معلومات Lena Dareen
?⭐ رمضان في الدولة العثمانية
" الجزء الأول "
كان لرمضان في ظل الدولة العثمانية مكانة خاصة واهتمام كبير من قبل السلاطين وعامة الشعب، وكانت الاستعدادت لهذا الشهر المبارك تبدأ قبل فترة من حلوله، فكان رئيس الفلكيين في القصر السلطاني يقوم بتحضير إمساكية رمضان قبل حلول الشهر المبارك، أو قبل انتهاء شعبان بعشرة أيام، وكان يقوم بتقديم الإمساكية أولًا إلى السلطان والصدر اﻷعظم، ثم إلى بقية الأشخاص المهمين من رجال الدولة.
مع بداية شهر رمضان كان السلطان يصدر وثيقة خاصة بالشهر الكريم لتنبيه الناس على مراعاة بعض القواعد وتطبيقها من قبل المسلمين وغير المسلمين.
وكان قصر السلطنة مفتوحًا للفقراء طوال اليوم لتوزيع الصدقات وإفطار الصائمين وإغداق العطايا عليهم.
ومن مظاهر شهر رمضان في عهد الدولة العثمانية...
الفرمان السلطاني "رمضان تنبيهانمسي" أو تنبيهات رمضان :-
قبل حلول شهر رمضان المبارك في الدولة العثمانية تبدأ التحضيرات له قبل خمسة عشر يومًا فكان يمر المنادين بالطبول لإعلام الرعية بأهم القوانين التي يجب أن يسير عليها الجميع في الدولة العثمانية ومن هذه القوانين :-
التزام الجميع بآداب وأخلاقيات رمضان ، يجب على جميع محلات البقالة والأسواق الإغلاق وقت الصلوات الخمس وصلاة التراويح ، يجب الصيام على جميع المسلمين إلا من كان له مانعٌ شرعيٌ ، ويجب أن يحتشد الجميع في المسجد وقت صلاة التراويح، ولا يسمح بالزيارات في المنازل إلا بإذن أو دعوة سابقة حفاظًا على حرمة الشهر المقبل شهر رمضان،عدم التفرقة الطبقية بين الأغنياء والفقراء ، عدم سير الرجال بجوار النساء احترامًا للدين ، أن تغطي المرأة نفسها كاملةً أثناء سيرها في الشوارع والطرقات والأزقة ويسمح فقط بإظهار الوجه واليدين ويفضل تخفيض الأسعار على المرأة الملتزمة ، يتم تخفيف الضرائب والأعباء المطلوبة على المواطنين في شتى أنحاء الإمبراطورية العثمانية،وعلى غير المسلمين من أهل الذمة المقيمين على أرض الدولة العثمانية عدم تناول الطعام والشراب في الطرقات واحترام مشاعر المسلمين وأن من يخالف هذا الفرمان السلطاني يعاقب ماليًا.
، و يأمر السلطان بتشكيل هيئةٍ لمراقبة الأغذية في الأسواق وتنظيم أسعارها.
ولعل قيام السلطان ذاته بالإشراف على أدق التفاصيل إبان هذه التحضيرات، خير دليل على اهتمامه بالرعية واعتنائه بصحتهم.
وكان السلطان ذاته هو مَن كان يقوم باختبار واختيار نوعية القمح الذي سيُصنع منه الخبز في شهر رمضان المبارك، وكذلك هو مَن كان يقوم بتحديد وزنه وكمية الملح التي تضاف إليه… حتى إنه كان يختار نوع الحطب الذي يتم حرقه في طهي هذا الخبز! وإذا نال هذا الخبز إعجاب السلطان وأهل الخبرة في القصر، تبدأ الأفران بخبزه وبيعه إلى الأهالي والصائمين.
كانت وثيقة التنبيهات تحث المسلمين على ضرورة محافظة المسلمين على صلاتهم جماعة في المساجد، وغيرها وهذا تبيان لاهتمام العثمانيين بمظاهر الدين الإسلامي. وأما غير المسلمين فيمنع عليهم تناول الطعام والشراب في الشوارع والأماكن العامة خلال نهار شهر رمضان الكريم.
وكانت الدولة العثمانية حريصة مراقبة أسعار المأكولات والمشروبات والمنتجات الأخرى خلال شهر رمضان ومنع أي رفع للأسعار، بل كانت تعمل على توفير تلك السلع بأسعارٍ رخيصةٍ في كافة أرجاء الإمبراطورية العثمانية.
انتظرونا في أجزاء أخرى عن هذه الحقبة الفريدة من التاريخ.
اسم الموضوع : ?⭐ رمضان في الدولة العثمانية
|
المصدر : قسم التاريخ العام