وهو كنقطة ماء في صحراء قاحلة

[راجيه الرضا]

إن الماء الذي ينهمر عليك وأنت تتسلى في مستحمك، هو نفس الماء الذي يلقاه ذاك الذي تاهت خطواته في البيداء...
الماء هو الماء...
لكن شتان بين من كان الماء تحت يديه مذلالاً، سهل المنال، وبين ذاك الذي يكاد يأكل الثرى من العطش...
ذاك الذب يلهو تحت زخات المياه عابثاً، لا يعلم قدر الماء كذاك الذي كاد يموت لاهثاً!!
كذلك الحال في زماننا هذا ... في ظروفنا هذه...
الصحبة الصالحة... وبيئة الخير... وقعها على قلب باغي الخير الآن ليس كوقعها في الزمان الغابر...
أن تلقى خلاً صالحاً يأخذ بيديك... ويشد على يديك... ويكون لك في حال وهنك رِدْءًا.... ويحملك على الجادة حملاً....
إن هذا لا ينبغي أن يمر عليك مرور الماء على ذاك اللاهي المترفه... بل عليك أن تتكالب عليه تكالب اللاهث على قطرة الماء في قحط البيداء.
الصاحب الصالح في هذا الزمان من أجلِّ النعم... وكثيرة هي النعم التي فقدنا الحس بها لألف النفس لها...
فإياك أن تكون من هؤلاء الذين لا يقدرون الأشياء حق قدرها... إلا بعد فقدها!!
#منهجيات

د.محمد فرحات