ودمرتني ياامي الحبيبة

احصائياتى
الردود
8
المشاهدات
845
معلومات حنين العراق
إنضم
9 أكتوبر 2006
المشاركات
1,836
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
36
الإقامة
♥حدود البراءة والطفولة♥
ودمرتني ياامي الحبيبة
تقول ذات الخمسة والعشرين ربيعاً ً: من قال: إن ((الأم إذا أعددتها أعدت شعباً طيب الأعراق)) فأنا أكفر بهذه المقولة، واني أرى أن من قالها إما أن يكون شاعراً مجنوناً لم يذق منها المر، بل شرب العسل بكلتا يديه، أو أنه رجل يحلم أحلام اليقظة فيتخيل أن الأمهات مثاليات في تربيتهن بنسبة 100% لهذا قال ما قال. وإن كانت أقواله تلك وأشعاره مردودة عليه جملة وتفصيلاً لأن الواقع يكذبها أما حقيقتها وجوهرها فهو البهتان بعينه بل التزوير والكذب بمعانيه والتدليس إن صح كلامي هذا.

دعوني أفصل لكم ما قلت وأوجز عندما يقتضي الإيجاز وأعرج إلى الإسهاب إذا اقتضت الضرورة فقصدي وإن كنت أريد أن أشرح وأفصل قصتي ومعاناتي كاملة وشكواي بالحياة. إلا أنني أحب أن أبين للناس أنه ليس كل ما تفعله الأم صحيحاً وصواباً يصب في مصلحة الأبناء سواء كانوا من الأولاد أو البنات، بل أرى على العكس فأحياناً تدمر الأم أبناءها سواء كان ذلك بقصد أو من دون قصد. المهم أن النتيجة واحدة هي دمار وفشل على جميع الأصعدة.

لقد ولدت وإن كانت في فمي ملعقة من الذهب كما يقولون، وإن كنت من أسرة ثرية، إلا أن هذا الثراء لا يغير من الأمر شيئاً فالإفراط في تدليل الأبناء والبنات مفسدة للأخلاق ما بعدها مفسدة. ثم إن الإفراط والتدليل ليس مقصوراً على الأسرة الثرية بل حتى الأسرة الفقيرة تفرط فيها الأم بتدليل بناتها وأولادها حتى تتسبب بخسرانهم وخسرانهن. حيث أنها تقوم بكل شيء عنهم، بل وتحمل فوق ظهرها حتى مشاكلهم ومشاكلهن، وفي قرارة نفسها تقول دعوا كل شيء لي فأنا أتحمل عنكم. وهذا في تقديري هو الخطأ الفادح الذي وقعت فيه أمي وغيرها من الأمهات اللواتي لهن عندي الاحترام والتقدير، إلا أنني أختلف معهن في أسلوب تربيتهن.

فما وعيت على هذه الدنيا وبدأت أتفهم وأفهم حتى وجدت نفسي أتمتع بدلال عجيب. بل إن لي كلمة مسموعة عند والدي وإن كنت صغيرة في السن بل أن الساعة التي أبكي بها هي الساعة التي تشعر والدتي بالذات أن الدنيا إسودت في وجهها. ورغم أني كنت صغيرة كما أسلفت وعليه فلا أتذكر يوماً أني طلبت شيئاً إلا ووجدته أمامي في اليوم نفسه ومع هذا ومع كل ما جرى فإنني ألتمس لوالدتي العذر في ما تقدم منها، ولو بقدر معقول ولكن عندما كبرت كان يجب عليها أن تحملني شيئاً من المسؤولية وتتركني أعتمد على نفسي في حياتي ولو شيئاً قليلاً. ولكن والدتي هداها الله كرست حياتها لي وهذا هو الخطأ الكبير الذي دخلت هي فيه وأدخلتني معها، فلما كبرت زادت في تدليلي، وعدم تركي أعتمد على نفسي حتى في المذاكرة وحل الواجبات المنزلية. فلقد كانت تحاول أن تساعدني بها بل لم يكن لديها مانع أن تكتب عني الواجبات كلها، وليت الأمر توقف عند هذا الحد، فأنا أقسم بالله العظيم أني لو قلت لها أطعميني بيدك، لما تأخرت ولو لحظة واحدة، بل حتى لو قلت لها تعالي يا أمي وألبسيني ثيابي وملابسي لهبت وهرولت من مكانها لتفعل ذلك. فما تركت لي هذه الأم في الحياة من عمل فهي تقوم مقام يدي وقدمي فهي تدافع عني عند جميع الأهل والأقارب والأصدقاء، وتوهمهم بل وتجبرهم على الاعتقاد بأني على صواب. إلى أن تصورت وصدقت أن كل شيء أفعله هو الصواب بعينه، وأن من يخطئني ولو بأمر بسيط وصغير أنظر إليه باستغراب وباشمئزاز أحياناً، حيث كنت تلك الفتاة المدللة التي لم تتعود أن يخطئها أحد في بيتها. وهكذا نشأت على هذه التربية والطريقة التي عاملتني بها والدتي حيث ظنت أنها الطريقة المثلى في التربية، ولم تفكر يوماً أن اعتماد الأبناء والبنات على أنفسهم، هو السعادة للآباء. بل إن ثقتهم أي ((الأبناء)) في أنفسهم قمة التربية ولكن للأسف الشديد فتلك أمور لم تكن تدور في عقل والدتي لا من قريب أو من بعيد.

لقد حاولت أن أصدها وأنهاها، بل ونهيتها مرات ومرات، وأخبرتها بصريح العبارة أن طريقتها ومعاملتها لي بل وحتى تربيتها خطأ، في خطأ وأن الصواب في أن تتركني أعتمد على نفسي في حياتي كلها، وأنه ليس لها إلا النتائج. ولكنها للأسف الشديد كانت تقول: ما زلت صغيرة ويجب أن أساعدك فأنا أمك وعلى هذا الأساس لم يجد إصراري على أن تتركني وتدع حياتي شيئاً أن أقول الحقيقة فلقد كنت أشاركها بالخطأ ذلك أني لم أفكر في المستقبل، وفي الحياة العملية، ولم أتصور أني سأصل إلى طريق مسدود، وأن تربية أمي لي وإفراطها في تدليلي هو السبب بل سيكون وبالاً علي ونكسة وفشلاً. ولكن قد فات الأوان، وتغلغلت تربيتها في كياني ومشاعري ودمي، فلا أستطيع التخلص منها أو أن أفعل شيئاً حيالهما.

لقد تخطيت مرحلة الثانوية بنجاح، ودخلت الجامعة، وأنهيت دراستي منها ولم يبق إلا الوظيفة والزواج. وفعلاً وصلت الأولى وهي وظيفة مرموقة في إحدى الوزارات الحكومية. أما الثانية فقد تأخرت بسبب النصيب كما يقولون. لكني كنت واثقة أن ابن الحلال سيطرق يوماً باب بيتنا خاطباً يطلب يدي للزواج فهذه هي سنة الحياة وما على الفتاة إلا أن تصبر إلى أن يأتيها نصيبها.

لقد باشرت العمل ودخلت الوزارة ذات يوم، وأنا الفتاة الثرية المدللة، التي لم يؤنبها أو يخطئها أحد من قبل قط. وكانت بداية دوامي الساعة التاسعة صباحاً بعد بداية العمل الرسمي بساعة ونصف الساعة. فكتبوا اسمي في ورقة خارجية مع المتأخرين والمتأخرات من الموظفين والموظفات، واستدعاني في ذلك اليوم المسؤول عني ونصحني بضرورة التقيد بموعد الدوام ثم التمس لي العذر لأنها أول مرة ولكن بعد ذلك تكرر مني التأخير مرات ومرات، فلم يجد المسؤول مناصاً من كتابة تقرير عني. قال فيه: إني لا أصلح للعمل فأنا كثيرة التأخير والغياب وفوق هذا عندما يوكل لي عمل لا أنجزه وهكذا جلست في البيت وحيدة، وكانت هذه هي الضربة الأولى التي جاءتني فوق رأسي حيث كنت وكما أسلفت إنسانة مدللة لا تعبأ بشيء أبداً.

لقد هونت والدتي الأمر علي وقالت: اصبري. فصبرت ولم تمض إلا بضعة أشهر إلا وجاءني النصيب فتزوجت ودخلت القفص الذهبي كما يقولون وقد كنت أتمناه أن يكون كذلك لولا ما عودتني عليه والدتي حيث كنت إنسانة اتكالية بمعنى الكلمة لا تحسن عمل شيء ولا أقصد هنا الواجبات المنزلية فقط ، ولكن حتى الحديث. كنت أتمنى أن يتحدث عني زوجي فهل بعد هذه الاتكالية من شيء؟

أربع وعشرون شهراً مرت وزوجي يتحمل إنسانة جسمها كبير وعقلها صغير إنسانة مدللة عديمة الثقة في نفسها، اتكالية، تحاول دائماً أن تتسيد على من حولها وتأمرهم. إنسانة متسلطة على من حولها تطلب كل شيء ولا تقدم شيئاً إلى أن طفح الكيل بالزوج. فقال: لم ينفع الإمساك بمعروف فلا بأس من التسريح بإحسان. وهكذا فشلت حياتي وللمرة الثانية بسبب إفراط أمي في تدليلي.

والآن هذه هي قصتي وتلك هي رسالتي لكل أم في الخليج، وأقولها لهن بصراحة: إياكن والإفراط في تدليل بناتكن وعودنهن أن يعتمدن على أنفسهن في حياتهن، وإلا فإن الفشل سيكون من نصيبهن في الحياة. فهذه هي قصتي، فاعتبرن منها أيتها الأمهات قبل فوات الأوان. فالفشل في الحياة طعمه مر ومذاقه علقم، وقد ينتهي ويتلاشى إن حاولت المرأة ترتيب أوراقها من جديد، ولكن آثار الإفراط في التدليل من المستحيل أن تخبو جذوتها داخل القلب وتختفي وتتلاشى لأنه يسري سريان الدم في العروق
منقوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول
 
اسم الموضوع : ودمرتني ياامي الحبيبة | المصدر : المنتدى العام

hwaareen

مشرفة سابقة
معلومات hwaareen
إنضم
7 أكتوبر 2006
المشاركات
796
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد : ودمرتني ياامي الحبيبة

عورت قلبي ... الله إكون أبعونها .... ويستر عليها
كل شي أزياده عن اللزوم مو زين

 

some1

New member
معلومات some1
إنضم
28 سبتمبر 2006
المشاركات
7,559
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
Abu dhabi
رد : ودمرتني ياامي الحبيبة

كلام صحيح 100% وهو موجود بكثــرة في أيامنا هذه و مجتمعاتنا العربيــة بالذات ،،،

للأسف ، يأتي بالمردود السلبي و ليس الإيجـابي ، وأنا انصح الأمهـات بالعمل على توعية الأبناء والبنات و عدم الإتكال على الغير سواء الأم أو الشغــالة أو غيرهما ،،،،

شكرا" شكرا" لك على النقل الرائع ، سلمت يداك حبيبتي ،،
 

om.ahmad

New member
معلومات om.ahmad
إنضم
1 أكتوبر 2006
المشاركات
2,260
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد : ودمرتني ياامي الحبيبة

أشكرج أختي على الموضوع..
بس أسمحيلي أخالفج في الراي..
حلو البنت تكون دلوعه..وتدلع..بس الغلط مش في الأم الغلط في البنت..هيه دخلت مدارس..ودخلت جامعه وتخالطت مع بنات..حصلت الأنسانه الدلوعه وحصلت الإنسانه..إلي مهملينها أهلها..وحصلت المتوسط منهم.. مش غلطت الأم الأنه دلعت بناتها.. تطلع بنتها مستهتره..لا
أسمحيلي البنت إلي تعلق فشلها وعدم نجاحها في الحياه على أمها..هذي أنسانه ما تستاهل أهتمم أمها بها..
أنا أعرف بنات مدلعينهم أهلهم..أخر دلع.. بس أول ما دخلو مجال العمل..أبدعو..وأول ما دخلوا حياة الزوجيه.. عيشين في أحلى حياه..الله يهنينهم..يا رب.. يدلعها ريلها..وهيه أدلعه..ودلع عيالها.. فاقد الشيء لا يعطيه..الأنسانه إلي مش مدلعينها هلها..ما تعرف تدلع..لا جدام ريلها..ولا تعرف أدلع عيلها بعد..

أنا عني..أحب البنت الدلوعه..بس بعتدال..
يعني بنت تدلع على أمها..عشان تيبلها لبس..أو تيبلها شي والأم عندها أستطاعه..ما فيها شي..
بس ما تعيبني البنت..إلي تدلع..وتصيح..على شي في أيد غيرها..هذا مش أسمه دلع..هذا أسه أنانيه..من ها البنت..

وحلو الدلع للبنت..ومش حلو وايد للولد..

وأسمحيلي..على المداخله..
 

...الظلام...

New member
معلومات ...الظلام...
إنضم
8 نوفمبر 2006
المشاركات
1,430
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
ألف شكر حنين على النقل المفيد

قصة جميلة مبطنة بنصائح وعبر



واسمحيلي يالغلا أرد على أم احمد من وجهة نظري المتواضعة



أم احمد حبيبتي

أنا معك أن البنت حلو تكون دلوعة بس أحلى لو تكون فاهمة معتمدة على نفسها
ما اعتقد أنها ما تعرف تهتم بحياتها وبيتها وبمستقبلها كذا تكون دلوعة ....اسمحيلي كذا تكون ماصخة
لان الشيء أذا زاد عن حده ينقلب ضده

وتقبلي فائق احترامي لشخصك الكريم
 
معلومات حنين العراق
إنضم
9 أكتوبر 2006
المشاركات
1,836
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
36
الإقامة
♥حدود البراءة والطفولة♥
رد : ودمرتني ياامي الحبيبة

مشكورين حبيباتي على المداخلات والتواصل الجميل
ومانقلت المواضيع الا للاستفادة ولنتناقش ونتبادل وجهات النظر
تسلمو على كل حرف وكل ثانية من اوقاتكن
:icon26: :icon26: :icon26:
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه