ويلات العلاقات قبل الزواج ..القلب ليس حقل تجارب

[راجيه الرضا]

لك ولها..القلب ليس محطة تجارب!
قبل يوم في أحد المجموعات..يسأل أحدهم بصدق:
?"بعد قصة حب طويلة..أرسلت لي صورتها ولم تعجبني صورتها وأريد أن أتركها دون أن أجرح مشاعرها.!! فماذا أفعل؟!"
أتألم لحال تلك الفتاة..بالرغم من أنها ظلمت نفسها بهذه العلاقة أصلا.. وبغض النظر عن الطرف الذي اقامت معه هذه العلاقة..
تبقى بنتنا ونحرن لأجلها ونتمى لها الخير وجبر قلبها
أما الشاب فقد أجرم بحق الفتاة وحق نفسه.. وكان الشطان للإنسان خذولا!
كم من قصور الوهم بناها لتلك المسكينة!
قصة اخرى جلست مع أحد أطرافها..أحبته وأحبها..لكنها غيرت رأيها..فتألم ووتذمر وتسخط على الله..حتى كفر!
هل أزيدكم؟
?حسنا..أرسل إلى بريدي يسألني..أحببتها وأحبتني..وكان بيننا صور..لكن قلبها قد تبدل ولم تعد تريديني.لكنني مازلت متمسكا بها عاشقا لها..لذا أهددها بالصور التي معي وهي ترجوني أن أتخلص منها!! أخاف يا دكتور إن تخلصت من الصور أن أندم وافقدها للأبد..فماذا افعل!!؟ طبعا تعرفون جوابي!!
لا تقولوا لي كهذا ليس حبا حقيقيا..بل هو حب حقيقي..ومن قال أن الحب دائما خير!
الحب محايد..طريقته وما تحبه يحددان هل هو خير أم شر!
والإسلام لم يلغه..إنما أراد توجيهه وضبطه ليكون خيرا على أطرافه لا وبالا ودمارا عليهم أو على طرف منهما..وغالبا ما يكون هذا الطرف الخاسر هو الفتاة!
عندما ننصح الشباب والفتيات بالابتعاد عن العلاقات خارج الزواج لا نقصد فقط حمايتهم من الذنوب-وإن كانت هذه من أهم الغايات- بل نقصد أيضا حماية قلوبهم من التفطر والتمزق ألما!
في الزواج الشرعي-ويسميه البعض تقليديا جهالة أو تضليلا-يقدم الشباب أو الفتاة عقله أولا..ثم يفتح قلبه
فينظران لبعضهما دون خلوة محرمة..تشاهده..يشاهدها..يتحاوران..وربما تتعدد الجلسات..ثم يكون القبول العقلي..ثم يفتحان لبعضهما البعض القلوب..
تقدم شاب لعدة فتيات فرفض من قبل بعضهن ورفض هو بعضهن..لم يتكسر قلبه..لم يتدمر..
وكذلك الفتاة لن يتحطم قلبها لو لم يوافق المتقدم للزواج منها عليها.. لأن قلبها وقتها في أمان ..والحكم للعقل..
سيسارع البعض ليقول: علاقة الحب العفيف قبل الزواج حتى نعرف بعضنا ونقدم على بينة!!
?قبل أن أبين الحكم الشرعي لهذا "الحب العفيف".. أخبركم ببعض ما شاهدت وقرأت:
فتاة وضعت صورة جزء من وجهها..منتفخ من كثرة الضرب! وهي تكتب بمرارة قصتها مع حبيبها السابق..وزوجها الحالي!
قبل الزواج..أحبها وأحبته حبا شديدا لدرجة أنها تزوجته رغما عن أهلها!
بعدها ذهبت سكرة الحب ..وذاب الجليد وظهرت الصفات الحقيقية:
تنكيل بها وضرب مبرح
بخل عليها
إذلال من قبل حماتها..
وهي تطلب الخلاص الآن!
وهل قصص العلاقة المحرمة قبل الزواج تنتهي بهذه النهاية؟
بالطبع لا..بعضها ينتهي بزواج عادي..كان يمكن أن يحصل دون تلك العلاقة المحرمة..انتهت بزواج لكن الإثم باق وإن نسيه الزوجان!
وبعض تلك القصص قد ينتهي بالقتل!
الشاهد من تلك القصص أن يعرف الشباب والبنات...أنك بالعلاقة قبل الزواج لا تعرف صفات الطرف الآخر على حقيقتها في الغالب..لماذا؟
السبب الأول:أن كل طرف في الغالب يظهر أفضل ما عنده للطرف الآخر ولا يظهر حقيقته..
السبب الثاني:أن الحب يعمي صاحبه أصلا عن رؤية عيوب الطرف الآخر! ولا يزول العمى إلا بعد الزواج!
"لم أكن أتوقع أن يكون هكذا" عبارة رددتها أكثر من فتاة تزوجت بعد علاقة حب من صديقها قرات عن تجاربهن!
وربما يكون هذا أيضا جواب الشاب..
ومما يؤلم أكثر أن الألم الذي ينتج عن العلاقة المحرمة من فضيحة أو تحطم قلب هو من النوع المجاني!!
أي بلا أجر! لأنه ناتج عن حرام..إلا إن أحسن صاحبه التوبة..
??يا شباب ويا فتيات
حب عفيف ..والحديث يقول ماخلا رجل بإمراة إلا كان الشيطان ثالثهما!!
حب عفيف..والقرآن والرسول الله عليه وسلم يأمراننا بغض البصر!!
حب عفيف..والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :"ما تركت بعدي فتنة أشد على الرجال من النساء"
حب عفيف..والله حرم أن تخضع المرأة بالقول مع الرجال!!
أعرف أن الانجذاب بين الجنسين غريزة خلقها الله..والإسلام ما جاء ليلغيها إنما ليضبطها ويهذبها ويجعلها لك..لا عليك..
!!"
تخوفني هذه الآية..:
"أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا"..
لاحظوا..عمل قبيح لم يعد يراه قبيحا فحسب..بل أصبح يراه حسنا!!
إن غضضت بصرك و كنت محتاطا لدينك ونفسك عند تعاملك مع الجنس الآخر كان الخيار لك وكان عقلك هو السيد.وكان الشيطان عنك أبعد!
وإن تهاونت كان القرار للهوى وللشيطان..وكنت تحت رحمة الطرف الآخر..
أعتذر جدا عن الإطالة..لكن ألم كل شاب وفتاة قد تحطم قلبيها يؤلمني أيضا..
فاتقوا الله في قلوب بعضكم ولا تتبعوا الخطوات المشؤومة..
سلم الله شبابنا وفتياتنا من كل شر..


د.أيمن البلوي