الابناء والتحرش ..الجزء الثاني

[راجيه الرضا]

ابني والتحرش "الجزء الثاني"

*والآن ماذا نفعل في محيط البيت أو محيط المدرسة حين يحدث هذا ؟*?

١- حين يتعرض ابنك للتحرش تصرف بحذر ، لا تلم على ابنك في شيء، ? يكفيه ما وقع فيه من ألم، قل له : شكرا لأنك قلت لي ، هذه المصارحة لا يقوم بها إلا الشجعان ?، قل له كلاما إيجابيا، هدئ من روعه ، ولا تخبر أحدا من العائلة خاصة أولئك الذين لا يحسنون التصرف في مثل هذه المواقف? ، أخبر ابنك الذكر أن أي شخص يمكن أن يتعرض لهذا ، وهذا لا يعني أنك ضعيف ، انت قوي ، وناقش معه الدروس المستفادة من هذا الموقف ، واتفق معه على البعد نهائيا عن الأصدقاء الذين يفعلون هذا الشيء أو يتحدثون فيه ?، واتفق معه على البدء في تعلم لعبة قتالية ليتمكن من الدفاع عن نفسه إن اقتضى الأمر، واتفق معه أنه إذا شعر أنه سيتعرض لشيء من هذا أن يهرب بمنتهى السرعة ويستغيث بأعلى صوته بأي شخص مار ليساعده ،?

وأكد له أن الاستغاثة وطلب الحماية من الآخرين لا تقلل أبدا من رجولته ، فالنبي قد طلب الحماية من أحد رجال قريش حين خاف أذى المشركين وتصميمهم على منعه من دخول مكة بعد عودته من الطائف. ?


٢- اعرضه على أخصائي لتتأكد من أنه لم يصب بأذى جسدي وقم بعلاجه .?

٣- اعرضه على أخصائي نفسي خاصة إذا وجدته منطويا او تحول إلى العدوانية .?

٤- لا تبالغ في تحذيره من هذا الأمر حتى لا يتحول الأمر لديه إلى رهاب اجتماعي ?.

٥- أشركه في أنشطة تجعله متميزا بين أقرانه لتتأكد من زوال الأثر النفسي السييء لما حدث له ، كأن يشترك في بطولة رياضية ، أو أنشطة إعادة التدوير ، واحرص على أن يرى الجميع إنجازاته فكلمات التشجيع التي سيتلقاها ممن حوله ستعيد له ثقته في المجتمع فلا ينتقم منه ولا يفعل فيه كما فعل فيه من قبل. ?


*اما المتحرش فإذا كان ابنك أو تلميذك فتصرف معه كالتالي* :

١- إذا لم يعلم أنك علمت بالأمر فلا تخبره أنك عرفت ، واغمره باهتمامك وساعده ليتميز في شيء مفيد كما سبق وأشرنا مع من تعرض للتحرش. ?

٢- أما إذا عرف أنك عرفت ، فقل له ، أنا متأكد أنك إنسان جميل ، وأنك تحب الخير للجميع ، وأنك فعلت هذا وأنت تحت ضغط نفسي، فأخبرني لأتمكن من مساعدتك ، فإن أخبرك فخفف عنه وناقشه في وضع حلول لمشكلاته وإن لم يخبرك ، قل له سأظل مساندا لك وأنا مستعد للإنصات لك ومساعدتك في أي وقت شئت. ??

٣- قل له إن الناس تسيء الظن بمن يقع في هذا الأمر، وربما نسبت إليه أشياء لم يفعلها ، ولهذا علينا أن نتجنب مواطن الشبهات ، فلا تتواجد مع اي طفل أو مراهق في مكان مغلق إطلاقا ، واتفق معه على كلمة سر بينكما تنبهه بها إذا وجدته ونسي وتواجد مع طفل أو مراهق في أي مكان بمفرده ،

ولتكن ( طاطا طاطا طاطا) أو أي كلمة أخرى تتفقان عليها .


٤- اتفق معه على أن يتميز في شيء ليمحو من أذهان الناس الخطأ القديم ، وأخبره الناس تنسى بسرعة ما تتكلم فيه إن وجدوا موضوعا آخر يتحدثون فيه ، فاجعلهم يتحدثون عن إنجازاتك في المرات القادمة .?

٥- قل له أنا أثق بك ، لكني لا أثق بالشيطان ، والإنسان بعيدا عن رفاق الخير ضعيف ، وفي عزلته أضعف، ولهذا علينا أن نبحث عن رفاق طيبين في المسجد في النادي أو في قصور الثقافة وأنا معك في اختيار الرفاق الجدد ، واتفق معه على عدم اصطحاب هاتفه في غرفته ، واتفق معه أن يكون الدخول إلى الإنترنت في وجود الرفقة الطيبة ليكونوا عونا لنا على الشيطان وعلى أنفسنا الأمارة بالسوء.?

٤- تذكر أن هذا المتحرش الصغير إن لم نحتوه ونساعده على التعافي سيكون هذا المغتصب الكبير الذي يهدد المجتمع بأسره.

*ثالثا في المدارس* :

كثير من مديري المدارس ينكرون حدوث ذلك في مدارسهم حفاظا على سمعتها ، بل إن إحدى الأمهات أخبرتني أن مديرة مدرسة أبنائها هددت بعض أولياء الأمور برفد أبنائهم من المدرسة إن لم يتوقفوا عن الحديث في حالات التحرش التي وقعت في المدرسة ،

*ولكن حديثي الآن لمديري المدارس الذين يخافون الله في الأمانة التي حملهم إياها:*

١- تعاملوا مع المتحرشين والمتحرش بهم كما سبق وأشرنا .

٢- شددوا على المشرفين وزودوا من أعدادهم بحيث لا يتركوا اي تجمع للأولاد في مكان مغلق ، وكونوا أذكياء في المراقبة ، فبعض الأولاد حين يفعلون هذا الأمر يطلبون من بعض الأولاد يقفون لمسابقة الطريق وتحذيرهم بكلمات سر بينهم . ?


٣- شددوا على عمال النظافة وقت الفسحة أن يتواجدوا داخل الحمامات فلا يسمحوا لأي طفل أن يدخل مع زميله في حمام واحد .?

٤- انسفوا المباول فوجودها يسهل على الأطفال والمراهقين كشف عوراتهم وما بعد ذلك معروف .


٥- أعلنوا عن مسابقات شهرية بجوائز كبيرة ، ويكون الاستعداد لها وقت الفسحة ، مسابقات رياضية ، ثقافية ، دينية ، فنية ، بحيث يجد الطلاب جميعا المسابقة التي تستهويهم ، واشركوا الطلاب في وضع المسابقات والإشراف عليها واختيار جوائزها . ??

٦- أعلنوا عن مسابقة الطالب المثالي ، واجعلوا معايير الاختيار تشمل التفوق في التع امل مع الزملاء ، مع المعلمين ، والتفوق في إحدى المسابقات ، والتفوق الدراسي بحد أدنى الحصول على ٨٠% من المجموع ، رأي الأسرة في سلوك الطالب معه?

هذه المعايير ستجعل جميع الطلاب لديهم الفرصة للمنافسة ، فقصر الطالب المثالي على المتفوق دراسيا سيجعل المسابقة بين عدد قليل من الطلاب ، وما نريده هو شغلهم جميعا بالمنافسة .
وأخيرا

المشغول لا يشغل

أبناؤنا انشغلوا بتوافه الأمور وسييئها لما لم يجدوا عظائم الأمور تشغلهم ، فلنجتهد جميعا لنشغلهم بالحق عن الباطل
وبالخير عن الشر


دمتم في عفة وتقى
د.أمينة خلف