وقـطـفـهـــا كــــــــافر - نسخة كاملة للقراءة -

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
احصائياتى
الردود
18
المشاهدات
6K

نفيلة

ملكة متوجة
معلومات نفيلة
إنضم
17 أغسطس 2007
المشاركات
1,198
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
فانكوفر كندا
وقـطـفـهـــا كــــــــافر - نسخة كاملة للقراءة -

هنا أسرد قصتي ..

قصة فتاة ..

زهرة ..

في أوج تفتحها ..

تذبل في يد من لا يستحقها ..

كنت ألوم الحب ..

لكن لا ..


هذا الشيطان زين لي فعلتي


و أوصلني إلى ما وصلت إليه

.."مــي الـ "..





لا ادري لماذا كلما نظر إلي أحسست بنار

تكويني ..

تلهبني ..

تحرق قلبي ..

أرجف عندما يلمسني ..

أتلعثم ..

تتبعثر الكلمات ..

أصبح صماء لا أتحدث عندما يحدثني .






عندما التحقت للعمل لم يكن هو قد التحق بنا

و لكن ما أن مرت ثلاثة اشهر حتى سمعنا بتعديلات ستجري


في نطاق الادارة


و كانت ان تم استبدال المدير الحالي به هو


و منذ قدومه و أنا تائهة .. غارقة .. حالمة .

كأنه يعرف ما صنع بمدينتي الزاهرة ..


كأنه يعرف أنه اغرق مواني و شرد أهل مدينتي ..

كأنه يعرف أن وجوده يجعلني كالجارية ..

طائعة ..


خانعة ..


أقوم بكل ما يرغب .. دون أن أعارض ..






قال لي يوما و هو يسند الي عملا لأنجزه :

لماذا أشعر أنه يصيبك التوتر عندما أتحدث اليك ؟

أردت أن أصرخ .. متوترة؟


و كيف لا أكون و كل الكوارث تصيب مدينتي عند أقل نظرة


منه ..


كيف أبدو طبيعيةو أنا أشعر بنار تلسع قلبي


و زلزال يقلب كياني كلما اقترب مني ..


لم أزد يومها عن ابتسامة واهنة منحتها له


و سحبت نفسي إلى مكتبي و أنا أرتعش ..


يالي من خرقاء .. ماذا دهاني ؟

لماذا أشعر بكل هذه المشاعر مع أبسط كلمة


يقولها لي ؟





يومها لم أنم .. بقيت طول الليل أفكر فيه


قلت لنفسي : " يجب أن أكون صامدة أكثر "


و قررت أن أتعامل معه بطريقة طبيعية أكثر .



" صباح الخير " قالها لي و هو يمر بجانبي



صباح النور ، كيف حالك ؟



توقف مع سؤالي بينما كنت لا أزال أكمل طريقي



إلى مكتبي و على فمي ابتسامة النصر الأولى



لأول مرة ارد على سلامه بطريقة مرحة بالعادة



أكتفي بابتسامة و هزة رأس .



وضعت أوراقي و جلست ..



وإذا بي أسمعه يقول : " بخير ماذا عنك ؟ "



صدمني منظره ، كان يقف متكأ على بابي و في



وجهه نظرة تحدي ..


أشحت بنظري عنه .. ياله من قلب غبي ،


لم يخفق هكذا؟



تمالكي نفسك يا فتاة



" أنا بخير ، لكن لدي الكثير لانجزه .."


قلتها و أنا أرتب أوراقي لأخفف قليلا التوتر الذي اجتاحني .


ثم نظرت إليه لكنني وجدته سارحا ساهيا



و في عينيه نظرة غريبة حتى ظننت أنه مريض



فعدت أسأله " هل أنت على ما يرام ؟ "


رد علي بعد لحظة " نعم أنا على ما يرام "



قالها و كأنه يزن كل كلمة ينطق بها ، غادرني بعدها .



رغم الراحة التي شعرت بها


إلا أن وجهه الممتقع و الصفرة التي آلت إليه



بقيت فترة في مخيلتي .






بعد عدة أيام أصبحت أتعامل مع مديري بأريحية أكثر


وإن ما زالت تلك المشاعر تجتاحني كلما اجتمعت به



إلا إنني أصبحت أستطيع السيطرة عليها .



يوما كنت قد اشتريت ملابس جديدة ارتديتها في العمل



تنورة سماوية قصيرة إلى الأسفل الركبة بقليل


و بلوزة ناعمة بلون الوردي ، وزينت شعري بدبوس شعر على


شكر فراشة ناعمةبنفس ألوان تنورتي و قميصي



و أقراط لنفس الفراشة


ولم أنس أن أرش علي القليل من عطري الباريسي



و أكحل عيني و ألمع شفتي .


لم أكن أحب المبالغة في مظهري بل البساطة



لهذا السبب لا أضع المكياج بل كنت أميل كثيرا إلى تكحيل



العين فقط .



أذكر يومها نظراته التي وجهها إليَ شعرت أنه يأكلني بعينيه



بل قل يعريني ومع ذلك لم تزدني نظراته إلا سرورا .






نسيت إخباركم أنني أعمل في شركة للحاسب الآلي


وأنا المحاسبة عندهم .


أما مديري فهو مدير الشركة و هو من أسسها .


اسمه رامي و هو لأم من الوطن العربي و أب بريطاني


ولد في المهجر حيث عاشت أمه و هاجرت


و أكمل تعليمه هناك حتى الجامعي .


متخصص في قسم هندسة الحاسب الآلي


بعدها التحق للعمل في إحدى الشركات الكبرى للحاسب


الآلي هناك و ما مضت فترة حتى فكر في فتح شركة


للحاسب الآلي في منطقة الخليج .



ولان أباه تاجر معروف و مشهور استطاع أن يؤمن له رأس


المال و شريك محلي في إحدى دول الخليج .


و من هناك بدأ بشركة صغيرة تعنى ببيع و تصليح الحاسب


الآلي و إنتاج البرامج و كل ما يهم هذا المجال


ثم مالبث أن نال ما يستحق من النجاح


فتوسع و انتشر حتى بات في كل دول الخليج له فرع .


و مع أنه وسيم و نشيط وذو عقلية تجارية


إلا أنه أعزب مفاخر بعزوبيته


فكان دائما يردد أنه ما من فتاة استطاعت أن تسبر غوره


و تغمد بخنجر الحب في قلبه .


 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

نفيلة

ملكة متوجة
معلومات نفيلة
إنضم
17 أغسطس 2007
المشاركات
1,198
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
فانكوفر كندا
الجزء الثاني




مضت الأشهر وأنا كل يوم أزداد قربا و ألفة به


حتى اصبحت أمازحه و أشاكسه .


طلب مني مرة الخروج للغداء معه لكنني رفضت


بحكم العادات و سبحان الله لم أفكر يومها في خالقي


بل دفعني الخوف من الناس و ثرثرتهم التي قد تصل لوالدي


أن أرفض عرضه .


كنت أتعمد التأخر في العمل لأبقى معه فترة أطول


خصوصا في هذه الفترة فنحن نراجع الحسابات


و نعد الميزانية للسنة المالية القادمة



خصوصا أنها سنة مميزة و مليئة لمكتبنا



إذ تلقينا عروض من 3 شركات كبيرة لإنتاج برامج لهم



و صيانة حواسيبهم .







عموما في إحدى الايام و أنا أراجع ملف مهم أجهزه لأقدمه له



لم أشعر بمرور الوقت و انتهاء فترة الدوام


و أنا على هذه الحالة إذ بطرق خفيف على بابي


رفعت رأسي لأرى من الطارق

كان رامي واقفا ينظر إلي ابتسمت له و عدت أكمل عملي


و أنا أقول : " انتظر قليل سأنهي الآن ما في يدي "


لكنني فوجئت بعلبة توضع أمامي أخذت أبحلق في العلبة



كأنها شيطان رجيم ثم رفعت بصري إليه متسائلة



قال: " أردت أن تكون هديتي الاولى التي تصلك .. عيد ميلاد

سعيد "



شعرت حينها كأنه صب علي ماء بارد .. شجعني على فتحها


فإذا هي قلادة تحمل زهرة صغيرة من الالماس و قرطين


لنفس الزهرة ..



وقفت أتأمل القلادة ..كم هي جميلة ..



رفعت عيني لأشكره


لكنها وحدها الدموع عرفت طريقها للخروج.



اقترب مني .. أمسك بيدي و قال بصوت حنون ضعيف مليء



بالحب : " أنت زهرة حياتي ..أتمنى أن تقبلي هذه الهدية


مني . "


أردت وقتها أن أرتمي في حضنه ..


أصرخ "أحبك" ..


لكنني بقيت أنظر الى القلادة و إلى ظله الذي أعلن مغادرته


للغرفة.. قنبلة كبيرة فجرتها يا رامي ..



قنبلتك هذه هي من أعلنت حالة الطوارىء في مدني ..


لا أعرف يومها متى عدت الى البيت ولا كيف



لكنني لن أنسى ذلك اليوم أبدا


فمعها بدأت حكايتي و معها قتلت الكثير


الكثير لأصل اليك .






لم أذهب للعمل في اليوم التالي ..


في الحقيقة أصابتني حمى أقعدتني ..


لم أنم ولم آكل منذ يومها



و بعد 3 ايام من الصراع مع المرض و مع أفكاري



شعرت بتحسن و قررت العودة للعمل .



أتاحت لي هذه الايام الثلاثة الوقت لأفكر في ما عناه رامي


في ذلك اليوم .



كما أنني فكرت الى أبعد من ذلك


فكرت لو أنه عنى ذلك فعلا


فهل سأقبل به ؟


وربما كان مجرد التفكير في هذا الموضوع ما زادني مرضا


إلا أنني قررت في النهاية أن أستعلم منه ماذا عنى بجملته



و لم رحل قبل ان يبدد الظلام الذي خلفته الجملة


ثم كان لي عتب عليه،


لِـم لـَم يسأل عني طوال الأيام الثلاثة المنصرمة؟


هكذا عدت إلى عملي



و في جعبتي الكثير من الأسئلة له .



سألت عنه و علمت أنه في رحلة عمل تستغرق 3 ايام


و من المفترض ان يعود اليوم ..


" إذا هو ليس في المكتب .. لابد أنه لا يعلم عن تغيبي ! "


تنفست الصعداء عندما وصل تفكيري إلى هنا


" لا يهم سأعرف الحقيقة اليوم"



و الحقيقة أنه لم يحضر للعمل اليوم


مما زاد من أفكاري جنونا .







يومها غادرت المكتب و أنا ضائعة أكثر


حتى أنني بقيت في سيارتي أسرح في أفكاري فترة


لم أتنبه فيها إلا على صوت هاتفي



" مرحبا "



" مساء الخير مي كيف حالك ؟ "



"الحمدلله . كيف حالك أنت ؟ "



" أنا بخير ... أين أنت ؟ "



هنا انتبهت أنني ما زلت في مواقف السيارات



" أنا ما زلت في طريقي للمنزل . لماذا ؟ "



"هل تستطيعين المرور بي ؟"



"كم الساعة الآن ؟ "


قلتها و أنا أبحث عن ساعتي فجاءني الرد من الطرف الاخر


" إنها الثامنة .."


انصعقت لمعرفة الوقت


لابد ان أبي ينتظرني على أحر من جمر الآن


" اعذريني ميادة لا أستطيع المرور بك الآن ، فلقد تأخرت في



العودة و أنت تعلمين أنه لن يفوت الفرصة لإذلالي "


"لا عليك ليس في الامر طارئ "


شعرت بنبرتها الحزينة ..


ميادة بها شيء


لكن لن أستطيع المرور بها قبل الذهاب للبيت


"ميادة حبيبتي دعيني أعود للبيت ، و إن سنحت الفرصة


أتيتك "


"لا عليك ... إلى اللقاء "


"إلى اللقاء"


يا ترى من هي ميادة ؟


 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

نفيلة

ملكة متوجة
معلومات نفيلة
إنضم
17 أغسطس 2007
المشاركات
1,198
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
فانكوفر كندا
الجزء الثالث




ميادة هي أعز صديقة لي ،


درسنا معا و كنا دائما نلتقي في الفصول نفسها ،


كانت " نفسي المشاغبة " .

أنا أصنف الصديقات إلى أقسام فهناك صديقة أشعر أنها



نفسي الأمارة بالخير ، و هناك أخرى أشعر أنها نفسي



الأمارة بالسوء ، و هناك أخرى أشعر أنها نفسي المشاغبة ،



ميادة كانت هي نفسي المشاغبة و الأمارة بالخير .


هي أكثر الفتيات التي عرفتهن تدعو إلى تغيير وضع المرأة



في دولنا كما أنها تعتبر المرأة لم تنل كل حقوقها بعد فهي



تنادي بالمساواة بين الذكور و الإناث في نواحي كثيرة مثلا



عدم التفرقة في المعاملة بين الأبناء الذكور و الإناث ، أو



التفرقة في ثقافة العيب ، كل شيء عيب على الفتاة حق



على الرجل إذا أخطأت المرأة دفنوها ، و إذا أخطأ الرجل



قلدوه وسام الرجولة ، كانت تنادي بوقف معاملة المرأة



كالسلعة متى ما شاء الرجل اهتم بها و متى ما ملها تركها


لأخرى .


ميادةكانت تحلم بتطبيق حقوق المرأة في الشريعة



الإسلامية بحذافيرها لا أكثر ولا أقل .





أذكر أنها في يوم أقامت الدنيا عندما سمح أباها لأخاها



بالخروج للتخييم بينما منعها من ذلك



مع أنها لم تطلب أكثر من أن يسمح لها بالتخييم مع



المرشدات ، في جو مملوء بالمراقبات و بعيد عن الشباب



و تحت وصاية وزارة التربية و التعليم ،



لكن كيف لفتاة ان تخيم خارج منزل أهلها فالبنت للبيت .




ميادة من أشد المتمسكين بحقها الذي شرعه لها الخالق



خطبها زميلها في العمل و هو شاب وسيم



فما كان منها إلا أن أخذت كتاب يتحدث عن حقوق الزوجين


الرجل و المرأة و واجباتهم و أرسلت الكتاب له مع ملاحظة



" إذا كنت مستعدا أن تقوم بثلث ما أتى في الكتاب .. سأكون


مسرورة أن أحضى بك زوجا "



فلم تره بعد ذلك اليوم .



أغبياء هم الرجال لم يعلموا أن ميادة تختبرهم فقط لتعرف من


سيحافظ عليها و على حقوقها و من سيلتهم حقوقها


دون تفكير ..




وددت لو استطعت الذهاب إلى ميادة



فصوتها لم يكن مريحا أبدا على الهاتف



ولكنني فعلا كنت قد تأخرت و أعلم أن أبي لن يترك فرصة


كهذه دون ان يوبخني .



ولكن الحمدلله مر ذلك اليوم بسلام



و ستستغربون لم مازلت أذكر أحداث ذلك اليوم



لأنه كان يوما يحمل التغيير بكل أنواعه في حياتي و حياة


ميادة


و لأنه ابتداء من هذا اليوم لعنا الحب أنا وهي


فسحقا للرجال جميعا .




" أمي حبيبة قلبي ..وسادتي المخملية التي تشهد أسباب


كل دموعي و آهاتي .. هي أكثر أنسانة أفتقدها الآن


و ألوم نفسي على ما حل بها .. لم يهمني يوما أبي بآرائه



المتعصبة و المتزمتة..



لكن أمي كانت دائما مصدر سعادتي و شقائي



ولابد قد آن الأوان لأحدثكم عن عائلتي



أبي " محمود " جامعي خريج كلية العلوم السياسية يعمل



في السلك الدبلوماسي ، إنسان مشهور و محبوب من


الجميع إلا أنا


السبب ارتكب أبي حماقة مرة لم أغفرها له ولم أمحها من



مخيلتي ، كنت دائما أعايره بها


لذلك كنا دائما على اختلاف ، ومتى ما سنحت له الفرصة ينتهزها ليوبخني ؛ لذا لم تكن علاقتي به على ما يرام



مع العلم أنه يحبني كثيرا و يهتم لما يحدث في حياتي إلا أنه



و بسبب موقفي منه أصبح عدائيا معي ينتقد كل شيء



أسلوبي ، دراستي ، عملي ، ملابسي وحتى تسريحة



شعري .



لكنه لم يجبرني يوما على ملابس معينة و إنما يكتفي



بالقول " أليس لديك ما هو أكثر سترة من هذه الملابس ؟ "



أو : " ما الذي بقى لم تكشفيه ؟"


"ماذا تركت للعاهرات ؟ "


لكنني أؤنبه الآن بشدة فلو شد علي قليلا لما أمكنني أن



ارتكب مثل هذه الحماقة .



لي من الإخوة اثنان سيف وهو أكبر مني بسنة



و مريم الصغيرة "ميار " أنجبتها أمي قبل عامين من رحيلي



إذا فهي الان تقارب ال18 ..لابد و أنها زهرة جميلة.



لم يكن لسيف أخي الأثر الكبير في حياتي


فهو لم يكن ممن يجلسون في البيت


و إنما أغلب حياته كانت مع أصدقائه .


 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

نفيلة

ملكة متوجة
معلومات نفيلة
إنضم
17 أغسطس 2007
المشاركات
1,198
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
فانكوفر كندا
الجزء الرابع






والآن أعود الي اليوم الذي ترك بصمة في حياتي أنا و ميادة ..



عندما عدت للبيت لم أستطيع التحمل أكثر فأفكاري لم تتوقف



عندي ، و إنما تجاوزتها لميادة و لصوتها الحزين، قتلني التفكير و الانتظار ،



رحت استأذن من أمي لأن أزور ميادة فهي ليست بخير،



رغم أن الساعة قد تجاوزت التاسعة إلا أنها وافقت و طلبت مني أن لا أتأخر .










"مساء الخير ، كيف حالك الآن؟ "



" أفضل . و أنت؟ "



" أنا في طريقي إليك "



" ماذا ؟ "



" أنا قادمة اليك "


" لكنك قلتي ... "


" اتركي ما قلت على جنب و استعدي لاستقبالي "


يومها رأيت ميادة الضعيفة لم أتوقع أن تكون ميادة هكذا ..



تقدم لخطبتها ابن صديق جارهم أبو علي ، و كانت ميادة قد



قابلته قبلا في أظرف الصدف التي تحصل في الحياة ، فيومها



كنا قد اتفقنا أن نلتقي جميعا في منزلها نحن الصديقات أنا و



شيخة و عايشة و أمل و لمياء ، و كانت يومها لوحدها في



البيت فأخذنا راحتنا في البيت ، ثم لا أذكر ما الذي حدث لكننا



كنا نتراشق بالماء ، و إذا بميادة تحمل دلوا من الماء و تركض



خلفي لترميني به فركضت حتى وصلت الى الجدار الفاصل



بين منزلهم و منزل جارهم أبو علي و كان الجدار منخفض و



مفتوح بحيث يستطيع الشخص الدخول إلى منزل بو علي




فما كان مني إلا أن ركضت الى تلك الفتحة آملة أن أعلن




النهاية لميادة حتى لا تلحقني بدلوها و كنت قد سمعت




أصوات صادرة من ساحة جارهم




المهم ميادة لحقت بي و ألقت بما في دلوها ناحيتي




أعتقد تستطيعون تصور ما حدث ، كان هاجد خلفي تماما ينظر




الينا مع أباه و بو علي فما كان مني إلا أن انزلقت في آخر




لحظة قبل ان ترمي ميادة بدلوها و تبلل هاجد





،، لحظة،، عندما رمت بما في دلوها وصلني القليل من ما




فيه كان ماء باردا جدا .. تخيلوا الرعشة التي أصابت هاجد وقتها .




المهم أن الماء البارد نفع و هاهو يخطبها اليوم









" حبيبتي ميادة إذا ما الذي يضايقك ؟ إن لم تريه مناسبا ارفضيه "




"المشكلة يا مي أنه أنسان ( لقطة ) ، و ما من سبب يجعل أي فتاة ترفضه "




" إذا أين المشكلة ؟ "




"هنا " و أشارت لقلبها " قلبي يهوى غيره يا مي "




كانت جملتها كالصاعقة لي ميادة تحب ؟




ميادة التي ترفض مجرد ذكر كلمة حب أمامها تحب ؟




"تحبين؟!"




"أجل يا مي أحب .. أحب و هذا الحب يخنقني يا مي يخنقني .."





" من يا ميادة ؟"




" لن تغفري لي ان اخبرتك .. لن تغفري لي .." و بدأت تجهش بالبكاء




ضممتها إلي و أنا احاول أن أهدئها




" اهدئي يا حبيبتي ، مهما كان أخبريني عنه لعلي أستطيع المساعدة "




أشارت إلي بهزة من رأسها و هي تقول :




"لن تفعلي شيئا لأنه لن يهتم بي بل لن أكون إلا ذليلة معه "





يا إلهي ميادة تلك الفراشة الحرة .. تحب .. و تحب من ..




تحب من قد يذلها ؟!




أين حديثها عن حقوق المرأة ؟




أين كل كلامها عن العقل و كبت المشاعر ؟



" أخبريني يا ميادة من هو ؟ "


بعد فترة صمت و كأنها تتشاور مع عقلها قالت بصوت كسير


و عينها على الأرض : "سيف"


شعرت بالأرض تهتز من تحتي قلت بتشكيك كبير :




"سيف من؟ "




قالت : "سيف محمود أخوك"




يا إلهي سيف أخي يا ميادة ألم تجدي غيره




لم يا ميادة رميتي بقلبك الصغير في يدي سيف




تذكرت بعدها فكرة قززتني قلت لها : " لا لا لا "



وقفت تنظر إلي مستغربة: " ما بالك؟ "



" لا يا ميادة ليس سيف إنه لا يستحقك ، هو لا يهمه في هذه الدنيا سوى



نفسه فقط كما أنه.."



و لم أستطع إكمال ما كان يجول في خاطري



" متزوج من خادمة جاركم "




انصدمت كيف تعرف ميادة عن سيف



حتى أبي و أمي لا يعرفون أنه تزوج الخادمة الفلبينية لجارنا




بل إن جارنا نفسه لا يعلم




ولو أني لم أكن الشخص الذي استعمل سيارته في


ذلك اليوم الذي وجدت مستند الزواج فيه ما كنت عرفت .



يومها تركت ميادة في دوامة أكبر



هي لا تريد أن تضيع فرصة الزواج من هاجد




لكن كيف لها أن تحبه و قلبها متعلق بآخر




اللعنه على الحب يذل أكثر من ما يعز








رأيته اليوم ، لا أدري أهي عيني أم أنه فعلا يبدو أجمل من ماتركته




أتى إلى مكتبي



"صباح الخير "




"صباح النور"




"ما الجديد في الملف ؟ "




" راجعت الحسابات فيه وارسلت اليهم صورة من فاتورتين لم يدفعوهما بعد .."




"و هل ردوا عليك ؟ "




"أجل سيرسلون الشيك الاسبوع القادم "




"جيد ، أريدك ان تبدئي في موازنة السنة القادمة و أخبريني كم سيكلفنا


تجديد قسم الحاسب الي في الشركة ال.. "




"حسنا"



توقف ينظر إلي كأنه يبحث عن أي عذر يحثه على الكلام




أخيرا بدأت نوبة من السعال الذي أصابني مع الحمى في الفترة الاخيرة



فأسرع يحضر لي كوب ماء و كان هذا عذره ليبدأ الحديث




" سمعت أنك تغيبتي عن العمل لأنك مرضتي ، كيف حالك الآن ؟ "




إذا يعرف أنني مريضة و لم يسأل عني ، أشحت بوجهي عنه


" بخير "



اقترب مني قليلا و الارتباك بادىء عليه



لا أدري كم من الوقت بقيت و أنا في هذه الحالة كمن صدمتها شاحنة




كانت جملته هي النغمة الوحيدة التي بقيت ترن في أذني




" اعذريني يا مي لم أقصد ما قلته على النحو الذي فهمته



فأنت صديقة نادرة في هذا الزمن .........."




أيها النذل فتحت أبواب النعيم أمامي ثم عدت و أغلقتها




لا أستطيع أن أصف الشعور الذي اجتاحني بعد كلمة صديقة




كيف له أن يعبث بمشاعري هكذا ؟ أهكذا يقال للصديقات؟



كنت حتى حينها أعامل رامي كرجل شرقي


ولكن بعد الصفعة التي ووجهها لي أدركت أنه غربي حتى النخاع



كيف فاتني ذلك ؟



عند الغرب تعامل الصديقة بحميمية كبيرة



حتى يلتبس الأمر في بعضه البعض ..




يالي من غبية .. و اللعنة على الحب الذي يعتصر قلبي ..




و تلك الدموع الحارقة .. كأنها سم السيانيد تحرق وجتني ..


لم اهنئ بعد ذلك أبدا .



 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

نفيلة

ملكة متوجة
معلومات نفيلة
إنضم
17 أغسطس 2007
المشاركات
1,198
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
فانكوفر كندا
الجزء الخامس





بقيت علاقتي برامي بعد ذلك اليوم بسيطة ، واضحة ، صارمة


علاقة عامل برب عمله فقط لا غير ..


ما لك و الحب يا مي ؟


ماذا تفهمين منه ؟


تطلب مني مجهود خرافي حتى استطعت أن أصل بنفسي


إلى مرحلة سلام داخلي ..


لكن ما زال حبه ينبض في عروقي ..


كيف له أن يفعل ذلك بي ؟


عندها تذكرت ميادة ..


شغلتني مشاغل الحياة و الحالة النفسية التي أصبحت عليها


عنها ماذا يا ترى فعلت ميادة ؟!











اتصلت بميادة لأعرف أخبارها و أتقصى قرارها


في داخلي كنت أتمنى ان لا ترفض العريس


أخي لا يستحقها ، بقيت أردد هذه الجملة لا يستحق ظفر


منها .




علمت أن أباها طلب منها التمهل و التفكير بجدية ؛ لأنه لمس


منها الخوف و التردد




"جميل أن يشعر بك والدك "




" أجل ... لا أدري يا مي ... "




"ماذا ستفعلين ؟"




" كنت قد تحدثت مع عائشة و اقترحت أن أصلي استخارة "




سكت لم اعلق على اقتراح عائشة ، فهي كانت أكثر واحدة


منا تمسكا بالدين




بالنسبة لي كان الدين تشدد في العادات و التقاليد


أعني لم لا تعطى المرأة حريتها في لبسها ؟


ولم يتم إلباسها و تغطيتها من رأسها الى أخمص قدميها ؟


انتشلني صوت ميادة من أفكاري




"مي أين أنت ؟ "




" آه ... أنا هنا .. ماذا قلتي هل ستوافقين عليه ؟ "




" سأعمل بنصيحة عائشة و سأتمهل ... علمت من أبي أنه


طلب منه أن يزورنا الأسبوع القادم "




"ماذا !... أباك طلب من هاجد..." قطع جملتي صوتها




"لا ... لا...لا هو من طلب من أبي "




" آه .. كنت قد بدأت أشك في أباك "




أنهيت مكالمتي على أمل أن أسمع منها قريبا بعدا أن تصلي


الاستخارة









مرت الأيام و توالت و لا جديد في حياتي


و إنما كل الجديد كان يحدث في حياة ميادة




يوما بعد يوم بدأت تنسى أخي و تتعلق أكثر بهاجد


لم يرغمها على شيء ، كان يأتي لزيارتها يوما في الأسبوع


بحضور أبيها و أمها




كان يتحدث في مواضيع عامة معهم .


لم يتصل بها ولا مرة ، و لم يقل لها كلمة حب إلا يوم اخبرته


بردها يومها قال لها : " أحبك و أريدك زوجة لي و سأعمل


جاهدا لتكون راضية بي"




هاجد شاب ذكي ، عرف أن الركض خلف ميادة لن يطريها و


إنما إظهار الاهتمام بأدب ، و احترامها بالإضافة إلى متابعتها


من بعيد هو ما من شأنه أن يجعلها تحبه .



هكذا تعامل هاجد مع ميادة لم يقل لها أي كلام معسول بعد


ذلك اليوم كان يزورها و يحدثها في حدود الأدب ي


ظهر اهتمامه بها ، لا يبقى عندها أكثر من ساعة ثم يغادر


في البداية كانت ميادة تستثقل الساعة التي يتواجد فيها


لم تكن تعره أدنى اهتمام


فكرت أكثر من مرة أن تخبره أنها لن تستطيع الاستمرار معه


لكنها كانت تترجع لأني دائما كنت أنصحها بالاستمرار .








ميادة : " ما أثقل دمه يأتي و يثرثر دون توقف ، تخيلي ساعة


يأتينا فيها فقط للثرثرة كأننا أطباء نفسانيون نعالجه "


كنت أضحك لتعليقاتها لكن أخالفها الرأي دائما عنه



قلت لها يوما " ماذا ستخسرين ان استمعتي له ؟


قد يعجبك ما يقول "


يومها أقنعتها أن تندمج معه في الحوار إن لم يعجبها حديثه و


جلسته عليها إخباره و إنهاء كل شيء .



لكن ميادة وجدت العكس يومها.

ما زلت أذكر محادثتها لي يومها و هي تصف الحوار الذي دار


بينها و هاجد


" كنت عدائية في البداية أريد أن أعاكسه في كل ما يقول


حتى إن قال أن الشمس تشرق من المشرق عاكسته و


قلت بل المغرب و إن سألني ما دليلك قلت ليس لأنك لم تر


الشروق من المغرب فذلك يعني انها لا تشرق من المغرب ،


لكنه عرف الى ماذا أرم من معاكستي لكلامه


فما كان منه إلا أن سلمني زمام الأمور حتى صرت أن قلت


قف وقف ، تعامل معي يومها بكل هدوء و أخذني كما يقولون


"على قد عقلي " حتى وجدت نفسي في ألفة غريبة معه


أحدثه نتشاطر الحديث نضحك و نروي لبعض مشاغبات


الدراسة و أبي و أمي في حيرة مني و في التغيير الذي


حصل لي "


" أتصدقين يا مي أنه بقي عندنا اليوم ساعة و 50 دقيقة "


" أتحسبينهم ؟ "


"لا هو من يفعل ، فلقد انتبهت لذلك عندما نظر لساعته و


أبدى دهشته ثم اعتذر لأنه أخذ من وقتنا الساعة و 50

دقيقة"


ابتسمت كنت أحدث نفسي أنها قد بدأت تقع في الغرام



" ميادة ما رأيك الآن أتريدين إخباره ؟ "



سكتت فترة ثم قالت : " بل أفضل التريث ، أظن أنني يجب

أن أتريث "









بعد زيارة هاجد تلك ب6 اسابيع أخبرتني ميادة أنها اكتشفت


مدى غبائها عندما ظنت أنها تحب أخي و أنه لم يكن سوى


مرحلة مرت بها ، و أنها ليست نادمة عليها ولا مسرورة



" أتحبينه ؟" سألتها


" لا أستطيع أن أصفه حب ، لكنه فتح عيني على أشياء


كثيرة لم أكن أراها "


" ماذا تعنين ؟ "


" لا شيء يذكر ...، أتعلمين أصبحت أنتظر موعد قدومه كل


أسبوع بشوق .. بدأت أرى هاجد الذي مدحه لي الجميع ..


كما أني ... "



" كما أنك ماذا ؟"


" لا شيء إلا أنني بدأت أشعر بمقدار الحب الذي يكنه لي ،


وربما كان حبه هو الذي يجعلني أنظر إليه بطريقة مختلفة "


" أتمنى ان يتغلغل حبه في قلبك بهدوء و سكينة حتى يصبح


ثابت "


ابتسمت لي و لم ترد









حبيت أوضح شغلة : أبطال قصتي المفروض أنهم من أسر

منفتحة شويه على قولة البعض ، يعني مش متمسكين

بالعادات و التقاليد و لا الدين بالشكل المطلوب فلا تتعجبوا

تماديهم شوية خارج السرب



 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

نفيلة

ملكة متوجة
معلومات نفيلة
إنضم
17 أغسطس 2007
المشاركات
1,198
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
فانكوفر كندا
الجزء السادس





كما أخبرتكم آنفا بقيت في عملي كما أنا ،



و بقي تعاملي مع رامي تعامل موظف برب عمله .




حتى أتى ذلك اليوم ، عندما عدت من عملي





ووجدت البيت في حالة استنفار شديد استفسرت و لم



يجبني أحد





ذهبت إلى أمي




" أمي ما كل هذا ؟"







" لقد عدت يا مـي جيد ، كنت أفكر في الاتصال بك لتعودي



باكرا اليوم ، اذهبي استحمي و غيري ملابسك لدينا ضيوف



مهمين لوالدك "





ثم عادت تعمل ما كانت منكبة عليه










اغتسلت و سحبت لي تنورة وردية ناعمة و بلوزة بنية لملمت



شعري و لبست شالي الزهري لم أغط شعري تمام و إنما



اكتفيت بوضعه على رأسي ، أكحلت عيني و رششت عطري



و نزلت .




وجدت الخادمة في أول السلالم




عندما رأتني أخبرتني أن أمي تناديني في الصالة





ذهبت إلى هناك ، كانت أمي تجلس بالقرب من امرأة تقاربها



في العمر لكنها تضع الكثير من مساحيق التجميل





نحيلة ترتدي بنطال و شعرها القصير يغطي وجهها .






سلمت عليها و دعتني للجلوس بجانبها






"ما شاء الله يا فاطمة بنتك في غاية الجمال "





ابتسمت أمي لإطرائها و أنا كالهبلة أنظر إلى المرأة و قد


ذهلني مكياجها





عندما اقتربت منها تبدو كالمهرج من الذي صبغها كهذا ؟






" مي حبيبتي اذهبي استعجلي العشاء "





نظرت الي امي وجدتها تنظر إلي نظرات نهر لتحديقي في


المرأة



قمت و ذهبت و ما إن خرجت من الصالة حتى انفجرت



ضاحكة كمن دغدغني .





بعد العشاء نادانا أبي ليعرفنا أمي و أنا إلى زوج المرأة و ابنها



على اعتبار أنهم من الأهل



كان زوجها رجل محترم جدا مؤدب و تشع من عينه الحنكة



و الذكاء ، بجانبه وقف شاب طويل حنطي بعينين عسليتين



ناعستين و أنف كالسيف عندما رأيت أنفه عرفت أنه بدوي




كان يختلف عن الرجل و المرأة في الشكل .




عرفني أبي عليهم :



" هذا عمك سالم و هذا محمود ولد أخوه الكبير "




عرفت الآن لم شعرت أنه مختلف عنهم



جلسنا و تحدثوا قليلا عن أمور متفرقة و سألوني عن



دراستي و عملي و عرفت أن محمود قد درس العلوم



السياسية و حصل على درجة الماجستير منها و أنه ينوي ان



يكمل الدكتوراة في أمريكا .




كنت طوال الجلسة أسترق النظر إلى محمود و أجده ينظر




إلي بل قل يحملق فيني يتفحصني كقطعة أثاث ينوي أن



يشتريها، بعد نصف ساعة استأذنوا و رحلوا .








أمي كم أهواك يا نبض عروقي يا بلسم قلبي يا مهدء



جروحي سأحن لحضنك الدافئ مدى الدهر .








بعد يومين من زيارة عائلة محمود أتتني أمي و أخبرتني بما


كنت متوقعته


و قالت إنهم ينتظرون الرد و يأملون أن لا أتاخر


ثم أضافت و هي تغادرني : " محمود يريد السفر بعد 3 أشهر



و يأمل ان يتم الزواج في أسرع وقت حتى تنعما بشهر


عسل قبل التجهيز للسفر "



و بما أنني مجنونة أعلنت موافقتي في مساء ذلك اليوم على



أمل أن يحرك ذلك مشاعر رامي ، ثم أرسلت له رسالة



استقالة .


 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

نفيلة

ملكة متوجة
معلومات نفيلة
إنضم
17 أغسطس 2007
المشاركات
1,198
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
فانكوفر كندا
الجزء السابع



وقع رامي على رسالتي بكل هدوء

و ارسلها الي

و بعد اسبوع تركت العمل و انا العن حبي له


و احمد الله انني لم ارفض الزواج من محمود


فرامي لا يستحقني .





كان عرسي من اكبر الاعراس التي اقيمت في

ذلك الصيف

لدرجة انني كنت عند مزينة الشعر بعد اسبوع

من العرس و سمعت بعض النساء يتحدثن عن

عرسي و يمدحن تنظيمه و الكوشة و الاكل .

لم اهتم لشيء في العرس

بل كان محمود من اهتم بكل شيء


و الحق يقال انه ذو ذوق رهيب .




مر شهر عسلي عاديا


ليس كالشهر الذي اشتهيته مع من احب


كان محمود فيه رومانسيا تارة جديا تارة


رجلا تارة و صديقا تارة اخرى ،


متقلب هو محمود كفصول السنة


ما ان تلبث تعتاد على فصل منه حتى يقلب

للفصل الجديد .


اخذني في رحلة حول العالم في شهر


زرنا سويسرا و فرنسا و عرجنا ببريطانيا

ثم نزلنا يومين في تركيا

و قضينا ياقي الايام في المالديف ،

كنت انا من اختار ان نقضي الباقي من الشهر

في المالديف

سمعت انها جزيرة رهيبة تسحر النفس


فاردت انا تكون محطتي الاخيرة

علها تنقل الي بعض سحرها فاغرم في زوجي .




بعد شهر من رحلة عسلنا سافرنا الى امريكا

ليكمل محمود دراسته هناك


و استطيع ان اقول كيف ستكون حياتي هناك


ففي بلادي كنت استأنس بالعزائم و الزيارات

العائلية

و كنت اقرب للبعد منه للقرب لمحمود .


اما في امريكا فليس لي احد غيره

لذلك يجب ان اتعلم العيش معه و اظهار مشاعر

الحب له و تحمله

و هو ما لا استطيع ضمان نفسي فيه .


عندما وصلنا الى هناك


اذكر انني يومها بكيت بحرقة


بكيت كثير حتى اخفت محمود علي

ظن ان بكائي لفراق اهلي

لكنني كنت قد تيقنت من ساعات السفر


اني لا استطيع احتمال زوجي


و اني احب رامي حتى النخاع .

بدات الوم نفسي كيف فعلت ذلك بنفسي


ما الذي اردته من زواجي ؟


اردت ان اغيض رامي و اذا بي اغيض نفسي


و ارميها الى التهلكة .


غبية انا لم افكر لابعد من انفي .


هكذا صرت في غربتين


غربة قلبي و غربة اهلي ....


اين انت يا امي عني الان ؟


اين انت يا ميادة لتري ماذا صنعت بنفسي

و انا التي نصحتك بالتريث

رميت بما نصحتك به عرض الحائط

و اوقعت نفسي في شر افكاري .


يومها نمت في غرفة منفصلة عن محمود

اخبرته اني مرهقة و احتاج لبعض الهدوء .

احترم قراري مع انه لم يبدي موافقته

و تركني اتصرف على راحتي .

شربت الينسون الساخن كان يريحني كثير

و خلدت للنوم .





لا أستطيع التصديق رامي أمامي

يمسك بيدي و يخبرني لأي درجة هو يحبني


و أني استعجلت عندما قررت الزواج ...

لماذا لم تقل لي هذا الكلام عندما قدمت

استقالتي؟


لماذا تعذبني أكثر؟


مسكت بيده بقوة فانفجرت و جرحتني الاشواك

التي خرجت من داخل يده

لكني لم ءابه للدم الذي بدأ يسيل من يدي


بل بقيت انادي عليه

و هو يبتعد و في وجهه ابتسامة شريرة

و لم يعر صراخي أي اهمية ،

لا ادري لماذا بقيت اصرخ لا ترحل..

لا ترحل ..

لا ترحل ..

فجاة شعرت اني اسقط من ارتفاع

و صحوت من نومي مذعورة

و العرق يتصبب مني ،


و محمود يقراء علي المعوذات

ثم سحبني لحضنه و هو يقراء علي

و يقول حلم مزعج حبيبتي و سينتهي

لا تهتمي .


سقاني ماء و اعادني للنوم و هو يطمنني

ثم غطاني

و هم بمغادرة الغرفة عندما راني ساكنة

ظنا منه اني نمت

لكنني جذبته من ذراعه

و طلبت منه ان يبقيني في حضنه .




داعبتني اشعة الشمس التي تسللت

من ستائر غرفتني و ايقضتني غصبنا عني

بدات استجمع افكاري

و تذكرت محمود عندها شعرت بثقل في خاصري


تحسست المكان

ووجدت يد محمود تطوقني

و انفاسه تلهب عنقي

اشمئززت من وضعي قليل

و بدات ازيح يده حتى اخرج من السرير

لكنه تنبه ، فتح عينيه

ثم اغلقهما بسرعة بسبب اشعة الشمس

لكنه ما لبث ان اعتدل في جلسته

و سالني "صباح خير كيف تشعرين؟"


" افضل الحمدلله "


" قلقت عليك امس ،

لو كنت اعلم ان الغربة ستؤثر فيك هكذا ما كنت

طرت بك الى هنا .."


" لا عليك كان مجرد حنين لامي "


" تستطيعين الاتصال بها "


" سافعل لكن لاحقا "



ذهبت للحمام اغتسلت لبست ملابسي

و خرجت للصالة

كان كل شيء مرتب بشكل جميل الاثاث

و الصور لابد انه قد اختارها مسبقا ،

دخلت المطبخ وجدته قد اعد البيض و الشاي

و ساعدته في ترتيب الطاولة و فطرنا معا

كنت اقراء الجريدة و هوينظر الي

استطيع الشعور بحرارة نظراته ..

طوال الفطور لم نتحدث الا بضع كلمات .


اخبرني انه سياخذني ليريني البلد

حتى استطيع التعرف على كل شيء ،

جهزت نفسي و استعددت للخروج معاه .


ربطت شعري على شكل ذيل الفرس

و ارتديت قميص بيج طويل للركبة

و بنطلون بني مع حذاء رياضي يسمح لي

بالمشي دون تعب

و جلست في الصالة انتظر محمود ،

وما ان راني حتى بداء يصفر و يمدح شكلي

و اناقتي


" ما شاء الله عليك تفوقتي على نفسك

كل هذا الجمال لي ؟"


اعتصر قلبي الما عندما قال ذلك

كيف يكون لك و قلبي يملكه اخر


" لكن هناك ما ينقصك ..!

امممممم دعيني افكر ...!؟...،

أجل وجدتها .. ينقصك هذا "


لم اكن متنبها انه يخفي يديه خلف ظهره

الى ان اراني ما ينقصني

كان يحمل علبة مجوهرات فتحها لي

واذا بها قلادة جميلة

على شكل زهرة من الالماس و قرطين لنفس


القلادة و خاتم ....

 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

نفيلة

ملكة متوجة
معلومات نفيلة
إنضم
17 أغسطس 2007
المشاركات
1,198
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
فانكوفر كندا
الجزء الثامن



تيت تيت تيت تيت تيت


كم هو صوت مزعج


لم لا يتركني أنام


منذ زمن لم أحظ بنوم هادئ كاليوم



بدأت أفيق قليلا قليلا


و أستوعب ما حولي من أصوات




فتحت عيني بإعياء


أشعر كأن شاحنة صدمتني ...



يالله يؤلمني جسمي



و رأسي أشعر به ثقيلا


و كأنه حمل لابد لي من حمله ..




" ستكون على ما يرام لا تخف عليها "



" لكنها نائمة من يومين ؟"




"ذلك أفضل لها ، فمهما كانت الصدمة العاطفية



التي تعرضت لها ، تحتاج أن تلزم جو الراحة


الدائمة و أن لا تزعجها بشيء "



" أقسم لك يا دكتور أني لم أفعل .....


كل ما قمت به أني قدمت لها هدية ..

طقم الماس و عوضا أن أراها تقفز فرحا


صرخت و سقطت على الارض "



تناثرت الأصوات بعد ذلك



كنت قد ميزت صوت محمود




لكن مع آخر عبارة له تذكرت كل شيء





تلك القلادة يا إلهي كيف وصلت إليه ؟



لقد أعدتها إلى رامي


بعد أن بين لي أننا مجرد أصدقاء



هل التقى محمود برامي قبلا ؟



من أين له هذه القلادة ؟




تمنيت لو أني بقيت نائمة



دخل محمود الغرفة



ووجدني متقوقعة في فراشي



و قد شحب وجهي



اقترب مني و ضمني بقوة



" أقلقتني عليك يا حبيبتي كيف تشعرين الآن ؟"



أومأت برأسي إيجابا



" الحمدلله ... الحمدلله على سلامتك "




" أريد أمي يا محمود "



" أعلم حبيبتي لقد اتصلت بها


و طلبت منها الحضور


أخبرتها أنني أعد لك مفاجأة


و أنك مرهقة قليلا بسبب الغربة



و هي في طريقها ستصل بعد غد "



قال لي ذلك و هو يمسح على شعري


و ينظر إلي بكل حنان و كأنني طفلته الصغيرة




لا أنكر أنه كسر القليل من الجليد الذي يغطي


قلبي من ناحيته



استسلمت بكل هدوء في حضنه




حتى غشيني النعاس و غرقت في نوم جميل .







اليوم وصلت أمي




كنت قد خرجت من المستشفى




مع توصيات الأطباء أن لا أرهق نفسي




و أن أبتعد عن كل ما قد يسبب لي الإزعاج



عدت للبيت


ورتبت لأمي الغرفة التي كنت أسكنها




و أخذت أغراضي لغرفتي الرئيسية مع محمود




لا أريد أن تشعر أمي بأي شيء




و استعددت لاستقبالها .








" حبيبتي مي صديقتي العزيزة


اشتقت إليك و إلى محادثتك ..


لماذا لم تراسليني إلى الآن


و لم تبعثي إلي برقم هاتفك على الأقل ؟


لم أطلبه من أمك


لأنني خشيت أن تكوني لا تريدين محادثتي ...


لكني ما إن سمعت أنها قادمة إليك


حتى فكرت أن أخبرك بكل ما فاتك في الأشهر


الثلاثة المنصرمة .


حسنا سنبدأ من لمياء


تزوجت من ابن عمها الذي كانت تحبه


و هم الان في شهر عسل في تركيا



عائشة ستتخرج الشهر القادم


و هي مشغولة في تجهيز اوراقها للوظيفة



أما أمل فما زالت كما هي


تفتقد للأمل في حياتها


و انا يا مي




اه كم هو الحب لذيذ ...


لم اكن اعلم انه بهذه اللذة ..


ستقولين لكنك احببت سيف


فكيف لم تشعري بللذة ؟


ساقول لك عزيزتي ..


اكتشفت اني لم احب اخاك يوما


فما اشعر به الان يختلف تمام عن ما شعرت به


ناحية سيف ..

هاجد مختلف ..في كل شيء مختلف ..


احبه يا مي احبه كثيرا ...


و ابشرك سنتزوج قريبا .........."


حملت رسالة ميادة الكثير الكثير من الاخبار


الجميلة و القصص الطريفة


التي حصلت معها و مع هاجد



هذه الرسالة كانت الدليل العاطفي لي


الذي كنت الج اليه دائما عندما اشعر بالغربة


و الحنين للوطن .


الوطن تلك البقعة من خارطة العالم ..


صدر حنون..


و حب مجنون ..


ولاء بلا حدود ..


و مع ذلك ..


بعت هذا الصدر بثمن بخس



عندما جريت خلف نزواتي


و تركت كل اهلي يتحسرون علي ..



يومها فقدت الاب و الام و الاخ و الاخت


حتى ميادة فقدتها يومها .







بقيت حبيبتي الغالية امي معي 3 اشهر


ثم اعلنت رحيلها


كان ابي دائم الاتصال بها


و استعجالها العودة


و اني ازداد دلعا بوجودها



المهم عادت امي بعد ان اطمأنت علي

ولا اخفيكم انني في فترة وجودها ارتحت نفسيا


و سمحت لنفسي بالتقرب من زوجي اكثر


و انبهرت بالحنان و العطف الذي غمرني بهم

كما شعرت بحبه الكبير


الذي يزداد يوما يعد اخر اتجاهي


و ان كان حبه لم ينسني رامي


الا انه ساعدني في تجاهل وجوده

و يوما بعد يوم


سرت الرغبة فيني ان احيا حياة طبيعية


مع زوج يحبني .


مضت الاشهر على خير ما يرام


تعرفت على اماكن كثيرة في المنطقة التي


سكنت فيها و تعرفت الى جيراني

و عندما فقطت بدات اشعر بحياتي التي احياها


و بدات استمتع بوقتي مع زوجي


انقلبت حياتي راسا على عقب .






اتصل فيني ابي


و اخبرني انهم اكتشفوا امر زواج سيف


و ان امي انهارت و هي بالمستشفى الان


قلب الخبر كياني


طلبت من محمود السفر لم يعارض

سارع في حجز تذكرتي

و ساعدني في ترتيب حقيبتي .


حضنني بقوة في المطار

و كانه لن يراني بعد اليوم

و طمانني ان امي قوية و ستكون على ما يرام

و نبهني بضرورة الاتصال به حال وصولي

حتى يطمن علي .


طوال مدة رحلتي كنت افكر في امي


و في حالتها و ما الذي يجب عمله لها ،

كان محمود يدخل في بعض افكاري بنصائحه

و نظرته المحبة الحنونة .






هكذا كانت رحلتي الى ان وصلت لمطار وطني

و استقبلني ابي ..

في الطريق من المطار الى المستشفى

كنى كلانا هادئين بعد فترة صمت

قال لي ابي : "أمك حامل في شهرها الرابع


و نخاف على الجنين ان يصيبه شيء "


انصدمت من كلام ابي امي حامل ..

بعد هذا العمر ..


عندما وصلنا للمستشفى

ذهبنا لرؤيتها كانت قد افاقت ،

طمننا الاطباء على حالتها و حالة الجنين .


استغربت امي عندما راتني

و عاتبت والدي كثيرا لانه اخبرني ،

لكن سلامتها كانت عندي بالدنيا كلها .


عندما عدت مع والدي للبيت

اخبرني كيف اكتشفوا زواج اخي

و ان زوجته حامل

و كيف غضب جارنا عندما علم بذلك

و الحقيقة جارنا لم يغضب من زواجها

و انما لانها صانت نفسها

و رفضت ان تسلمها له .

المهم اخذ اخي عروسه الحامل

و استاجر شقة و هما الان يسكنان فيها .


"و أمي .. ألا يعرف سيف بما حدث لامي ؟"


" لم اخبره فمنذ رحل حاولت الاتصال به مرتين


لكنه اما مغلق اما لا يرد "


اعطاني ابي بطاقة هاتف

حتى يستطيع الاتصال بي اينما كنت

اخذتها و ذهبت لغرفتي كي ارتاح

رميت نفسي في السرير

بعد حمام ساخن ريح اعصابي

و ازاح مشقة السفر .


تذكرت محمود

لقد وعدته ان اتصل به حالما اصل

اخذت هاتفي و اتصلت به


" السلام عليكم "


" وعليكم السلام ، كيف حالك ؟"


" مي أهذه انت؟"


"أجل هذه انا "


" كيف حالك يا حبيبتي ، اشتقت اليك كثيرا


كيف هي حالة خالتي ؟"


"أمي بخير الحمدلله و حالتها مستقرة ،

و انا جيدة "


"أخبريني كيف كانت الرحلة ؟

أريد أن اسمع منك ،اشعر كأنك غبتي منذ زمن"


"سأفعل لكن ليس الان فانا متعبة من الرحلة

لم ارتح أريد ان أنام قليلا حتى أذهب لامي

فيما بعد "


"لا عليك يا حبيبتي ارتاحي انت الان و سنتحدث

فيما بعد ، أهذا رقمك ؟"


"أجل ،أعطاني اياه والدي "


"جيد، أخبريني بكل جديد و لا تتردي أن

تخبريني إن أردتي شيأً"


"سأفعل"


"أحبك يا حبيبتي ،أهتمي بنفسك "


"وأنت أيضا اهتم بنفسك "


"إلى اللقاء "


"إلى اللقاء "

ثم غرقت في نوم عميق من التعب و الارهاق

الذي كنت اشعر به






عندما افقت كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة


مساءً تذكرت موعد المستشفى ،


يا الهي تاخرت و فاتني الموعد


نزلت لأرى والدي لم يكن في المنزل

و فكرت في اخي سيف ،

اتصلت به من تلفوني


و بعد فترة "الو "اتاني الرد باللغة الانجليزية


عرفت انها زوجت اخي

سالتها عن اخي سيف

و سالتني من انا

اخبرتها انني اخته و اريد محادثته عن امر مهم


ناولته السماعة


" مرحبا بك مي "


" اهلا اخي كيف حالك "


"أحمد الله على نعمه ، وانت ؟"


"جيدة الحمدلله "


"أنت في ارض الوطن ؟"


"أجل وصلت اليوم "


"اذا اخبروك عن امر زواجي "


سكتت قليلا سيف لا يعلم انني اعلم بامر زواجه منذ زمن


"بل انا على علم منذ ما يقارب السنة "


"ماذا "قالها باستغراب كبير


"أعلم بامر زواجك منذ ما يقارب السنة "


أعدت جملتي عليه بثقة اكبر


"كيف ؟" قالها بتوتر


"رأيت وثيقة الزواج في سيارتك مرة عندما


استعرتها منك "


سكت لم يجبني


و كانه لا يستطيع تخيل معرفتي المسبقة بزواجه


"لم اتصل لهذا السبب سيف ، انت حر تفعل


ما تريد ...لكن امي "


لم استطيع إكمال حديثي


فالدموع ملئت عيني و خنقت صوتي


" ما بها امي ..."

قالها و هو يتنهد و كانه يتوقع ما ساقوله له


"أمي في المستشفى سيف "

حاولت اخفاء تشنج صوتي

و انا اتذكر شكل امي و لونها الباهت


"انت تعرف ان امي ضعيفة و تحبنا جميعا و لقد

صدمتها بزواجك هذا و هي التي تمنت ان


تخطب لك احسن و اجمل العذاري "


أخبرت اخي عن ما اصاب امي كما اخبرني ابي


و اخبرته اين هي ، رغم كبريائه الا انني شعرت


بدموعه

وعدني ان يزورها و ينفذ ما تريده ،


أعلم ان امي لن تجبره على شيء


فقلبها المحب يمنعها من ذلك

لكن يجب عليه ارضائها ،


لم اخبره بحملها كما لم اخبر محمود به


لا ادري لماذا كنت اشعر بمهزلة عندما اتذكر

حملها و هي في هذا العمر

و لها من الابناء كبرنا ،

لم اعلم ان الله يعوضها عني خيرا


 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

نفيلة

ملكة متوجة
معلومات نفيلة
إنضم
17 أغسطس 2007
المشاركات
1,198
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
فانكوفر كندا
الجزء التاسع



استيقضت اليوم بحيوية اكثر



استحممت و تناولت فطوري


و ذهبت لمقابلة امي ، بقيت معها حتى الظهر



كانت قد تحسنت كثيرا و خجلة قليلا مني

و من مسالة حملها .


