وإعلم يا بني ،،،

احصائياتى
الردود
3
المشاهدات
263

Noufshamri

Well-known member
معلومات Noufshamri
إنضم
4 مايو 2020
المشاركات
1,036
مستوى التفاعل
1,141
النقاط
113
وإعلم يا بني ،،،
واعلم يا بني أن الهَمَّ جنديٌّ من جنود الله .. قد يُصيبُك الله به ليعلم ما أنت فاعِلٌ به .. فإذا نزل بروحِك أتعَبَها .. وإذا امتَدّ أثره إلي جسدك أنهَكَه .. حتى يقضِيَ على رَغباتك .. فتَجِدُ نفسك تَصُدُّ عمّا كان في الأمس مؤنِساً .. ستَفقِدُ لذّة أي شيء .. بل ستَفقِدُ لذّة كل شيء .. كيف لا والهَمّ إذا أصاب الروح أسَرها وأيّ أسرٍ .. كيف لا والهم يُفقِدُ العيونَ النوم .. لن يُبقِيَ مِنكَ الهَمُّ شيئاً ..

وليكن أنيسُك أن الماضي لا حيلةَ لتغييره فليس للحزن مكان عليه .. وأن المستقبل لا تأمَنُ إدراكَه فليس للخوف مكان عليه .. لذلك تَجِدُ أنَّ من أجمَلِ نعيمِ أهل الجنة أنهم (لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون).

واعلم أن ما أصابكَ لم يَكُن لِيُخطِئكَ .. وما أخطأكَ لم يكُن لِيُصيبك.

(فمن يُرد الله أن يَهدِيَه يشرَح صَدرَه للإسلام ومن يُرِد أن يُضلّه يجعل صدره ضيّقاً حَرَجاً كأنما يَصّعَّدُ في السماء كذلك يجعل الله الرّجس على الذين لا يؤمنون)

فاسعَ إلى أن تكونَ ممن هدى الله .. وإياكَ إياكَ أن تكونَ مِمّن أضلّ الله .. واسعَ إلي خَيرَي الدنيا والآخرة .. فلا غِنىً لك عنهما .. ولكن تذكّر أنّما هذه الدّنيا مَمَر .. وليست بمُستَقر.

وأعلم يا بني ، أنه مهما سلكت طرقاً وضاقت فمن الله متسعها فليكن هبوطك هبوط السجود،فما بعد السجود الا علواً بسمائك،"وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ "
 
اسم الموضوع : وإعلم يا بني ،،، | المصدر : دفاتر اليوميات

Noufshamri

Well-known member
معلومات Noufshamri
إنضم
4 مايو 2020
المشاركات
1,036
مستوى التفاعل
1,141
النقاط
113
وبعضهم يعيش نادماً على الماضي حزيناً عليه .. يخافُ من المستقبل وما هُو مُقبِلٌ عليه.

نَسِيَ أنما هذه الدنيا مَمَرٌ .. وليست بِمُستَقَر .. نأخذُ منها ما قَدّرَ الله لنا .. ما فاتَنا لا نَتَحسّرُ عليه .. وأمْرُ المؤمن كله خير .. فإن كان في السرّاء شَكَر .. وإن كان في الضَّراء صَبَر .. فهو يعيش مُتَقَلّبٌ بين الشكرِ والصبرِ إلى أن يلقى الله عز وجل.

لا يمنَعُهُ ذلك من أن تأتِيَهُ الدنيا .. ولا يَمنَعُهُ من أن يُخطّط لها .. ولكن الدنيا تبقى في يَدهِ .. وليس في قلبِه.

فإن جَمَعَ بين ذلك وبين ( إن الله يُحبّ إذا عَمِلَ أحدُكم عملاً أن يُتقِنَهُ ) .. وبين ( خيرُكُم خيرُكُم لأهله ) .. وبين ( المسلم من سَلِم المسلمون من لِسانِه ويده ) .. كان مؤمناً في أرقى صُور الإيمان.
 

