وليس هناك احد قد اكتمل له النعيم ❤..ارح قلبك

[راجيه الرضا]

لم أر في أخلاق الناس شرا من رجل معلق نظره وقلبه بالخلق؛ منصرف عما ينفعه قد ابتلاه الله بعدم الرضا، فهو في عذاب مقيم لا يهنأ بعيش ولا يسكن إلى حال.
قد أنعم الله عليه بشتى النعم وأصناف الخير؛ لكنه ترك ذلك كله وراح يقلب عينيه وقلبه متتبعا ما أنعم الله به على خلقه.
وكل إنسان قد كتب الله عليه حظه من البلاء؛ فليس هناك أحد قد اكتمل له النعيم، ولا يكون ذلك إلا في الجنة، وما سُتر عنك من ابتلاءات الناس ربما كان أكثر مما يظهر لك من النعم.
قد عصره القلق وقتله الهم والغم؛ لماذا هذا ولده صالح وولدي ليس كذلك؟!
لماذا قد وسع الله على هذا في الرزق وأنا رزقي محدود؟!
ذلك أنه يرى الرزق في المال فقط لقصر نظره وضيق عقله وضعف إيمانه!
لماذا هذا رزق بزوجة جميلة أو صالحة وزوجي ليس كذلك؟!
لماذا قد كتب الله القبول والذيوع لفلان وأنا أعلم منه ولم أرزق مثله؟!
ثم يروح يتسور على قلوب الناس ويطعن في نياتهم ودواخلهم؛ فهذا متكبر، وهذا مغرور، وذاك مراء، والآخر منافق، والثالث معجب بنفسه وعمله!
ومثل هذا لابد أن يتحرك قلبه بالحقد والحسد وجوارحه بالبغي والإيذاء؛ فيقع في الظلم الذي يهلكه؛ لأنه انساق خلف نفسه الأمارة بالسوء، ولم يجاهد نفسه ويردها من أول الأمر إلى الصبر والرضا والقناعة.
ولو بذل عشر ما يضيعه من الأوقات في تتبع عورات الناس في الإقبال على شأنه والحرص على مصلحته؛ لكان في حال آخر ولكنه الخذلان وعدم التوفيق.


محمد سرور النجار