يوميات امرأة ولدت من جديد

[المسك]

رائع أكملي فعلا الرجال كثيرون جدا في حياتنا ووأهمهم الرجل الرائع الصغير -الله يحفظه ويخليه لك يا رب

 

[Rouna]

انه الان اليوم السابع لتركه لى.. تنتابنى الكثير من المشاعر المتناقضة. احيانا اشعر بالوحدة وبان المسئولية كبيرة على كى اتحملها بمفردى ولكن سرعان ما اقارن نفسى فى وضعى الان ووضعى وهو معى وحقيقة لا اجد الفرق الكبير.
كان الامس مثلا هو منتصف اسبوع العمل بالنسبة لى وهو دائما ما يكون يوما صعبا، مملا وشاقا.. ولكنى قررت انه بيدى فقط ان اجعل منه يوما مختلف. ولن استسلم لاحساس التعب والملل الذى ينتابنى فى هذا اليوم. وكذلك لن اطلب المساعدة من أحد.. فكثيرا ما طلبت منه المساعدة لحاجتى الى التغيير او الراحة وكثيرا ما ردنى خائبة.. فليكن اذن..
انتزعت من اليوم ساعتين لنفسى.. اهتمام بنفسى وتدليل لها.. وذلك بعد ان اطمأنيت على الاولاد وعلى تلبية احتياجتهم., وقررت ان هذا الوقت مخصص لى.. لى وحدى ولن اسمح لشئ ان يعكر على صفوه..
وفعلا اختليت بنفسى وتحت المياه الساخنه قررت عدم التفكير فى اى شئ يقلل راحتى.. ومر الامر بسلام وتقبل اطفالى ضرورة ان أختلى بنفسى قليلا.. فهو امر مشروع لاى انسان فى الحياة.. تقبلوا بعد قليل من الصياح والمشاجرة وضرب بعضهم البعض ولكنى لم التفت لهم.
التفت الى نفسى ونفسى فقط.. وكنت منذ فترة قد قررت التغيير قليلا من ايقاع حياتى.. فبعد قراءاتى للكثير من الكتب التى تتحدث عن التغيير الايجابى والسعادة الداخلية.. قررت ان اطبق على نفسى بعض ما فيها..
اولا.. لابد لى من الاهتمام بصحتى .. اهتمام كامل وشامل.. فلا يصح ان اعانى من اى الم وارجئ الذهاب الى الطبيب.. ولا يصح ان يحين موعد الكشف الدورى على عيونى او أسنانى ولا اهتم .. ولابد لى من الاكل الصحى المفيد والتقليل من الاطعمه التى تضرنى .. فلا مانع طبعا اذا كان الطعام يمثل لى مكافأة او حتى استمتاع ما ان أكل ما اشتهيه ولكن بحدود.. وذلك ليس بغرض تعذيب نفسى ومنعها مما تشتهيها ولكنه بغرض المحافظة عليها وعلى توازنها الصحى..
ثانيا.. لا بد ان تلعب الرياضة دورا اساسى فى حياتى.. وبما ان اطفالى صغار ولا استطيع تركهم بمفردهم وقتا طويلا للاشتراك مثلا فى اى جيم.. اذن ناخذ ابسط الحلول.. وهو مثلا المشى لمدة ساعه على الاقل ثلاثة ايام فى الاسبوع.. فكثيرا ما ساعدنى المشى على اخراج الطاقة الزائدة لدى وعمل على تهدئتى .. وانا بحاجة الى ذلك.
ثالثا.. علاقتى بربى ودينى.. وهى طبعا لا تأتى فى المرتبة الثالثة من حيث الاهميه .. ولكن على رأس الاهتمامات.. فلن أصلى سريعا بعد الان .. لن اصلى سريعا حتى لو نشبت حريقة فى المنزل.. ستكون صلاتى كانها اخر صلاة اؤديها فى حياتى.. مهما كان.. ولن يؤخرنى عنها شئ.. ولن أسمح لاحد بذلك.. لطالما ظلمت نفسى كثيرا باهتمامى بأمور دنيوية تافهة فى مقابل عدم اتقان صلاتى..
وكذلك دراستى لعلم التجويد.. الدرس الجميل الذى يمتعنى لمدة ساعتين فى الاسبوع.. سيكون ايضا من اولوياتى.. وسأبذل فيه جهد كبير ولن اسمح لاحد بتعطيلى عنه..
ولازال لدى الكثير من الخطط والتغييرات التى بدأت بتنفيذها فى حياتى...فانا أهم واحدة بالنسبة لنفسى.. راحتى وصحتى واهتماماتى تأتى كلها اولا.. وواجباتى تأتى فى المرحلة التالية..
ان لم افعل ذلك فسوف اعانى كثيرا.​

 

[المسك]

[glint][grade="00008B FF1493 800080 4B0082"]رائعه الله يحفظج
بالفعل بين فتره وفتره تأتي هذه المواقف لننفض الغبار المتراكم من اهمال النفس،وكم نحن بحاجه لأن ندلل انفسنا
بانتظار التكمله [/grade][/glint]:msn-wink:

 

[Rouna]

بالأمس اتت ابنتى التى لم تكمل عامها السابع لتقول لى: "ماما انا احب "أ" .. وبأحسه أنجل يا ماما (ملاك) وباحب أشوفه كل يوم". لم أشعر الا بالأرض وهى تتهاوى من تحتى .. وكأن زلزال عنيف قام فجأة فى بيتنا وأخذ يأخذنى معه الى هوة سحيقة ولكن فجأة استجمعت كل قوتى وشحذت كل ما أوتيت من طاقة وخرجت من هذه الهوة وقلت لها: "لا حبيبتى لا يصح فهو زميل لكى وصديق مثل كل زملائك فى المدرسة ومين علمك تقولى الكلام العجيب ده على ولد؟ هو كده صح؟؟" وكانت ابنتى تنظر لى بعينين يملؤهما البراءة وهى تقول لى : مش صح ليه يا ماما.. انا مبستوش ولا عملت حاجة غلط.. انا بس باحبه.. وصاحبتى "د" قالتلى ان كل بنت لازم تختار ولد وتحبه"
طبعا لن استطيع ان اصف لكم احساسى وقتها.. ان ابنتى لم تتجاوز السابعه من عمرها.. بريئة براءة غير عادية.. متفوقة ومن الاوائل فى مدرستها.. رياضية وكثيرة الحركة.. وهى ماشاء الله لا حول الا بالله جميلة .. غاية الجمال.. لا اقول هذا لأنها ابنتى ولكن انا نفسى احيانا كثيرة اتطلع اليها واستكثرها على نفسى.. واقول ما أكرم ربى ان يرزقنى بطفلة جميلة مثلها ..
وعندما قالت لى هذا الكلام انتابتنى حالة من الرعب عليها.. كيف أحميها؟؟ فأنا أقوم بتربيتها كما يرضى الله ودائما أضع فى عقلى ان تصرفاتى هى المثل لها.. فانا أحسن التصرف كى أكون قدوة لها .. ومنذ ان أتمت الرابعه من عمرها وهى تحفظ القران على يد محفظة تأتى لنا أسبوعيا فى المنزل..
أين اذن الخطأ؟؟ ما الذى فعلته أدى بها وبى الى هذه النتيجة؟؟ حتى لو كان تفكير طفولى وبرئ ولكنى لا اقبل ابدا بهذا الكلام.. لابد انى أخطأت خطأ ما..
هل قسوتى الزائدة عليها هى التى جعلتها تتجه بمشاعرها البريئة تجاه شخص اخر؟ هل يجب ان اكون اكثر حنية عليها؟؟ ولا ادع اى مجال للتنفيس عن عواطفها الا معى؟؟ فانا يجب ان اكون صاحبها وصاحبتها واختها وقريبتها وامها.. كثيرا ما كنت أقرأ مواضيع عن كيفية معاملة البنات واحتوائهم.. ولكنى ابدا لم افكر بانى يجب ان ابدأ فى هذه السن الصغيرة.. هل خلافاتى مع والدها كانت ذات تأثير عليها؟؟ لن اتكلم على دوره الهامشى معها.. والذى تحول فجأة الى دور ملائكى فى هذه الفترة - فترة الانفصال - فهذا له حديث اخر.. ولكن اكيد انا أخطأت.
لن أحمل أحد المسئوليه.. ساتحملها وحدى.. وكذلك جميع عواقبها.. وسأبحث عن الخلل فى طريقة تعاملى معها.. وأجلس معها طويلا واتحدث معها بطرق غير مباشرة.. انها ابنتى. قطعه منى.. اغلى ما املك.. ولن أسمح لأصدقاء السوء بتلويث أفكارها.. كيف لى ان امنعها من الاختلاط بالصاحبات فى المدرسة.. وبينهم الجيد والغير جيد.. لابد ان اقوى ابنتى .. ازرع فيها قوة الشخصية التى افتقدتها فى نفسى منذ صغرى.. أنمى فيها حب ذاتها ونفسها اولا ثم أمها وابيها وأخوها و.. وليس حب اى شخص غريب فى هذه السن.. لا أريد لابنتى ان تمر بما كنت أمر به فى صغرى,, كانت اى عبارة اعجاب او اى وسيلة للتقرب منى تطربنى وتسعدنى.. لا أريد لها ذلك.. اريدها قوية، واثقة فى نفسها، مهتمه بشئونها..
انها مسئوليه خطيرة تنشئة البنات.. ويجب على ان اكون حنونة الى اقصى الحدود.. وذلك امر صعب مع مختلف المشكلات اليومية التى تقابلنا من مذاكرة ونوم باكر وغيره وغيره.. فهى معادلة صعبه جدا يجب على على حلها..
قد أكون معطية الامر اكبر من حجمه قليلا ولكن كيف لى الا افعل.. الا امثل انا الان الام والاب معا؟؟ فهل يا ترى أتحمل هذه المسئوليه وحدى؟؟ ام أحتاج مسانتده معى؟؟؟​

 

[الشاكية لله]

رونا

ازيك؟ عاملة اية؟ يا ترى هتفتكريني
لسة اسلوبك ما شاء الله حلو جدا في الكتابة

يارب يصلح لك حالك

(أشكو بثي وحزني لله)

 

[Rouna]

سبحان الذى جمعنا من غير ميعاد.. وحشاااااااااااااااانى ..
ازاى بس عايزانى انسى ارق صوت سمعته فى حياتى؟؟
ادعى لى يا "أشكو" ربنا يفك كربى.

 

[أم ياسمين05]

اللهم يا مفرج كل هم وضيق يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد اسألك باسمك الأعظم والأحب اليك الذي اذا سئلت به أجبت أن تفرج هم رونا وكربها يا حى يا قيوم برحمتك نستغيث اصلح لها شئنها كله ولا تكلها الى نفسها طرفة عين

 

[Rouna]

جزاكى الله خيرا على الدعاء يا أم ياسمين05..فأنا فى أمس الحاجة ايه..

 

[~دموع الورد~]

رائع رائع رائع

ماشاء الله أسلوب جميل سلس عشت معاك كل شي لحظة بلحظة

وحسيت بمعاناتك وأعجبني تفكيرك وتصرفاتك وكبر عقلك

ياااااااااااارب ياكريم وفق أختي رونا في حياتها وسهل أمورها وكن لها معينا

وحقق لها أمانيها وأسعدها في الدنيا والآخرة

 

[Rouna]

على الرغم من تركه المنزل منذ حوالى اسبوع، الا انه يأتى كل يوم فى المساء، يفتح الباب بمفتاحه الخاص، ويدخل محملا بهدايا كثيرة للأطفال تجعل عقولهم تطير من فرط السعاده..
"بصى يا ماما بابا جابلنا ايه النهارده، ده بابا ده طيب اوى..." وبالطبع بعد يوم طويل بينى وبين اطفالى ملئ بالمشاجارات والمشاحنات اليومية على الأمور المعتادة مثل المذاكرة، عدم مضايقة الاخ الاصغر لأخته او ضربه لها، تنظيم الحجرات والملابس وحتى طعام الغداء - بعد هذه المشاحنات اليومية العادية وبعد مجئ الأب بالهدايا والقبلات أنزوى وحدى فى حجرتى وأفتعل انشغالى بكتاب أقرأه اوبمطالعتى للنت.
انه فعلا موقف صعب على اى أم.. أنا التى احتمل كل شئ وأصحى منذ الصباح الباكر لاعداد الاطفال للمدرسة والحضانه واعداد الفطور لهم والاعتناء الكامل بهم وبشئونهم.. وأرجع من عملى متعبة ولا احتمل صوتا بجانبى ولكنى اضطر ان استمع الى كل حكايات ابنتى ومحاولة نصحها وارشادها بما هو صواب .. واستحمل بكاء الصغير الدائم .. واعد الغداء واجلس لمتابعة الدروس .. و.. وكل ما لا يخفى عليكم كأى امرأة عاملة فى مثل ظروفى..
وبعد كل هذا اليوم الشاق يأتى بابا نويل محملا بهداياه ومفاجأته للصغار ويكون له من الحفاة والترحاب ما يحز فى نفسى ويثير غيرتى.. وتكون ماما هى "الوحشة .. العصبية... اللى على طول بتزعق"
هل هذا عدل؟؟ وبعد أن يمضى حوالى الساعتين مع أطفاله يودعهم ومن يدرى عله يخرج بعد ذلك لمقابله الاصدقاء او ممارسة حريته بأى شكل من الأشكال.. ويترك لى بعده طفلين صعبين المراس فى التعامل معهم من فرط تدليله الزائد لهم..
لن أدخل كثيرا فى تفاصيل علاقته بالأطفال قبل تركه المنزل وكيف كان يتعامل معهم بقسوة بالغة وبعدم صبر وباستعمال الضرب فى كثير من الاحيان.. لن أدخل فى هذه التفاصيل الان .. ولكن فعلا ما يضعنى فيه من موقف هو اكبر من قوة احتمالى..
هل أطلب منه عدم المجئ الى المنزل؟؟ أنا لا يحق لى ذلك.. فمازال زوجى .. وطلبى هذا قد يزيد الأمور تعقيدا عما هى عليه الان.. هل أطلب منه عدم رؤية أطفاله؟؟ أيضا لا أستطيع.. هل أطلب منه مجرد تحيتى عند دخول المنزل وذلك حفظا على ما تبقى من ماء وجهى امام اطفالى؟؟
اننى فى موقف شديد الصعوبة والقسوة وما يزيد قسوته هو ان الامر لا يزال سرا.. لم أخبر أحد من أفراد أسرتى لأننى قررت اننى الوحيدة القادرة على مواجهة مشاكلى وحلها..
هل أنا فعلا قادرة على ذلك ام اسير خطوة بعد اخرى فى طريق الاستسلام؟؟
هل هذا الوضع سيستمر كثيرا؟؟ والى متى ؟؟​

 

[helwaya]

سبحان الله

أَ للانفصال هذه القدرة العجيبة للقوة الداخلية التي ظهرت عليك فجأة !!!

ألَن تستطيعي العودة دون البقاء على هذه الشخصية الجميلة التي ظهرت .....

أم انكِ مازلت تبحثي عن نفسك ؟؟؟

سؤالي تحديدا هل الانفصال لا رجعةَ فيه ..... أم انها فترة لإلتقاط الانفاس والتغييير الجذري>>> الى متى ؟

أعانك الله فيما انت فيه وصبرك وهداك الى طريق الرشاد

 

[الديار]

تم نسخ اليوميات
وساوافيكم بالرد بعد القراءة

 

[الشاكية لله]

رونا
انتي وحشاني اكتر وزعلت اوي ان امورك مش مستقرة مع زوجك
ربنا يصلح لك حاله ويفرج همك وكربك
كان نفسي اكون جنبك علشان اقدر اشوفك او اقابلك
ولادك هما احلى حاجة في الحياة وطبعا هما حسين بقيمتك مهما ابوهم جاب هدايا او لعب
انتي الاهم والاحن والاغلى عليهم وبعدين تعبك كله عند ربنا بس انتي اصدقي النية

اللهم اصلح ذات بينكما والف بين قلوبكما
طمنيني عليكي ومتنسينيش من دعائك
انا كمان في كرب شديد

 

[نسائيات]

شدتني يومياتك وللامام رونا

 

[@ بسمة أمل @]

راااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائع رونا رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائع ...................


احييك انتي امراة شجاعه حقا .............

اتابع يومياتك باعجاب شديد فانتي ممن تظهر قوتهم عند الازمات ................اهنئك ...


ادعو الله ان يفرج كربك ويزيل همك وييسر امرك ياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااارب


انابالانتظار .......................


سلام للمشاغبين عندك ربي يصلحهم ويهديهم لك ويرزقك برهم ياااااااااااااااااااااااااارب

 

[@ بسمة أمل @]

راااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائع رونا رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائع ...................:clap:


احييك انتي امراة شجاعه حقا .............

اتابع يومياتك باعجاب شديد فانتي ممن تظهر قوتهم عند الازمات ................اهنئك ...:surrender:


ادعو الله ان يفرج كربك ويزيل همك وييسر امرك ياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااارب


انابالانتظار .......................:detective2:


سلام للمشاغبين عندك ربي يصلحهم ويهديهم لك ويرزقك برهم ياااااااااااااااااااااااااارب:msn-wink:

 

[Rouna]

صباح الخير أخواتى جميعا
أشكركم على ردودكم وتعليقاتكم.. سوف أكمل لكم باقى القصة اليوم ان شاء الله وأرد على جميع التعليقات بعدها.

 

[LaSt WoMeN]

اتابع قصتك بشوق و أرجو أن تكون نهايتها جميلة كصاحبتها

 

[Rouna]

ظل وضعى كما هو عليه لمدة أسبوع كامل.. نفس النظام ونفس الروتين اليومى الذى لا يتغير... فمازال يأتى فى أى وقت ويجلس مع الاولاد ويجتذبهم الى صفه دائما بالهدايا التى يحضرها لهم.. ومازلت أجلس وحدى فى هذا الوقت من اليوم.. وأفكر فى حالى وفى أننى لست راضيه عنه بأى حال من الاحوال.. وقررت اننى لن اجلس فى حجرتى بعد اليوم ولن استسلم لهذا الاحساس السلبى الذى ينتابنى فى حالة وجوده فى المنزل.. اذا اراد المجىء والجلوس مع اطفاله فلا بأس ولكن لن أجعل هذا الموقف يؤثر على بعد اليوم.. وبالفعل جاء فى ذلك اليوم كعادته وسمعت المفتاح فى الباب ودخل وانا لم أبرح مكانى فى غرفة المعيشة ولم أتركه وأصبح فى موقف صعب واضطر ان يبدأ بتحيتى او تحية البيت كله بمن فيه (السلام عليكم) واتجه الى غرفة النوم وجلس هناك.. الان أصبح هو الوحيد المعزول عن باقى البيت وانا فى مكانى كما انا ولم يفرق معى وجوده فى شئ ولم أعره اى اهتمام واصبح الاطفال حائرين بينى وبينه فى الحجرتين.. ولكنى افهمته جيدا ان هذا هو بيتى وانى انتمى هنا وانه اذا كان قد قرر الرحيل فليتحمل تبعاته.. لست انا التى يجب ان أحتمل كل شئ.. ووصلت له الرسالة فى ذلك اليوم واضحة جلية.. ومكث فى الحجرة قرابة الساعتين ثم انصرف وانا أدرك تماما انه أخذ يعيد النظر فى تصرفه معى..​

 

[Rouna]

رن جرس التليفون فى منزلى وكان زوجى هو المتحدث وعلى غير عادته هذه المرة بدأ بتحيتى والسؤالى عنى وعن أحوالى قبل ان يطلب الحديث الى ابنته. ووجدت نفسى اتكلم معه بقوة لم اعتدها فى نفسى من قبل وسألته عن احواله وطلبت منه ضرورة التحدث فى شئوننا واننى لن احتمل ان تكون الامور معلقة بيننا الى هذه الدرجة التى وصلنا لها.. قوبلت منه بعاصفة من الهجوم العنيف فى الهاتف.. واننى السبب فى كل مشاكلنا وان اسلوبى معه لا يليق واننى لا احترمه ولا اقدره ولا .. وغيره من الكلام القاسى.
كان كلامه هذا فى الماضى ومنذ سنوات عديدة يضايقنى جدا ويهز ثقتى فى نفسى تماما وأظل ابحث اياما عديدة بعد هذه الحوارات السلبية الهدامة عن الاسلوب الامثل للتعامل معه.. وافكر اننى لابد ان اكون اخطأت فى حقه.. وان اسلوبى معه بلا شك خطأ.. وكيف لى ان ابدأ لاصلاح احوالنا.. فقد كنت احمل نفسى كل المسئوليه دائما وبحكم شخصيتى الضعيفة (سابقا) لم اكنأفكر ابدا انه هو ايضا بحاجة الى تغيير اسلوبه معى.. فمسئولية الخطأ دائما تقع على وحدى.. ولا انسى له ابدا كلمته الشهيرة فى بداية زواجنا: "غيرى اسلوبك وبعدين انا هاتغير".
اما الان فلاااااا يا زوجى العزيز.. لن اغير اسلوبى. وان غيرته فسيكون هذا من أجلى وليس من اجل ارضائك.. فانا الان ثقتى بنفسى وبقدراتى اعلى بكثير.. ولا انكر اننى بى بعض العيوب ولكنى بصصد اصلاحها وذلك ايضا لأجلى انا وليس من أجل احد اخر.. فعصبيتى التى تدفعنى الى القيام بالكثير من التصرفات الطائشة وتضعف دائما من موقفى اذا كنت على صواب، ساتحكم فيها.. وسوف أخذ كل الامور بطريقة هادئة .. وذلك من اجل صحتى ونفسيتى وليس من اجل أحد..
واستمرت المكالمة التليفونية بيننا أكثر من نصف ساعه استمعت فيها الى كل هجومه ضدى... ولم يزيدنى هذا الا ثقة اكثر فى نفسى.. حتى وان كنت قد أخطأت فى حقه .. فانا لا استحق هذا الهجوم من اى احد..
وبعد انتهائه طلبت منه ان نتناقش وجها لوجه وبهدوء... ووعدنى المجئ فى اليوم التالى..​