Noufshamri

Well-known member
معلومات Noufshamri
إنضم
4 مايو 2020
المشاركات
1,036
مستوى التفاعل
1,141
النقاط
113
في مرحلةٍ ما من حياتِك .. يُصبح تَقرُّبك من الله لأنك تُحبُّهُ أكثَر من تَقرُّبِك مِنهُ لأنك تخافُه .. مع ضرورة توَفُّرِهما معاً ..

في نفس هذه المرحلة يُصبِحُ تأثّرك بالمواعظ القائمة على رحمة الله بك وحُبِّهِ لك .. أكثر بكثير من تأثُّرك بالمواعظ القائمة على وصف النار وعِقاب العُصاة .. مع ضرورة عِلمِك بِهما معاً ..

هذه المرحلة إذا أصابك ابتلاءٌ من الله .. كبيراً كان أم صغيراً .. تستذكر أن الله (الرحيم) سمحَ بهذا الألم .. أن الله (اللطيف) يعلم بهذا الإختبار .. وأن هذا البلاء (يقيناً) لن يكونَ فوق طاقَتك .. و(يقيناً) سيكونُ خيراً لك .. سواء علمت بذلك الخير (الخفي) أم جَهِلته ..

المَحصِّلة أنّك لن تَجزع .. لن تُشرِكَ مَعَهُ غيرَه بالشكوى .. سينخفض إحساسك بالألم حتماً .. ستقل مُعاناتك بلا أدنى شَك ..

وإليه يُرجَعُ الأمرُ كُلُّهُ فاعبُدهُ وتَوَكّل عليه [سورة هود]
 

Noufshamri

Well-known member
معلومات Noufshamri
إنضم
4 مايو 2020
المشاركات
1,036
مستوى التفاعل
1,141
النقاط
113
هذا وإن من رأى الإبتلاء قادماً فليقُل مرحباً بشِعار الصالحين .. فإذا جاءك الإبتلاء فاعلم أموراً أربعة :

١) أنك صِرتَ في مَعِيّةِ الله .. ومن كان الله معه فمن عليه ؟

٢) أن هذا الإبتلاء ليس أكبر من ذلك ، بمعنى أنك إذا أُصِبتَ في مالك فلا تزال صحتك موجودة ، وإن أُصِبتَ في صحتك فلا يزال أهلك يدورون حولك ، لذلك حين قَطعوا قدم عروة رضي الله عنه بَكى ، فقيلَ أتبكي من قضاء الله يا عروة ، قال لا والله ، ولكن يا رب إن أخذت القليل فقد أبقيت الكثير فكيف أشكرك.

٣) أن الأهم أن لا يكون هذا الابتلاء في الدين .. فالدنيا عارِية مُسترجعة .. المال يذهب ويجيء والصحة تذهب وتجيء أما الإبتلاء الذي لا عِوَضَ له هو الإبتلاء في الدين .. الكَسَل في العبادات .. فقدان لذة الإستمتاع بالطاعات هذا الإبتلاء العظيم .. أما الإبتلاءٍ الذي ليس في الدين فأمرُهُ هَيّن.

٤) أن هذا الإبتلاء تنقية وتصفية لك من ذنوبك .. حتى لا تلقى الله وعليك خطيئة .. ففي حديث النبي صلى الله عليه وسلم (ما يُصيبُ المسلم من نَصَب ولا وَصَب ولا همٍ ولا حَزَن ولا أذى ولا غَم حتى الشوكة يُشاكها إلا كَفَّرَ اللهُ بها من خطاياه ) .. لذلك يوم القيامة حين يرى المؤمن الذي صبَرَ على الإبتلاء أجرَهُ عند الله يتمنى لو زِيدَ في ابتلائه في الدنيا أضعافاً مُضاعفة كما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام.
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه