? .. سلسلة مختصر قصة البداية والنهاية

Lena Dareen

مجموعة الإدارة
طاقم الإدارة
معلومات Lena Dareen
إنضم
28 مايو 2015
المشاركات
16,064
مستوى التفاعل
5,446
النقاط
113
الإقامة
In City Of Gold


الحلقة التاسع و العشرون :





ترك إخوة يوسف أخاهم وحيدا" يرتجف من الخوف والفزع ،، فآنس الله تعالى وحشته وآمن روعته :" { فَلَمَّا ذَهَبُوا۟ بِهِۦ وَأَجۡمَعُوۤا۟ أَن یَجۡعَلُوهُ فِی غَیَـٰبَتِ ٱلۡجُبِّۚ وَأَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمۡرِهِمۡ هَـٰذَا وَهُمۡ لَا یَشۡعُرُونَ }
[سورة يوسف 15]"..

عاد الإخوة إلى أبيهم يتصنعون البكاء والحزن ، ومعهم قميص يوسف ، وقد لوثوه بدم كذب وكانوا قد ذبحوا أرنبا" ، ولوثوا القميص بدمه ..
" { وَجَاۤءُوۤ أَبَاهُمۡ عِشَاۤءࣰ یَبۡكُونَ ۝ قَالُوا۟ یَـٰۤأَبَانَاۤ إِنَّا ذَهَبۡنَا نَسۡتَبِقُ وَتَرَكۡنَا یُوسُفَ عِندَ مَتَـٰعِنَا فَأَكَلَهُ ٱلذِّئۡبُۖ وَمَاۤ أَنتَ بِمُؤۡمِنࣲ لَّنَا وَلَوۡ كُنَّا صَـٰدِقِینَ ۝ وَجَاۤءُو عَلَىٰ قَمِیصِهِۦ بِدَمࣲ كَذِبࣲۚ قَالَ بَلۡ سَوَّلَتۡ لَكُمۡ أَنفُسُكُمۡ أَمۡرࣰاۖ فَصَبۡرࣱ جَمِیلࣱۖ وَٱللَّهُ ٱلۡمُسۡتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ }
[سورة يوسف 16 - 18] ،

نظر يعقوب إلى القميص ، فوجده سليما" غير ممزق ، فعرف أن الإخوة قد صنعوا الشر بأخيهم ،، فقال لهم مستنكرا" : ماهذا الذئب الرحيم !! يأكل يوسف ، ويترك قميصه دون تمزيق ؟!! ..

حزن يعقوب حزنا" عميقا" ،، وقال لهم : بل سولت لكم أنفسكم أمرا" ، فصبر جميل ، والله المستعان على ماتصفون"..

بقي يوسف في الجب المظلم وحيدا" ، صابرا" ، فقد كان رغم صغر سنه مؤمنا" بالله ، راضيا" بقضائه ، وقد أدخل الله تعالى الاطمئنان إلى قلبه ، فصبر . وقعد في قعر الجب ينتظر الفرج ..

في صباح اليوم التالي ،، قدمت قافلة كبيرة تطلب الماء ،، أدلى أحدهم دلوه ليخرج الماء ، فوجد يوسف فرصة للنجاة ، فتعلق بالدلو ..

فوجئ صاحب الدلو بيوسف ، وصاح متعجبا" : يابشرى !! هذا غلام ..

كانت القافلة تقصد مصر ، فأخذوا يوسف معهم عبدا" ، وباعوه لعزيز مصر (وزير المالية)،، بثمن بخس دراهم معدودة ..

فرح عزيز مصر بيوسف وأحبه ، لأنه لم يكن له ولد ، "وقال لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا" "..

عاش يوسف في بيت عزيز مصر عيشة سعيدة هانئة ، فقد تولاه الله بالرعاية والهداية والتعليم ، و آتاه الحكمة منذ الصغر لأنه سيتعرض للفتنة صغيرا" ..
فكان مثال الشاب المؤمن الواثق بالله






? ... يتبـــــــ؏ .....???
 

Lena Dareen

مجموعة الإدارة
طاقم الإدارة
معلومات Lena Dareen
إنضم
28 مايو 2015
المشاركات
16,064
مستوى التفاعل
5,446
النقاط
113
الإقامة
In City Of Gold


الحلقة الأربعون :





ترعرع يوسف ، وبلغ مبلغ الرجال ، وهو في غاية الجمال والتقى ..

أحبت امرأة العزيز يوسف حبا" كبيرا" ، ملك هذا الحب كل أحاسيسها ، وأعمى قلبها ، وتدخل الشيطان فوسوس لها ، وشجعها على طلب الفاحشة ، وزينها لها .. حتى أعمت الرغبة عينيها ..

ذهبت امرأة العزيز واسمها زليخة إلى يوسف تطلب منه فعل المنكر ، والفاحشة التي لايرضاها الله تعالى ، لكن يوسف الصديق المؤمن المخلص رفض مادعته إليه هذه المرأة العاصية ،، { وَرَ ٰ⁠وَدَتۡهُ ٱلَّتِی هُوَ فِی بَیۡتِهَا عَن نَّفۡسِهِۦ وَغَلَّقَتِ ٱلۡأَبۡوَ ٰ⁠بَ وَقَالَتۡ هَیۡتَ لَكَۚ قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ رَبِّیۤ أَحۡسَنَ مَثۡوَایَۖ إِنَّهُۥ لَا یُفۡلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ }
[سورة يوسف 23] ..

تهيأت له وتزينت وغلقت الأبواب ، وقالت له : تهيأت وتزينت لك ،، قال : معاذ الله أن آتي الفاحشة ، لاأعصي الله ماحييت ؛؛ همت أن تجبره ، وهم أن يضربها ،، إلا أن الله تعالى أراه العزيز من وراء الباب ،، فأقبل إلى الباب ، ولحقت به وجرته ، فقطعت قميصه ، وبقي قطعة قماش من قميصه في يدها .. { وَٱسۡتَبَقَا ٱلۡبَابَ وَقَدَّتۡ قَمِیصَهُۥ مِن دُبُرࣲ وَأَلۡفَیَا سَیِّدَهَا لَدَا ٱلۡبَابِۚ }

دخل العزيز وصرخ : ماهذا الذي يحدث في بيتي ،، أسرعت المرأة بكل مكر ودهاء لتتهم يوسف أنه هو الذي أراد السوء ،، وقالت للعزيز :" { قَالَتۡ مَا جَزَاۤءُ مَنۡ أَرَادَ بِأَهۡلِكَ سُوۤءًا إِلَّاۤ أَن یُسۡجَنَ أَوۡ عَذَابٌ أَلِیمࣱ }
[سورة يوسف 25]

قال يوسف : هي التي أرادت المنكر ..

تكلم طفل في المهد من أقاربها بمعجزة من الله ، وقال:" { قَالَ هِیَ رَ ٰ⁠وَدَتۡنِی عَن نَّفۡسِیۚ وَشَهِدَ شَاهِدࣱ مِّنۡ أَهۡلِهَاۤ إِن كَانَ قَمِیصُهُۥ قُدَّ مِن قُبُلࣲ فَصَدَقَتۡ وَهُوَ مِنَ ٱلۡكَـٰذِبِینَ ۝ وَإِن كَانَ قَمِیصُهُۥ قُدَّ مِن دُبُرࣲ فَكَذَبَتۡ وَهُوَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِینَ ۝ فَلَمَّا رَءَا قَمِیصَهُۥ قُدَّ مِن دُبُرࣲ قَالَ إِنَّهُۥ مِن كَیۡدِكُنَّۖ إِنَّ كَیۡدَكُنَّ عَظِیمࣱ }
[سورة يوسف 26 - 28]"..

رأوا قميصه قد تمزق من الخلف ، فعلم العزيز الحقيقة ، وقال : { فَلَمَّا رَءَا قَمِیصَهُۥ قُدَّ مِن دُبُرࣲ قَالَ إِنَّهُۥ مِن كَیۡدِكُنَّۖ إِنَّ كَیۡدَكُنَّ عَظِیمࣱ }
[سورة يوسف 28] ..

