والعظماء كثيرون وقد تكون عظمتهم في ضمير حي

[راجيه الرضا]

العظمة ليست حكرًا أبدًا على النابغين، وليست حكرًا على من يمكن أن تُكتب عنهم السير، وليست حكرًا على من يعرف العالم كله تواريخ ميلادهم، فهناك كثير من العظماء كانت عظمتهم في أن مصاعب الحياة لم تلوثهم، وهناك كثير من العظماء كانت عظمتهم في أنهم قبلوا الحمولة التي وضعتها الأيام على ظهورهم ومضوا بها، وهم مصرون على أن لا يستسلموا، وهناك كثير من العظماء كانت عظمتهم في أنهم بسطوا أجنحتهم مظلة على من كانوا تحت رعايتهم واكتووا هم بشمس الظروف، مع أقل قدر من الأنين، حتى لا يزعجوا من استظلوا بجناحهم، وهناك كثير من العظماء ما همهم أبدًا أن يكونوا مثيرين للأعجاب أو ملفتين للانتباه أو مستحقين للثناء، بل كان يهمهم دائمًا وأبدًا راحة الضمير عندما يضعون الرؤوس في نهاية اليوم الشاق على المخدة.