ومن قلب الزلازل أحداث تذكرنا بأهوال القيامة

[راجيه الرضا]

خفَت صوت عواجل الزلزال، وعاد الناس لمعاشهم ونكاتهم، وعادت نشرات الأخبار لتصدير أخبار التفاهة من جديد في شريط الأخبار تزاحم بها أخبار العالم والحرب والكوارث..

هكذا هي الحياة.. ولا أعترض على هذا.. ولا حتى أعجب منه... بل هذا من رحمة الله بالإنسان..
أن يستطيع بعد لحظات الهلع والفزع والكرب، أن تلهيه الأيام والأحداث الجديدة عن القديمة.. وينطفيء حر حزنه وألمه والتهاب أعصابه رويدا..

إنما الذي لا أريده أن تنطفيء جذوته في قلوبنا أبدا، هو العبر التي تتابعت على أرواحنا ولازالت..
فما نزلت الآيات إلا للاعتبار بها قبل فوات الأوان..

ومن العبر التي تتابعت علينا بقوة والتي يجب أن تلح علينا جميعا كل مرة:
مدى تشابه الكثير مما حدث، مع فزع يوم القيامة..
أعني خبرين لمشهدين تحديدا، في الزلزال الأول، والزلزال الثاني مؤخرا..

خبر١:
خروج أم مسرعة أثناء وقوع الزلزال الأول، وهي تحمل ابنها بين ذراعيها، وما إن وصلت خارج المبنى الذي انهار مباشرة بعد خروجهم، حتى اكتشفت أنها لشدة ذهولها حملت بين ذراعيها وسادة بدلا من ابنها..

خبر٢:
إنجاب أم لطفلها مبكرا عن موعده بشهر (في الثامن)، من شدة الفزع أثناء وقوع الزلزال الثاني..

هذان الخبران من أخبار الزلزال، نقلاني مباشرة لخبر الصدق والحق من رب العالمين عن أخبار زلزلة الساعة:
{إن زلزلة الساعة ((شيء عظيم)) • يوم ترونها تَذهَلُ كلُ مرضعة عما أرضعت وتضعُ كلُ ذات حَمل حَملها}

اللهم لا نصل لتلك الأيام..
برحمتك اللهم لا تبلغنا إياها..
آمنا يوم الفزع الأكبر وتوفنا على الإيمان..
آمين آمين..

وإذا قدر الله أن تميد الأرض من تحت الأقدام مجددا، فلنعد لها من الآن وللزلزلة الأشد، ما بدأ به سبحانه الآيتين:
{يا أيها الناس اتقوا ربكم}...

إن زلزلة الساعة شيء عظيم...
إن زلزلة الساعة شيء عظيم...

اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك.. ونعوذ بك من الهدم، ومن التردي، ومن الغرق، والحرق، والهرم، ونعوذ بك أن يتخبطنا الشيطان عند الموت، ونعوذ بك أن نموت في سبيلك مدبرين..

#أسماءمحمدلبيب
أمةالله-عفا الله عنها

 

[راجيه الرضا]