هكذا يفعل الشيطان بك في الصلاه

[راجيه الرضا]

الشيطان وصلاتك/
تأمل هذا المثال لفعل الشيطان بك في الصلاة.

** لابد أن نستحضر العداوة بينك وبين الشيطان، وإلا فلن تعوذ بالله حق الاستعاذة.

**لأنك تقول (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) باللسان، أما الذي قام بالقلب فقليل، لا بد أن تستحضر خطورة أمر الشيطان على نفسك.

**واضرب لنفسك مثالاً :
فقل إن كنتُ بين يدي ملك من ملوك الدنيا وأرجوا منه خيرًا كثيرًا، ومصالح جمًّة، ثم جعلتُ استعد وأعد للقاءٍ معه، حتَّى تمكنت من تدبير هذا اللقاء، ثم إذا مثلت بينه، ووقفت بين يديه، إذا بعدوي يستطيع أن يغريني، وأن يأخذ انتباهي بعيدًا عن هذا الرئيس، والذي أرجو منه خيرًا كثيرًا،
فإذا بعدوي يأخذني، ويأخذ انتباهي ويجعلني أمام هذا المرجو، لا أكاد ألتفت إليه، وهي فرصة نادرة بحثت عنها كثيرًا، واجتهدت من شأنها، فلما توفرت جاء عدوي فأخذ انتباهي، وشغلني بأشياء ما بعيدة جدًا عن الموضوع.
ثم انتهى اللقاء بيني وبين هذا المرجو .
فلما انتهى اللقاء وخرجت من بين يديه، قلت،
هل طرحت مسألتي على هذا الملك ؟
كلا !! ... لم أطرح مسألتي،
فما الذي شغلني ؟
ما الذي أزاحني وأزلني عنها ؟
إنه عدوي فلان !! هذا الذي يعمل بوظيفة كذا، وقف فشغلني عن الملك الذي أرجو منه نفعًا كثيرًا . وهذا المرجو كان ينظر إليّ، وحدد معي مقابلة، حتى أطلبَ منه وأرجوه، ولكني انصرفت عنه وأنا واقف بين يديه، فما الذي فعل بي ذلك ؟ إنّه عدوي !!
كم تكون العداوة بينك وبين هذا العدو ؟
استحضر هذا المعنى .... واضربه مثالاً لنفسك .
أما بالنسبة لله، فللَّه المثل الأعلى في السموات والأرض .
فعلاً : أنت تقف بين يدي الله عز وجل، وتريد أن تقدم هدية طيبة لملك الملوك، فإذا بعدوك يأخذك بعيدًا عن هذه الهدية الطيبة، ويجعلها تطيش، ولا تقع من الله موقعًا،
مع أنك تقول في النهاية (والطيبات لله) فلم تصل طيبة .
والعداوة رهيبة جدًا، أنت ترجو الخير كله من الله، والنفع كله من الله، ودفع الضر كله من الله، أنت ترجو ثواب الله، وتهاب الله، وتخشى النار، وترجو الجنة، كلُّ خير في الدنيا والأخرة من ملك الملوك، ومع ذلك جاء عدوك فأخذك بعيدًا عن الانتفاع بهذا اللقاء بينك وبين ملك الملوك ...
كم تكون العدوة بينك وبينه ؟

منقول