واصطبر رجاء لحظة سعادة أبدية

[راجيه الرضا]

الحمد لله.. وبعد،

تذكر يا أخي أن الله غفر لامرأة كانت تمتهن الفاحشة؛ يعني لا تأتيها على سبيل الضعف وغلبة النفس فحسب؛ بل تأتيها إصرارًا وإكثارًا.
غفر لها بلحظة صدق واحدة وقعت في دقائق معدودة.

أنا وأنت وأنتِ غاية ما نبحث عنه في هذا الشهر لحظة كتلك؛ يرى الله فيها من قلب أحدنا صدقًا وإخلاصًا فيغفر فجرات السنين وغدراتها.

ما فائدة تلك التذكرة؟
فائدتها أن لا تحتقر عملًا تعمله هذا الشهر قط مهما بدا يسيرًا؛ فتلك امرأة بلغة السعادة الأبدية بشربة ماء .. لأن الموازين عند الله الرحمن الرحيم ليست كموازين البشر.

ثم فائدة أخرى: أن تتحرى العمل في كل ساعة ممكنة التماسًا لتلك اللحظة الفارقة.

ثم فائدة ثالثة: أن تحسن الظن بربك وترجوه؛ فلست في الأغلب أبئس حالًا من حال تلك المرأة ساعتئذ؛ بيد أنه فضل الله فالتمسه يا أخي بيقين.

ثم فائدة رابعة: أن تعلم أن تحقيق التوحيد في القلب والإخلاص= عمل قلبي قد يبلغ به صاحبة منازل السعادة الأبدية مهما كان ماضيه قابعًا في أسفل درجات الجاهلية.

إذن خلاصة هذا كله= جدد راية التوحيد في قلبك ثم ثق بربك وأحسن الظن به واجتهد شهرك هذا واصطبر على العبادة رجاء لحظة سعادة أبدية.

أحمد سيف