أي أن هذه مقولة العزيز ، وليست إقرارا" من رب العالمين ..
شاع الخبر في المدينة ، أن زليخة تحب غلامها ، فأرادت أن تبرر لنفسها فعلها القبيح ، فدعت كبار أهل المدينة من النساء ، وقدمت لهن فاكهة ، وأعطت كل واحدة منهن سكينا" ، قالت ليوسف : ادخل عليهن ..






? ... يتبـــــــ؏ .....???

 

Lena Dareen

مجموعة الإدارة
طاقم الإدارة
معلومات Lena Dareen
إنضم
28 مايو 2015
المشاركات
16,064
مستوى التفاعل
5,446
النقاط
113
الإقامة
In City Of Gold


الحلقة واحد و أربعون :




لما رأت نساء المدينة يوسف عليه السلام ، قلن ماهذا بشرا" إن هذا إلا ملك كريم ،، وقطعن أيديهن حين انبهرن بجماله ، وشغلن به ، فنسين أنفسهن ورحن يجرحن أيديهن بالسكاكين بدلا" من قطع الطعام والفاكهة ..

"{ قَالَتۡ فَذَ ٰ⁠لِكُنَّ ٱلَّذِی لُمۡتُنَّنِی فِیهِۖ وَلَقَدۡ رَ ٰ⁠وَدتُّهُۥ عَن نَّفۡسِهِۦ فَٱسۡتَعۡصَمَۖ وَلَئن لَّمۡ یَفۡعَلۡ مَاۤ ءَامُرُهُۥ لَیُسۡجَنَنَّ وَلَیَكُونࣰا مِّنَ ٱلصَّـٰغِرِینَ}
[سورة يوسف 32] "

.. وصارت زليخة تجاهر في طلبها للفاحشة :"ولئن لم يفعل ماآمره ليسجنن وليكونا" من الصاغرين" .. كذلك طلبت النساء منه الفاحشة ،، فقال :"{ قَالَ رَبِّ ٱلسِّجۡنُ أَحَبُّ إِلَیَّ مِمَّا یَدۡعُونَنِیۤ إِلَیۡهِۖ وَإِلَّا تَصۡرِفۡ عَنِّی كَیۡدَهُنَّ أَصۡبُ إِلَیۡهِنَّ وَأَكُن مِّنَ ٱلۡجَـٰهِلِینَ }
[سورة يوسف 33]"
.. واستعصم بالله ورفض أن يرتكب المنكر ..

نرى هنا فسادا" يعم الطبقة الراقية في مجتمع ذاك الزمان ،، كيف أن العزيز علم بخيانة زوجته ، ولم يحرك ساكنا" ،، وكيف أقدمت نساء تلك الطبقة على إغواء يوسف كما فعلت زليخة ..

عظمة القرآن أنه يري حال المجتمع في كل قصة ، هنا مجتمع الفساد والفواحش ،، في قصة موسى عليه السلام :"{ وجاءته إحداهما تمشي على استحياء } مجتمع صلاح وحياء ..

اتفق العزيز وزوجته زليخة أن يسجنوا يوسف ، بعد ما كثر الحديث عنه في المدينة ،، كي تنسى القصة من أذهان الناس ، ويكون ذلك أقل لكلامهم ، وأخمد لأمر هذه القضية ..

دخل يوسف السجن ، ووجدها فرصة ليدعو الناس في السجن إلى عبادة الله الواحد ، وترك عبادة الأصنام ..

كان الله عز وجل قد علم يوسف تأويل الرؤيا ، فأتاه سجينان في يوم من الأيام ، وطلبا منه تفسير حلميهما ..

قال الأول : رأيت في منامي أني أعصر عنبا" ..
قال الآخر : رأيت أني أحمل على رأسي خبزا" ، وكانت الطيور تأكل من هذا الخبز المحمول ..

فقال للأول : ستخرج من السجن ، وتعود لعملك ساقي الملك ..
وقال للآخر : ستموت وتصلب ، وستأكل الطير من رأسك ..
وقال للأول : أطلب منك أن تذكرني عند الملك إذا عدت إليه ، وأن تخبره أن في السجن بريئا مظلوما اسمه " يوسف "..







? ... يتبـــــــ؏.....???

 

Lena Dareen

مجموعة الإدارة
طاقم الإدارة
معلومات Lena Dareen
إنضم
28 مايو 2015
المشاركات
16,064
مستوى التفاعل
5,446
النقاط
113
الإقامة
In City Of Gold


الحلقة الثاني و اربعون :




تحقق مافسره يوسف ، فخرج الأول بريئا"، وعاد ساقيا" للملك ، لكنه نسي أن يخبر الملك بقصة يوسف ..
وصلب الثاني ، وأكلت الطير من رأسه ..

مرت سنوات ، ويوسف لايزال في السجن ، يعلم المسجونين ، ويدعو إلى الله ، حتى تحول السجن إلى مدرسة إيمانية ، أستاذها وقائدها يوسف الصديق عليه السلام ..

ذات يوم !! استيقظ ملك مصر من نومه فزعا" من رؤيا أفزعته ،، فدعا كبار وزرائه ، وقص عليهم مارآه في الحلم ..
قال الملك والخوف يأكل قلبه : رأيت سبع بقرات سمان في الحقل ، ثم رأيت سبع بقرات ضعيفات هزيلات تأتي من النهر ، فتقترب البقرات الهزيلات من البقرات السمينات فتأكلهن ،،، ثم رأيت سبع سنبلات خضر جميلة مملوءة بالحب ، وسبع سنبلات صفراء يابسات مافيهن حب ..

لم يستطع أحد تفسير هذا الحلم ،، وقالوا : أضغاث أحلام ..
عندها تذكر ساقي الملك يوسف ،، وقال : أنا أنبئكم بتأويل هذه الرؤيا ، فانتظروا ... وأسرع إلى السجن ..

قال يوسف مفسرا" الرؤيا : سيأتي على مصر سبع سنوات خصبة ، يكون فيها الخير كثيرا" ،، ثم تأتي بعدها سبع سنوات جدباء ، لاتنبت فيها الأرض ... ثم تأتي بعد ذلك سنة فيها يغاث الناس ، ويعطيهم الله فيها الخير الكثير .. وفيها يعصرون العنب والزيتون ..

تابع يوسف كلامه باسما" ، وإذا أراد الملك أن يحل مشكلة القحط والجوع ، فإن عليه أن يترك الحب الذي يخرج في سنوات الخير السبع في سنبله ، ولايخرجه منه ، ليدخره لسنوات الجدب والجوع ، ليكون ذلك عونا" له في تأمين غذاء شعبه ..

سمع الملك هذا التفسير الجميل ، فاطمأنت نفسه ، وطلب منه الساقي أن يأتيه بمن فسر الرؤيا ..

ذهب الساقي إلى يوسف يدعوه لمقابلة الملك ، فأبى يوسف أن يخرج من السجن لأنه دخل مظلوما" ، ولن يخرج منه حتى يعلم الجميع براءته ..





? ... يتبـــــــ؏ .....???

 

Lena Dareen

مجموعة الإدارة
طاقم الإدارة
معلومات Lena Dareen
إنضم
28 مايو 2015
المشاركات
16,064
مستوى التفاعل
5,446
النقاط
113
الإقامة
In City Of Gold


الحلقة الثلاثة و أربعون :





استقصى الملك الأمر وتثبت من براءة يوسف .. واعترفت امرأة العزيز ببراءته ،، فأخرج يوسف من السجن معززا" مكرما" ..

أحب الملك يوسف وأكرمه ، وجعله من المقربين ،، قال له يوسف : اجعلني على خزائن مصر ،، فهو قد تعلم الحسابات في بيت العزيز الذي كان وزيرا" للمالية ،، فجعله أمينا" على خزائن مصر ووزيرا" له ، مسؤولا" عن قوت الناس وطعامهم ..

تحولت رؤيا الملك إلى حقيقة ، وأقبلت سنوات الخير على مصر ، فأعطت الأرض كل ماعندها من خير ،، فكثر الخير وعم الناس ، وكان هم يوسف أن يعطي الناس مايحتاجونه من الحب لعيشهم ،، دون إفراط وتبذير ..

