CanDle-Kuw
New member
- إنضم
- 7 أكتوبر 2006
- المشاركات
- 1,564
@الاكتئاب مسألة أسرية@
تعد الأسرة قوة أساسية في مجال تحقيق الرعاية بل وحتى في عملية
العلاج فهي ذات أهمية فيما يتعلق التعرف الصحيح على هذا المرض
وعلاجه ، وذلك ليس في البداية فقط بل وفي جميع لمراحل.
فهي التي توفر الرعاية برغبة منها أو دونها.
كما أنها تسهم في خلق الجو لمناسب الذي يعيشه الشخص الذي يعاني
من الاكتئاب ، وقد تتحول عوامل مساعدة على الاستشفاء من المرض أو
العكس.
وللاكتئاب تأثير بالغ على الأسرة.
كما أن للأسرة تأثيرا كبيرا على الاكتئاب.
الاكتئاب لا يعد حالة طبية فقط بل انه مسألة تخص الأسرة المعنية فتصرفات
و أمزجة من يعانون من الاكتئاب الذي يثير النزاعات و يؤثر على العلاقات
الأسرية ، يؤدي إلى ظهور نسق من توتر على الأسرة برمتها فهناك
الغضب والسخط الأفكار السلبية التي تصيب الجميع بالتشاؤم.
ذلك إلى جانب السلوك الإنسحابي الذي يؤدي إلى إرباك العلاقات
وفصمها ، كما تنتج عنه مشاعر بعدم القبول والعزل ويلحق الأذى
أيضا بالمسؤوليات الأساسية التي يضطلع بها أفراد الأسرة ويزداد
ثقل التوتر.
يرى الدكتور ناصر جامع أستاذ الطب النفسي المساعد في جامعة
هارفر انه لا يمكن الوصول إلى تشخيص صحيح للاكتئاب من دون
دور الأسرة وذلك لان العديد من الناس خاصة بالنسبة لأولئك من
كبار السن أو صغار السن أو من يعانون من حالة صحية معينة
لا يدركون أنهم مصابون بالاكتئاب أو قد يعزون الأعراض التي
لديهم إلى أمور أخرى وبالتالي فان نظرة و تقدير أفراد
الأسرة تعد عاملا مفيدا في هذا الصدد.
ويقول الدكتور جامع انه من اجل توفير علاج مضبوط للاكتئاب ،
علينا أن نعرف ما إذا كان الشخص عانى في السابق من أي
مشكلات نفسية.
فالأبحاث التي أجريناها أوضحت أن 50 في المائة من المرضى
لم يكونوا حتى مدركين أن لديهم مشكلة نفسية عند تعرضهم لها.
فيما يدرك أفراد الأسرة أعراض الحالة النفسية في اغلب الأحوال.
وعندما يأتي المريض لأول مرة لإجراء تقييم لحالته ، يطلب منه الدكتور
جامع إحضار احد أفراد الأسرة معه و يضيف و بعدها اطلب من الأسرة
ألا تتردد في الاتصال بي في أي وقت تظهر لدى المريض اي أعراض
لتغير المزاج من أي نوع كان.
ولا تمثل مسألة السرية أي مشكلة ، ويقول الدكتور جامع انه لا توجد
قيود تمثلها السرية فما يتعلق بفتح أذنه للاستماع للمشكلة.
فهو لا يدلي بأي قول بل يستمع لما يقوله الآخرون.
بالإضافة إلى ذلك فإن متابعة الأسرة لتناول المريض للأدوية الموصوفة
له يشكل الفارق فيما بين الالتزام بتعاطي الدواء واستمرار المرض.
وانه إذا لم ينحز أفراد الأسرة إلى جانب العملية العلاجية ، فإن الدكتور
جامع يعلم مرضاه كيفية التأقلم مع هذا الوضع وانه من الأفضل أن تدعم
الأسرة العلاج وتعمل على تذكير المريض بأخذ الدواء في مواعيده.
ويوصي الأخصائيون أفراد الأسرة بتوفير الرعاية والاهتمام بمن يعاني من
الاكتئاب ، لأنه عادة ما ينتابه شعور بالعزلة ويواجه الألم والقنوط وحده.
وقد يقود الاكتئاب في بعض الحالات إلى حدوث انقسام في أوساط
الأسرة إذا كان البعض من أفرادها لا يتفهمون هذا الأمر بل يرغبون
في الهروب من مواجهته ، بينما هناك أسر أخرى يبذل أفرادها كل
ما في وسعهم لعلاج المريض وتحسين حالته الصحية إلى درجة
البحث عن حلول علاجية بديلة مثل اللجوء إلى السحر والمعالجين
بوسائل أخرى.
وقد طور الأخصائي النفسي الدكتور دي يد ميلكوويتس نظاما للعلاج
يأخذ الأسرة في الاعتبار ، على أساس أن العلاقة الأسرية تؤثر في
حالة المريض ومزاجه.
فقد أوضحت البحوث أن حالة المريض قد تسوء نتيجة تعبير احد أفراد
الأسرة عن مشاعره تجاه المريض ، مثل توجيه الانتقادات إليه أو إبداء
العداء تجاهه.
فالجو الذي تسوده مثل هذه المشاعر يزيد من فرص انتكاس حالة المريض
بنسبة اثنين إلى ثلاث مرات وفقا لقول الدكتور ميلكوويتس والتعبير عن مثل
تلك المشاعر قد يقود إلى حدوث توتر في العلاقة بين المريض وقريبه.
وقد يؤدي ذلك أيضا إلى تأثيرات بيولوجية ، حيث يصاب المريض بالتوتر البالغ.
وأوضحت دراسات لصور الدماغ أن مراكز الخوف في الدماغ تثار عندما يستمع
الشخص المعرض للإصابة بالاكتئاب إلى فرد في أسرته يوجه إليه انتقادات
حسب ما أوضح ميلكوويتس.
كما أن تلك المشاعر الانتقادية التي توجه إلى المريض حسب قول الدكتور
جامع يبدو أنها تعيق الاستفادة الكاملة من الأدوية.
ويعود هذا الأمر في جانب منه إلى أن الدواء يعمل بصورة أفضل في علاج
الأعراض ، لكن ذلك لا يعني بالضرورة انه يعمل بصورة أفضل في استعادة
ممارسة وظائفنا العادية.
ويبدو أن المرضى تتحسن حالتهم عند التدخل الموجه لمصلحة حل القضايا
الأسرية.
الحديث مع من؟
قد يخشى من يعاني من الاكتئاب أن أصدقاءه أو أفراد أسرته يمكن أن يبتعدوا
عنه ويعزلوه ، أو أن الحديث حول المرض قد يجعل الأمور تصبح أكثر سوءا ، لكن
الحديث مع فرد من أفراد الأسرة أو صديق غالبا ما يشكل الخطوة الأولى المهمة
في الطريق نحو تحسن الحالة الصحية.
وان كنت ترى أن على الشخص السعي للحصول على مساعدة يقدمها إليه
مختصون أو حثه على الاستمرار في متابعة خطة العلاج ، فإن من المهم ان
نضع في الاعتبار ما نقوله من حديث وكيفية قوله.
نصائح لدخول في حديث ناجح ،،،
كن مستمعا جيدا ، وأقبل المشاركة بطرح أفكارك الخاصة حاول تكرار ما ذكره
الشخص المعني في التو.
يجب ألا يشغلك ألا تكون لديك الإجابة الصحيحة ، بل أن مجرد وجودك وإبدائك
الاهتمام به سيكون له مفعول ايجابي.
لا تستهين أو تزدري مشاعره ومحاولة قول بعض العبارات الايجابية مثل :
لا تبدو لي أحوالك بأنها سيئة ، يمكن في الواقع أن تجعل الشخص الذي يعاني
من الاكتئاب ينتابه شعور أسوأ.
لا تنس قول بعض العبارات مثل أنا احبك، وأنا هنا من أجلك وأنت لست وحدك
في مواجهة هذا الأمر.
توفير الدعم المؤثر ،،،
انه أمر مؤلم أن ترى شخصا تحبه يعاني، وقد تشعر في بعض الأحيان بأنك
عاجز لا تستطيع تقديم شيء له ، وتقديم يد العون لشخص يعاني من
الاكتئاب يتطلب منا تحري الصبر والمثابرة.
وهناك بعض الجمعيات ومنظمات الصحة النفسية التي تقدم بعض النصائح
للأسرة والأصدقاء:
تعلم قدر استطاعتك حتى تفهم طبيعة مرض الاكتئاب وحاول متابعة آخر
التطورات في مجال العلاج.
شجع صديقك أو قريبك للسعي من اجل الحصول على مساعدة الطبيب
أو المعالج النفسي.
إذا كان الشخص المعني يخضع للعلاج مسبقا شجعه على الاستمرار فيه.
اذهب مع الشخص العزيز لديك إلى مواعيده مع الطبيب، وساعده في تذكر
اخذ الدواء في مواعيده ، فمن يعانون من الاكتئاب غالبا ما يجدون صعوبة في
متابعة شؤونهم ، وبالتالي ، إنه من المفيد أن يحصلوا على دعم الأسرة
والأصدقاء.
شجع الشخص المعني على المشاركة في بعض النشاطات التي كان
يستمتع بها ولكن لا ترغمه على ذلك. اقترح عليه الخروج معك في
جولات تعتقد انه يمكن القيام بها.
ساعد في صياغة توقعات واقعية فيما يتعلق بالعلاج. فقد يأخذ الأمر
عدة أسابيع قبل أن تفعل الأدوية مفعولها.
ساعد في اخذ الأمور تدريجيا ، وذكره بان الشخص الذي يتشافى من
سكتة قلبية أو إصابة بالغة لا يتعجل العودة إلى العمل أو توقع استئناف
جميع مسؤولياتهم المنزلية كالسابق.
ضع خطة للطوارئ، فإذا كان الشخص المعني مشغولا بقضية الموت
أو يتحدث عن الانتحار فاسع فورا للحصول على المساعدة.
اتصل بطبيبه أو خدمات الطوارئ أو خذه إلى اقرب جناح للطوارئ.
أسئلة يمكن توجيهها إلى الطبيب ،،،
- إذا كانت نتيجة تشخيص الطبيب انك تعاني من الاكتئاب اطرح عليه
الأسئلة التالية:
مواعيد زيارة الطبيب قد تكون قصيرة أو قد ننسى أن نثير عند زيارته بعض
الأمور المهمة بالنسبة لنا ، وإحدى الطرق التي تمكننا الاستفادة من
الزيارة هو وضع قائمة بالأسئلة التي نود أن نطرحها على الطبيب قبل
موعد الزيارة والرجوع إليها عند لقاؤنا به.
وفيما يلي بعض الأسئلة التي يمكن أن تبدأ بها:
-بعد شرح وتوضيح الأعراض التي تعاني منها اطرح عليه الأسئلة التالية:
هل تعتقد أنني أعاني من الاكتئاب ؟ وإذا كان الأمر كذلك ما هو نوع مرض
الاكتئاب الذي أعاني منه؟
هل الاكتئاب الذي أعاني منه مصدره حالة صحية ما ام انه نتيجة الأدوية التي
أتناولها حاليا؟
هل تستطيع علاج حالة الاكتئاب التي أعاني منها ام أن علي مراجعة أخصائي
مثل طبيب الأمراض النفسية؟ وإذا كان الحال كذلك هل تستطيع التوصية
بشخص محدد؟
هل احتاج لإرشاد نفسي؟ وإذا كان الأمر كذلك ، هل تستطيع اقتراح معالج معين؟
هل هناك خطط خاصة بمساعدة الذات أو إجراء تغييرات في أسلوب حياتي
توصي بها؟
- إذا وصف لك الطبيب دواء معينا اطرح عليه الأسئلة التالية:
ما الفوائد المرجوة من تناول هذا الدواء؟
ما مدى مفعوله؟
متى يظهر مفعول الدواء؟ كيف اعرف انه بدأ يفيدني؟
ما اثر هذا الدواء علي؟ هل سأكون على ما أنا عليه؟ هل سيلاحظ الآخرون الفرق؟
هل هذا الدواء آمن؟ هل يتحول إلى عادة بالنسبة لي؟
ما التأثيرات الجانبية له؟ وهل ستختفي مع مرور الزمن؟
كم من الوقت احتاج إلى تناول هذا الدواء؟ وهل سأتمكن من التوقف عن تعاطيه
في نهاية المطاف؟
هل يجب علي تفادي أشياء أخرى (مثل الأدوية الأخرى أو الكحول.. الخ) ، أو أنواع
معينة من الطعام أثناء تناول هذا الدواء؟
ما الحل في حالة عدم مفعولية هذا الدواء؟
كما انه من المفيد التحدث إلى الطبيب حول خطته العامة للعلاج.
والاتفاق حول كيفية قيامه بمتابعة التقدم الذي تحرزه نتيجة العلاج وحاول أن تعرف
أفضل السبل لمتابعة الحالة إن كان ذلك قد يتم بالذهاب شخصيا إليه أم عن طريق
الهاتف ، واستفسر عن وتيرة الزيارات لمقابلته.