اللازم فقد عزمت أن لا يؤثر شي في عزيمتي حتى أحقق حلمي.


مرت السنون وأصبحت مريم المتفوفه مثال المرأة الناجحة في حياتها العلميه والعمليه لكل فتا ة في الجامعه امرأة يشار اليهابالبنان لخلقها وتفوقها.


جلست ذات يوم على مقعدٍ حجري وسط الجامعة أتصفح كتاب شدني اليه عنوانه بقوة ونسيمات الهواء تداعب وريقات اشجار الصنوبر بكل دعة وحب والطيور تحلق في الفضاء البعيد فرحة بقدوم الربيع وتتمايل الأزهار طربا على صوت زقزقتها يالها من لوحة فلكلورية رائعة الجمال حينهااحسست بنظرات ترمقني من بعيد تحدق بي حاولت
تجاهلها وأتصفح الكتاب الذي بين يدي لكنني لم أستطع اعترتني رجفة غريبه من تلك المرأة ولماذا تر مقني بتلك النظرات كأنها نضرات أم حنو ن لإبنتها الصغيرة آه لقد اعتراني الفضول ولكن حيائي منعني من التقدم اليها فقمت مسرعة ألملم أغراضي لأهرب من تلك النضرات التي تحاصرني في كل مكان أذهب اليه .


وصلت الى منزلي وأنا بالكاد أستطيع إلتقاط أنفاسي فتحت نافذتي وفتحت صدري معها لأستنشق رائحة الحقول الخضراء وأمتع نضري برؤيةالأفق البعيد لأرى غروب الشمس بألوانه الزاهيه ياسبحان الله ماأروع عظمة الخالق احسست بعدها بالراحه والأطمئنان يملأن قلبي آه لقد بدأ الجو يبرد أغلقت نافذتي وكأني أغلقت قلبي معهاتوجهت الىسريري وأخذت قصتي المفضلة معي استرسلت في قراءتها الى أن اغمضت عيني لأنام ملأجفوني كطفلة صغيره تحتضن سريرها لتهنأ بنوم عميق لم تنم مثله من قبل .


استيقضت مبكرا حتى لاأتأخر عن جامعتي آه لقد تذكرت اليوم اجازه مابالي صرت أنسى كثيرا ماذاسأفعل الآن قلت في نفسي مارأيك يامريم بمغامرة تبقى بالذاكرة مارأيك بنادي الفروسية فأنت فارسة لابأس بها نعم انها هوايتي المفضله منذ أن كنت في الرابعة عشر من عمري جهزت نفسي وتقمصت شخصية مريم المغامرة التي لاتخشى الصعاب لأن الله معها في كل خطوت من خطواتها.


استمتعت في ذلك اليوم كثيرا فمذ زمن بعيد لم أحس بتلك السعادة تغمرني وبينما أنا في طريق العودة .ماهذا أنها تلك المرأة الغامضة هل هي صدفةأم هو موعد خطط له يارب ما سر تلك النضرات استجمعت قواي وتقدمت منها لأعرف ماذا تريد مني وما سر نظراتهاوقفت أمامها وعندماتلا قت العينان مدت يدها نحوي لتضمني بقوة وحنان
لم أحس مثله من قبل وعينيها ملأىبدموع حزن دفين منذ زمن بعيد فقالت سامحيني يا ابنتي لقد زاددتك تلك النضرات حيرةوقلقا انها مشاعر حانية لأم فقدت ابنتها وأحست ببارقة أمل عندما وقعت عينبها عليك فأنت تشبيهينها الى حد كبير في حركاتك ونبرة صوتك وكأن ابنتي بشرى تقف أمامي أرجوك لا تحرميني رؤية شخص ابنتي فيك فأنا أم أوجست فيك بارقة أمل بعد عشرين عاما .


تقدمت منها وأنا أبكي بكاء الأطفال الأبرياء فقد أحسست احساس طفل صغير عندعودة أمه اليه بعد غياب طويل حضنتها بكل قوة كأني أحضن أمي لأول مرة في حياتي هل هذاهو الحنان فعلا انه شعور لا يوصف فأنا لم أحسه من قبل بسبب تفكك عائلتي وقسوه أمي علينا أنها لا تمت للامومه بصله أنها أم قاسيه متسلطة أما أبي فهو ضعيف الشخصيه مهزوز أمامها وهذا الذي أودى بحياة دامت ثلاثين عاما .


احسست اني في حلم رائع لا أود أن استفيق منه وقلت وقلبي يكاد يحلق فرحا أماه لا تبكي فأنا هنا بجانبك وكلنا في أمس الحاجة للآخر .


جلسنافي مقهى قريب نتجاذب أطراف الحديث كل يتحدث للآخر عن نفسه جلسنا طويلا والوقت يمضي كأنه لحضات عابرة وبعدها عقدنا العزم ان لايفرقنا الا الموت .


أصبحت بعد ذلك اليوم في قمة النشاط والحيوية وعيني ملأى بنظرات الحب و التفائل بالمسقبل الآتي ثابرت اجتهد خضت معترك الحياة بقوة وأمي بجانبي ترعاني كلما أعترضني أمر طرت اليهالأرمي كل همومي بحظنها الدافي وأبوح اليها بما يعتريني من ألم وهي بدورها تفانت لاسعادي كأنها أم حقيقيه .


مرت السنون وجاء اليوم الذي انتضرته منذ سنوات أنه يوم تخرجي بحثت عن أمي هنا وهناك لكن بلا جدوى ياترى لماذا تاخرت وماهي الا لحضات حتىاحسست بنضراتها الحانيه ترمقني من بعيد ومقدمة الحفل تعلن اسم الأولى على الجامعة مع مرتبة الشرف انهامريم لطفي طرت اليها فرحا لتكتمل سعادتي في حضنها وأمي تردد مبروك يازهرة
عمري مبروك الى أن سقطت وقدفارقت الحياة تبعثرت الكلمات مني فقدت تركيزي لبرهة من الزمن وامتزجت دموع الفرح بدموع حزن مرير حضنتها بقوة لعلها تعود إلي لكن بلا جدوى أخذت أردد( إنا لله وإنا اليه راجعون )

مرت الأيام والذكريات الكئيبةتعزف على أوتارها سيمفونية الأحزان وتلف مريم بوشاح ذكرى أمها الأليمة .


وذات يوم وقفت مريم بربوة عالية تمد بصرها بعينين دامعتين للأفق البعيدتتمنى أن يكون ذلك حلما تود أن تستفيق منه لتجد ذلك القلب الحاني أمامها لتبثه أشواقها ومدى حزنهالغيابه الطويل عنها وبينما هي على حالها تناهى الى بصرها غزال يصارع سكرات الموت وطفله الصغير يرقبه في خوف شديد يود تقديم العون له لكنه لايملك
بيده شيء وماهي الا برهة من الزمن وقد فارقت أمه الحياة أخذ ينظر اليهابعينين دامعتين ويودعهاالوداع الأخير ثم وثب عاليا ليشق طريقه الى الجنوب الى أن فقدت أثره وكأنه يقول لهالا تجعلي الحزن يسيطر عليك يامريم ويفقدك طموحاتك فبموت عزيز عليك ليس معناه أن تنتهي حياتك لا بل لابد أن يكون ذلك حافزا قويا لنشق طريقنا الى المسقبل الواعدوتذكري دائما مقولتك المأثورة المستقبل أفضل من الماضي .

مرت الأيام وأصبحت مريم محامية مشهورة وتزوجت من زميل لهل بالعمل وبعد ثلاث سنوات من زواجها رزقت بتوأمتين صغيرتين اسمتهما أمل وحياة ومنذ تلك اللحضة قررت مريم أن تمنحهما الحنان الذي حرمت منه في طفولتها وأن تكون أما مثالية لاطفالها وان تكسر المقوله القائلةفاقد الشيء لا يعطيه.

بقلم :ف الكعبي
 
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : المستقبل أفضل من الماضي | المصدر : الروايات

ف.الكعبي

New member
معلومات ف.الكعبي
إنضم
26 يوليو 2008
المشاركات
13
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
بصرااااااااااااااااااااحة انا حطيتها لاني كنت ابغي النقد البناء

حتى لو ماكانت ترتقي لمستوى القصة يهمني رايكم وراااااااااااااااح

اتقبله بصدر رحب علشان اطورررررر نفسي

:msn-wink::msn-wink::msn-wink::msn-wink::msn-wink::msn-wink::msn-wink::msn-wink::msn-wink::msn-wink::msn-wink::msn-wink::msn-wink:
:sadwalk::sadwalk::sadwalk::sadwalk::sadwalk:

انتظر الردووووود
 

منال الليل

New member
معلومات منال الليل
إنضم
11 يوليو 2008
المشاركات
131
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
48
الإقامة
kuwait
احسنتي ..... لا بأس ولكن تريدين الصراحه لا جديد .................. اعذري صراحتي وبالتوفيق فالموهبه واضحه جدا .... وفقك الله وسدد خطاك ..
 

ف.الكعبي

New member
معلومات ف.الكعبي
إنضم
26 يوليو 2008
المشاركات
13
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
شكرااااااااااااااا لك اختي واسعدني ردك كثيرااا

وانا وضعتها للنقد للبناء فالكاتب لا يولد كاتب

ولكنه يرقى المراقي لنيل الاماني
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه