وبعد رحيلها صرت عجوزا ...ثم مات

[راجيه الرضا]

كنت معزوم على الغدا عند واحد صاحبي وهو كان من النوع اللي بيحب الهزار اوي ، أبوه سنه فوق السبعين سنة وأمه اصغر من كدا بسنتين تلاتة ..
المهم قاعدين بناكل وصاحبي دا حب ينكش امه في الهزار فقالها ايه يا نوجة ( أمه كان اسمها الحاجة نجاة ) المحشي بتاعك سايب ليه ، فالست تقريبا حست بالاحراج عشان انا قاعد فابتسمت نص ابتسامة كدا وقالتله يالا حسن الختام بقى انا كبرت ، كتر خير الدنيا اني لسه قادرة اقف على رجلي واعملكم أكل ..
فانا عشان أحاول اشيل عنها الإحراج دا قولتله بس يا ...... انت هو انت بتعرف تاكل وللا تستطعم اصلا ، دا احلى محشي دوقته في حياتي ..
قام عم حسن ( ابو صاحبي ) قالي انت بتعمل ايه يا حبيبي ، انت بتراضيها ليه هو انا مُت ، وراح شاخط في ابنه وقاله قوم يا ........ والله ما انت مكمل أكلك ..
يا حاج يهديك يرضيك ، قالي ابدا ، محدش يزعل حبيبتي وانا عايش ولا حد يراضيها غيري ..
الموقف دا فضل معلم في دماغي فترة ، لما روحت عندهم تاني كنت حابب ارغي مع عم حسن شوية ، فقولتله وانت بقى يا عم حسن عمرك ما اتعصبت على الحاجة ولا قولتلها كلمة تضايقها خالص ؟
قالي بص يا حبيبي ، لو رئيس الجمهورية اداك شهادة تقدير ينفع تاكل عليها طعمية ؟ قولتله دا انا هبروزها وهعلقها على صدري ، قالي خالتك نجاة دي شهادة تقدير ربنا اللي اداهالي مش رئيس الجمهورية .. انا معنديش دليل على اني بني آدم كويس غير أن الست دي نصيبي ..
عم حسن كان بيتعامل مع مراته كأنها طفلة عندها 10 سنين ، يطبطب عليها ، يدلعها ، يطول باله عليها جدا ، ويقول لولاده كدا بالحرف ( مش الضنا غالي ؟ بس لا انتو ولا أي حد في الدنيا أغلى عندي من نجاة )
ومكانش يقول عليها الحاجة ، أو ام فلان لا كان يقول عليها نجاة بس ، وكنت تشوف عينه بتلمع لما بينطق اسمها ..
مرة فتحلي صندوق كدا كان شايله في الدولاب ، وكان بيخاف على الصندوق دا اوي ، الصندوق دا كان فيه كل الجوابات اللي كتبهالها في حياته ، قولتله انتو واخدين بعض على حب بقى ؟ قالي ولا حب ولا نيلة ولا كنت اعرفها قبل الخطوبة اصلا ، طب أمال ايه حكاية الجوابات دي ؟ قالي قبل ما اطلع معاش كنت شغال في بور سعيد وكنت بنزل إجازة 3 ايام في الاسبوع ، واقعد في الشغل 4 ايام ، الأربع ايام دول كنت بكتبلها فيهم كل يوم جواب ..
عايز اقول ان قصص الحب بتاعة اليومين دول اللي مليانة قصايد شعر وكلام حلو مبتعملش علاقة بالقوة والمتانة دي ، لكن المودة والرحمة اللي ربنا قال عليهم في القرآن بيعملوا كدا ..
انا فاكر كويس اوي شكل عم حسن في عزا مراته ، أقسم بالله كان بيدور على أي حد ياخده في حضنه زي العيل الصغير ، وكان بيقولنا انا عمري ما حسيت اني راجل عجوز غير النهارده .. لكن طول ما هي جنبي كنت حاسس اني عيل صغير وضهري مشدود ..
وعلى فكرة مكملش في الدنيا بعدها 3 شهور وكان مات .. الله يرحمه ويرحمها
منقول