زارنا اخي سيف و استسمح منها ما بدر منه


كانت زوجته معه لكنها كانت تنتظر في الخارج


لامته قليلا


لكنها لم تستطع اخباره ان يتركها



فهي تحمل طفله في احشائها .



اخبرتني يومها عن العروس التي كانت قد


اختارتها لسيف و كيف انها ذهبت اليه فرحه



تبشره بهذه العروس فرفض طلبها



و عندما ألحت اخبرها بالحقيقة



و الباقي كنت قد سمعته من ابي .



بعد زيارتي لامي


تحدثت الى الطبيب


و اخبرني انها بعد يومين تستطيع مغادرة


المستشفى ان بقي حالها في تحسن



والا سيبقونها معهم فترة اطول



اطمأننت على أمي و طمنت زوجي عليها .






في العصر قررت زيارة ميادة فلقد وحشتني كثير

لم تصدق عينيها



عندما رأتني أخذتني في الأحضان



و شكرت الله على مجيئي


فهي مزحومة بتجهيزات العرس .



عرفت منها كل شيء



منذ ان بدأت تتقبل وجود هاجد ساعة اسبوعيا



الى ان اصبحت تترقب هذه الساعة



قالت لي " مرت عدة اسابيع و هو يزورنا مرة


اسبوعيا حتى اتى ذلك الاسبوع ولم ياتي ،



شعرت بالقلق عليه تمنيت لو املك رقم هاتفه

لاساله عن حاله لكنني لم اكن املك شيء .



لم ارد ان اسال والدي عن سبب تغيب هاجد



و اكتفيت بالانتظار عله ياتي ، عندما رأى ابي


ما بي قال يخاطب أمي أن هاجد اعتذر عن


المجي هذا الاسبوع لظرف طارئ و إنه سيزورنا


الاسبوع القادم ، لا أدري لماذا شعرت بالكرب


و ضيق النفس ، و لم استطع اكمال مافي


صحني من طعام ، لكنني خفت ان اغادر


الطاولة فيفتضح امري ، ولا اخفيك طوال العشاء


و انا احاول معرفة سر الكرب و الضيق الذي


انتابني ، المهم مرت ايام ذلك الاسبوع بطيئة


مملة رتيبة

اشغلت نفسي باي شيء

حتى يمر الاسبوع و ياتي يوم زيارته لنا .


و عندما حل الخميس

سمعت صوت الجرس

في نفس الوقت الذي تعودنا استقباله فيه ،

و لحسن حظي ابي كان يصلي


و امي في الحمام


و اخي غير موجود فلم يبق غيري و الخادمة

صرفت الخادمة و ذهبت افتح الباب و انا ادعو

ان يكون هو الطارق ،

الحمدلله لم يخب ظني

"السلام عليك ورحمة الله و بركاته "


" السلام عليك و رحمة الله و بركاته "


" كيف حالك ؟"


فتحت الباب اكثر و اشرت له بالدخول

و انا ما بين التردد في الاجابة "بخير "

شعرت بالاهتزاز الذي صدر مع خروج الكلمة

فخجلت و انزلت راسي و كان الشوق بان في

كلمة واحدة خرجت مني


نظر الي و اذا بصوت ابي ياتي مرحبا به


" اهلا بهاجد .. اهلا بولدي ..كيف حالك يا بني ؟


تفضل تفضل "


" بخير يا عمي .. كيف حالك انت يا عمي "


"بخير يا بني "


تركتهم يتسامرون وذهبت اعد القهوة له ..


عندما اتيت كانت امي قد انضمت اليهم


يومها كنت اشعر بحرارة كبيرة

لا اعرف كيف اصف لك شعوري يا مي

شعرت بخدودي تحترق اذا نظر الي

و اذا سالني تلعثمت و اصبحت كالهبلة

لا اعرف كيف ارد

حتى اني استاذنت و خرجت لاهدء من نفسي .


جلست في الحديقة ، تعلمين يا مي اني احب


حديفتنا فهي تبعث في نفسي الطمأنينة ،


كنت اجلس في المرجوحة و انا اتامل الياسمين


و هي على وشك التفتح


"أتحبين الياسمين " صدمني صوته نظرت اليه و الى مدخل البيت و لم ارى غيره استغربت


"أجل أحبها هي ازهاري المفضلة "


"رائحتها جميلة ايضا "


"أجل .."


بقينا صامتين فترة


ثم استاذن و رحل


مع رحيله تركني في حالة يعلم بها ربي فقط . شعرت كاني سفينه في وسط البحر تتقاذفها الامواج يمنة و يسرى و هي لا تعرف للامان طريق .


أسبوع كامل يا مي و انا لا اعرف ماذا حل بي ... أكثر من شخص يسالني لما انا شاردة الذهن، لدرجة انهم ضنوا اني أعاني من مشكلة .


زيارته التالية فسرت لي كل ما حدث لي خلال الاسبوعين الماضيين ، أصبحت أتقبل نظراته اكثر من ذي قبل بل ابادله اياها و صرت اعشق حديثه ..أحب وجوده .. يستهويني شكله .. يوما بعد يوم بدات اتعلم كيف احبه بل قولي اعشقه في يوم ميلادي تلقيت منه باقة ورد في مكتبي لا تتصورني مدى سعادتي بها تمنيت لو انه زودني برقم هاتفه حتى اهاتفه لكنه اكتفى ب


"كل سنة و انت اجمل عروس رأيتها في حياتي " معه كنت اشعر انني ملكة بل اميرة ، كنت اترقب زيارته الاسبوعية على احر من جمر ، بعد ستة اسابيع اكتشفت انني لم اعد احب سيف بل قولي لم احبه منذ البداية بل كانت مشاعر اعجاب لا اكثر


و مع هذا الاكتشاف عمدت من التاكد من مشاعري ذهبت لمنزلكم و بدات اترقب خروج سيف و عندما رايته لم اشعر بشي .. اجل يا مي ولا شيء كل ما كنت اظن انني ساشعر به لم يحدث حينها فقط علمت اني لم احبه ابداء ."


"أيعقل يا ميادة كل تلك السنين تشعرين بحب ثم تكتشيفين انها مشاعر زائفة ؟"


"اعلم انك لن تصديقيني لكنني كنت اكن لاخيك اعجاب شديد و كنت على استعداد ان احبه متى ما فتح لي المجال ، لكنني عوضا عن ذلك علمت بامر زواجه و منذ ذلك اليوم وقلبي يعتصر الما على ما كنت اضنه حب اكنه اتجاه اخيك ، لكنني عندما استمعت لنصيحتك و فتحت قلبي وجدت انه خالي و بامكان أي شخص احتلاله و هذا ما حدث مع هاجد كان في الوقت و المكان المناسبين "


ثم حدثتني بعد ذلك كيف بدات تحبه و تتعلق به و ها هي الان تستعد لحفل زفافها .

أحمد الله انه رزقها الطمأنينة و الاستقرار .





خرجت امي من المستشفى اليوم

نبهنا الطبيب إلى ضرورة ابقائها هادئة


علم ابي بزيارة اخي سيف لامي

و رضاها عن زواجه

رغم انكاره لهذا الزواج الا انه اقترح على اخي

ان ياتي للعيش معنا في نفس البيت


حتى نستطيع الاهتمام بزوجته الحامل

كما علم أخي بامر حمل امي و فرح لها كثيرا


على عكس تصرفي .




بعد ان اطمأننت على أمي

عدت الى زوجي في الغربة بقيت معه اربع

اشهر

ثم عدت قبل يومين من موعد الولادة

لاستقبل المولود الجديد

بل لأستقبل المولدين الجديدين

فحمل زوجة اخي كان متاخر عن حمل امي

شهر .


أنجبت أمي طفلة في منتهى الروعة

صغيرة و جميلة كانت دميتي التي العب بها


عندما رايتها في المستشفى

نطق فمي باسم احتفظته لابنتي ان رزقني الله


بها "ميار " .


"ميار ....ميار ..ميار "

قلبت امي الاسم في مختلف الجهات

و هي كل مرة تنطق به باريحية اكثر ،

كانت امي راغبة في "ربى"

و ابي يريد "مريم"

أما أخي سيف فقد اقترح "ندى"


أمي اقتنعت بالاسم أكثر "ميار "

يبدو مناسبا لها سيكون لدي مي و ميار


لكن ابي رفض الاسم و قال : انه اسم ماسخ

من يسمي ابنته ميار

" انترك اسم اطهر النساء

و نسمي باسم لا اصل له " .


و لان امي لم تكن تريد اغضاب ابي وافقت


على مريم و هكذا تم تسميتها .


رغم تسميتها مريم

الا اني بقيت اسميها ميار

حتى اصبح مريم الاسم الرسمي لها


بينما يعرفها المقربون بميار .


و بعد شهر من ولادة ميار

انجبت نتالي زوجة اخي صبي اسموه عمر ،


فرح ابي به كثير فهو اول حفيد له

و بقدومهم عمت الافراح دارنا .

هكذا كبرا عمر و مريم جنبا الى جنب

الى ان كان ذلك اليوم المشؤم ......





أذكر يومها .. تحديدا بعد 6 اشهر من ولادة عمر ،


كنت يومها اتمشى في شوارع المهجر


تحت رحمة المطر كنت بحاجة الى هكذا نزهة

بعدالاحداث الاخيرة التي حلت بحياتي ،


ما زالت الاحداث طرية تمر في بالي


" كان ذلك بعد ان انجبت امي ميار ،


كنت قد خرجت لابتاع ما ينقص المنزل من

اشياء،

خرجت لوحدي لان محمود كان مشغول


أما أبي و سيف فكانا في العمل


لذلك اضطررت ان اخرج لابتاع ما ينقصنا .


رحلة التسوق هذه كانت على ما يرام ا


لى ان رأيته ..

من أين أتى ؟

و كيف اقتحم مجال نظري ؟

شعرت بخفقان قلبي

و الدم الذي بدء يصعد في عروقي ،

يا ألهي نفس المشاعر القديمة تعصف بي ...

اشعر ببركان يجتاحني ..

أريد ان انفجر ..

وقفت كالبلهاء انظر اليه ..

لماذا يحدث هذا دائما عندما اراه ؟

لماذا ؟


ما الذي زرعه هذا الرجل في قلبي حتى

يرتعش هكذا مع رؤيته ؟



تقدم مني و سلم علي بحرارة


رامي : " ميادة يالها من فرصة جميلة ..

كيف حالك ؟ و كيف هي الحياة الجديدة معك ؟"


ميادة : "..........."


رامي :" هل انت على ما يرام وجهك مصفر


و يديك ترتعش؟!"


لا اعلم بماذا ارد عليه

فانا ابدوا كمن رأى شبحا ..

لا يهم

أشغلت عقلي ووجدت الرد المناسب


ميادة : " لقد أفزعتني يا رامي ...لم اتصور ابدا


ان اقابلك هنا .."


هكذا بدأنا حديثنا ...

دعاني لشرب كوب من القهوة لكنني رفضت


" شكرا على الدعوة لكن زوجي ينتظرني "


" يجي ان تعرفيني اليه يا مي "


"سافعل ذلك يوما ما "


"حسنا اذا نراك قريبا "


"الى اللقاء"




منذ ان رايت رامي و مدني تعاني من هيجان ..

كل انواع العواصف مرت بي ....

لا ادري الى متى ساظل متعلقة به ...

و لم قلبي المجنون يابى ان يتخلى عن ذكراه


اه لو يعلم رامي كم اهواه ..

لو يعلم اني لا اطيق زوجي ...


لو يعلم اني لا اتحمله ...

اكره شخصيته ..

كيف له ان يكون حنونا محبا معي

و انا ابغضه من كل قلبي ...

كيف له ان لا يعلم اني اتقيا بعد كل جماع ...

كيف له ان لا يلاحظ كل الكره الذي احمله له

في قلبي ...

الا يعلم انه فرقني عن حبيبي ...

اه يا قلبي ...

اه



غريبة هي مشاعري


احمل الحب


كل الحب في قلبي تجاه من لا يابى

او يهتم


و في المقابل احمل الحقد

كل الحقد في نفس القلب تجاه من يحبني

و يهتم .




 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

نفيلة

ملكة متوجة
معلومات نفيلة
إنضم
17 أغسطس 2007
المشاركات
1,198
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
فانكوفر كندا
الجزء العاشر



وجه ممتقع ..

و عين حزينة ..

و يد ترجف ..

هكذا استقبل محمود رغبتي في الانفصال عنه ..

سألني : " ما السبب ؟ "


" لا أحبك "

هكذا رددت بكل بساطة

و كأن كل تلك السنين التي قضيتها معه


بل السنة و9 أشهر كانوا لا شيء


ولكن ما ذنبي إن حاولت أن أحبه و لم أستطع ؟





بعد عدة ايام وصلتني ورقة طلاقي


كنت قد قلت لمحمود الكثير من الكلام الجارح


كما أنني كشفت له عن ما يصيبني بعد كل جماع


ولا أظن انه استطاع ان يتحمل كل الكلام الجارح الذي قلته




إعتبروني وغدة ولكنني ...


أنا الحرة العبدة ..


أقول كلا


وفوق كلا


الف كلا


كلا لهذا اللقاء


كلا بكل الوان الطيف


وحروف الهجاء


كلا بالفتحة


و بالشدة


كلا بكل لؤم


بكل حقد و اشتهاء


بكل مودة


أنا المستبدة


أنا البعيدة


القريبة


أنا القصيدة


أنا كل شيء و ضده


كل حل ..


لي فيه عقدة


و كل حب


لي عنه ردة


ثم كل فراق


لي فيه ...


ألف عودة


نعم انا المستبدة


و لكل أحتمالاتك مستعدة


فعش رجبا


ترى عجبا


استعر غضبا


إلعن دنيا النساء


إلعن قطتي


التي أكلت يا حبي العشاء


قل :وغدة


بؤس المودة


و ترحم على يوم


كانت القردة ...


وردة


"حنان بديع"





لا أدري لماذا شعرت بالراحة


و انا اتذكر هذه الخاطرة


و كأن الكاتبة عنتني انا عندما كتبتها ...


رغم انني لست من محبي الشعر كثيرا


الا ان هذه الخاطرة بالذات علقت في عقلي منذ قرأتها


و كانها كانت تنتظر المناسبة حتى أخرجها من خلجاتي .



هكذا طويت صفحة محمود ..


هكذا ودعت حياتي كلها ..


غضب ابي مني ..


توقفت أمي عن محادثتي الا للضرورة و بكلمات مقتضبة ..



اخي الوحيد الذي فهمني فهم معاناتي



و فهم كيف يكون عندما تعيش مع شخص لا تحبه .



قررت ان ارحل عن الوطن ..



اخبرت اهلي اني سأغادر إلى المهجر ..



أريد أن اعيش حياة جديدة



بعيدة عن رامي و محمود و جميع من يذكرني بهم .



أبي لم يعلق على الموضوع فقط انسحب من المكان ..



أمي حاولت ان تثنيني



لكنني كنت قد قررت ان اغادر ،



أخي تمنى لي السعادة اينما اتجهت .







رحلت تاركة خلفي عالمي المليء بالحب



متجه الى عالم مختلف ، غريب ، و مخيف .



كنت قد كونت صداقات اثناء تواجدي مع محمود في الغربة



ساعدتني هذه الصدقات في ايجاد عمل مناسب لي ..



بدأت اعمل في شركة كمساعدة محاسب



و سكنت في منزل مشترك مع زميلة لي



كنت قد تعرفت عليها سابقا في احدى المناسابات.



ساعدني السكن المشترك في نسيان اهلي




و استطعت تدبر اموري المالية جيدا .




هكذا بدات اعيش عالمي في الغربة



فتاة وسط الزحام



كنت قد تركت وطني و ميار لديها 3 اشهر




أما عمر فله شهرين



و الان ميار قد أكملت شهر السابع و عمر في السادس .







كنت عائدة من عملي مرهقة متعبة



أردت الوصول للمنزل و الاسترخاء في حمام ساخن ،


ما أن فتحت الباب حتى سمعت صوت هاتفي يرن


أسرعت الى غرفتي لارد لكن ما ان وصلت انقطع الخط ،


وقفت انظر الى الهاتف


و قلبي ينبئني بمصيبة قد حدثت


و بعد خمس دقائق رن مرة أخرى .


"ألو "


"مي حبيبتي انها انا امك " كان صوتها مفزع


" أمي ما بك ؟...."


" اه يا حبيبتي ... أخوك سيف .. صابه حادث .. مفزع ...م... "



لم أسمع ما تبقى من الكلام لانه اختلط ببكائها


حاولت تهدئتها ..


أمي الحبيبة كم هي حساسة ..



لكنني استطعت ان افهم منها


ان أخي سيف تعرض لحادث سير


ماتت زوجته في الحال و ابنه في العناية المركزة ...


يالها من مصيبة .. يا ترى كيف هو حالك الان يا أخي .


وتمنيت لو استطعت السفر

لكنني كنت قد أمضيت شهرين منذ تعييني في عملي ،

اتصلت في أخي كان حزينا على فقدانه زوجته


تمنيت لو كنت هناك لأواسيه ..


ياله من طفل تعيس يفقد أمه في شهوره الأولى


كان الله في عونه .







كثرت الأحزان في قلبي فأثرت المشي ..

دائما عندما يضيق صدري



أخرج للمشي في منطقة مرصفة بأحجار

و على جانبي الطريق أشجار عالية تعانق السماء ..



أشعر ان أفكاري تخرج و تصعد مع ارتفاع الأشجار



ثم تتبعثر لتترك ذهني صافي خالي من أي أفكار .


و ما أن بدأت رحلتي لتفريغ ما بي من شحنات

حتى بدأت الأمطار في الهطول


فكانت المكمل لعملية التفريغ .


 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

نفيلة

ملكة متوجة
معلومات نفيلة
إنضم
17 أغسطس 2007
المشاركات
1,198
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
فانكوفر كندا
الجزء الحادي عشر





كم كنت فرحة اليوم



ارتديت فستاني السكري المطرز بخيوط ذهبية ...





رائعة هي لينا ..لقد برعت في إظهار تقاسيم وجهي ..




ابتسمت و أنا أنظر إلى نفسي في المرآة ...





كم أنت جميلة يا فتاة .. كنت أردد هذه الجملة في داخلي ..



درت حول نفسي اتفقد الفستان ، ثم خرجت مني تنهيدة عميقة ..





. "أهههههه و اخيرا ... و اخيرا سيجمعنا سقف واحد "





اخذت اودع غرفتي... ملابسي .. سريري ... تسريحتي




ما هذا ؟ وقع نظري على ورقة بيضاء تحت زجاجة عطري





ازحت الزجاجة و اخذت الورقة ، بيضاء لا شيء عليها





قلبتها و اذا بها نقوش ذهبية مرسومة على حواف الورقة





و مكتوب عليها بقلم ذهبي ... لم التفت الى كل الكلام المكتوب





و انما اكتفيت ب "هاجد و ميادة"





و ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتي ... و تنهيدة اخرى ...





ثم بصوت خافت رددت " احبك ايها المجنون "





اليوم هو يوم زفافي الاسطوري .. هكذا اسميته ..





كم اتعبني التجهيز لهذا الحفل لكنه كان تجهيزا ممتعا



كنت استمتع بكل شيء




استعنت باحسن مصممي ديكور ،




اخبرتهم عن رؤيتي




فرسموا لي شكل الكوشة كيف من الممكن ان تكون ...






مع بعض التعديلات كانت كما اشتهي و اريد .






فستاني من تصميم ايلي صعب و مكياجي من الرائعة لينا






كم اشبه عرايس الاساطير .. كنت اتوق ان ارى هاجد ..





يا ترى هل سيعجب بفستاني و مكياجي ؟






فتحت امي الباب و نظرت الي مطولا





كنت ابنتها الوحيدة و المدللة





رأيت دموعها و هي تشق طريقها على خدها





لا يا امي لا تبكي





" بنيتي كبرت و اصبحت عروس جميلة اسال الله ان يحميك



من كل مكروه "





حضنت والداتي كم احب هذه الانسانة




" ميادة هذه لك "




مدت الي امي يدها كانت تحمل مصحفا جميلا بحجم اليد





غطاءه من المخمل الاحمر




" اوصيك ان تضعيه في حقيبتك اينما ذهبت فليس لك حامي



الا الله "





اخذته من يديها و انا اسال نفسي منذ متى لم اقرأ القران ؟







يا الله ان لي مدة ليست باليسيرة لم امسك فيها مصحفا،






أخذت عهدا على نفسي وقتها




ان لا انقطع عن كتاب الله بعد ذلك ابدا .






لا اعلم لماذا ذكرني المصحف بمي






كم كنت حزينة عندما علمت انها طلبت الطلاق ..






انها مجنونة ..






اه شهقت عند هذه الذكرى






فمي ذكرتني بالوقت الطويل الذي مر علينا انا و هاجد






انها تقريبا سنه منذ ان تقدم لي و حتى بدءت استحسنه




ثم وافقت عليه





كان من المفترض ان نتزوج منذ ما لا يقل عن 6 اشهر





لكن توفي عمي حينها .ابو هاجد ، هو ما اخر الزواج ..







كان عليه نظرا انه اكبر اخوانه ان ينتظر خروج امه من العدة






و انتهاء اخيه من الجامعة ، حتى يستطيع اخوه تدبر امر


البيت عوضا عنه ..





و الحمدلله لم يكن قد بقي على اخوه سوى شهر واحد


و ينتهي.




لذلك انتظرنا امه ان تنهي عدتها و يخف حزنها حتى نتزوج .





لم تكن فترة الانتظار مزعجة




فلقد استفدت منها في تجهيز نفسي على مهل و الاعداد


لحفل الزفاف .





" ميادة هل انت مستعدة ؟"





"اجل امي مستعدة "




"اذا هيا بنا "




طوقت ذراع امي و خرجت معها من غرفتي الى سيارة كانت




تقف امام باب البيت




و منها الى "صالة الافراح" حيث كانت حفلتي .















اول بداية حفلنا ذكر و سلام



على النبي المختار صلوا يا حضور





الله يا محلى سنا بنت الكرام




يوم اقبلت تمشي على غصن الزهور




على انغام هذه الكلمات دخلت الصالة






يداي ترعشان و اكاد اجزم ان الحضور سمع دقات قلبي





اخذت نفسا عميقا و بدات اتمايل في مشيء بهدوء و دلع





كنت كلما تقدمت خطوة ازددت ثقة بنفسي



و مع كل خطوة اوسع ابتسامتي ...



انت جميلة و رائعة يا ميادة فإهدئي و ابتسمي ..



هذا ما كنت اردده لنفسي ..



ها هي ابنت خالتي تلوح لي بيدها فارد عليها بابتسامة ناعمة ...



و تلك صديقة امي تنظر الي بانبهار ...



اوه هذه عائشة صديقتي و معها لميا يبدو عليها الارهاق ...



لابد انها في الشهر التاسع الان .. اسال الله ان يسهل لها ولادتها ..



و تلك امل لم تتغير ما زالت كما هي ..




ابتسمت لهن بخجل و اكملت طريقي الي كوشتي الملكية ..



كم هي جميلة لقد اتقنوا عملها ...



وقفت قليلا حتى تستطيع المصورة التقاط بعض الصور لي



ثم جلست في كرسي الفخم ..


كنت اشعر اني اميرة و هذا حفل تتويجي ..





كم اتوق ان ارى هاجد اليوم .




تقدمن مجموعة من الفتيات وسط قاعة الرقص



و بدئن يتمايلن على انغام الاناشيد ...



لابد و انها اسرة هاجد ... لقد اصروا ان يكون عرسنا اسلامي ...



بينما تمنيت انا الاستعانة بفرقة موسيقية ...


لم يكن يهمني كثيرا من سيحيي حفلنا



بمقدار ما كان يهمني ان ابدو فيه رائعة




لذلك كرست كل ما في وسعي لتحقيق ذلك ...




كنت كلما اخترت شيئا للحفلة اتذكر حفلة مي



كانت بسيطة ولكن جميلة جدا




ذوق زوجها كلاسيكي .. او فلنقل ذوق طليقها ...




بينما انا احب الاساطير و الحكايات العالمية



لذلك استوحيت حفلتي من تلك الحكايات ....




اخذت ارمق الحضور .. منهم من تاكل ... و اخرى ترقص ...




وتلك تتحدث مع جارتها ، لابد اني محور الحديث ..




اوه وهاتان الفتاتان انهن فنانات رقص ...




لم يتوقفن منذ دخلت القاعة ...




هاهي امي تحدث خالتي ...ولكن.. من هي هذه الفتاة؟




لفتت انتباهي منذ دخلت القاعة ...




يبدو عليها الحزن ... مع انها ...ن ..ن.. ناعمة ...و...



و جميلة ... بل فاتنة .. اجل فاتنة .





"ميادة ... مــــــــــــيــــــــــادة "




"اه ..ماذا بك ؟"




" ما بك لما انت شاردة الذهن ؟"




"طفلة من تلك الفتاة ؟!"




"اي فتاة " قالتها و هي تجلس بجانبي




"تلك الجالسة بجانب عمتي ام هاجد "





"لا ادري ... لما تسالين "




"انها حزينة .. اقصد يبدوا عليها الحزن "




رفعت لي كفيها بلامبالاة ثم سالتني " أوَلا ترغبين ببعض الماء ؟"




"بلى اني عطشاء "



ورشفت بضع رشفات من الكاس التي كانت بيدها



ثم حدثتني قليلا و غادرت عندما رأت امي قادمة الي




كانت توجه تعليماتها للمصورة بالتقاط بعض الصور لي مع العائلة




التقطت صور لي مع امي ثم مع ام هاجد ثم معهما معا




ثم بدئت العائلة بالتوافد كلهم مهنئين لي ...




عندما انتهينا غادرت القاعة مع امي الى غرفة جانبية داخل القاعة




كانت معدة مسبقا للتصوير و ما ان دخلت حتى دخل هاجد مع امه و اخته ..













عدت اقراء المقطع مرة اخرى ...





ما هذا لم افهم شيئا ...




حسنا ساعيد القراءة للمرة الاخيرة علني اتوفق ... لا لازلت لا افهم .





كنت اقراء قصة عبدالرحمن منيف ..




لا ادري ماذا افعل فميادة نائمة بهدؤ و اكره ان اوقظها





خصوصا انها لم تحظى بوافر النوم منذ عرسنا .. اي منذ يومين ..





وضعت القصة جانبا ..




كانت قصة ميادة يبدوا انها تحب القراءة كثيرا ..





ابتسمت و انا اتذكر شكلها يوم العرس ..




كانت جميلة بل خلابة .. جذبني جمالها كثيرا ..



كانت ترتدي ما يرتدونه عادة في الاعراس ماذا يسمى ..؟




اه فستان زفاف ...





الحقيقة اني لم اكن مهتما لكل ذلك




اردت فقط ان ننهي التصوير سريعا حتى اخذ زوجتي



و اهرب بها من الناس جميعا ..





كم هي ناعمة و ناضجة ..




اخذت اتاملها ..بل قولوا غرقت و انا اتامل جمالها الهادئ ..




"معذرة سيدي... ماذا تحب ان تاكل دجاج او سمك؟"




اعادني صوت المظيفة من عالم احلامي و افكاري ..




الحقيقة اني شعرت بالخجل منها




فلقد كنت غارقا حتى النخاع في التفكير بحبيبة قلبي ..




" ساخذ السمك لو سمحتي "




"و المدام " قالتها و هي تشير الى ميادة النائمة في هدوء





نظرت اليها لم ارغب في ايقاضها فانا اعلم انها متعبة جدا





"هل من الممكن احظار اكلها عندما تستيقظ ؟"




"اجل لا يوجد مشكلة "





اعطتني صينيتي و العصير الذي طلبته و رحلت





كنت اءكل و انا اراجع مخطط رحلتنا ..




ساخذ ميادة الى ماليزيا سنبقى فيها لمدة اسبوعين




لقد جهزت جدول خاص للاماكن السياحية التي سنذهب اليها ..



لكنني ارغب اولا ان نزور منطقة جبلية اسمها كاميرون ايلاند




يقال انها هادئة و رومنسية ارغب ببعض الهدوء مع ميادة





ثم منها سنعود للعاصمة و من هناك سننتقل الي باقي الاماكن ...




اخذت انظر الى ميادة و هي تتمدد و تحرك راسها



كانها تنفض النوم منه




"هل نمت جيدا ؟"




ابتسمت ابتسامة رائعة "اجل . اشعر اني لم انم منذ زمن ...



ماذا تاكل ؟"




انتظري ساطلب من المظيفة ان تاتي باكلك .




ضغت على زر استدعاء ... و بعد قليل اتت تسال ماذا نريد ،




طلبت منها اكل لحبيبتي الجائعة و سرعان ما كان الطعام عندنا ..







كانت رحلتنا جميلة متعبة قليلا لكنها رائعة .




اخيرا وصلنا ماليزيا ..




غادرنا المطار عن طريق سيارة الفندق ..




عملت بنصيحة صديقي ان اطلب من الفندق ارسال من يستقبلنا




لان عربات الاجرة غالية من المطار الى العاصمة كولالمبور .




طوال الوقت و انا اشعر اني احرس اميرة ..




هكذا هي ميادة تشعرك انها اميرة حقيقة ..




تمتلك اسلوب راقي في التعامل و الكلام ..




حتى لبسها هادي و راقي ...




لا استطيع القول الا انها راقية في كل شيء .. ب





الامس كنت اراقب طريقة اكلها عنده اهلي ..





جعلتني احسد الملعقة التي كانت في يديها ...





عبير اختي تقول انها من النوع الكلاسيكي ..




لا ادري ماذا تقصد لكنني اراها رائعة





بكل ما في الكلمة من معني رائعة و راقية



تجعلني اتعامل معها برقي ..




حتى اني احيانا استغرب من نفسي من طريقة معاملتي




اشعر احيانا كانني اتعامل مع زجاج اخاف ان ينكسر ..




احمد الله انها اصبحت لي ..




و حان الوقت لاذيقها الماء البارد الذي اذاقتني اياه ..



هههه كم هي مجنونة .. لكنها لذيذة .



 

المرفقات

التعديل الأخير بواسطة المشرف:

نفيلة

ملكة متوجة
معلومات نفيلة
إنضم
17 أغسطس 2007
المشاركات
1,198
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
فانكوفر كندا
الجزء الثاني عشر




اشعر بالغضب ..


اشعر بالضياع ...


اشعر بالحزن يعتصر قلبي ...


اشعر بالالم ..


الالم ...


رحلت نتالي ...

رحلت و تركتني وحيدا في عالم المجهول ...


ماذا سافعل من دونها ?


حبيبتي نتالي لما تركتيني هكذا ...


كم اشعر بالذنب .. لو لم اكن طائشا لما ماتت حبيبتي ..


قتلتها .. اجل انا قتلتها ..


ما زال صوتها يرنوا في اذني


و هي تطلب مني التعقل و الانتباه للطريق ..


و كيف كنت اشاغبها .. كم انا مجنون ...


ماذا ساقول لطفلي عندما يسالني عن امه ..


كيف ساخبره اني قتلتها ... نتالي ليتك معي الان .. اه ..اه .


اموت كل دقيقة الف مرة ..


اموت عندما ارى اغراضها ..


مازالت غرفتي تفوح بعطرها ..


عمر ماذا افعل به ..


اشعر بضياع حقيقي ..


اشعر بالرغبة في تكسير كل ما حولي ..


لا احب هذه الغرفة .. كم اكرهها انها تذكرني بمصيبتي ..


اسمع صوت عمر يبكي لابد انه يريد ان يرضع ..


لقد تعود ان يرضع في ال3 فجرا ..

كنت انزعج عندما تقوم حبيبتي اليه لترضعه


تاركة حبيبها في الفراش البارد وحيدا ..


لا لا استطيع النوم في هذا السرير انه يذكرني بها ..


لقد توقف عمر عن البكاء لابد انها امي من ترضعه ...


سقطت مني دمعة وحيدة ..


تمنيت لو سقطت اخرى معاها ..


لقد اشعرتني بالراحة البسيطة


و كانها نفست عن عشر الحزن الذي اشعر به ..



انزويت في زاوية الغرفة و انا اتذكر حبيبتي و مغامراتنا ..


اتذكر كيف كنت انتظرها ان تنهي عملها و تعود الى غرفتها


حتى اسارع كاللص في اقتحام جدار منزل جارنا


و اهرع اليها ..


اعلم انها لم تكن تحبني فانا مجرد تسلية في نهاية اليوم ..



لكنها مع الايام تعلقت بي ..


اذكر بكائها يوم اخبرتها بسفري مع الاصدقاء ..



كم اغدقت علي يومها بحبها حتى لا انساها ..


كنت كلما فكرت في تركها اتذكر حبها و تعلقها فاعود ..


لم تكن ترغب بمالي .. فقط حبي و رجولتي ..


واليوم تركتني .. تركتني وحيدا ..


اخذت اشم ملابسها .. ما زالت رائحة عطرها فيها ...



عصرت ملابسها في يدي ..



اتذكر كيف كنت اعصرها في يدي و هي تضحك بنعومة


و تقاومني ..

كانت تدفعني الى عصرها اكثر كلما تمنعت ..





" الله اكبر الله اكبر .... الله اكبر الله اكبر "


ما هذا ... منذ زمن لم اسمع صوت اذان الفجر ..

لا اعلم ماذا حدث لي

لكنني كنت ارغب بشدة ان افتح نافذة غرفتي


و اسمع الاذان بوضوح ...



و ما ان فتحت نافذتي حتى تدفقت نسمات الفجر الباردة ..



كنت اشم رائحة الارض الرطبة ... لابد انها قطرات الندى ..



الرائحة و صوت الاذان و الهواء البارد الذي كان يلفحني ..


كلها ذكرني بعمي ماجد ..


اعادتني الذكريات له ..


لمنزله الملاصق للمسجد ..


تذكرت سالم ابنه البكر ..


كنت احب ان ازورهم و ابيت الليالي عندهم ..


تذكرت عمي و هو ياخذنا للصلاة ..


شعرت بغصة في قلبي ..


شعرت بالالم العميق يزيد ..


تذكرت ربي ... ربي يااااه ..



كم ابتعد عنه في السنوات الاخيرة ..



سألت نفسي


كم صلاة صليتها يا سيف منذ 7 سنوات 10.. 11..


لا اذكر ..


حتى اني نسيت كيف اصلي ...


كيف اصلي؟! ..


بدات دموعي تنهمر ..


شعرت بالضعف ..


لم استطيع الوقوف ،لم تعد قدماي تحملاني ...


منذ متى و ان تعصي ربك يا سيف ؟


منذ متى ؟



مالذي فعلته بحياتك يا سيف ؟


شربت الخمر ..


عاشرت النساء ...


دخنت ما دخنت ..


لم تترك كبيرة ولا صغيرة الا وفعلتها ..


اين انت من ربك يا سيف ؟


اين دينك ؟


اين ايمانك ؟


شعرت كمن يجري و يجري دون توقف ..


تعبت ..


جريت كثيرا و تعبت ..


بكيت يومها ..


بكيت كما لم ابكي من قبل ...


بكيت حتى ايقضت امي ..


اتت تحضنني تظن اني ابكي نتالي ..


لم اكن ابكي بعدها


بل ابكي لانها ابعدتني عن ربي ..



نظرت الى امي كانت حزينة باكية ..




وقفت دخلت الحمام توضأت


أعدت وضوئي 3 مرات في كل مرة اتذكر ما نسيته فاعيد ..



خرجت من المنزل و ذهبت للمسجد .



صليت يومها صلاة العائد التائب المشتاق ...


صليت بكل قلبي ..


بكيت مع كل اية ...


اشعر ان الامام يعرفني ...


والا فلم اختار ايات العذاب ليتلوها اليوم ؟




الهي الهي الهي يا قابل التوبة اقبل توبتي يا الله ..


اللهي يا غافر الذنب اغفر لي خطاياي يا الله ..


اللهي يا رافع السماء و مثبتها ثبت قلبي على دينك يا الله ..


اللهي يا حبيبي تقبلني و تقبل توبتي و ثبتني


و اغفر لي يا رحمان يا رحيم الطف بي


يا الله الطف بي يا الله الطف بي يا الله .


هكذا عاد سيف الغائب ..


سيف العاصي ..

سيف الذي فقدته امه منذ سنوات ..

عاد ..

عاد الى ربه


فهل تكون لعودته تاثير على اسرته ؟

 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

نفيلة

ملكة متوجة
معلومات نفيلة
إنضم
17 أغسطس 2007
المشاركات
1,198
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
فانكوفر كندا
الجزء الثالث عشر




لا اعلم ما بي اليوم



لا اشعر بنشاط بل الخمول و الكسل




قمت من سريري بتثاقل كبير




لم ارغب في الذهاب الى العمل فانا اشعر بغثيان وارهاق .





لا ... لا استطيع التغيب



فلم يمض على التحاقي بالعمل سوى 3 اشهر



لبست ملابسي و ربطت شعري



لم يكن لي الطاقة حتى ان اتعطر



غادرت شقتي


و استقليت سيارة اجرة متوجه الى عملي .




توم:" هاي مايا.كيف حالك اليوم عزيزتي؟"






مي : " فاين عزيزي "






توم " تبدين متعبة ووجهك مصفر ، هل انت على ما يرام ؟ "






مي " لا اعلم حقيقة .. اشعر بخمول و ارهاق "






توم " اوه سلامتك عزيزي، هل حرارتك مرتفعة ؟


قد تكون نوبة برد "






مي " اه لا .. لا اعتقد "






توم " خذي اجازة اليوم ... قاطعنا صوت المدير






جاك " صباح الخير "






مي و توم " صباح النور "






جاك " ما اخبار الملف الذي طلبت منك مراجعته ؟"



كان يوجه حديثه الى توم






توم" فعلت بقى مراجعة الميزانية الاحتياطية سينتهي اليوم "






جاك " متى سترسله الي ؟"






لم اسمع رد توم عليه لاني شعرت بحاجة شديدة للتقيؤ



ولم يكن ليسعفني الوقت للذهاب الى الحمام


فسحبت سله مهملاتي لاتقياء فيها .






اه اشعر بالراحة الان



لكم ازعجني الاحساس بالغثيان منذ الصباح



لكنني كنت ضعيفة و ارجف



لم اقوى على النهوض و الجلوس في كرسي




بل اسندت راسي على حافة مكتبي و اغلقت عيني .




جاك و توم " مابك هل انت على ما يرام مايا هل انت بخير "




كانت اصواتهم ممتزجة يتحدثون معا





فتحت عيني و أمئت رسي بنعم






جاك و هو يضع يده على جبهتي بغية تحسس حرارتي


" لست محمومة !"





مي" لا ولكني اشعر بارهاق "




كانت كلماتي ضعيفة و حزينة



فلقد ذكرني بمحمود



الذي كنت الجا الى حضنه كلما شعرت بالتعب او مرضت







سرحت مع ذكرياتي محمود و لم اسمعهم يتحدثون ..

طوقني توم ورفعني من الارض ثم اجلسني على كرسيي ،

هل هناك من استطيع الاتصال به لياخذك ؟...

قطع علي سؤاله سيل الذكريات فنظرت اليه باستغراب


كان لساني يرغب و بشدة ان يقول محمود

لكن عقلي يرسل تنبيهات الا يفعل و يذكرني اني طليقته الان ...


نزلت مني دمعة ساخنه جدا

فعندها تذكرت كم انا وحيدة

لا اهل لي ولا زوج



و حتى رامي الذي تتطلقت من زوجي بسببه ليس هنا .




تكفل توم توصيلي الي البيت






" مايا الى متى ستخفين امر حملك ؟

جميع من في المكتب يتهامسون عن بطنك "






"اعلم يا توم ..

سالني جاك بالامس عن الامر لم استطع الانكار فاخبرته الحقيقة "






"جيد على الاقل يعلم مديرك بالامر "






اخذت اتامل البنايات و المحلات من نافذتي و انا افكر ..

او بالاحرى استرجع ذكرياتي وصولي الى امريكا .





كنت قد اخذت معي كل ما املك



اعلم انه مبلغ بسيط لن يكفيني الا ل4 اشهر



لكنني كنت انوي ان اعمل في اي مجال



حتى اجد عمل مناسب لي



كنت مفعمة بالتفاؤل



لكن و بسبب طول الرحلة بدات اشعر بارهاق شديد



و رغبة ملحة للتقيء .



لم يحدث لي ذلك من قبل في اي من سفراتي المسبقة





و بدأ شريط الذكريات يعيدني الى سفراتي الاخيرة مع

محمود



ما زلت اذكر وجهه عندما طلبت الطلاق




لم اكن اطيق البقاء معه اكثر



كان ذلك بعد ولادة امي بايام قليلة




اشعر الان اني كنت كمن مسه الجان

لكن لا ، لابد انه الجحود



لم يخطئ في حقي يوما، لكنني لم استطع تكبد عناء حبه




كم انا جاحدة ..




اهههه ها قد مضى اليوم 7 اشهر منذ طلاقي ..




غادرت وطني بعد ما يقارب الشهر من طلاقي .



حينها فقط اكتشفت اني حامل





كانت رحلة مشئومة ..




مازلت اذكر صوت المظيفة و هي تسالني ان كنت حامل ام


لا ...



هي من زرعت الشك في قلبي




تجاهلت كلامها لاسبوعين



كنت حينها كلما شعرت بالارهاق او الرغبة في التقيء


اعزي ذلك لقرب ايام حيضي



لكنها تاخرت لاكثر من اسبوع ، و مع ذلك لم اكن مقتنعه




كنت اعزي كل الاعراض التي اشعر بها لتاخر حيضي



حتى نزلت ذات يوم لابتاع ما أكله فمررت بجانب الصيدلية




ولا اعلم كيف او ماذا حدث




كل ما اذكره اني كنت خارج الصيدلية و في يدي كيس ورقي



به مقياس حمل .





اجل علمت يومها بحملي



كم بكيت يومها




فكرت كثيرا ان اتخلص من الجنين



لكنني كنت دائما خائفة و ضعيفة الارادة



كم من مرة مسكت هاتفي بغية الاتصال بمحمود




لكنني اتراجع في اخر لحظة





"مايا ... مايا ...مايا"






"اه .. نعم توم "






"لم تسمعي كلمة من ما قلت اليس كذالك ؟"






" اعذرني توم كنت .. اه كنت افكر في اب طفلي "






"ألن تخبريه ؟!"




"اخبره بماذا؟!"




"بأمر حملك "





"لا .. لن اخبره"





"مايا من حقه ان يعرف بامر حملك "






"لا اظن محمود يريد ان يعرف عني اي شيء ، ثم الا تظن انه


قد يسلبني الطفل لو علم "





" دعينا نكن واقعين يا مايا .انت نفسك لا تريدين الطفل ،


كيف ستعتنين به ؟ كيف ستوفرين له الطعام و الملبس و المسكن


و انت لا تشعرين اتجاهه باي حب "






كان توم صادقا ..

لطالما فكرت في التخلص من جنيني ولولا الخوف كنت فعلتها ..


لم اراجع الطبيبة منذ حملي سوى مرتين

الاولة للتاكد ان جهاز اختبار الحمل صادق

و الثانية لاني كنت اتالم كثير

و كنت اتمنى و انا ازورها ان تخبرني ان الامي بسبب الاجهاض ل


كنها كانت لاسباب اخرى ...

اذا لماذا لا اخبر محمود بطفله القادم ...





انقطعت افكاري هنا

مع توقف السيارة امام البناية التي اسكن فيها ...

ودعني توم و طلب مني الاستراحة

و عاهدني ان يزورني في المساء.





صعدت سلالم البناية بكسل و تعب ،

ثم فتحت الباب و ضغطت على زر نداء المصعد ..

انتظرت دقائق حتى فتح لي المصعد ..

ضغطت على الرقم 4 حيث شقتي

و ما ان فتحت باب الشقة حتى ارتميت باقرب كرسي

و غرقت في نوم عميق .




" مي مي .. مي "






ما هذا الصوت






"مي ... مي "






كان الصوت يزداد قربا حتى بت اسمعه

بوضح فتحت عيني لارى بياترشيا امامي .




"بياتريشيا" أمريكية من أصل يوغسلافي ،

شقراء جملية بعينيها الرماديتان الواسعتان

و بشرتها البيضاء المحمرة الخدود

وفمها الكرزي الصغير و قوامها الرشيقة،

هذه هي صديقتي الاولى

التي تعرفت عليها عندما كنت لازلت زوجة زوجي الاول

، ولي معها قصة محرجة .

كنت يوما امشي في طرقات المدينة

بعد ان نال مني محمود ما يناله الزوج من زوجته

و بعد ان افرغت كل ما في بطني خفية عنه

أخبرته انني أحتاج لهواء منعش ..

ساخرج قليلا.

كان محمود قد اعتاد على ذلك.

بعد كل جماع أهرع الى الحمام تاركة اياه في السرير

أفرغ ما في بطني أغتسل

و انتظر دقائق قبل ان اعلن انني خارجة لتنشق النسيم العليل ،

كنت و انا أمشي أجدها دائما تمارس رياضة المشي

و في أذنيها سماعات .

حتى أعتدنا على رؤية بعض في نفس الاوقات

و الفضل لمحمود في اتباع روتين جماع يومي في نفس الوقت .


مرت الاسبوعين و انا يوميا اراها ،

طبعا في وطني عندما أرغب في التعرف الى فتاة كنت أبتسم لها


فترد على الابتسام ثم أسلم عليها فأتعرف على اسمها و هكذا .

مع بياتريشيا أبتسمت لها فردت الابتسام

و بالخطاء غمزت لها بعيني دون ان اشعر

ربما لان جمالها جذبني المهم ردت على غمزتي بإبتسامة .


لم احادثها لانها لم تترك لي المجال بل اسرعت الخطى .ا

لمهم بعد يومين صحوت على صوت أمرأة تصرخ بكلمات غير مفهومة ..


نظرت من الشباك رأيت شقراء تصفع شاب

و تدخل مندفعة للبناية التي امامنا مباشرة


وللصدفة عندما و قفت أمام باب البناية لتفتحه

أطل احدهم من النافذة متسأئلا لما الازعاج في جنح الظلام ،

استدارت الشقراء الى صاحب الصوت معتذرة

فرأيتها أنها هي الفتاة التي أراها كل يوم تمارس المشي كرياضة .


وما ان أقفلت باب العمارة التي تسكن فيه حتى عدت الى سريري متثائبة


و غرقت في نوم جميل .




لا أذكر تفاصيل تعرفي ببياتريشيا

لكنها رأتني يوما في الصباح أخرج لاستجمع أفكاري

فحدثتني و سالتني ان كنت أرغب في تناول القهوة معها في منزلها

فلم أرفض و تبعتها الى منزلها

قدمت لي القهوة

و بدانا نتحدث عن امور مختلفة و عن بلداننا

ثم سالتني هل " هل يتقبل الناس في بلادك الشواذ"






قلت " في الحقيقة لا بل يستنكرون الموضوع كثيرا "

" لما تسالين؟"






"لا لشيء ... ءأنت وحيدة هنا ؟"






"لا بل مع زوجي "






"انت متزوجة؟!"






"أجل"






"اه اعذريني .." و رايتها تبتسم






" ما بك "






"لا شيء ..

فقط في الاسبوع الفائت عندما رايتك غمزتي لي فظننت انك .."

توقفت عن الكلام و هي ترسم ابتسامة خجل على شفتيها






خجلت جدا عندما انهت جملتها " لم اعني ... اعذريني "






لا بل انت اعذريني






و هكذا اصبحنا نتقابل دائما

نتحدث احيانا نخرج للتنزه

حتى اصبحت من اعز صديقاتي عندما عدت الى المهجر مرة اخرى،

كما كان لها الفضل في تامين فرصة عمل لي

في الشركة التي اصبحت اعمل فيها فيما بعد

ثم انني سكنت عندها حتى استطعت تحمل تكاليف شقة أخر.








"ما بك حلوتي هل انت متعبة ؟"






"اجل قليلا .. اعادني توم اليوم من العمل


كنت مرهقة جدا "




"لابد انه الحمل " نظرت الي



كانت عينيها تحمل الكلام الكثير




" لا تبدئي بيتي لا اريد سماع المحاضرة مرة


اخرى "




" هل شاهدتي نفسك في المرأة ..



انك كالشبح مايا .. ما بالك اتريدين الموت ؟ "





كانت تؤنبني بخوف اعلم ان كلامها صحيح


لكنني لا اشعر بالرغبة في الاكل




" بيتي تعلمين اني لا ارغب .. لا اشتهي الطعام


ماذا افعل ؟ "






"عليك ان تاكلي حتى و ان كنت لا تشتهين


الطعام ، ان لم يكن من اجلك فمن اجل الطفل "






"ساحاول .. اتركيني انام فانا متعبة "





"حسنا ساعد لك الطبق الذي تحبينه"






"شكرا لك بيتي لا اعلم من دونك ما كنت فاعلة "






تركتني و ذهبت تعد لي البطاطا المهروسة مع سمك السالمون المشوي


، اما انا فعدت اغمض عيني علني احظى ببعض النوم ..


لكن هيهات .. بدأت الافكار تراودني و بدأت استرجع كلام توم ..


يا ترى هل اخبر محمود ام لا .






ما الذي ساخسره انه اخبرته .. لا شيء ..

بل ساكون المستفيدة .. ساسترجع حياتي ،

لكن كيف اخبره و انا لا اعرف رقم هاتفه او بريده ..

بدأت افكر كيف استطيع الحصول على رقم هاتفه ..

كيف كيف يا مي تستطيعين الحصول على رقم هاتفه ؟






" ...................... ايميل .......... "




ماذا ايميل ؟ التفت الي بيتي كانت تتحدث الي "



ماذا قلتي لم اسمعك "






"اه كنت اخبرك نكت استلمتها في بريدي الاكتروني اليوم "






هل تعلمون كيف يكون الاحساس عندما تفكر في


مشكلة معينة ثم فجاة يقفز الحل الى عقلك ..

الا تشعروا كان مصباحا اضيأ فوق راسكم ..

هكذا شعرت ، اجل بريد الكتروني ..

ما زلت املك بريد محمود الالكتروني ..

اذا ساراسله عن طريق البريد الالكتروني .


 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

نفيلة

ملكة متوجة
معلومات نفيلة
إنضم
17 أغسطس 2007
المشاركات
1,198
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
فانكوفر كندا
الجزء الرابع عشر




أعطني حريتي أطلق يدي


إنني أعطيت ما استبقيت شي




آه من قيدك أدمى معصمي



لم أبقيه و ما أبقى علي؟




ما آحتفاظي بعهود لم تصنها


وإلام الأسر و الدنيا لدي




ها أنا جفت دموعي


فاعف عنها إنها قبلك لم تبذل لحي





ابراهيم ناجي








كم حزنت على نفسي و حبي الضائع ..


طلقت حبيبتي التي احببتها بصمت فترة ليست

بالقليل ..



لكنها لم تشعر بي يوما ..

تظن اني رايتها اول مرة في بيتهم ...


لابد اني البس "طاقية الاخفاء" حتى لا تراني


كنت دائما اراقبها بصمت و هي تحضر فصولها

في الكلية ..




لم تعرفني الا يوم قدمها والدها لي


هل تظن حبي لها خلق يوم رأيتها في منزلهم ؟




لم يكن ذلك اليوم سوى تتويج لمشاعري


اتجاهها




مشاعري التي قتلتها بيديها



لماذا لم تستطع ان تحبني ؟




ما الذي ينقصني ?


الم احتويها ?


الم احبها ?





الم افعل كل شيء من اجلها ?


لم لم اشعر بحقدها و كرهها لي ؟



لما لم افهم بعدها عني ؟




لماذا امنيت نفسي عاما كاملا انها ستحبني ?




يوما ما ستحبني ... ما بي ؟



ما هذا الضعف يا محمود ؟


اتهزك فتاة ؟




واي فتاه ؟

اه ما اقساها من مشاعر



اكره النساء ...




اكرههم جميعا ...


من هن حتى تظن واحدة منهن انها تستطيع

قتلي هكذا?



لا ليس محمود الذي تهزه مشاعر سخيفة ...




لا و الف لا ...



لن اقبل الانكسار ..

لن استسلم لمشاعري ..

لا لعواطفي ..

من تخدع يا محمود ...

ما زلت تحبها حتى النخاع ...

تاملت الورقة التي كنت ابثها اشواقي و احزاني ..


ورقة وسط الاف الاوراق التي تحدثت عن حبي لها ...

شوقي لها


... انخداعي بيها ...

خادعة هي ...

لن اضيع يومي بعد هذا في التفكير بها ...


لا تستحق ...








راوية " حبيبي العشاء جاهز


هل تحب ان اقدمه الان او ننتظر الى ما بعد الصلاة ؟"






محمود" لا اشعر بالجوع الان ساتناوله بعد الصلاة ..


بامكانك تناوله الان ان شئت "






"لا سانتظرك "






انسحبت بهدوء ...






راوية ..

اه يا راوية ...

زوجتني عمتي بعد طلاقي من مي بابنت خالتي راوية ..


لم ترضى عمتي يوما باختياري ...


لكنها لم تشاء ان اشفق على نفسي ..

ما ان مضى شهرين على طلاقي



حتى خطبت لي راوية ..

كنت احتاج الى من يقف معي ..


جرحي غائر لكنني وحيد ..

منذ تزوجت راوية و انا ضائع ...

تعرف لاي درجة كنت احب مي ...

لم تستاء من انزوائي الدائم في مكتبي ...

تعلم يقينا اني ارثي حبي الضائع ..

دائما مبتسمة ..

تحاول الترفيه عني ..


اجد الراحة عندما ادفن راسي في صدرها ...


حقوقي كلها محفوظة عندها ...


لكنني اشعر بالنقصان ...


لست مكتمل الرجولة معها ..


كم اتمنى لو استطيع مبادلتها الحب ..



كم اتمنى لو اتوج مشاعرها الفياضة لي


بليلة انقلها فيها من عالم الفتيات الى عالم النساء ...


كم اشعر بخيبة امل عندما اعجز على اداء دوري ...


قيدتني مي ...

قيدتني بكلامها القاسي ...

قيدتني عندما افصحت عن ما يصيبها بعد الجماع ...


اهكذا تكافئني لانني احببتها ..


هل هذا ما امثله ...

رجل مقزز


لا يستطيع تقديم الحب لزوجته

دون ان يدفعها للتقيء ..

حركت راسي بقوة كاني انفض افكاري منه .


.كفاني تفكيرا ...


كفاني ضياعا ..


ليتني اعيش حياتي ...


ليتني استردها ...

ليتني لم اكن الشاه التي ذبحت و تركت لينهش


لحمها الذباب ...


اعوذ بالله ما هذه الافكار يا محمود .






خرجت بعدها للصلاة تاركا راوية في سجداتها .








انهيتي وجبتي التي اكلتها بكل شهية


خصوصا ان بيتي اضافت الليمون الى السمك

فاعطاه طعم حامض

و ساعدتها في ترتيب المطبخ و غسل الاواني


ثم استاذن و دخلت الى غرفتي

و انا افكر في قراري

هل من السليم ان اخبر محمود بحملي ...

كيف اتصرف الان ؟...

اخذت ورقة و كتبت فيها اخبر محمود و لا اخبره


ثم دونت الايجابيات لاخباره و لعدمه و السلبيات ..


لو اخبرته فمن الاكيد انه سيرغب في تربية طفله


و ذلك سيتطلب احد الامرين


اما ان اعود الى الوطن لنتشارك الحضانة


او اسلمه الطفل ليربيه هو ...


الايجابي في تسليمه الطفل او عودتي للديار


ان الطفل لن يعاني من الغربة

و سيكون له اهل يحمونه و يعتنون به ..


لن ينقصه شيء ...

سيحظى باعمامه و خاله بكل تاكيد ....

سلبيات هذه النقطة

انها تتطلب مني العودة الى الوطن






اما اذا لم اخبره عن طفله

فالايجابيات انه لن يهدد باخذ الطفل مني

السلبيات انه سيكون مسؤليتي انا ...

وانا لا اريد هذا النوع من المسؤليات الان ،

ماذا افعل ؟.. ماذا افعل ؟...

اشعر اني ساختنق ...

ثم فجأة قفز تسأول في عقلي ...

ما هو جنس الجنين ؟...

هل هي فتاة ام فتى ؟

شعرت بعدها بالرغبة الملحة لمعرفة جنس المولود ..


كلما حاولت ابعاد الفكرة تعود الي اقوى من قبل ...

حتى استسلمت اخيرا

و قررت زيارة طبيبتي


لتحدد لي موعد للاشعة فوق الصوتية ،

كما اني اقتنعت اخيرا ان لا اخبر احدا بحملي


لا احد حتى اهلي

لا اريد ان يعرف محمود

ساحتفظ بالطفل و عندما يبلغ سن الرشد

ساخبره عن والده اجل هكذا افضل .






مرت الايام و حملي يزداد ثقلا يوما بعد يوم ..


زرت طبيبتي و علمت اني احمل فتاة في احشائي ...


كم ارتحت لفكرة انها فتاة

بدأت افكر جديا

ماذا ساسميها و كيف ساربيها ..


من الجيد اني هاجرت

حتى لا تسلب حريتها في بلدي

و تجبر على ما لا تريد ..

سادعها حرة تفعل ما تشاء

لن اقيدها لا بعادات ولا بتقاليد بالية ..

ابتعت لها مهدا جميلا و ملابس عديدة ..

في شهوري الاخيرة

احسست بقوة الرابط الذي يربطني بجنيني ..

الان اكثر من قبل لا اود اخبار احد عنها ...

لم يتبقى لي سوى ايام قليلة و ابدء شهري التاسع


.. مع ذلك كنت خائفة مترقبة حزينة ...

خائفة من الولادة ...

مترقبة ليومها ..

حزينة اني وحيدة .






بيتي " اتمنى ان لا تلدي في الكرسمس


سيكون من الصعب اخذك الى المستشفى "






مي" اتمنى ذلك ايضا "






بيتي " يجب ان نحطاط ،


ما رايك لو تاتين معي الى حفلة عيد الميلاد


حتى و ان حدث شيء سنكون معا

و سنجد من بامكانه توصيلنا الى المستشفى "






مي " سافكر في ذلك بيتي ..

لست مرتاحة ان اذهب الى اي حفل و انا بهذا الشكل "






بيتي " يجب ان تتوفر لك وسيلة نقل مي

فانت تعلمين انه من الصعب الحصول


على واحدة في ذلك اليوم "






مي" اجل اعلم

ساحاول الاتصال بشركات سيارات الاجرة

لارى اي منهم يعمل في تلك الليلة احتياطا


و لو اني استبعد ان الد في ذلك اليوم "





ابتسمت بياتريشيا و تركتني




 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

نفيلة

ملكة متوجة
معلومات نفيلة
إنضم
17 أغسطس 2007
المشاركات
1,198
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
فانكوفر كندا
الجزء الخامس عشر


اليوم هو الرابع و العشرون من ديسمبر ودعني توم بالامس فلقد ذهب مع زوجته الى اهله في ولاية اخرى ليقضي عيد الميلاد هناك كان قلقا علي جدا ... اظنني محظوظة ان احضى باصدقاء رائعين مثله و بياتريشيا .


اشعر ببتقلصات منذ دخلت التاسع اخبرتني الطبيبة انه من الطبيعي ان اشعر بها ولكن ما ان تتحول الى تقلصات قوية علي الذهاب للمستشفى .... اخذت حماما ساخنا و ارتديت ملابس نوم ثقيلة ثم خرجت لافطر .. كانت الصالة مزينة بشجرة صغيرة و تحتها هديتين .. ابتسمت فبلامس كنت قد وضعت لبياتريشيا هديتها لابد انها وضعت لي هدية ايضا .. اقتربت اكثر .. و قرات اسمي مدون على بطاقة ملصقة في الهدية ..مسكينة هي بياتريشيا تحاول الترفيه عني بكل الطرق ... اه أه انها التقلصات مرة اخرى ... تاتيني كل اربع ساعات و اكثر ... حسنا انتهت ... فجأة استوعبت وضعي ... اني حامل في اخر شهر لي ... وحيدة في بلاد غريبة عني ... لا أمي معي ولا حتى زوجي ... زوجي ... من زوجي ... محمود؟! .. كم اشعر بالشوق له في مثل هذه الضروف ...


بدأت اشعر بالالم يعتصر قلبي ... فانا بدون محمود ولا حتى رامي ... كم كنت غبيه عندما بعت زوجي بارخص الاثمان .. هل اعتقدت يومها ان رامي سيهرع ليتزوج بي ؟ ما هذا الجنون .. لماذا اشعر اني عقلي اصبح متعقلا الان لما لم اكن متعقلة قبل ان اطلب الطلاق ... اهو الحنين ام الوحدة .... ام هي هرمونات الحمل ... اه من الزمن ... كم اشتاق لامي حبيبة قلبي ... و ميار تلك الصغيرة الناعمة ... ابي المتسلط اشتاق له اكثر من اي شخص اخر ... سيف كيف حالك يا سيف ... ثم عمر الصغير عمر الباسم الباكي .. تقودني ذكرياتي .. اشعر كاني اشاهد فيلم سينمائي ... ملامح من حياتي البائسة ... زوجي ابي امي اخي اختي .. ورامي .. تعود الذكريات للخلف اكثر فاسترجع ذكريات عملي ... مكتبي .. اوراقي .. رامي من بين كل الذكريات كان له النصيب الاكبر ... و القلادة اللعينة التي غيرت مجرى حياتي



"وتعود الذكريات مشتتة خلف رماد الذكريات


تسترجع ذكرى قد كانت هي البلسم الذي يقف في وجه الصعوبات


كم كان حبا جميلا رائعا مغلفا بملامح البراءة الطفولية ... و شيء كبير من الاخلاص


انتشلني وسط كل هذا .... احاول لم اشلائي المتناثرة هنا و هناك


شتاتي لا جمع له! .. متفرق


أستصرخ الرحمة بجزع


الرحمة يا زمن العصيان ...


أعود ثانية و أنكس رأسي بخيبة بين اضلعي .




أهي خيبة الحب ؟


أم الفشل الذريع حتى في الوقوف أمام الفشل ؟


تلتوي أذرعي وحدها ...


لا شيء هناك يريدالاستواء في حياتي ..


أعجب من تداخل الاحداث


و كثرة الابطال فيها


لا أدري إن كان ابتلاء أم حظا


تكثر التساؤلات في ذهني


أحاول إيجاد إجابة ..


و النتيجة واحدة :


لا جواب ...



" ألم الاحتضار المبكر "


هكذا مرت احداث حياتي سريعة حزينة فاشلة مؤلمة ... خسرت الكثير بسبب حب غبي ... خسرت الكثير بسبب رجل غبي ... خسرت الكثير لانني وسط كل هذا غبية لم اقدر النعمة ... و الان احمل في احشائي طفلة تعلن للوجود برغبتها في القدوم ... ماذا فعلت بحياتي ... مالذي صنعت بنفسي ... كيف توقعت ان اصمد هكذا ... في الغربة ... كم انا جاحدة ... كيف لم اشعر بمشاعر محمود و انا التي عرفت الحب مطولا ... لا استطيع التصديق ... اشعر اني اقرأة قصة امرأة اخرى ... لست انا البطلة ... لا اريد انا اكون بطلة ... اريد بيتا و حضنا دافئا و زوجا محبا كمحمود ... الان يا مي تقدرين محمود .. الم تحقدي عليه ... الم تشعري بالغثيان منه ... محمود الذي احبني بكل جوارحه كما احببت انا رامي ... الان فقط اشعر بحبه ... الان اقدر مشاعره ... هل لاني سانجب ابنته ؟... لا ادري مالذي دهاني ... تذكرت رامي .. حبي المجنون له ... تذكرت كيف زرعت حبه في قلبي .. كيف احببت رجلا و خربت بيتي من اجل حبه ... احسست اني وردة ... زرعت فقطفها كافر .. اجل كافر .. رامي المسيحي الذي ابعدني عن كل ما يمت لي بصلة ... ارض المهجر التي سلخت جلدي العربي المسلم و البستني جلدا ليس لي .. شعرت بغصة اكبر و الم يعتصر قلبي ..



تركت كوب القهوة التي كنت ارتشفها قبل لحظات و عدت لغرفتي .. مملكتي الصغيرة .. غيرت ملابسي ... و سحبت حقيبة صغيرة من رف الكتب احتفظ داخلها بنقود معدنية حتى اتصل بها بامي ... و خرجت لاتصل باغلى الحبايب ... امي .
امي امي يا الغالية اين انت ...


رأيت عمر يلعب مع ميار .. كم كبروا ... ولكن اين الحبيبة امي ... امي اين انت يا الغالية


كنت اتجه الى غرفتها .. وقفت عند الباب .. رفعت يدي اريد ان استئذن لادخل ... ولكنني توقفت ... كنت اسمع امي تتحدث في الهاتف .. في البداية استدرت لاعود ... لكن ما ان سمعت امي تصرخ باسم اختي الغالية حتى وقفت مكاني .. سمعتها تقول


" مي امجنونة انت ... كيف خبأتي عني حملك طوال هذه الفترة ... يا الهي ... مابك ... ما الذي اصابك ..."


انصدمت ... هل تتحدث امي مع مي اختي ... و كيف هي حامل و هي مطلقة ... لم استطيع التحمل طرقت الباب .. انتظرت لثواني ثم فتحت و دخلت ... نظرت امي الي بذهول ...


"سيف ...تعال لتسمع المجنونة اختك "


شعرت بدقات قلبي تزداد ... لم اتمنى ابدا ان اسمع ما لا اريد سماعه ... لا ادري لماذا كانت جملة كما تدين تدان ترن في اذني ... لا ارجوك يا امي لا تقولي لي انها حامل .. كيف و هي مطلقة ... لما يا رب ....قطع صوت افكاري حديث امي الموجه الي بعد ان اغلقت السماعة ...


" سيف احجز لي تذكرة سريعا .. اختك المجنونة على مشارف الوالدة و هي وحيدة هنا "


لم اكن قد تحركت من مكاني كنت بائس و قلبي يخفق بقوة ... كان عقلي يعيد علي شريطا سمعته عن عواقب الزنا و انه كالدين


" سيف ما بك الم تسمعني ... " وقفت تنظر الي بعصبية


رفعت عيني اليها لم اكن أراها فالدموع غطت عيني أشعر بالندم الشديد ...


"بسم الله عليك .. ما بك يا بني ... سيف ذبحتني اخبرني ما بك "


"ام... ام...امي ... مي حامل ... قطعت علي بعصبية


"أجل المجنونة عندما وصلت لامريكا اكتشفت انها حامل لكنها لم تخبرنا حتى لا يأخذ محمود منها الطفل "


لا تعلمون كم فرحت عندما سمعت اخر كلمات امي ... اختي حامل من طليقها الحمدلله و الشكر اذا لم يكن دينا الحمدلله


ثم تذكرت محمود " امي هل يعلم محمود ؟"


"لا اختك لم تبلغه .. خائفة ان ياخذ مني الطفل .. قالتها و هي تقلد مي " كانت تتحدث الي و هي ترتب حقيبة سفرها ..انتبهت لها الان


"حسنا سأذهب لاحجز لك و سأتي معك "


"لا ... ولمن سأترك الاطفال ؟"

تذكرت عمر و ميار .. لكنني لم اشا ان تذهب لوحدها ... قلت لها سأخذهم الى عمي ماجد .. كنت قد عاودت زيارتهم كما تحدثت مع ابي عن علاقته بأخاه.. كم حدثته يومها عن صلة الرحم و الاجر الذي يناله لذلك ...كانت علاقتنا بهم في تحسن ... فكرت امي قليلا .. ثم اقترحت ان نتركهم عند خالتي؛ أختها ... و فعلا خرجت للبحث عن تذاكر في اقرب فرصة ... بينما تحدثت امي الى ابي ثم الى خالتي لتترك لها ميار و عمر .
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

نفيلة

ملكة متوجة
معلومات نفيلة
إنضم
17 أغسطس 2007
المشاركات
1,198
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
فانكوفر كندا
الجزء السادس عشر

أحبك ... همست في اذني ... و سأحبك الى الابد ... صوتها الناعم و همسها ايقضا الرجولة فيني ... فتحت عيني ..كانت كالنجمة .. تنظر الي و هي تداعب خصلات شعري ... ابتسمت لها .. هذا الصباح مختلف .. اشعر به مختلف ... سألتني ان كنت أرغب في الفطور .. ابتسمت ... كم ظلمتها معي ... ما ذنبها .. مسكينة راوية ... قلت لها ان ترتاح فانا من سيقدم لها الفطور ... احمرت وجنتها ..




" لا ... ماذا سيقول عني الناس ... يخدمني زوجي عوضا ان اخدمه "






قبلت جبينها " و من سيقول للناس اني قدمت لك الفطور ؟"






ابتسمت بخجل " سأجهز لك .. انت اغسل وجهك و تعال استمتع به "






شدتني كلمة استمتع ... اجل يا محمود استمتع ... لما تقتل نفسك ... استمتع ... ما زالت الدنيا بخير ... ابتسمت لها ..قبلت يدها ... وذهبت اغتسل .






كانت الطاولة مرتبة كالعادة ... بها جبن و زيتون ,,, بيض و خبز ,,, عصير و شاي ... ابتسمت ... شعرت بالراحة تنبع من داخلي ... يومي سعيد قلت لكم ... منذ ان صحوت و انا ابتسم ... جلست معها و تشاركنا الفطور اللذيذ .. تحدثنا كثير ... لم نغادر الطاولة الا بعد ساعة و نصف ... كلما اخذت راوية صحنا لتعيده للمطبخ اجلسها ... ارغب بالحديث معها ... اشعر اني راغب في اكتشافها ... هي كالمغارة ... احب ان اغامر لاكتشف خفاياها ... ضحكنا ... ضحكنا كثيرا و نحن نتشارك مواضيعنا ...






" هل تحبينني فعلا راوية ؟"






انزلت رأسها خجلة " اجل ... "






"لماذا "






"لا سبب ... اشعر بدغدغات في بطني كلما نظرت لك .. انت مثال للرجل الذي احلم به "






ابتسمت للمرة العاشرة اليوم ... وحمدت الله كثيرا ... و تذكرت عبدالعزيز و هو يوصيني بصلاة الاستخارة ... الحمدلله الذي انار قلبي و هداني .






بقينا يومها في المنزل ساعدتها على اعداد الطعام كنا نتحدث و نضحك كثيرا .. اعدت لي راوية نوع من الكعك اللذيذ ... التهمتها بعد الغداء في الشرفة .. لأول مرة انتبه الى الزهور المزروعة في الشرفة ... جميل شكل الشرفة منسق بشكل جميل ... يشعر الشخص بالراحة ... رغم اننا في الغربة الا انني اليوم شعرت كاني في وطني وسط اهلي و احبابي .




سعدت بهذا اليوم كثيرا و توجته اخيرا ان اثبت لزوجتي اني رجلا حقا ولا اخفيكم فراوية ازدادت جمالا و تألقا بعد ذلك اليوم .
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

نفيلة

ملكة متوجة
معلومات نفيلة
إنضم
17 أغسطس 2007
المشاركات
1,198
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
فانكوفر كندا
الجزء السابع عشر

وصلنا بعد ثلاثة ايام من مكالمة مي، كانت امي قد اخذت عنوان منزلها و رقم الهاتف ... اوقفنا سيارة الاجرة امام البناية .. نزلت امي و انا معها اخذت حقائبنا و تاكدت من رقم البناية ... صعدت السلالم و ضغت على زر كان مكتوب بجانبه رقم شقة مي ... بعد دقيقة



"نعم "



"مرحبا انا سيف اخ مي و معي امي نود رؤيتها "



ثواني من الصمت



"سافتح لك الباب تعالى الى الطابق الرابع "



"شكرا " و سمعت صوت انفتاح القفل فتحت الباب و امسكته لامي لتدخل ثم ادخلت حقائبنا و استدعيت المصعد



كانت في انتظارنا شقراء جميلة لم اطيل النظر اليها .. مرحبا بكم ...تفضلوا



دخلنا الشقة ... كانت هادئة و تتوسطها شجرة عيد الميلاد .. ابتسمت تذكرت نتالي .. سألت امي عن مي



لكن الشقراء ظلت صامته لثواني و هي تنظر الينا ثم طلبت من امي الجلوس و احضرت لها ماء و لي .



بياتريشيا " الحقيقة مي في المستشفى منذ ليلة الميلاد ولدت هناك ... لم اكن اعلم لانني كنت احتفل مع اصدقائي و هي كانت لوحدها في البيت .. اخبرتها كثيرا ان تاتي معي لكنها رفضت ... كانت حزينة جدا يومها ...." قاطعتها امي



"هل من الممكن ان تاخذينا اليها ؟"



عاودت النظر الي امي ... كنت اشعر بمصيبة على وشك ان تقال ... دقات قلبي بدت تزيد ...



"في الحقيقة .. مي .. ت توفت وهي تضع مولودها " لم تكن تنظر الينا الشقراء لكنني كنت ارى دموعها و هي تتحدث



لم نستوعب ما قالت .. او لنقل لم نشا ان نستوعب ... لا يعقل ان نقطع مسافة 20 ساعة لرؤية شخص ثم يقال لك انها ماتت ...



" عذرا لم افهم ما قلتي ما بها ابنتي ؟..." عاودت امي سؤالها



نظرت الينا و الدموع تملئ عينيها



" مي ماتت ... ماتت و هي تضع مولودها ..." انسحبت الى زاوية و بقيت هناك لا نسمع الا شهقاتها


نظرت الى امي علني اجدا عندها كلاما واضحا ... لكنها كانت تنظر الى لا شيء و الدموع تنهمر منها ... لا اريد ان افهم ارجوك فليفهمني احد اين مي ؟!...........


ذهبنا الى المستشفى بصحبة صديقة ابنتي القينا عليها نظرة كانت في براد الموتى ... كان الالم يزداد في قلبي ... الحمدلله الحمدلله ... سأل سيف الطبيب عن الاجراءات لاخذ الجثة ... و اعطاه التفاصيل .. لم اكن استمع اليهم بل كنت افكر في ابنتي الحبيبة ... تلك النرجس التي رحلت عنا .... لك الحمد الهي ... اشعر اني لم اكن اما صالحة ... لماذا لم امنعها من السفر ... لماذا ؟!


تذكرت حبيبي .. ابا سيف ... اتصلت به ... دقائق كالدهر مرت قبل ان يجيب ... بصوته الواهن "السلام عليكم "


"وعليكم السلام .. خنقتني عبرتي لم اعرف كيف انقل له خبر وفات ابنته ... ابو سيف "


"اهلا بالغالي ... كيف حالك و كيف كانت رحلتكم ... هل رأيت ابنتك ؟"


دموعي تحبس صوتي لا استطيع الكلام "م ... مي... مممات"لم استطيع اكمال حديثي ...اخذ سيف الهاتف من يدي و تحدث الى اباه و اخبره عن مي .


خرجنا بعد ذلك لرؤية طفلها ... كانت فتاة جميلة .. ملفوفة بفوطة بيضاء ... نائمة كالملاك ... تحدث سيف الى الممرضة فاحضرت لنا الطفلة ...


بعد يوم شاق من الاجراءات .. اتصلنا بالسفارة و الحمدلله ان زوجي له اسم معروف استطعنا انهاء كل شيء في يومين .. حجزنا للعودة مع صغيرتي .. ابنت الغالية مي ... كنا قد اسميناها شيماء حتى نستطيع استخراج شهادة ميلادها و جواز سفر لها .

اخذنا كل اغراض مي و شحناها ... و عدنا الى الوطن .. بعد رحلة قاسية جدا .. عدنا و معنا امل جديد ... بسمة جديدة و طفلة جديدة ... شيماء الجميلة .
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

نفيلة

ملكة متوجة
معلومات نفيلة
إنضم
17 أغسطس 2007
المشاركات
1,198
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
فانكوفر كندا
الجزء الثامن عشر


اليوم اتمتت الثامنة عشر ...

كم احب النظر الى نفسي في المرأة ...


انا انثة جميلة جدا ..


ميار " شيماء يا القبيحة كفاك نظرا في المرأة "


شيماء " انت القبيحة ... اما انا ...

انثة بكل ما تحمل الكلمة من معنى "


نظرت ميار الي بشيء من الاستخفاف ...

تعرف اني جميلة ...

كامي .. كنت ارتدي قلادة لزهرة من الماس كانت لامي ..


اشعر انها كالزهرة ...

لم يخبروني الكثير عنها ...

لكن يكفيني ما سمعت منهم ...

ثم صورها تثبت انها جميلة جدا و ناعمة ...


كما ان ابي اعطاني في يوم ميلادي السابق

دفتر خواطره التي كان يكتبها لامي ...

فعلمت منها انه كان يعشقها بجنون ...


ميار " من تتوقعين سياتي الى الحفلة .."


شيماء" اههه صديقتي سناء ..

و جميلة ابنة خالي سالم ...

و اكيد بنات اخاك مي و لميس...

ثم اخواتي جيهان و جمانة و اخيرا انا و انت "


ميار " وعمر " قالتها و هي تغمز


شعرت بالخجل منها " لا لن يحضر نريد ان نبسط انفسنا .. ثم لماذا يأتي الى حفلة كلها بنات ؟"


ضحكت ميار علي كثيرا " الغيرة أه من الغيرة "


ابتسمت لها و تذكرت عمر .. ابن خالي سيف ... كان دائما يعتني بي ... يرعاني ... يلبي لي كل ما اريد ... منذ كنا اطفال ... لكنني اخجل منه الان .. كما ان ابي يوبخني كثيرا عندما اطيل التحدث معه ...


كانت حفلة رائعة ... اقمتها في بيت جدي .. ضحكنا كثيرا و لعبنا ... كان احتفالا رائعا .


بعد نهاية السنة الدراسية تخرجت بتفوق و التحقت بالجامعة حيث كان عمر يدرس .. لم اراه كثيرا .. لكن كان يكفيني ان اعلم انه معي في نفس المكان ..


في احدى الايام كنت ابحث لجدتي عن صندوق به كتب في المخزن كانت قد طلبت مني البحث عنه حتى اختار منها ما احب ... اهوى القرأة .. و بينما انا انتقل من صندوق لاخر ... وجدت صندوق خشبي كبير مغلق بقفل و عليه ورقة تغيرت لونها مكتوب عليها مي ...كم خفق قلبي لرؤيتها ... خرجت لجدتي و استدعيتها للمخزن .. اريتها الصندوق .. اغمضت عينيها قليلا كانها تفكر ... ثم فتحتهم بدهشة


" يا الهي انها اغراض امك .. كنت قد وضعتهم في هذا الصندوق حتى اعطيك اياه عندما تكبرين لكنني نسيت ... اذهبي استدعي عمر و طلال انهم بالخارج" .. دخلت الصالة و كانوا هناك يتحدثون سلمت عليهم و طلبت منهم اللحاق بي للمخزن حيث جدتي تريدهم ... طلبت منهم جدتي نقل الصندوق الى غرفتي ... غرفت امي في الحقيقة التي اصبحت غرفتي بعدها .. كنت استخدمها كلما جئت لزيارة جدتي ... فانا اقيم مع والدي و خالتي راوية و اخواتي .


تركتني جدتي و بعد نصف ساعة اتت لي بالمفتاح و هي تبتسم .... "نسيت ان كنت وضعته لقد كبرت و كبرت ذاكرتي معي "


حضنتها بقوة ... كنت اشعر اني على وشك التعرف على امي ... " في هذا الصندوق كل حاجات امك من ملابس و اوراق خاصة ... بعد موتها جمعت كل اغراضها و قسمتها .. ما وجدت فيه ذكرى جميلة أدخلته في الصندوق ... اما غيرها تصدقت لها بهم ... عسى ان يغفر الله لها " كانت جدتي تنظر الى الصندوق و دمعة وحيدة تخترق وجنتها التي بدأت تذبل من التجاعيد ... اخذت المفتاح منها و شكرتها ... تركتني و رحلت .


لم اخرج يومها من غرفتي كما استأذنت من والدي ان ابات يوما اخر عند جدتي .. اخبرته جدتي عن الصندوق فوافق ... تصفحت كل شيء ... اوراقها صورها .. جربت ملابسها ... مجوهراتها ... كانت جدتي قد احتفظت بهم جيدا .. ما زالو في حالة جيدة جدا... قرأت مفكراتها ... و عرفت عن رامي ... و ابي ... عرفت ايضا عن ام عمر ... كانت هناك رسالة يبدوا انها من صديقتها ... اسمها ميادة ... كانت الرسالة تتحدث عن حياتها و بداية شرارة الحب بينها و بين من اظن ان اسمه هاجد ... لم يكن اسم ميادة غريب علي ... بعد فترة تذكرت امرأة الاعمال ميادة ال... انها اشهر من النار على العلم ....


بعد يوم و نصف من الذكريات و الحقائق ... عرفت يومها اي نوع من النساء كانت امي ... وجدت من ظمن اوراقها رسالة استقالتها و اسم الشركة التي كانت تعمل فيها ... و التوقيع كان من رامي ال.. علمت انه هو من احبته امي ... دفعني الفضول للبحث عن هذه الشركة ... كانت ما زالت موجودة مع تغيير بسيط في اسمها ... سألت جدتي عن ميادة صديقة امي ... فكرت خالتي كثيرا ثم كانها تذكرت شيء .. اه بنت ال.... اجل كانت صديقتها المقربة ...


" هل استطيع ان اتحدث معها ؟"


"لماذا ؟"


"انها صديقة امي و ارغب لو استطيع رؤيتها "


"دعيني افكر ... الم تجدي رقم هاتفها في اوراق امك ؟"


"لآ لم اجد شيا "


هنا دخل خالي سيف مع زوجته هند بنت عمه ماجد .. ماجد جدي اخو جدي محمود سلم علينا و سألته امي إن كانت يتذكر ميادة صديقة مي .. فكر قليلا ... ثم قال اظن انهم ما زالوا في بيتهم القديم كنت متحمسة و طلبت منه ان ياخذني الى هناك ... استغرب طلبي لكنه لم يكن يرفض لي طلبا ابدا .. لبست عبائتي و خرجت معه ... ضعنا قليلا لكننا في النهاية وجدنا البيت بعد ان سالنا شاب في الحارة فدلنا عليه ...


كان قلبي ينبض بقوة .. كنت قد اخذت رسالة ميادة معي ... ضغطت على الجرس ... فتحت لي خادمة الباب ... سالتها عن ميادة ... قالت انها موجودة تفضلي ... و بعد قليل خرجت الي فتاة في العشرين من عمرها جميلة جدا .. نظرت الي باستغراب ...


" السلام عليكم ..."


" و ... وعليكم السلام .. قلتها بشك "


" تفضلي ..." كانت تقولها و هي تاشر الى مدخل البيت


" شكرا لك .. انت ميادة ؟"


" نعم انا ميادة "


" انت ميادة ال... ؟"


ردت بخوف " اجل انا ميادة ال.."


"لا يعقل فميادة التي اريدها لابد انها الان في الاربعين من العمر لا في العشرين !"


" السلام عليكم " اتانا لحظتها صوت من الباب


التفتنا لمصدر الصوت ... كانت امرأة في الاربعين من عمرها .. جميلة ...انيقة ... وواثقة


"لابد انك تقصدين عمتي ميادة " قالتها و هي تاشر الي القادمة


وقفت القادمة مع الجملة التي قالتها ميادة العشرينية .. و ابتسمت و هي تتامل ملامحي ... "هل يسأل عني احد"


" انت ميادة ال.. صديقة مي ال.. "


فجأة عبست الواقفة و فتحت عينيها بقوة ثم اغلقتهم و تنهدت ... " الان فهمت لما شعرت اني اعرفك .. فتحت عينيها .. انت ميار صح ؟"


"لا انا شيماء ابنت مي "


اندهشت كثيرا .."شيماء ؟!... هل كان لمي طفلة و انا لا اعلم .... تفضلي عزيزتي تفضلي "


" شكرا لك و لكن خالي في انتظاري ولا اريد التاخر عليه .. كنت فقط .. كنت قد قرأت رسالتك لامي ، و اعطيتها الرسالة و انا استكمل .. فشعرت برغبة شديدة لرؤيتك ... فطلبت من خالي ان يحضرني اليكم .."


" كانت تقراء الرسالة بهدؤ.. ثم ما لبثت ان ادمعت عينياها .. اجل ... اجل ... اتذكر هذه الرسالة .. "


نظرت الي و ابتسمت خلف دموعها " اعذريني عزيزتي لكنها اعادت لي ذكريات قديمة .."


ابتسمت و هززت رأسي .... مسحت دموعها " هل تسكنين مع جدتك ؟"


"لا مع ابي محمود "


"اه ...و كيف تعاملك زوجته؟"


"خالتي راوية ؟! انها اطيب ام رأيتها في حياتي تفضلني على ابنائها حتى .."


" الحمدلله "


" هل لي ان احتفظ بالرسالة ..."


نظرت الى الرسالة التي في يدها ... ثم مدت يدها الي اجل .


شكرتها و استأذنت منها ...طلبت مني رقم هاتفي و اخذت رقم هاتفها


ميادة الصغيرة " الان عرفتك ... انت طالبة في كلية الفنون اليس كذالك ؟"


ابتسمت "اجل "


" دائما اراك مع سناء "


" هل تعرفين سناء ؟"


"اجل انها ابنت جارنا "


"اه مصادفة جميلة "


"اجل " ابتسمت


استأذنت و رحلت


التقيت بميادة بعدها في الجامعة و اصبحنا اصدقاء علمت منها ان هاجد زوج عمتها توفي في حادث سيارة في طريق العودة من العمرة ... و انها لم تتزوج بعده و انما كرست حياتها لتساعد النساء للنهوض و النجاح حتى اصبحت اشهر من النار على العلم في المجتمع .


تخرجت من الجامعة و اقمت لي اول معرض لرسماتي ... كانت اغلبها عن امي ... مي


و اكيد فلقد تزوجت من عمر و انا اعيش حياتي معه بكل حلوها و مرها ... و احمد الله اني لم اعطي حبي لمن لا يستحق .

تمت بحمدلله .
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

نفيلة

ملكة متوجة
معلومات نفيلة
إنضم
17 أغسطس 2007
المشاركات
1,198
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
فانكوفر كندا
وقفات من القصة



* مي الفتاة الحالمة الجميلة الناعمة صاحبة القرارات السريعة الخاطئة احيانا و الصائبة احيانا .. احبت رامي بسرعة و لم يوقفها ديانته ... فسرت هديته بمعنى مختلف رغم انه وضح لها انها مجرد صديقة .. وافقت الزواج من محمود الذي لا تحب بسرعة و دون تفكير جدي ظنا منها ان ذلك سيعيد رامي اليها ... استقالت من عملها عندما لم يأثر قرار زواجها على رامي و رغم كل ذلك لم تقف مرة واحدة و تسال نفسها اين سياخذني هذا الحب ... و بالسرعة التي تزوجت فيها محمود بالسرعة التي قررت الانفصال عنه و لم تختر الا ابشع الطرق لتوصيل الفكرة ... حتى بعد ان تطلقت لم تعيد حساباتها و لم تراجع مواقفها و هي المحاسبة بل قررت الهجرة للابتعاد عن كل شيء ... و ياتي قرارها الاخير الذي هدم ما تبقى لها من امل عندما اخفت امر حملها و اكملت حياتها في الخارج بعيدا عن اهلها ... حتى عندما افاقت من غفلتها و اكتشفت مدى سخف حبها قررت بسرعة الاتصال بامها و اخبارها بامر حملها ... ما اسرعها ... لا اظن انها تفكر قبل ان تقرر .



*ميادة تلك الفتاة المعتدلة احبت بصدق بعد ان كانت لا تطيق زوجها ... خدعتها مشاعر الاعجاب التي شعرت بها في مرحلة المراهقة لكنها لم تمنعها من رؤية الحقيقة فور دخول هاجد لقلبها ... ضحت كثيرا في نظري و رغم وجود امثالها في مجتمعاتنا الا انني دائما اسال نفسي لماذا كل هذه التضحية ... امن اجل زوج ميت ... مهما بلغ بي حجم الحزن سياتي يوم وسيخف عني الحزن .. اذا لماذا لا استكمل حياتي و اعيش . و مع ذلك حققت النجاح لنفسها و من يدري لربما تتزوج الان و هي في الاربعين !



*سيف قضية شبابنا و للاسف انهم ليسوا بشخص او اثنين و انما مجموعة منهم ... يتزوج زواج غير متكافي ... سواء كانت تعمل خادمة ... او لا ... لم يفكر قبل الزواج ما مصير ابنائي منها ... لم يفكر هل سيقبل احد ان يتزوج ابني من ابنتهم او هل ساجد لابنتي عريسا مناسبا .. و تراهم يفخرون ان زوجاتهم من تلك الجنسية .. حتى انه في فترة كانت موضة الزواج من الفلبينية ... لكن .. لابد للروحانية ان تنتصر .. سيف تربى على روحانية عالية ... تابى ان يعيش بعيدا عنها ... هكذا حالنا مع الاسلام .. يتغلغل فينا حتى يتملكنا .. فلا نستطيع بعدها العيش بعيدا عنه طويلا ... لابد وان ياتي يوم نعود فيه اليه ... لاننا ببساطة لا نقوى العيش بدونه ... و كاذب من يقول انه لا دين له ... لانه يقينا تاتيه لحظات يشعر بالضعف و يبحث عن مسير الامور ...



* محمود النبيل ... ليس منقرضا في مجتماعتنا بل موجود لكنه للاسف لا يسلط الضوء عليه و ان سلط قيل انه ضعيف .. لكن الحقيقة هو نبيل .. محب .. و خلوق ..مثال لفارس احلامنا اجمعين ... رغم الانكسار الذي تلقاه من مي الا انه كرجل لن يدفن عمره يرثي نفسه بل لابد له من الانطلاق يوما ما و نسيان الماضي .. و اجمل انطلاق هو الذي تجد معه انسانة مرهفة في الجانب الاخر تساعدك على الوصول هكذا كانت راوية لمحمود.



*شيماء لم تشاء ان تكون صورة من امها ... بل نرا الفرق بينهما عندما لبست العباءة بينما امها كانت ترتدي التنانير القصيرة .. شيماء هي المرأة المسلحة بالحب و الحنان ... تحب من حولها و يحبونها ... حتى ميولها لم تكن كامها .. فبينما امها كانت محاسبة .. شيماء كانت فنانة ... رغم انها علمت بعد ذلك بحقيقة امها من اوراقها الشخصية التي وجدتها في الصندوق الا انها ابت ان تسيء لها و لكننا وجدناها تبحث عن اعز صديقات امها ... لربما ظنت انها تستطيع بذلك ان تكون مع الاشخاص الذين احبوا امها و احترموها ... في النهاية من بامكانه التكهن بافكار الفنانين .. كل ما اعرفه عنهم انهم مجانين J.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه