في وداع الشهر ...أكبر خطأ نقع فيه في كل رمضان:هو تقييم الشهر بمدى الاستجابة العاطفية فيه.الكثير منا يعتقد أن نجاحه في هذا الشهر مربوط بقدر بكائه، و تحرك قلبه في الصلاة و الدعاء، بل إن الشكوى تتزايد كل عام حول هذا المضون:"أنا ماحسيتش بقلبي خالص الشهر ده".و الحقيقة أن هذا المعيار هو معيار أحادي، مختزل، فحال العبد مع ربه لا يتم تقييمه بمجرد تأجج مشاعر العبد، و رقة قلبه، و انشراح صدره للعبادة.كل هذه المعاني جميلة بلاشك، لكن اختزال المعاني الإيمانية في بضع دمعات يريقها العبد في لحظة خشوع = قصور شديد في فهم منظومة العبودية الشاملة.فالعبودية ببساطة: منظومة حياة، يعيش بها العبد في كل أوقاته، و في كل أحواله.في إقباله و فتوره.... في عسره و يسره... و منشطه و مكرهه...في صحته و مرضه....و في غناه و فقره...بل و في كل حركة.... و كل سكون....العبودية عمل متواصل لا ينتهي إلا بلغت الروح الحلقوم...و الخشوع ثمرة من ثمار تلك العبودية: قد لا تزهر في كل يوم...!!فالمعيار الصحيح الذي تقوم به عبوديتك = هو مدى استقامتك. كما قال ربك: [فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ].فابحث في نفسك على استقامة حالك مع ربك، في رمضان... و بعد رمضان.و لا تكن ممن ينخدع بزيف لحظة عابرة، يلقي فيها دمعات متأثرة....ثم يعود إلى حياته الغافلة...الفاترة...!!منقول ..