ويترك الباقي في سنبله ، ويدخره للسنوات العجاف القادمة ، ويخزنه في مخازن كبيرة بناها خصيصا" لهذا الأمر ..

وانتهت سنوات الخير السبع ، وبدأت سنوات الجدب والقحط السبع ، انقطع فيها المطر ، وجفت الأرض ، وجاع الناس .. لكن حكمة يوسف وعلمه الذي علمه الله تعالى كانا الحل ..

فاستخرج الحب المخزون في سنبله ، وبدأ يبيعه للناس بالمكيال حسب احتياجاتهم ، دون تبذير أو إسراف حتى يكفي الحب الجميع ..

وهكذا أنقذ يوسف أهل مصر ومن حولها ، فلم يتأثروا بالقحط والجفاف وقلة المطر ..

وسمع أهل فلسطين بوفرة الحبوب والطعام في مصر ، فقصدوها لشراء مايحتاجونه ..

كان من جملة من ذهب إلى مصر إخوة يوسف ..

لما دخلوا على يوسف عرفهم ، فهم لم يتغيروا ، لكنهم لم يعرفوه ، لأنه كبر وكبر وصار وزيرا" .. تغير شكله وتغيرت ملابسه ..





? ... يتبـــــــ؏ .....???

 

Lena Dareen

مجموعة الإدارة
طاقم الإدارة
معلومات Lena Dareen
إنضم
28 مايو 2015
المشاركات
16,064
مستوى التفاعل
5,446
النقاط
113
الإقامة
In City Of Gold


الحلقة الرابعة و الاربعون :







قال كبير الإخوة : نحن أيها العزيز اثنا عشر أخا" ومعنا أبونا وأمنا ،، وقد فقدنا واحدا" من إخوتنا اسمه يوسف ،، أما أصغرنا بنيامين فهو مع أبيه وأمه في فلسطين ،، نريدك أن تعطينا مانستحقه من الطعام والحبوب ..

قال يوسف : إنا نعطي لكل فرد من أفراد أسرتكم حمل بعير ، لكني لن أعطيكم ماتريدون حتى تأتوني بأخيكم الصغير ، الذي أخبرتموني عنه ،، فإذا لم تأتوني به ، فلا طعام لكم عندي ولا حبوب ..

رجع إخوة يوسف إلى أبيهم يعقوب في فلسطين ، وأخبروه بما حصل معهم ، وقالوا له :"ياأبانا منع منا الكيل ، فأرسل معنا أخانا نكتل ، وإنا له لحافظون" ..

وتذكر يعقوب عليه السلام ابنه يوسف ، وتذكر مكر إخوته به ، فذرفت عيناه الدموع ، وقال لأولاده : هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل" ،، واستسلم لأمر الله ، وقال :"فالله خير حافظا" وهو أرحم الراحمين" ..

فوجىء إخوة يوسف بوجود الطعام في رحالهم ، فأجلوا رحلتهم إلى السنة القادمة ..

كان الطعام قد قارب على الانتهاء ، وكان إخوة يوسف يريدون العودة إلى مصر ، ليحصلوا على نصيبهم من الطعام والحبوب ، فعادوا إلى أبيهم يرجونه أن يرسل معهم أخاهم الصغير بنيامين ..

قال يعقوب عليه السلام : لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا" من الله لتأتنني به إلا أن يحاط بكم".. أريدكم أن تشهدوا الله أنكم ستحافظون على أخيكم الصغير ، وتعودون به إلي إلا أن يحصل لكم ماهو خارح عن إرادتكم ..

فأقسم الإخوة جميعا" لأبيهم على ذلك ، وانطلقوا مع أخيهم بنيامين إلى مصر ..






? ... يتبـــــــ؏.....???

 

Lena Dareen

مجموعة الإدارة
طاقم الإدارة
معلومات Lena Dareen
إنضم
28 مايو 2015
المشاركات
16,064
مستوى التفاعل
5,446
النقاط
113
الإقامة
In City Of Gold


الحلقة الخامسة و اربعون :





كان يعقوب عليه السلام يحب أبناءه جميعا" ، ككل الآباء ، وكان يدعو لهم بالهداية والصلاح .. وإن كان يوسف وأخوه بنيامين فيهما من التقوى والصلاح وحب الله ، مايغوقهم جميعا" .. لذا فقد أمر يعقوب أبناءه أن يدخلوا مصر من أبواب متفرقة ، ولايدخلوها من باب واحد حتى لايحسدهم الناس على كثرتهم ، وقوتهم وجمالهم ..

وصل الإخوة إلى مصر ، وقصدوا وزير خزائنها يوسف ، ليشتروا منه الطعام والحب ..

لما دخلوا عليه اقترب يوسف من أخيه بنيامين وطلب منه سرا" ألا يخاف ، وقال له : إني أنا أخوك يوسف ...
كانت مفاجأة مذهلة لبنيامين ، فرح بها أيما فرح ..

وكان لإخوة يوسف ماأرادوا ، فها هو الطعام والحب في رحالهم .. يكفيهم ويكفي أهلهم لسنة قادمة .. لكل واحد منهم حمل بعير .. واستعدوا للعودة إلى فلسطين ..

لما تحركت القافلة ، صاح رجل من رجال يوسف : أيها القوم ! توقفوا عن المسير ، لقد فقدنا صواع الملك الثمين ، وهو مكيال فضي مرصع ، غالي الثمن ..

نريد أن نفتش رحالكم ، لنعلم أيكم سرق مكيال الملك ، ومن وجدناه في متاعه ، فإن جزاءه أن يكون عبدا" لنا ،، وكان ذلك قانونا" عندهم ،، من يسرق من آخر شيئا" يصبح عبدا" له ..

وكان يوسف هو الذي طلب من رجاله ، أن يضعوا مكيال الملك في رحل أخيه بنيامين ،، لأنه كان يريد أن يبقيه عنده ..

فتش رجال يوسف القافلة واحدا" واحدا" ، حتى وجدوا المكيال في حمل بنيامين ، فأخبروا يوسف على عجل ..

عند ذلك ،، قال يوسف لإخوته : أنتم تعرفون جزاء السارق أيها الرجال أن جزاءه عندنا أن يصبح خادما" وعبدا" لنا ..






? ... يتبـــــــ؏.....???
 

Lena Dareen

مجموعة الإدارة
طاقم الإدارة
معلومات Lena Dareen
إنضم
28 مايو 2015
المشاركات
16,064
مستوى التفاعل
5,446
النقاط
113
الإقامة
In City Of Gold


الحلقة السادس و أربعون :





بكى إخوة يوسف عند سماعهم الخبر ، ورجوا يوسف أن يترك أخاهم الصغير ، لأن أباه شيخ كبير ، لايتحمل بعده ، وطلبوا منه أن يأخذ أحدهم عوضا" عنه ..

رفض يوسف عرضهم ، وقال لهم : أنا لاأستطيع ظلم أحد منكم ، فمن وجدنا المكيال في رحله ، فسوف نعاقبه ، لانأخذ أحدا" بجريرة الآخر ..

لما يئس الإخوة من إقناع يوسف عليه السلام أصابهم الحزن الشديد ، فخرجوا إلى الساحة الكبيرة ، وجلس أخوهم الكبير على الأرض ، لايريد أن يغادر المكان ،، وقال لإخوته مذكرا" إياهم : { فَلَمَّا ٱسۡتَیۡـَٔسُوا۟ مِنۡهُ خَلَصُوا۟ نَجِیࣰّاۖ قَالَ كَبِیرُهُمۡ أَلَمۡ تَعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ أَبَاكُمۡ قَدۡ أَخَذَ عَلَیۡكُم مَّوۡثِقࣰا مِّنَ ٱللَّهِ وَمِن قَبۡلُ مَا فَرَّطتُمۡ فِی یُوسُفَۖ فَلَنۡ أَبۡرَحَ ٱلۡأَرۡضَ حَتَّىٰ یَأۡذَنَ لِیۤ أَبِیۤ أَوۡ یَحۡكُمَ ٱللَّهُ لِیۖ وَهُوَ خَیۡرُ ٱلۡحَـٰكِمِینَ ۝ ٱرۡجِعُوۤا۟ إِلَىٰۤ أَبِیكُمۡ فَقُولُوا۟ یَـٰۤأَبَانَاۤ إِنَّ ٱبۡنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدۡنَاۤ إِلَّا بِمَا عَلِمۡنَا وَمَا كُنَّا لِلۡغَیۡبِ حَـٰفِظِینَ }
[سورة يوسف 80 - 81]
ماكنا نعلم الغيب ، فالغيب يعلمه الله وحده ..

