مرحبآ !

من خلال التسجيل في صفحات نسوة يمكنك ذلك من المشاركه وتبادل الآفكار الأيحابيه مع زميلاتك

آشتركي معنا الآن !

اسرار..الوسائل المفيدة للحياة السعيدة

دمعة فرح..~

New member
إنضم
2 يونيو 2008
المشاركات
422
[SIZE=+0]الوسائل المفيدة للحياة السعيدة
فصـــــــــل

(1) وأعظم الأسباب لذلك وأصلها وأسها هو: الإيمان والعمل الصالح، فأخبر صلى الله عليه وسلم أن المؤمن يتضاعف غنمه وخيره وثمرات أعماله في كل ما يطرقه من السرور والمكاره.
لهذا تجد اثنين تطرقهما نائبة من نوائب الخير أو الشر، فيتفاوتان تفاوتا عظيما في تلقيها، وذلك بحسب تفاوتهما في الإيمان والعمل الصالح.
هذا الموصوف بهذين الوصفين يتلقى الخير والشر، الحياة الطيبة في هذا الدار.
والآخر يتلقى المحاب بأشر وبطر وطغيان، فتنحرف أخلاقه، ويتلقاها كما تتلقاها البهائم بجشع وهلع، ومع ذلك فإنه غير مستريح القلب، فالمؤمن إذا ابتلي بمرض أو فقر، أو نحوه من الأعراض التي كل أحد عرضة لها، فإنه بإيمانه وبما عنده من القناعة والرضا بما قسم الله له، تجده قرير العين.
كما تجد فاقد الإيمان بعكس هذه الحال؛ إذا وقعت المخاوف انزعج لها ضميره، وتوترت أعصابه، وتشتتت أفكاره.
فالبر والفاجر، والمؤمن والكافر؛ يشتركان في جلب الشجاعة الاكتسابية، وفي الغريزة التي تلطف المخاوف وتهونها، ولكن يتميز المؤمن بقوة إيمانه وصبره وتوكله على الله.
(2) ومن الأسباب التي تزيل الهم والغم والقلق: ( الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل وأنواع المعروف) ولكن للمؤمن منها أكمل الحظ والنصيب، فيهون الله عليه بذل المعروف لما يرجوه من الخير، ويدفع عنه المكاره بإخلاصه واحتسابه.
فصـــــــل
(3) ومن أسباب دفع القلق الناشيء عن توتر الأعصاب، اشتغال القلب ببعض المكدرات: ( الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة)، فإنها تلهي القلب عن اشتغاله بذلك الأمر الذي أقلقه، وهذا السبب أيضا أيضا مشترك بين المؤمن وغيره، ولكن المؤمن يمتاز بإيمانه وإخلاصه واحتسابه في اشتغاله بذلك العلم.
(4) ومما يدفع به الهم والقلق: ( اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر، وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل، وعن الحزن على الوقت الماضي)، ولهذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن، فالحزن على الأمور الماضية التي لا يمكن ردها ولا استدراكها، والهم الذي يحدث بسبب الخوف من المستقبل.
وجعل الأمور قسمين:
(1) قسماً يمكن العبد السعي في تحصيله فهذا يبدي فيه العبد مجهوده ويستعين بمعبوده.
(2) وقسما لا يمكن فيه ذلك، فهذا يطمئن له العبد ويرضى ويسلم.
فصــــــــــل
(5) ومن أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينته: ( الإكثار من ذكر الله) فإن لذلك تأثيرا عجباً في انشراح الصدر وطمأنينته.
(6) وكذلك ( التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة) فإن معرفتها والتحدث بها يدفع الله به الهم والغم، ويحث العبد علي الشكر الذي هو أرفع المراتب وأعلاها.
(7) ومن أنفع الأشياء في هذا الموضع: ( استعمال ما أرشد إليه النبي صلى الله في الحديث الصحيح حيث قال: " انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من
فوقكم فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم" فإن العبد إذا نصب بين عينيه هذا الملحظ الجليل، رآه يفوق قطعاً كثيراً من الخلق في العافية وتوابعها، وفي الرزق وتوابعه مهما بلغت به الحال.
فصــــــــــل
(8) ومن الأسباب الموجبة للسرور وزوال الهم والغم: ( السعي في إزالة الأسباب الجبالبة للهموم، وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور) وذلك بنسيان ما مضي عليه من المكاره التي لا يمكنه ردها، ليس بيد العباد منها شيء إلا السعي في تحصيل خيراتها ودفع مضراتها.
(9) ومن أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الأمور: (استعمال هذا الدعاء) الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به: ( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كل شر" ( رواه مسلم).
فإذا لهج العبد بهذا الدعاء الذي فيه صلاح مستقبله الديني والدنيوي بقلب حاضر، ونية صادقة، مع اجتهاده فيما يحقق ذلك؛ حقق الله له ما دعاه ورجاه وعمل له، وانقلب همه فرحا وسروراً.
فصــــــــــــل
(10) ومن أنفه الأسباب لزوال القلق والهموم إذا حصل على العبد من النكبات: ( أن يسعى في تخفيفها بأن يقدر أسوأ الاحتمالات التي ينتهي إليها الأمر، ويوطن على ذلك نفسه) فإذا فعل ذلك فليسع إلى تخفيف ما يمكن تخفيفه بحسب الإمكان، فبهذا التوطين وبهذا السعي النافع، تزول همومه وغمومه، ويكون بدل ذلك: السعي في جلب المنافع، وفي دفع المضار الميسورة للعبد.
فصــــــــل
(11) ومن أعظم العلاجات لأمراض القلب العصبية، بل وأيضا للأمراض البدنية: ( قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة) لأن الإنسان متى استسلم للخيالات؛ وانفعل قلبه للمؤثرات: من الخوف من الأمراض وغيرها، ومن الغضب والتشوش من الأسباب المؤلمة.
(12) ومتى اعتمد القلب على الله، وتوكل عليه، ولم يستسلم للأوهام ولا ملكته الخيالات السيئة، ووثق بالله وطمع في فضله- اندفعت عنه بذلك الهموم والغموم، وزالت عنه كثير من الأسقام البدنية والقلبية، وحصل للقلب من القوة والانشراح والسرور ما لا يمكن التعبير عنه.
فالمتوكل على الله قوي القلب لا تؤثر فيه الأوهام، ولا تزعجه الحوادث؛ لعلمه أن ذلك من ضعف النفس.
فصـــــــــــــل
(13) وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر " [ رواه مسلم]، فائدتان عظيمتان:
(1) إحداهما: الإرشاد إلى معاملة الزوجة والقريب والصاحب والمعامل، وكل من بينك وبينه علقة واتصال، وأنه ينبغي أن توطن نفسك على أنه لابد أن يكون فيه عيب أو نقص أو أمر تكرهه؛ وبهذا الإغضاء عن المساوئ وملاحظة المحاسن، تدون الصحبة والاتصال وتتم الراحة وتحصل لك.
(2) الفائدة الثانية: وهي زوال الهم والقلق، وبقاء الصفاء، والمداومة على القيام بالحقوق الواجبة والمستحبة، وحصول الراحة بين الطرفين.
فصــــــــــــل
(14) العاقل يعلم أن حياته الصحيحة حياة السعادة والطمأنينة، وأنها قصيرة جدا، فلا ينبغي له أن يقصرها بالهم والاسترسال مع الأكدار فإن ذلك ضد الحياة الصحيحة، ولكن المؤمن له من التحقيق بهذا الوصف الحظ الأوفر، والنصيب النافع العاجل والآجل.
(15) وينبغي أيضا إذا أصابه مكروه أو خاف منه أن يقارن بين بقية النعم الحاصلة له دينية أو دنيوية، وبين ما أصابه من مكروه.
(16) ومن الأمور النافعة: ( أن تعرف أن أذية الناس لك وخصوصا في الأقوال السيئة، لا تضرك، بل تضرهم)، إلا إن أشغلت نفسك في الاهتمام بها، وسوغت لها أن تملك مشاعرك، فعند ذلك تضرك كما ضرتهم، فإن أنت لم تصغ لها بالاً لم تضرك شيئاً.
(17) وأعلم أن حياتك تبع لأفكارك، فإن كانت أفكاراً فيما يعود عليك نفعه في دين أو دنيا فحياتك طيبة سعيدة.
(18) ومن أنفع الأمور لطرد الهم: ( أن توطن نفسك على أن لا تطلب الشكر إلا من الله)، فإذا أحسنت إلى من له حق عليك أو من ليس له حق فأعلم أن هذا معاملة منك مع الله، فلا تبال بشكر من أنعمت عليه.
ويتأكد هذا في معاملة الأهل والأولاد ومن قوي اتصالك بهم، فمتى وطنت نفسك على إلقاء الشر عنهم فقد أرحت واسترحت، ومن دواعي الراحة أخذ الفضائل والعمل عليها بحسب الداعي النفسي دون التكلف الذي يقلقك.
(19) اجعل الأمور النافعة نصيب عينيك واعمل على تحقيقها، ولا تلتفت إلى الأمور الضارة لتلهو.
(20) ومن الأمور النافعة: ( حسم الأعمال في الحال والتفرغ في المستقبل؛ لأن الأعمال إذا لم تحسم اجتمع عليك بقية الأعمال.
(21) وينبغي أن تتخير من الأعمال النافعة الأهم فالأهم، وميز بين ما تميل نفسك إليه وتشتد رغبتك فيه .
المصدر ، الوسائل المفيدة للحياة السعيدة لصاحبها فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي . رحمه الله تعالى . دار الوطن للنشر

[/SIZE]​
 
أعلى