سـمـو الآمـيـرة
New member
- إنضم
- 3 ديسمبر 2009
- المشاركات
- 3,216
بسم الله الرحمن الرحيم .....
كلِماتٌ يبدأُ بِهَا الإنسَان إذا ما خطت أناملُه ونطقَ لِسآنُه
يرتجِي بِها البركَة وأيُ بركةٍ وإسمُهُ تعالى يتقدمّ المكتُوب وَ المنطُوقّ
بإسمك ربي أبدأُ مقالِي ،
ثُمَ الصلاةُ والسلامّ على أحكَمِ خلقِ الله وأعظمهُم
حبيبُ ربِنا ورسوله محمد صلوات الله وسلامه عليه
، ثُم سلامي لكِ يآ مُسلِمَةً رضيتِ بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً .
حديثي اليوم عن أفضل شيء يُمكِن أن يمنحهُ الله ويهبهُ لِعبده بعدَ الإيمان و الأخلاق ، هي هبةٌ من الله لِكُل مؤمِنه ناجحة هي أمل الكثيرات وحلم الجميع ، هي الحِصن بيننا وبين مشاكلّ الحياة من تحلى بِها وكانت من سماته إستطاع بعون الله أن يقف أمام المشكلات والأزمات بقوة ويتجاوزها بسرعه ..
تُرى ما هو هذا الشيء !! وهل هو مكتسب أم فطرة في الإنسان ؟ وإن كان مكتسبا ماذا علينا أن نعمل لكي نحصل عليه ؟؟
هِي صفة الحكمة
قال عنها أحكم الحاكمين في كتابِه العزيز :
{ يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا }
يقولُ ابنُ كثير في تفسير هذه الآية الكريمَة :
يؤتي الله الإصابة في القول والفعل من يشاء من عباده , ومن يؤت الإصابة في ذلك منهم , فقد أوتي خيرا كثيرا .
ثُم جاءت الحكمة في الحديث النبوي الصحيح :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال : " اللهم علمه الحكمة " رواه البخاري .
دعا له النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمه الله الحكمة .
ولا يدعو النبي إلا بأفضل ما يمكنه الدعاء به .
ثُم نأتي إلى تعريف الحكمَة ؟ فيا ترى ما ذا تعني !!
عرفها ابن القيم فقال : فعل ما ينبغي كما ينبغي في الوقت الذي ينبغي .
وعرفها إبن يزيد فقال : كل كلمة وعظتك أو دعتك إلى مكرمة أو نهتك عن قبيح فهي حكمة .
وأدق من هذا تعريف أبي جعفر محمد بن يعقوب قال : كل صواب من القول ورث فعلا صحيحا فهو حكمة .
من مجمل التعاريف هذه نستنتج ونعرفها نحنُ بأنها هي : التصرف والقول الصحيح في الوقت المناسب الصحيح .
بعد هذه المقدمَة أخواتي نريد أن نعرف كيف يكون نجاحك في بيتك بحكمتك وعقلك وثقتك بالله وحسن تدبيرك ..
نعرف أن التوفيق بيد الله سبحانه وأن هناك أسبابا يجب الأخذ بها مع التوكل على الله لننجح في حياتنا الزوجية .. اختلف الكثيرون حول الوسائل المؤدية للسعادة الزوجية بداية بجمال المرأة واهتمامها بنفسها و مظهرها و وصولاً إلى الذكاء والتعليم... ما سبق بلا شك له تأثير لكنه ليس السبب الأساسي أبدا في السعادة الزوجية ...
سأذكر لكم قصة العجوز الحكيمة المعروفة بحب زوجها وعشقه لها
حتى أنه كان يحلو له أن ينشد لها أبيات الحب و الغرام و كلما تقدما في
السن ازداد حبهما و سعادتهما سأذكرها ولنجعلها قدوة لنا في حياتنا
سُئلت تلك المرأة عن سر سعادتها الدائمة
هل هو المهارة في إعداد الطعام ؟؟؟
أم الجمال؟؟؟
أم إنجاب الأولاد ؟؟؟
أم غير ذلك ؟؟؟
قالت : الحصول على السعادة الزوجية بيد
المرأة , فالمرأة تستطيع أن تجعل من بيتها جنة وارفة الظلال أو جهنم
مستعرة النيران .
لا تقولي المال فكثير من النساء الغنيات تعيسات و هرب منهن أزواجهن .
و لا الأولاد فهناك من النساء من أنجبن 10 صبيان و زوجها
يهينها و لا يحبها أو يطلقها ...
و الكثير منهن ماهرات في الطبخ , فالواحدة منهن تطبخ طوال النهار
و مع ذلك تشكو سوء معاملة زوجها و قلة احترامه لها ...
إذا ما هو السر ؟؟؟
ماذا كنت تعملين عند حدوث المشاكل مع زوجك ؟؟؟
قالت : عندما يغضب و يثور زوجي - و قد كان عصبياً -
كنت ألجأ إلى الصمت المطبق بكل احترام ,, إياك و الصمت المصاحب بنظرة
سخرية و لو بالعين لأن الرجل ذكي و يفهمها .
لم لا تخرجين من الغرفة ؟؟
قالت : إياك .. قد يظن أنك تهربين منه و لا تريدين سماعه , عليك بالصمت .
و موافقته على ما يقول حتى يهدأ ثم بعد ذلك أقول له هل انتهيت
ثم أخرج لأنه سيتعب و بحاجة للراحة بعد الكلام و الصراخ ...
و أخرج من الغرفة أكمل أعمالي المنزلية و شؤون أولادي و يظل
بمفرده و قد أنهكته الحرب التي شنها علي .
ماذا تفعلين هل تلجئين إلى أسلوب المقاطعة
فلا تكلمينه لمدة أيام أو أسبوع ؟
لا إياك و تلك العادة السيئة ، فهي سلاح ذو حدين عندما تقاطعين
زوجك أسبوعاً قد يكون ذلك صعباً عليه في البداية و يحاول
أن يكلمك و لكن مع الأيام سوف يتعود على ذلك و إن قاطعته
أسبوع قاطعك أسبوعين . عليك أن تعوديه على أنك الهواء الذي
يستنشقه و الماء الذي يشربه و لا يستغني عنه ....كوني كالهواء الرقيق و إياك و الريح الشديدة .
إذاً ماذا تفعلين بعد ذلك ؟؟
قالت بعد ساعتين أو أكثر أضع له كوباً من العصير أو فنجاناً من القهوة
و أقول له تفضل اشرب , لأنه فعلاً محتاج إليه وأكلمه بشكل عادي...
فيصر على سؤالي هل أنت غاضبة ؟؟
فأقول لا !
فيبدأ بالاعتذار عن كلامه القاسي و يسمعني الكلام الجميل .
وهل تصدقين اعتذاره و كلامه الجميل ؟؟
قالت طبعاً ... لأني أثق بنفسي و لست غبية ...!!!
هل تريدين مني تصديق كلامه وهو غاضب و تكذيبه و هو هادئ ؟؟؟!!!
قالت إن الإسلام لا يقر طلاق الغاضب ...و هو طلاق!! فكيف ماحصل معي أنا ؟؟؟
فقيل لها ... و كرامتك ؟؟
قالت : أي كرامة ؟
كرامتك ألا تصدقي أي كلمة جارحة من إنسان غاضب
و أن تصدقي كلامه عندما يكون هادئاً ..
أسامحه فوراً لأني قد نسيت كل الشتائم وأدركت أهمية
سماع الكلام المفيد .
أرأيتِ حكمتها حبيبتي باختصار و مما سبق يمكن أن نقول:
سر السعادة الزوجية عقل المرأة وحكمتها و مكان تلك السعادة لسانها وقلبها
الزوجة الحكيمة المؤمنة هي التي تحسن معاشرة زوجها وتطيعه بعد طاعة ربها ، وقد أثنى رسول الله على هذه المرأة ، وجعلها المرأة المثالية التي ينبغي على الرجل أن يظفر بها ، فعندما سُئل : أي النساء خير ؟ قال : (( التي تسره إذا نظر ، وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه في نفسها ولا ماله بما يكره )) .
وقد قرن رسول الله دخول المرأة الجنة برضا زوجها ، فعن أم سلمة رضي الله عنها قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة )) . فكوني تلك المرأة تسعدي .
يجب عليكِ حبيبتي أن تحسني استقبال زوجك ، وتكوني له كالأميرة بأبهى صورة .. وبأزكى رائحة حين يعود لك ، فإن وجدتيه ضائقا متعبا لا تسأليه عما به ، بل العكس تهرعين إليه وتلبين طلباته مهما كانت ، دون أن تسألينه عن سبب ضيقه أو تعبه فور عودته إلى بيته ، فإذا ما استقر وخلع ثيابه التي يخرج بها ولبس ثياب البيت ، فقد يبادر هو إليك ويفصح عن سبب كدره وإذا لم يبادر هو بإخبارك فلا بأس من أن تسأليه ولكن بلهجة تشعرينه فيه بانشغالك عليه وقلقك بشأن حاله التي عاد عليها .
وإذا وجدت الزوجة أن في إمكانها أن تساعد زوجها في حل المشكلة التي سببت له الضيق فلتبادر إلى ذلك ، فإنها إن فعلت ستخفف كثيراً عن زوجها ... سيشعر الزوج بعد هذا أن في بيته جوهرة ثمينة ، بل أثمن من جواهر الدنيا جميعها ...
كوني له أنثى حقيقيه ...
اتعرفين حبيبتي ما معنى الأنوثة !!!
هي لفظة تعني : أن تقبل الفتاة بواقعها .. أم رؤوم ، وأخت حنوون ، وابنة تسلب العقول والقلوووب من والديها .. وزوجة تعرف لزوجها حقه .. تعرف كيف تتحدث ..وكيف تجيب إذا سئلت .. وكيف تأكل .. بل وكيف تشرب .. وكيف تسلب قلب الزوج إذا .. تدللت .. أو حتى لو تمنعت .. زوجك إملكيه بحكمتك وذكائك ، كوني له كما يحب تغنينه عن نساء العالمين ، لاتدعيه يحتاج لأنثى سواك ولا جزء من الثانيه , لا تتركي بخاطره شيء يريده ولا تفعليه ، إفعلي الحلال معه كما يريد وكما تشتهي نفسه ،
تجملي له إلبسي وتعطري ، لاتدعي جمالك ودلالك خارج منزلك زوجك هو أولى الناس بهذا فلا تحرميه فأنت الخاسر الأكبر تأكدي حينما ينجذب لأنثى غيركِ بسبب إهمالك .
كل سراح وافتراق وطلاق .. ففتشي في بعض أمره تجدي .. حياة كانت فيها امرأة .. ولم يكن فيها أنثى ..
الإناث .. لا يضربن الرجل ولا يشتمونه .. ولا تكون أسداً أبداً إلا في حماية عرضها .. أما مع الزوج ..
فإنهن من بعض نعيم الجنة.. ! لا من بعض وبيل النار .. ! فكوني نعم الأنثى لزوجك .. كوني الزوجة المخلصة ، أسعديه وتقربي منه تؤجري أحسني له ولأبنائك وأبنائه , كوني حكيمة عادلة في تربيتك ، جدي وقت الجد وأرخي وقت الرخاء ،
وإدعي الله دوماً أن يساعدكِ وتوكلي عليه وثقي به وتأكدي أنكِ ستعيشين سعيده ..
أنت بجمالكِ أبهى من الشمس ، وبأخلاقكِ أزكى من المسك ، وبتواضعك أرفع من البدر ، وبحنانك أهنأ من الغيث ، فحافظي على الجمال بإيمانك تكوني أبهى نساء الكون .. ثقي بالله ووكلي أمركِ إليه كوني كالعجوز عند الحجاج يوم وثقت بربها ، يوم سجن الحجَّاجُ ابنها ، وحلف بالله للعجوز أن يقتله ، فقالت في ثقة وحزم وشجاعة وإقدام : ( لو لم تقتله مات ) ! .
عندما تبتسمين وقلبك مليء بالهموم فإنك بذلك تخففين من معاناتكِ وتفتحين لكِ باباً نحو الانفراج ... لا تترددي في أن تبتسمي ، إن في داخلك طآاقة مفعمة بالابتسـام ، فحاذري أن تكتميها ؛ لأن ذلك يعنـي أن تخنقي نفسكِ في زجاجة العذاب والألم ، إنه ما ضرّك أن تبتسمي ، وأن تتحدثي مع الآخرين بلغة الأعماق ، ما أروع شفاهنا عندما تتحدث بلغة الابتسامة !
ودِّعي الحزن حبيبتي ، واهجري الهمَّ ، وفارقي منازل الكآبة ، وارتحلي عن خيام اليأس والإحباط ، وتعاليْ إلى السعادة والأنس والرضا بقضاء الله وقدره إبدأي حياة جديدة سعيدة حياة قوية بحكمتك بلا تردد وبلا قلق وبلا ارتباك ، وأياما بلا ملل ولا ضجر ..
حينها ننــــــــــآدي مِنّ على جبل النجاح
ونهتف بالبُشرى ...
.. أنتِ أحكمُ الحكيمات وأسعد السعيدات ..
محبتكم : سمو الأميـرهـ
التعديل الأخير بواسطة المشرف: