قصتي الاولي اقتبستها من قصه حقيقيه مع بعض التغييرات من اجل
كتابه المزيد من التفاصيل ..
اخبرتني بها زميله في العمل تعرفت عليها من وقت قصير ,, وها قد
صغتها لكن وكتبتها واتمنى منكن الاستمتاع بها واخذ العبره منها ....
كالعاده تم الزواج التقليدي بين فاطمه وراشد ,, هو ابن عمها وتربت
معه في بيت واحد ومنذ ان فتحا عينيهما على الدنيا وكل منهما يرى
الاخر ,,حينما بلغت فاطمه السادسه عشر زفت الى ابن عمها وكانت
الدراسه غير مهمه في ذلك الوقت , اما راشد فانهى المرحله الثانويه
وعمل في احدى شركات البترول ..
حياه زوجيه جديده وبريئه وطاهره ,, اثمرت عن ولد جميل كالزهره ,,
تلت هذا الولد 4 بنات ,, خلال 10 سنوات انجبت فاطمه 5 من الابناء
وتوقفت عن الانجاب كي تتفرغ لتربيتهم وتعليمهم وتقويمهم ..
ترقى الاب في مجال عمله وكانت الحياه جميله ومستقره ,, الابن
الاكبر سلمان على الرغم من انه الولد الوحيد وقد نال النصيب الاوفر
من الدلال الا انه منذ ان كان صغيره وملامح شخصيته الرجوليه
جليه ,, كان يحب اخواته ويدافع عنهن بين اقرانه من العائله , يعتمد
عليه على الرغم من صغر سنه فهو يبغ التاسعه من العمر ,, الا ان
والدته ان احتاجت اي شئ تقوم بارساله للبقاله ويقوم بجلب ما تريد
لها , عقله يسبق عمره , فهو بحق يعتمد عليه مع انه طفل ..
كانت فاطمه سعيده باسرتها المثاليه ,, حياتها في المنزل بين الاولاد
والزوج ,, تطبخ , تنظف , تذاكر لابنائها وتهتم بامور زوجها , منذ ان دخل
سلمان المدرسه لم تذاكر له دروسه الا مره او اثنتين لانه معتمد
على نفسه وذكي وفي يوم لقاء الامهات حينما تذهب فاطمه
للمدرسه كان تلقي الاعجاب والمديح من قبل المدرسات بشخصيته
ابنها واسلوبه وذكائه , في نهايه كل عام دراسي كان تحضر تكريمه
بين الطلبه المتفوقين ..
كانت له منزله خاصه بين جميع بناتها ليس لانه الولد الوحيد بل بسبب
شخصيته كان خدوم ومستقل بذاته , بدأت فاطمه تخشى على
سلمان من العين وتقرأ عليه المعوذتين لان لم يكن كبقيه اقرانه كان
عاقلا يعتمد عليه وحتى ان المشاجرات البسيطه التي تحدث بين
الاطفال لم يكن يقوم بها , الجميع يحبه في بيت جده وكان الجميع
يعاملونه كرجل وليس كطفل ..
حركاته سابقه لسنه , لم يكن يحب الجلوس بين النساء, كان يغض
بصره مع انه طفل ,, يصلي في المسجد القريب من بيتهم كل
فرض ,, كان محل اعجاب الجميع من الحي او العائله او المدرسه ..
وفاطمه كان تقرأ المعوذات وتستودع ابنها الله لان اي ام مكانها
ستخاف على هذه الجوهره من الحسد ..
كبر الابناء قليلا ودخلت جميع البنات للمدرسه واصغرهن كانت في
صف الاول ,, وبدأ سلمان يدخل في سن المراهقه , طالما خافت
فاطمه ان ينقلب حال ابنها في هذا السن فكثيرا ما سمعت عنه وعن
التغيرات الي تحدث به وهي ترى سعيد ابن اختها كيف يعامل امه
وترى كثره صراخه وتمرده وضربه لاخوته بسبب هذا السن الصعب
وكانت تخشى على ابنها , الا ان شهامه سلمان ورجولته زادت في
هذا السن , اصبح كرجل حقيقي , بل انه صار يمتنع عن الذهاب لبيت
جدته لان بعض بنات خالاته لا يتغطين عنه ويتعبرنه لازال صغيرا ,, بدأ
يلح على امه في الزام اخواته بالحجاب ,زاد تفوقه الدراسي واختار
المجال العلمي في المرحله الثانويه كي يصبح طبيبا ,, لم يمر هذا
الولد ابدا بسن المراهقه , بل انه لم يطلب حتى هاتفا محمولا كانداده
ولكن والده اشتري له واحدا كي يطمأن عليه اذا خرج من المنزل ...
يحب ان يقضى وقته في القراءه وتلاوه القران الكريم والجلوس مع
اعمامه ..
مع انه الولد الوحيد والاكبر كان يرفق باخواته ولم يحاول ان يفرض
سلطته عليهن بالضرب او الصراخ وكان يعاملهن معامله حسنه وكن
يحببنه ويحترمنه وكذلك كان يحسن لوالدته ولا يرفض لها طلبا ...
لطالما شكرت فاطمه الله وحمدته على عائلتها الجميله
والمتماسكه ..
كبر سلمان وتخرج من المرحله الثانويه وحقق حلمه ودخل تخصص
الطب ليصبح طبيب ويرفع رأس والديه ,, مرت السنوات تلو السنوات
وتخرج دكتور سلمان وبلغ من العمر 25 سنه , كان كل من يراه يحبه
للوهله الاولى فعلامات الصلاح والايمان تكسو وجهه ,منحه الله حسن
الخلق والخلق ,,اراد ان يكمل نصف دينه وكان محل رغبه جميع
الفتيات فلن تحصل اي فتاه على زوج نفسه الا ان كانت محظوظه ..
طلب من امه ان تختار له ذات الدين والخلق اولا والجمال اخيرا ,
اختارت له الام احدى بنات الحي وكانت هذه الفتاه ذات خلق ودين
وجمال ايضا وكم تمنتها الام لسلمان , بدأ سلمان يستعد لزواجه واراد
ان يحقق ما تريده عروسه في الزواج فهذه الليله مره في العمر ولن
تتكرر ابدا..
كان سلمان منشغلا باجراءات الزفاف واستعدادته وكان لا يجلس في
المنزل الا قليلا فبم يتبقى الا اسبوع عن موعد الزفاف ,, ولكنه لا
يتأخر خارج المنزل فهو يحب ان يأخذ قسط كاف من النوم كي يزاول
عمله في اليوم التالي بنشاط ..
ذات يوم تأخر سلمان كثيرا طال انتظار فاطمه له ,, صارت الساعه
الثانيه عشر وتتصل به ولا يجيب , ايقظت راشد من النوم واخبرته بما
يجرى الا انه طلب منها ان تنام لانه لا داعي للخوف ,,
لم تستطع فاطمه النوم وصارت الساعه الثانيه صباحا وهي تنتظر
سلمان ومن حولها بناتها الثلاث لان الرابعه تزوجت وفي بيت
زوجها ,,فجأه رن هاتف المنزل وصارت كل واحده من الاخوات تناظر
الاخرى لترد على الاتصال الا ان الوالده قطعت ترددهن وردت
الو
هذا بيت سلمان راشد ال(....)
اي نعم خير شصاير
لو سمحتو ممكن تتفضلون مستشفى (...)
ليش ولدي شفيه ؟؟؟؟؟؟؟
لا ولا شي بس حادث بسيط
ابي اكلمه
حاليا ما تقدرين بس لو سمحتو تعالو بسرعه مع السلامه
طوط طوط طوط
اغلق المتصل الخط ,, والام تبكي وتصرخ والبنات يسألنها عما حدث ,,
استقيظ الاب على صوت بكاء فاطمه وحينما علم بما حدث لبس ثوبه
مسرعا واتجه الجميع للمشفى .
دخلت الام راكضه وهي لا تشعر برجليها ومن رواق الى الاخر ومن
قسم لاخر حتى وصلت للقسم الذي يوجد به سلمان ومن حولها
بناتها وهن هلعات خائفات
وجدت احدى الممرضات تمشي في الممر وسالتها مابه سلمان
نظرت لها الممرضه وقالت لها انتظري ونادت لها ممرضه اخرى وكل
ممرضه تلقي بها على ممرضه اخرى حتى خرج احد الاطباء من
احدى الغرف وحينها وصل الاب لهم بعد ان اوقف السياره في
المواقف ,, وسالهم الطبيب هل انتم عائله سلمان راشد
اجاب الجميع بصوت واحد نعم
قال الطبيب ادعو له عطاكم عمره
انهار الجميع بالبكاء والصراخ والعويل الا الام اغمي عليها ونقلت
للانعاش , الاب من هول الصدمه لم تنزل من عينيه اي دمعه ووقف
مذهولا صامتا متحجرا وكأنه مومياء , صراخ الاخوات ونحيبهن عم
المستشفى حتى انهن وصلن لدرجه انهن يضربن انفسهن ويبكين ..
كانت ليله قاسيه مظلمه حزينه , فجرا وصل الخبر للاعمام والاخوال
وجاء الجميع للمشفى وبدأ الاستعداد لدفن سلمان ,, كان حادثا قد
وقع حيث كان يسير في سلام عائدا الى البيت الا ان سائقا طائشا
مسرعا اتى على جانبا وكان هناك قطرات من الزيت على الشارع قد
تسرب من ناقله للزيت مما جعل السياره تنحرف وتصطدم بسياره
سلمان مما ادى لوفاته مباشره بسبب سرعه السائق الاخر ولو كانت
سرعته اقل قليلا للم يحدث اي مكروه ولكن قدر الله وما شاء فعل ,
توفي سلمان بينما نجي السائق الاخر ولم يصب الا برضوض
وجروح ..
شيع سلمان لمثواه الاخير وبدأ فصل فقدانه الحقيقي , فالجميع
يبكي سلمان الطيب الذي احبه الجميع , كانت صدمه للجميع من
الاهل والاصدقاء والحي فكان هذا الولد كما يقولون ( طينه جنه )
وفعلا لم يكتب له العيش في هذه الدنيا الفانيه واخذ الله امانته ..
لا داعي لان اشرح لكن موقف الام فسطوري وكلماتي لاتعبر عن
حزنها ومصابها والمها فهي تتمنى لو يبقى ابنها حيا وتموت هي كيف
وهو البار الصالح التقي المؤمن , فبدلا من ان تتلقى التهاني بزفافه
صارت تتلقى التعازي بوفاته ..
مرت اشهر بعد وفاه سلمان كئيبه حزينه ولم يبرأ جرح الام ,, مر
عامان وتزوجت اثنتان من البنات وبقيت الاخيره الصغرى ,, بدأ الاب
يلمح بانه لم يبقى في عمره كما مضى وبانه يريد من يخلد اسمه
ويبقيه وفاطمه تخبره بانه فات الاوان على موضوع الانجاب فهي في
الاربعينيات من العمر وفرصه انجاب طفل غير سليم وارده بدأ الاب
يلمح بالزواج من اخرى , الا ان فاطمه سلمت امرها لخالقها وبدأت
تبكي وهي تتذكر حبيبها وقره عينها سلمان ودعت الله ان يرزقها
الخلف الصالح , حملت فاطمه وهي الرابعه والاربعين من عمرها ,,
كانت حامل وفي نفس الوقت تقوم برعايه احفادها وحفيداتها ,, رزقها
الله بولد اسمته سلمان وكان هذا الوالد نسخه من سلمان رحمه الله يشبه شكله تماما ,,
لم يكن يشبهه في الخلق فقط بل انه حينما كبر وبدأت شخصيته
تتحدد كان يشبه اخيه خلقا وخلقا ,, ها هو سلمان الصغير الان يبلغ
من العمر 11 سنه ,, ولكن عقله يساوي من هو اكبر منه , شخصيته
وتفكيره واسلوبه مثل اخيه الاكبر رحمه الله ..
رزق الله فاطمه وراشد هذا الابن رحمه لهم في هذا السن ,, سلمان
الصغير سعيد جدا فهو بين اخواته وابنائهن وبنتاهن , في عائله كبيره
ومحبه ومتماسكه ..
اخذ الله من هذه الاسره واحدا ولكن رزقها واحدا اخر ,, وفي هذه
القصه اكبر عظه وعبره فلو نعلم كيف يدبر الله الامور لذابت قلوبنا من
محبته ولا يوجد احن عليها وارأف من الله فلا يفعل سبحانه وتعالى
شيئا الا وهو الخير والصلاح لنا ويدبر لنا الامور ,, فلا تحزني اختي ان
اخذ الله منك شيئا او فجعت في حبيب فلو تعلمين ما يخبأه الله لك لما
حزنت او جزعت , ربما نمر في ظروف صعبه ومصائب وكوارث ولكن
الله سبحانه يمتحن ايمان العبد بهذه المصائب , وهو يخبأ له ماهو
افضل واجمل سواء في الدنيا او الاخره
حبيباتي بانتظار ارائكن في القصه وان كانت لديكن مداخلات او قصص
مشابهه احب النقاش الهادف البناء واحب تعليقاتكن وانتظروني في
القصه الجديده ...
