الأحلام عناوينٌ مبهمة
انقسمت الأحلام عند بني آدم إلى جزءين
أوله نعيشه بالنوم و حين يلفنا إزار الراحة والهروب من عناء النهار
و لمجرد رجوعنا للحياة من جديد نشرع بالبحث لنا عن تفسير و تحليل عمّا انغمسنا فيه
و ثانيه أماني مطبقة على الأنفاس نرى الناس فيها في توسع و خيبات أمل
و اللهف لتحقيقها فإما نجاحات و سرور و إما خسران و ضيق بالصدور
و كل واحد له منظار يبهج مرآه و يتفق و قناعاته حسب مفهومه للأحلام
فظلت هذه الأخيرة على مدى من الزّمن نصّا مقروءا و غير مفهوم و خال من التشكيل و التنقيط للكثير من هؤلاء
لأنهم بكل بساطة يرونها أماني جميلة في مياه عكرة
فانقسم هؤلاء إلي ثلاثة أصناف""
صنف يتحرق لمعرفة ماهية مستقبله
و التوقع و التكهن و الشعوذة
و يخوض كل التجارب للوصول إلي مبتغاه ولتحقيق أحلامه
فمن قراءة الكف و خطوط اليد التقليدية إلي حثالة القهوة و النظر بالفنجان
و الكثير من مخادعات العرافين و الشغوفين بالتنجيم
فيمسي عائما ببحر كلمات و هرطقات ما قيل له و يستبشر خيرا كثيرا ,
و يودع الفقر والإملاق إلى الأبد ويستقبل خدما و حشما و قصرا يأمر فيه و ينهى وهو يحلم
وآخر يعتكف بالمسجد و أثر السجود قد حفر جبينه فيترك أهله و صاحبته و بنيه
و لا يحرك ساكنا وطنين الذباب يوجع سمعه في تلك السويعات و هو يخاطب ربه
ينتظر رزقا كرزق مريم العذراء عليها السلام و بقلبه قلامة خشية و رهبة من الله
و حديث رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه
كلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته يجد له شرحا واف و شاف يقتنع به وحده
أما البقية الرائعة
فهي تري الأحلام ليست كالأحلام بل هي أدعية و استجابة من الرحمن
لا تحتاج لصرف ذهب أو مرجان
بل ستوضع علي طاولة العبادة فهذا عرض و هذا طلب و خيرهم من كسب الرهان
والرّب يشاء و يدبر و يخلق و يكثر و يغني و يفقر
و هم يتهجدون بالليل و في عزالإضطجاع و الإسترخاء والخلود للموتة الصغرى
يحققون أحلامهم بطريقتهم المثلى فكيف لا يكون لنا بهم تأثّر و اقتداء...؟
ولأنّ الأحلام هي الأحلام ولكنها تتغير بتغير الزمان و المكان والأشخاص
و حتى نحقق كلالأحلام بالصّحو والمنام
فنرتاح من مشقّة التفكير و نعيش بسلام
علينا التوجه لمن يعطي ما يشاء و يقدر قبل الطلب و الكلام
قال تباركـــ و تعالى
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ } 22 {إِلَىظ° رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }
هذا هو حلمي فما حلمك أنتِ ؟
اسم الموضوع : الأحلام عناوينٌ مبهمة
|
المصدر : ركن الهوايات والفنون