وهم الندية في الحياة الزوجية

احصائياتى
الردود
0
المشاهدات
271

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,541
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
وهم الندية في الحياة الزوجية
"وهم الندية في الحياة الزوجية "
تكلمنا سابقاً عن تداخل مفهوم الكبر والكبرياء في أذهان النساء، وما ترتب على ذلك التداخل من ضياع العلاقات الزوجية وخراب البيوت.
اليوم نتكلم عن مفهوم (الندية) في العلاقة بين الزوج والزوجة، وهل هي في صالح الحياة الزوجية أم ضدها!!
مبدئياً.. لا يخفى على عاقل الاختلاف الخِلقِي التًشريحي بين المرأة والرجل..
بنية المرأة الجسدية الضعيفة، هرمونات الأنوثة الضرورية لوظيفتها كامرأة، مرورها بظروف الحمل والرضاعة..
هذه البنية وهذه الهرمونات كان لا بد أن تكون بهذه الصورة لتسير بالمرأة في الاتجاه العاطفي الذي يُغَلِّبُ العاطفةَ على العقل؛ فتستطيع القيام بدورها كزوجةٍ ودود، وأمٍّ حانية.
إذن الاختلاف في التركيبة الخَلْقِيَّة كان ضرورياً من البداية لتكوين أسرةٍ من رجلٍ وامرأةٍ وأطفال.
وبالتالي؛ فإنَّ نقصان العقل الذي تكلم عنه الرسول صلى الله عليه وسلم هو في حد ذاته كمالٌ لجانبها العاطفي المطلوب لدورها في الحياة.
هذه التركيبة الخاصة وهذه الإمكانيات الخَلْقِيَّة لو وُضعت في ظروفٍ مُعَاكسةٍ لها- كأن تتحمل مسؤولية قراراتٍ تستدعي العقل الراجح أو تُغَلِّبُ جانبَ العقل على العاطفة- فستكون المرأةُ حينها في ظروفٍ لا تلائم طبيعتها ولا توافق إمكاناتها، تماماً كما لو وُضعت في ظروفٍ تستدعي قوةً بدنية أو مجهوداً عضلياً!!
هَبْ أنَّ شخصاً أمسك بسمكةٍ بخياشيم وزعانف مخصصة لتعوم في الماء ووضع تلك السمكة بنفس التركيبة في الصحراء وانتظر منها أن تعوم.. ماذا ستكون النتيجة؟!
ستموت السمكة، وسيُعتَبَرُ هذا الشخص قاتلاً لها!!
المرأة التي ترفع راية الندية والمساواة بينها وبين الرجل؛ ستموت!!
ولا يعني موتها بالضرورة خروج الروح من الجسد؛ لكنها تموت وهي حية بموت أنوثتها وفطرتها، وتدمير نفسيتها التي وقفت بها عكس التيار!!
والذين يطالبون بمساواة المرأة للرجل بنفس إمكاناتها التي خلقها الله بها؛ هم في الحقيقة يقتلون المرأة قبل أن يدمروا الأسرة كلها..
أول من تتأذى برفع راية (الندية) هي المرأة، وأول من تدفع ثمن الندية في الحياة الزوجية هي الزوجة قبل الزوج الأولاد.
وعلى ذكر الأولاد.. سؤال يتبادر إلى الذهن..
ما حال الطفل الذي نشأ بين أبوين يتناطحان في قرارات مهمة بشأنه؟!
كيف هو استقراره النفسي؟!
ما الذي يدور في داخله مع كل مشكلة يرى فيها ذلك الاشتعال الحاصل بين طرفين هما بالنسبة له منبع الحياة؟!
إذا استطاع هذا الطفل البوح بما في داخله سينطق بحيرة: ماذا أفعل الآن؟! وأيكما كلامه صحيح؟! وما مصيري أنا بعد هذا العراك؟!
أما إذا شبً وأصبح فتى يافعاَ فسيفعل ما يحلو له ضاربا بالجميع عرض الحائط؛ فلا قدوة ولا أسوة تستحق الإنصات والتوجيه من وجهة نظره.
إذن.. الأولاد هم الطرف الثاني الذي سيقع عليه الأذى بعد الأمِّ التي رفعت راية الندية والمساواة في الأسرة!!
س: هل يتعارض كل هذا مع احترام مشاعر المرأة وتقديرها؟!
ج: الحقيقة أن احترام مشاعر المرأة وتقديرها يبدأ من داخلها هي وليس من الآخرين..
إن وضعت المرأة نفسها في مكانها الصحيح، واحترمت خِلقة الله فيها، وتركيبتها النفسية والجسمانية، وراعت أنوثتها؛ سيقوم كل الأطراف حولها باحترامها وتقدير مشاعرها.
وإن لبست ثوباً لا يليق بها، وخرجت من فطرتها، ووضعت نفسها في ظروف أكبر من إمكاناتها؛ فلا تلومنَّ مَنْ عَاملها بطريقةٍ غير صحيحة في مكانها غير الصحيح.
س: هل يجوز الاستدلال بالنداء القرآني للمؤمنين والمؤمنات في التكاليف الشرعية على المساواة في الحياة الزوجية أو ما يسمونه بالندية؟!
ج: المساواة في التكاليف الشرعية كانت فقط فيما تساويا فيه خَلقياً وجسدياً، أما ما كان فوق احتمال المرأة جسدياً؛ كالجهاد والصوم وقت الحيض، وما كان فوق احتمال المرأة ذهنياً؛ كولاية المرأة لأمور المسلمين العامة؛ فلم تكن فيه مساواة.. وعلى هذا الأساس فالاستدلال بالنداء القرآني للمؤمنين والمؤمنات على الندية باطلٌ هنا.
س: هل يجوز الاستدلال على الندية بقوله تعالى:" ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف"
ج: الآية وردت في الحقوق الزوجية لكلا الطرفين عند الخلاف، وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم حق الزوجة في الحديث، ولم يذكر معناها المساواة، وإنما قال حين سأل السائل: يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا؟!
قال: "أَن تُطعِمَهَا إِذَا طَعِمتَ، وَتَكسُوَهَا إِذَا اكتَسَيتَ، وَلا تَضرِبِ الوَجهَ، وَلا تُقَبِّح، وَلا تَهجُر إِلا فِي البَيتِ"
س: هل يجوز الاستدلال على الندية والمساواة بحديث:" النساء شقائق الرجال"؟!
ج: لا.. لأن تكملة الحديث" ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم"؛ فالحديث للتوصية بحسن معاملة المرأة، وليس كل من تحسن معاملته يعني مساواتك به في الخلقة أو في الوظيفة أو في القدرة على إدارة أمور الحياة.
وأخيراً..
لن تجد المرأة راحتها وسكينة قلبها إلا بانسجام حياتها في بيتها مع تكوينها الذي خلقها الله به وعليه.. وأيّ اتجاهٍ يسير بها عكس خِلقتها سينشئ بداخلها نوعاً من الشتات الذي سيمزق كيانها عاجلاً أو آجلاً.. حتى لو جاء هذا الاتجاه الخبيث مغلفاً بغلالة إسلامية تستدل بالآيات والأحاديث.. والله لا يصلح عمل المفسدين.

ولاء سرور
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه