واجتمعت كثير من أسباب الهلاك ولكنه نجا

[راجيه الرضا]

كثير من أسباب الهلاك اجتمعت على سيدنا موسى في كل مراحل حياته
منذ أن كان رضيعا لا يملك دفع ضر عن نفسه وقد وُلد في العام الذي يذبح فيه فرعون أطفال بني إسرائيل
وربما وصل جنود فرعون بالفعل إلى بيته إلا أن أمه تمكنت من الهرب
ثم يُلقى في يمٍّ
أي موجة عالية كانت كفيلة بإغراق تابوته وأي تمساح أو مفترس آخر من سكان ذلك اليم كان يكفي لتمزيقه
ثم يقع تابوته في بيت من أمر بذبحه وذبح كل رضيع مثله
ثم تحرم عليه المراضع عليه وتأتي احتمالية الهلاك جوعًا
لكن كل تلك المهلكات طاشت بوعد رباني
{إنا رادُّوه إليك}
لقد صدر الوعد وقضي الأمر
فلتجتمع أسباب الدنيا كلها على أن تضره وليحاول أهلها جهده
لن يفعلوا
ولن يقدروا

لقد حان وقت الوفاء بالوعد ومن أوفى بعهده من الله
فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن
أن يوجه الودود نواميسه ويحرك مخلوقاته ويسبغ جميل فضله ليقر عين عبده أو أمته
أن يعيد رضيعًا إلى حضن أم مكلومة أو ينطق وليدًا ويفجر عينًا ويقرب رزقًا لكي يسعد ويقر عين من يحبهم ويحبونه

تتأمل ذلك فلا تملك حينئذ إلا أن تذوب شوقًا لمثل هذا المقام الكريم والمكانة الجليلة
مقام أن يحبك الودود حتى يصير إقرار عينك وإسعاد نفسك مرادًا له عز وجل ..
حينئذ أبشر بنجاة ونصر
ومهما كانت التحديات
ومهما كثرت المهلكات
فهيهات هيهات
هيهات أن تضار إذا قضى لك الودود بإقرار العين
وكتب لك النجاة
د.محمد علي يوسف