وعاد الإخوة إلى فلسطين إلا كبيرهم وصغيرهم ، وقصوا على أبيهم يعقوب عليه السلام القصة كاملة ،، وحتى يثبتوا له صدق قولهم ، طلبوا إليه أن يسأل من كانوا معهم ..

تقبل يعقوب كلام أولاده بصبر كالجبال ، وصمت حزينا" ثم قال مخاطبا" أبناءه ، والحزن يعتصر فؤاده :" { قَالَ بَلۡ سَوَّلَتۡ لَكُمۡ أَنفُسُكُمۡ أَمۡرࣰاۖ فَصَبۡرࣱ جَمِیلٌۖ عَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَنِی بِهِمۡ جَمِیعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَلِیمُ ٱلۡحَكِیمُ }
[سورة يوسف 83] ..

ثم ابتعد عنهم ، وقال : { وَتَوَلَّىٰ عَنۡهُمۡ وَقَالَ یَـٰۤأَسَفَىٰ عَلَىٰ یُوسُفَ وَٱبۡیَضَّتۡ عَیۡنَاهُ مِنَ ٱلۡحُزۡنِ فَهُوَ كَظِیمࣱ }
[سورة يوسف 84] ..

لم يعد يعقوب يرى بعينيه ، من شدة الحزن ، وكثرة البكاء ،، على يوسف وأخيه الصغير ..

أحس الأبناء بثقل المحنة على أبيهم ، فجاؤوا إليه يواسونه ويخففون عنه ،، وقالوا : مالك ياأبانا لاتنسى يوسف ، مالك تذكره كل حين !! لم تعد عيناك تريان من الحزن وكثرة البكاء ..

زفر يعقوب زفرة طويلة حزينة ، وقال : { قَالَ إِنَّمَاۤ أَشۡكُوا۟ بَثِّی وَحُزۡنِیۤ إِلَى ٱللَّهِ وَأَعۡلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ }
[سورة يوسف 86] ..






? ... يتبـــــــ؏ .....???

 

Lena Dareen

مجموعة الإدارة
طاقم الإدارة
معلومات Lena Dareen
إنضم
28 مايو 2015
المشاركات
16,064
مستوى التفاعل
5,446
النقاط
113
الإقامة
In City Of Gold


الحلقة السابع و اربعون :






طلب يعقوب عليه السلام من أولاده أن يعودوا إلى مصر ، فيسألوا عن يوسف وأخيه ، ولاييئسوا من السؤال والبحث ، لعلهم يجدون أخويهم فيعودون بهما إليه ..

ذهب الإخوة من جديد إلى مصر ، ملبين أمر أبيهم ، مشفقين عليه ، راجين الله أن يوفقهم ..

وصلوا إلى مصر ، ودخلوا على يوسف يقدمون الشكوى إليه ، وقالوا : ياأيها الوزير ! لقد مسنا وأهلنا الضر ، وجئنا إليك راغبين أن ينقذنا الله تعالى من هذا الضر ، متوسمين فيك أن تساعدنا ..
قال تعالى :{ فَلَمَّا دَخَلُوا۟ عَلَیۡهِ قَالُوا۟ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡعَزِیزُ مَسَّنَا وَأَهۡلَنَا ٱلضُّرُّ وَجِئۡنَا بِبِضَـٰعَةࣲ مُّزۡجَىٰةࣲ فَأَوۡفِ لَنَا ٱلۡكَیۡلَ وَتَصَدَّقۡ عَلَیۡنَاۤۖ إِنَّ ٱللَّهَ یَجۡزِی ٱلۡمُتَصَدِّقِینَ }
[سورة يوسف 88]

قال لهم يوسف :" { قَالَ هَلۡ عَلِمۡتُم مَّا فَعَلۡتُم بِیُوسُفَ وَأَخِیهِ إِذۡ أَنتُمۡ جَـٰهِلُونَ }
[سورة يوسف 89]

"،، هنا أدرك الإخوة أنهم أمام أخيهم يوسف ، فتذكروا ذنبهم الكبير ، واستغفروا الله ، ورجوا أن يسامحهم يوسف ..

ابتسم يوسف وأجاب إخوته :" { قَالُوۤا۟ أَءِنَّكَ لَأَنتَ یُوسُفُۖ قَالَ أَنَا۠ یُوسُفُ وَهَـٰذَاۤ أَخِیۖ قَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَیۡنَاۤۖ إِنَّهُۥ مَن یَتَّقِ وَیَصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا یُضِیعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِینَ }
[سورة يوسف 90]"..

قال الإخوة بصوت واحد : " { قَالُوا۟ تَٱللَّهِ لَقَدۡ ءَاثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَیۡنَا وَإِن كُنَّا لَخَـٰطِـِٔینَ }
[سورة يوسف 91]

".. لقد فضلك الله علينا يايوسف ، واجتباك وأعطاك مالم يعطنا ،، لما أنت عليه من الإحسان والتقوى ..

سبحان الله : لولا الابتلاء لكان يوسف مدللا" في حضن أبيه يعقوب ،، مع الابتلاء صار عزيز مصر ..
يحدث الابتلاء ثم الاجتباء والاصطفاء والتكريم ،، مصائب الأنبياء مصائب كشف : تكشف صبرهم وتحملهم ، وعزمهم وقوة إرادتهم وإيمانهم ،،، مصائب المؤمنين هي مصائب دفع ورفع : عنده تهاون بالعبادات ، عباداته شكلية : يحتاج مصيبة دفع ،، تدفعه إلى الله تعالى ،،، مصائب الرفع : حين ترضى بعملك الصغير المتواضع ، وعندك الإمكانية لتجويد ومضاعفة الجهد والعمل : يسوق الله إليك مصيبة تجعلك ترفع مستوى عملك ..

أخذ يوسف إخوته إلى بيته ، وبالغ في إكرامهم ،، وعلم أن أباه قد فقد بصره حزنا" عليه ، فخلع قميصه ، وقال لإخوته :" { ٱذۡهَبُوا۟ بِقَمِیصِی هَـٰذَا فَأَلۡقُوهُ عَلَىٰ وَجۡهِ أَبِی یَأۡتِ بَصِیرࣰا وَأۡتُونِی بِأَهۡلِكُمۡ أَجۡمَعِینَ }
[سورة يوسف 93] "..

في هذا إشارة علمية لما اكتشف في العلم حديثا" عن علاقة البصر بالعرق ..

لما سارت القافلة إلى فلسطين ، هبت الريح على القافلة ، وحملت ريح يوسف إلى يعقوب عليهما السلام ، فقام من مقامه وقال : { وَلَمَّا فَصَلَتِ ٱلۡعِیرُ قَالَ أَبُوهُمۡ إِنِّی لَأَجِدُ رِیحَ یُوسُفَۖ لَوۡلَاۤ أَن تُفَنِّدُونِ }
[سورة يوسف 94] ..







? ... يتبـــــــ؏.....???

 

Lena Dareen

مجموعة الإدارة
طاقم الإدارة
معلومات Lena Dareen
إنضم
28 مايو 2015
المشاركات
16,064
مستوى التفاعل
5,446
النقاط
113
الإقامة
In City Of Gold


الحلقة الثامن و أربعون :






قال يعقوب عليه السلام : { وَلَمَّا فَصَلَتِ ٱلۡعِیرُ قَالَ أَبُوهُمۡ إِنِّی لَأَجِدُ رِیحَ یُوسُفَۖ لَوۡلَاۤ أَن تُفَنِّدُونِ }
[سورة يوسف 94]

تنفدون .. أي لولا أن تخطئوني أو تتهموني بالهرم ..

استغرب كل من كان في مجلس يعقوب ، كيف يشم هذا العجوز رائحة ابنه الذي فقده منذ سنين طويلة ..

لكن استغرابهم لم يطل ، فقد وصل البشير ، وألقى على وجه يعقوب قميص يوسف ، فعاد إليه بصره فورا" كما كان ..

في هذا إشارة علمية -اكتشفت حديثا"- إلى علاقة البصر بالعرق ..

أسرع يعقوب وزوجته وأقاربهم بالسفر إلى مصر ، ليروا يوسف .. فأسرع يوسف يحيطهم بالحب والبر والرعاية ..

ورفع أبويه على العرش ، فخر الجميع له سجدا" إكراما" واحتراما" ومحبة ،، وليس سجود عبادة ..

لم يكن سجود التكريم والتعظيم حراما" من قبل ، كما في سجود الملائكة من قبل لادم عليه السلام ،، ثم حرم أي سجود لغير الله عز وجل ..

أسرع يوسف يحيط أبويه وإخوته بالرعاية والحب والبر ..
رأى يوسف تأويل رؤياه بسجود أحد عشر كوكبا" والشمس والقمر له .. ولمس تكريم الله له جزاء صبره وتمسكه بحبل الله المتين ،، وصفه تعالى بأنه كان مخلصا" ، لم تراوده خواطر فعل الفاحشة مع امرأة العزيز ولاغيرها ..

اجتمعت العائلة في مصر ،، بنو اسرائيل ،، وكان عددهم 86 شخصا"،، أولاد يعقوب وأقاربهم الذين جاؤوا من فلسطين ..

صار يعقوب عليه السلام يدعو إلى الله في مصر ، وإلى تقواه ومحبته ، يساعده في ذلك يوسف وبنيامين ، وباقي الإخوة ..

حتى إذا حضر يعقوب الموت ، جمع بنيه حوله ، وقال : ماتعبدون من بعدي ؟؟،، قال تعالى : { أَمۡ كُنتُمۡ شُهَدَاۤءَ إِذۡ حَضَرَ یَعۡقُوبَ ٱلۡمَوۡتُ إِذۡ قَالَ لِبَنِیهِ مَا تَعۡبُدُونَ مِنۢ بَعۡدِیۖ قَالُوا۟ نَعۡبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ ءَابَاۤئكَ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمَ وَإِسۡمَـٰعِیلَ وَإِسۡحَـٰقَ إِلَـٰهࣰا وَ ٰ⁠حِدࣰا وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ }
[سورة البقرة 133] ،،
مسلمون لله مستسلمون له ..

لما مات يعقوب بكاه أولاده وكل مصر ..

تكاثر أبناء يعقوب في مصر ، وكثر عددهم ، وبقيوا في مصر أربعة قرون ، يعيشون مع المصريين (الأقباط) ..

وتابع يوسف عليه السلام مهمة أبيه في دعوة الله إلى عبادة الله الواحد الأحد ..

تم بحمد الله قصة يوسف عليه السلام






?... يتبـــــــ؏.....???


 

Lena Dareen

مجموعة الإدارة
طاقم الإدارة
معلومات Lena Dareen
إنضم
28 مايو 2015
المشاركات
16,064
مستوى التفاعل
5,446
النقاط
113
الإقامة
In City Of Gold


الحلقة التاسع و أربعون :







قصة سيدنا موسى عليه السلام

كان ابراهيم واسحق ويعقوب في فلسطين ، وتوفي ابراهيم واسحق فيها ، ومن ثم ذهب يوسف عليه السلام إلى مصر ، وأحضر أهله ، وكان عددهم ستة وثمانون شخصاً ،، تكاثروا وتمكنوا ، وكانوا أهل شأن وعز وتجارة في مصر .. عاشوا مع المصريين (الأقباط) ..

كل حاكم يحكم مصر كان يكنى ب فرعون ،، كان فرعون يوسف يدعى : الريان بن وليد ،، أما فرعون موسى فكان رمسيس الثاني
(جثته محفوظة في المتحف) ..

كان فرعون يوسف ملكاً عادلاً ،، ثم أتى بعده قابوس بن مصعب ، وكان ظالماً كافراً ،استخدم بني اسرائيل كعبيد ، واشتد عليهم ..

ثم أتى فرعون موسى ، وكان ظالماً شديداً .. حوّل بني إسرائيل من الحرية إلى العبودية ، أخذ أموالهم ، واستعبدهم ، وسخرهم في بناء الأهرامات والمسلات والسحر .. ضغط عليهم كثيرا" ، وبدأ يقسم الشعب إلى طبقات :
"وجعل أهلها شيعا""..

" فاستخف قومه فأطاعوه"،، استسلموا فأطاعوا ،، لو لم يطيعوا ، لما تجبر بهذا الشكل ..

هكذا صارت مصر : ظلم وطغيان وجبروت ،، ثم إنه تجبر أكثر ، فقال : أنا ربكم الأعلى .. ماعلمت لكم من إله غيري .. فصار المصريون يطيعونه ويعبدونه ، مع علمهم بكذبه ،،، لكن ... هكذا الظالم ..

انقسم الناس وقتها إلى قسمين : بني اسرائيل ، أعدادهم كبيرة ، معهم أموال من التجارة ، وكانوا على التوحيد ، إلى أن جاء الفراعنة فأخذوها منهم ..
و المصريون : جماعة الفراعنة ، كانوا على الكفر ، وهناك جزء من المصريين تأثروا ببني اسرائيل ، فوحدوا ،، لكنهم كانوا قليلين جدا"..

من بين هؤلاء الموحدين : عائلة آسيا بنت مزاحم "زوجة فرعون" ،، كانت عائلة مصرية كريمة مؤمنة ..







? ... يتبـــــــ؏.....???

 

Lena Dareen

مجموعة الإدارة
طاقم الإدارة
معلومات Lena Dareen
إنضم
28 مايو 2015
المشاركات
16,064
مستوى التفاعل
5,446
النقاط
113
الإقامة
In City Of Gold


الحلقة الخمسون :






أراد فرعون أن يتزوج آسيا بنت مزاحم ، فرفض والدها ، هدده وتزوجها ،، وكانت مؤمنة موحدة كارهة لفرعون وعمله ..

قال عليه أفضل الصلاة والسلام :" كمل من الرجال كثير ، ومن النساء أربع : آسيا بنت مزاحم ، ومريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد"..

مرت الأيام ، ورأى فرعون رؤيا في المنام أرعبته ، رأى نارا" عظيمة تخرج من بيت المقدس ، وتحرق دور أهل مصر كلها ، ولم تحرق ديار بني اسرائيل .. فجمع الكهنة ،، وكانوا يتأثرون بالسحر والكهانة والرؤى ..

قال الكهنة : الرؤيا تشير إلى أمر خطير ، أن هلاك مصر سيكون على يد بني اسرائيل ، وسيكون هلاك فرعون على يد واحد منهم ، وقال له الكهنة : إنه لم يولد بعد ..

أمر فرعون بذبح كل مواليد بني اسرائيل ، "يقتل أبناءهم ، ويستحيي نساءهم (يتركهم أحياء) ،، بقي الأمر كما أمر ، حتى ذبح عدد كبير من الأطفال ، فقل عددهم ..

كان العسكر يتبعون القابلة ، ويقفون على باب الولادة ، فإن كان المولود ذكرا" يذبحونه فورا" ، وإن كانت أنثى يستبقونها ..

قال عقلاء بني اسرائيل لفرعون : استبق مواليد عام ، واقتل مواليد العام الذي يليه ، فوافق ..

جاء هارون فاستبقي ، بعد عام جاء موسى في عام الذبح ،، يجب أن يقتل ..

أم موسى ولدته بسر وكتمان شديد وخفاء ،، لم تطلب قابلة .. وكان عندها تابوت (سرير صغير) ، تضع موسى فيه ، وكان بيتها بجانب النهر ، تضع التابوت في النهر وتربطه بحبل ، فإذا فتش الجنود ، تركت الحبل ، فإذا راحوا جرت الحبل إليها ..

رؤيا فرعون أنه سيقتله ولد من بني اسرائيل ، وكذلك رؤيا الملك في زمن يوسف عليه السلام : دليل على كون الرؤى جزء من الوحي الإلهي ، أو الإلهام ،، ولايشترط كون الرائي مسلما" ،، إنما الأمر من قبل ومن بعد ..






? ... يتبـــــــ؏.....???

 

Lena Dareen

مجموعة الإدارة
طاقم الإدارة
معلومات Lena Dareen
إنضم
28 مايو 2015
المشاركات
16,064
مستوى التفاعل
5,446
النقاط
113
الإقامة
In City Of Gold


الحلقة الواحد و الخمسون :





موسى عليه السلام من أعظم المرسلين ، ذكر في سبعين موضعا" في القرآن الكريم ، فقد أخذ الحظ الأوفر منه ،، وهو من أولي العزم من الرسل
(نوح ، ابراهيم ، موسى ، عيسى ، محمد) ..

شريحة قصته هي قصة الصراع بين الحق والباطل ،، وهو نصير المظلومين في البشرية ،، لم يبتلى موسى عليه السلام بقوم من جنس واحد ، أو مستوى واحد ..

في بني اسرائيل الفرعونية الطاغية ، والقارونية الكانزة ، واليهودية المارقة المنحرفة .. وهذه المثلثات من أعتى المثلثات على مر التاريخ ..

تنقسم قصة موسى عليه السلام إلى قسمين رئيسيين :
قصته مع فرعون : وتسليط على شخصية فرعون والوضع السياسي ..
ثم قصته مع بني اسرائيل في بعد ماعبروا النهر ..
وكلا القصتين عظيمة ..

منذ أن ولد موسى ، ولد في صراع ، كان فورا" منتظر قتله ،، سورة القصص تبدأ ببداية الصراع ، والصراع بدأ بولادته .. ثم تتكلم عن الفرعونية الطاغية ..

أما سورة طه فهي تتكلم عن رسالة محمد ﷺ ، فتكلمت عن رسالة موسى ..

{ وأوحينا إلى أم موسى، أن أرضعيه ، فإذا خفت عليه فألقيه في اليم } "..
نوع من الإلهام أو رؤيا في المنام ، هي ليست نبية ، ولكن منزلتها كبيرة : ملهمة ،، العجيب : فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ،، وليس : إذا خفت عليه ضميه أو احضنيه كما هو متعارف ..

المتكلم هو الله تعالى : وسبحانه لايتكلم إلا لحكمة : لكن عقولنا القاصرة لاتفهم ..

إذا رزقت الفهم في المنع ... عاد المنع عين العطاء ..

بهذا الفهم ارتقت أم موسى : رزقت الفهم في المنع ..
"{ ولاتخافي ولاتحزني . إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين }"..

لاتخافي ولا تحزني : أعظم نعيم في الجنة : لاخوف عليهم ولاهم يحزنون ..

إذا حزنا على مافرطنا من الحسنات ،، إذا حزنا على مافرطنا من أمر الآخرة ،، إذا حزنا على تقصيرنا وذنوبنا .. كان هذا الحزن في ميزان حسناتنا ..






? ... يتبـــــــ؏.....???

 

Lena Dareen

مجموعة الإدارة
طاقم الإدارة
معلومات Lena Dareen
إنضم
28 مايو 2015
المشاركات
16,064
مستوى التفاعل
5,446
النقاط
113
الإقامة
In City Of Gold


الحلقة الثاني و الخمسون :





كانت أم موسى من بيت على دين ،، من أحفاد يعقوب عليه السلام ..
"{ وَأَوۡحَیۡنَاۤ إِلَىٰۤ أُمِّ مُوسَىٰۤ أَنۡ أَرۡضِعِیهِۖ فَإِذَا خِفۡتِ عَلَیۡهِ فَأَلۡقِیهِ فِی ٱلۡیَمِّ وَلَا تَخَافِی وَلَا تَحۡزَنِیۤۖ إِنَّا رَاۤدُّوهُ إِلَیۡكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِینَ }
[سورة القصص 7]"..

فيها ثمانية أنواع من البلاغة : أمران ونهيان وبشارتان وخبران ..
أوحينا (خبر) ..
أرضعيه (أمر)..
خفت (خبر)..
فألقيه (أمر)..
ولاتخافي (نهي)..
ولاتحزني (نهي)..
رادوه (بشارة)..
جاعلوه (بشارة)..

وضعته في الصندوق ، وفي اليم ، وصل إلى الشاطئ الآخر ، عند قصر فرعون ..

الأكوان في خدمة هذا الذي صنع على عين الله : فليلقه اليم بالساحل ..فالتقطه آل فرعون : دائما" اللقطة تدل على الفرح ..

"ليكون لهم عدوا" وحزنا"" ،، عدو لأنه صاحب حق وهم أصحاب باطل .. حزنا" لأنه سيزول ملكهم على يده ..
" { وَأَصۡبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَـٰرِغًاۖ إِن كَادَتۡ لَتُبۡدِی بِهِۦ لَوۡلَاۤ أَن رَّبَطۡنَا عَلَىٰ قَلۡبِهَا لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ }
[سورة القصص 10]" ..

هذه البشرية الخالصة : أم تلقي بابنها داخل صندوق ، وتلقيه في اليم ، ولاتدري أين هو ذاهب ..

العبد إذا أيقن بما عند الله ، ربط الله على قلبه .. فمن لم يربط على قلبه ،، فليس بمؤمن .. لذلك فالصبر عند الصدمة الأولى ..

لما تأتي المصيبة يظهر المؤمن من غير المؤمن : واحد يقع على الأرض ، آخر يرتعش .. وآخر ثابت لأنه في معية الله ..

فرحت آسيا امرأة فرعون بموسى أيما فرح ، وقالت لفرعون : قرة عين لي ولك .. فقال فرعون : قرة عين لك أنت .. ولم يكن لهما ولد ..

مدلول الألفاظ خطير : معي مولود غالي : لما تخافي عليه اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم ، فليلقه اليم بالساحل .. وليس : عندما تخافي عليه احضنيه وضميه ..

يعني أمرت اليم ألا يبتلعه ، ولايغرقه ولايؤذيه .. أمرته أن يوصله للساحل الآخر .. يأخذه عدو لي وعدو له ..

الحل والخلاص : ألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني : تخيل من صنع على عين الله كيف سيكون : صناعة ربانية خاصة ، هذه الكلمة لم تقل إلا لسيدنا موسى .






? ... يتبـــــــ؏.....???

 

Lena Dareen

مجموعة الإدارة
طاقم الإدارة
معلومات Lena Dareen
إنضم
28 مايو 2015
المشاركات
16,064
مستوى التفاعل
5,446
النقاط
113
الإقامة
In City Of Gold


الحلقة الثالث و الخمسون :





قال علماؤنا :
ماحمى الله موسى بمدافع ولا رشاشات ولاجيوش ،، ولكن حماه بغلالة حب رقيقة ، تحيط قلب آسيا امرأة فرعون ، فكانت هذه الغلالة هي البوتقة التي تربى فيها كليم الله موسى في هذا المكان .. المحبة شيء عظيم ، سبحان الله ..

موسى عليه السلام منزلته عالية جدافي المعراج رآه الرسول ﷺ في السماء السادسة ،، دليل على علو مكانته ..

أحبه الله تعالى فحبب فيه خلقه : ألقيت عليك محبة مني ، في قلوبنا جميعا" .. لو نحب الله لابد أن نحب موسى ،، أي مؤمن يجب أن يحبه ..

واصطنعتك لنفسي : اختاره تعالى : كلك لي ، حياتك لي .. ولتصنع على عيني : حياتك كلها برعاية الله وعنايته وحفظه ،، صنعتها لك ..

قصة موسى : قصة قائد صنعه الله ، ليقضي على الظلم ، ليحول الناس من أمة مستضعفين إلى أعزة منتصرين ..

التقديم والتأخير في القرآن : يركز على الأهم فالمهم ، يطمئننا أن موسى أصبح في أيد أمينة ، لأن الله تعالى وضع محبته في قلوب الناس ، فأمنه الله عند من لايؤمن جانبه ..

وقالت لأخته قصيه : أي استقصي خبره ..
لم يقبل الطفل موسى أي مرضع : تحريم المراضع جاء من عند الله ، بقي يبكي يبكي ، لم ينم ولم ينم معه أهل القصر .. وأصبح فؤاد أم موسى فارغا" : أي في الصباح ..

قالت أخته : أنا أدلكم على مرضع ..
تدخل الله تعالى في كل خطوة ، وكل شيء ،"ولتصنع على عيني"..
لو وصل إيماني أنا وأنت والجميع لدرجة عالية ، لرأينا يد الله في كل شيء ..

قال علماؤنا : " إن لله يدا" خفية ، دعها تعمل ، ولاتتعجلها ، فإنما الأمور بمقاديرها ،، دع يد المقادير تعمل ..
دخلت أمه ، فالتقم ثديها فورا" ..
قال لها فرعون : أنت أمه ؟؟
قالت : نحن من بني قوم لايرفض أثداؤنا الأطفال ..

في المعاريض مندوحة عن الكذب ،،
لو قالت : نعم ، لقتلها ،، ولو قالت: لا ، لكذبت ..






? ... يتبـــــــ؏.....???

 

Lena Dareen

مجموعة الإدارة
طاقم الإدارة
معلومات Lena Dareen
إنضم
28 مايو 2015
المشاركات
16,064
مستوى التفاعل
5,446
النقاط
113
الإقامة
In City Of Gold


الحلقة الرابع و الخمسون :




" { فَرَدَدۡنَـٰهُ إِلَىٰۤ أُمِّهِۦ كَیۡ تَقَرَّ عَیۡنُهَا وَلَا تَحۡزَنَ وَلِتَعۡلَمَ أَنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقࣱّ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ }
[سورة القصص 13]

{ وَأَوۡحَیۡنَاۤ إِلَىٰۤ أُمِّ مُوسَىٰۤ أَنۡ أَرۡضِعِیهِۖ فَإِذَا خِفۡتِ عَلَیۡهِ فَأَلۡقِیهِ فِے ٱلۡیَمِّ وَلَا تَخَافِے وَلَا تَحۡزَنِیۤۖ إِنَّا رَاۤدُّوهُ إِلَیۡكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِینَ}
[سورة القصص 7]

".. "إنا رادوه إليك".. بسرعة
وجاعلوه من المرسلين .. بعد أربعين سنة ..

سيدنا موسى وصل قصر فرعون ، ثم جاءت أمه وأخته وأخوه هارون .. أفرد لها مبلغ من المال ..

من توكل على الله حق التوكل لرزقه كما رزق أم موسى .. ترضع وليدها ، وتقبض أجرها .. تنتقل من بيت صغير إلى قصر فرعون .. سمي موسى بالوليد الملكي ..

صار فرعون وآسيا وخدم القصر ، وكل من في القصر لخدمة هذا المولود ..

موسى وهارون وأمه وأخته يرتعون في القصر ، وفرعون ينفق ..

يقول ابن القيم : انظروا ! طفل من غير أم ، يذهب إلى أم من غير طفل ، ويرزق حب هذه المرأة التي لاطفل لها ، وخوف هذه المرأة التي ألقت بطفلها .. ثم يجتمع موسى مع الأم التي ولدت ، والأم التي أحبت .. يالجلال قدر الله ..
وقال ابن القيم : كم قضى فرعون في تذبيح بني اسرائيل من الأولاد ، كم هو مهموم بهذا ، لكن لسان القدر يقول له : يافرعون ! لن يتربى موسى إلا في قصرك ، وفي حجرك ، ومن مالك ، وداخل قصرك ..

وكان الشعب الاسرائيلي في مصر يذوق من فرعون وجيشه سوء العذاب ،، كان يبغضهم فرعون بغضا" عجيبا" ،، يقتل ويذبح ويسجن ..

كبر موسى .. ذات يوم ،، وهو يتجول في المدينة ،، منطقة عين شمس في مصر ، على حين غفلة من أهلها ،، وقت القيلولة ،، فرأى رجلا" من شيعته أي من بني اسرائيل ، وآخر قبطي مصري ،، من عدوه : أي عدو جنسهم حيث أنهم كانوا يكرهونهم ،، موسى لم يعادي المصريين إنما عادى الظلم ..

كان الشخصان يتصارعان ،، سيدنا موسى كان يكره الظلم ، فأراد نصر المظلوم ،، فوكز القبطي المصري ، أي أزاحه بخفة (ضربة بسيطة : بإصبعه أو بقبضة يده)،، موسى قوته تقدر بقوة عشرة رجال .. فقضى عليه .. قتلا" خطأ" دون أن يقصد ..

قال موسى : هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين ..

واستغفر ربه وتاب :"قال رب اغفر لي ، فغفر له"..

كان موسى عليه السلام من بيت دين ، موحدين ، على دين جده يعقوب وجده ابراهيم الخليل ،، كان عبراني متدين ..

أراد موسى عليه السلام بضرب القبطي ، نصر المظلومين المضطهدين ..





? ... يتبـــــــ؏.....???



 

Lena Dareen

مجموعة الإدارة
طاقم الإدارة
معلومات Lena Dareen
إنضم
28 مايو 2015
المشاركات
16,064
مستوى التفاعل
5,446
النقاط
113
الإقامة
In City Of Gold


الحلقة الخامس و الخمسون :






خاف موسى من قتل القبطي ، فكتم الأمر هو وذاك الاسرائيلي ، ولم يعلم به أحد ..

دعا موسى ربه :"{ قَالَ رَبِّ بِمَاۤ أَنۡعَمۡتَ عَلَیَّ فَلَنۡ أَكُونَ ظَهِیرࣰا لِّلۡمُجۡرِمِینَ}
[سورة القصص 17]"

.. بما أنعمت علي بالستقامة والهداية فلن أكون ظالما" أو نصيرا" لأي مجرم .
لكنه هنا لم يستثن : أي لم يقل : ان شاء الله .. فابتلاه الله عز وجل في اليوم التالي مباشرة ..
رأى موسى في اليوم التالي نفس الرجل الاسرائيلي الذي نصره بالأمس يتصارع مع مصري آخر .. قال موسى لليهودي : { فَأَصۡبَحَ فِے ٱلۡمَدِینَةِ خَاۤئفࣰا یَتَرَقَّبُ فَإِذَا ٱلَّذِے ٱسۡتَنصَرَهُۥ بِٱلۡأَمۡسِ یَسۡتَصۡرِخُهُۥۚ قَالَ لَهُۥ مُوسَىٰۤ إِنَّكَ لَغَوِیࣱّ مُّبِینࣱ}
[سورة القصص 18]

وأتى ليخلص بينهما ..
"{ فَلَمَّاۤ أَنۡ أَرَادَ أَن یَبۡطِشَ بِٱلَّذِے هُوَ عَدُوࣱّ لَّهُمَا قَالَ یَـٰمُوسَىٰۤ أَتُرِیدُ أَن تَقۡتُلَنِے كَمَا قَتَلۡتَ نَفۡسَۢا بِٱلۡأَمۡسِۖ إِن تُرِیدُ إِلَّاۤ أَن تَكُونَ جَبَّارࣰا فِے ٱلۡأَرۡضِ وَمَا تُرِیدُ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلۡمُصۡلِحِینَ }
[سورة القصص 19]
"،، أي الاسرائيلي الضال المضل صاحب المشاكل (ورد أنه السامري) ..

قال له السامري الاسرائيلي : ياموسى ! أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا" بالأمس !! فافتضحت القصة بعد أن كانت محصورة بين موسى والسامري .. "إن تريد إلا أن تكون جبارا" في الأرض وماتريد أن تكون من المصلحين"..
انتشر الخبر بسبب قول السامري بسرعة هائلة ..

{ وَجَاۤءَ رَجُلࣱ مِّنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِینَةِ یَسۡعَىٰ قَالَ یَـٰمُوسَىٰۤ إِنَّ ٱلۡمَلَأَ یَأۡتَمِرُونَ بِكَ لِیَقۡتُلُوكَ فَٱخۡرُجۡ إِنِّے لَكَ مِنَ ٱلنَّـٰصِحِینَ }
[سورة القصص 20]

.. الملأ هم ملأ فرعون وحاشيته : صدر أمر من أعتى عتاة الأرض "فرعون" بقتل موسى ..

خرج موسى فورا" خارج البلدة ، وهاجر عبر صحراء سيناء مشيا" إلى منطقة بعد الأردن ، وهي مدين ، في الشام : بلاد أجداده ..

قال العلماء : أي مريض طال مرضه ، خذوه إلى مسقط رأسه ، يمكث أياما" ،، يشفى بإذن الله ..

قالوا لأحد العلماء : هل تحب بلدتك التي ولدت فيها ؟؟ قال : كيف لا أحب بلدة أنا ذرة من ترابها ، وقطرة من غمامها ..

قال موسى :" { وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلۡقَاۤءَ مَدۡیَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّیۤ أَن یَهۡدِیَنِے سَوَاۤءَ ٱلسَّبِیلِ }
[سورة القصص 22]

"،، غاية الأدب ، وقال :"رب نجني من القوم الظالمين"..





? ... يتبـــــــ؏.....???


 

Lena Dareen

مجموعة الإدارة
طاقم الإدارة
معلومات Lena Dareen
إنضم
28 مايو 2015
المشاركات
16,064
مستوى التفاعل
5,446
النقاط
113
الإقامة
In City Of Gold


الحلقة السادس و الخمسون :






وصل موسى إلى مدين بعد أن بقي يسير ثمانية أيام متواصلة في صحراء سيناء ، ما أكل فيها إلا ورق الشجر ، حتى ظهرت خضرة البقل من بطنه ..

" { وَلَمَّا وَرَدَ مَاۤءَ مَدۡیَنَ وَجَدَ عَلَیۡهِ أُمَّةࣰ مِّنَ ٱلنَّاسِ یَسۡقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ ٱمۡرَأَتَیۡنِ تَذُودَانِۖ قَالَ مَا خَطۡبُكُمَاۖ قَالَتَا لَا نَسۡقِے حَتَّىٰ یُصۡدِرَ ٱلرِّعَاۤءُۖ وَأَبُونَا شَیۡخࣱ كَبِیرࣱ }
[سورة القصص 23]"..

وجد قبيلة كبيرة يسقون أغنامهم ، ووجد بعيدا" عنهم امرأتين تدفعان القطيع بعيدا" عن باقي القطعان ..
بكل شهامة ورجولة ،، قال : ماخطبكما ؟؟ .. ماالمصيبة التي أخرجتكما لهذا العمل الشاق ؟؟

قالتا لانسقي حتى يصدر الرعاء : لانسقي غنمنا حتى ينتهي الرعاة من سقاية قطعانهم : دليل على أخلاق الفتاتين الطيبة : يؤثرون عدم الاختلاط .. وأبونا شيخ كبير : أي العائل غير موجود ..

قال العلماء : عمل المرأة لضرورتين : العائل غير موجود ،، وعدم الاختلاط .. الآية واضحة المعالم ..

كان موسى عليه السلام شديد القوة ، حتى إنه حمل حجرا" ضخما" ، لايستطيع حمله عشرة رجال . ثم سقى نعجة نعجة حتى انتهوا ..

عمل رجولي فيه شهامة وخلق ،، ممكن أن يقول أحدنا أن هذا عمل صغير ،، ولكن .. صغير +صغير ، يؤهلك للكبير ..

كان موسى وحيدا" شريدا" طريدا" .. تولى إلى الظل ، وقال بكل تواضع وانكسار : "
{ فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰۤ إِلَى ٱلظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّے لِمَاۤ أَنزَلۡتَ إِلَیَّ مِنۡ خَیۡرࣲ فَقِیرࣱ }"
[سورة القصص 24] "..

فقير إلى ماذا ؟؟ إلى العمل الصالح .. الفقر الحقيقي هو فقر العمل الصالح .. والغنى الحقيقي هو غنى العمل الصالح ..

طلب العون من الله تعالى الكريم بفقره وحاجته ، فجاءه العون سريعاً منه تعالى : فجاءته إحداهما تمشي على استحياء ، الفاء تدل على السرعة ..

تعرف إلى الله في أوصافه ، يعطيك الله من أوصافه ..






? ... يتبـــــــ؏.....???
 

Lena Dareen

مجموعة الإدارة
طاقم الإدارة
معلومات Lena Dareen
إنضم
28 مايو 2015
المشاركات
16,064
مستوى التفاعل
5,446
النقاط
113
الإقامة
In City Of Gold


الحلقة اسابع و الخمسون :





" { فَجَاۤءَتۡهُ إِحۡدَئهُمَا تَمۡشِے عَلَى ٱسۡتِحۡیَاۤءࣲ قَالَتۡ إِنَّ أَبِے یَدۡعُوكَ لِیَجۡزِیَكَ أَجۡرَ مَا سَقَیۡتَ لَنَاۚ فَلَمَّا جَاۤءَهُۥ وَقَصَّ عَلَیۡهِ ٱلۡقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفۡۖ نَجَوۡتَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِینَ } "
[سور القصص ]

حياء في المشي وحياء في الكلام ..
رسالة واضحة : إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ماسقيت لنا ..
سارت أمامه ،، هب الريح : ظهر خلخال قدمها ، فقال لها : ياأمة الله ! سيري خلفي ، إني رجل عبراني لاأنظر إلى النساء ..

الأمين على وحي السماء : أمين في كل شيء ،، أمين على أعراض الناس ،، أعظم أمانة ..

كانت المسافة بين ماء مدين وبيت الرجل الصالح أربعة كيلومترات ..

قال لها : سيري خلفي ، وقولي : يمنة أو يسرة ..
ثم قال لها : خذي حصيات واقذفيهن ، صوتك يلهيني عن ذكر الله : " ولتصنع على عيني ": مع الله في كل وقته ..

سيدنا شعيب انتقل من مدين إلى الأيكة ، بعث إلى مدين وإلى الأيكة ..
نزل موسى ضيفا" عند شعيب عليهما السلام ، وقص عليه قصته ، فقال له : لاتخف نجوت من القوم الظالمين ..

سبحان الله : الوجوه تقرأ عند الصالحين ،، المؤمن ينظر بنور الله ..
{ قَالَتۡ إِحۡدَاهُمَا یَـٰۤأَبَتِ ٱسۡتَـٔۡجِرۡهُۖ إِنَّ خَیۡرَ مَنِ ٱسۡتَـٔۡجَرۡتَ ٱلۡقَوِیُّ ٱلۡأَمِینُ }
[سورة القصص 26]

قالت إحدى ابنتي شعيب : ياأبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ..

قال شعيب : يابنية ! من أين عرفت قوته وأمانته ؟

قالت : أما قوته ، فقد كان يسقي بالدلو وحده ، وقد كان الدلو لايتمكن من حملها إلا عشرة أشخاص ..

أما أمانته : فقد عرفتها من قوله لي : تأخري عني ، ودليني على الطريق ، وأنت من خلفي ،، لم يرض أن تمشي أمامه امرأة ..

قال شعيب لموسى : { قَالَ إِنِّیۤ أُرِیدُ أَنۡ أُنكِحَكَ إِحۡدَى ٱبۡنَتَیَّ هَـٰتَیۡنِ عَلَىٰۤ أَن تَأۡجُرَنِے ثَمَـٰنِیَ حِجَجࣲۖ فَإِنۡ أَتۡمَمۡتَ عَشۡرࣰا فَمِنۡ عِندِكَۖ وَمَاۤ أُرِیدُ أَنۡ أَشُقَّ عَلَیۡكَۚ سَتَجِدُنِیۤ إِن شَاۤءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِینَ }
[سورة القصص 27]

يعني أن صداق ابنتي أن تعمل عندي في رعي الغنم ثمان سنوات ، وإن أتممت العشر سنوات فهذا تفضل وتكرم منك ،، حجة أي سنة ..
قال موسى : الله على مانقول وكيل ..






? ... يتبـــــــ؏.....???
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه