نوبات الغضب هل نستطيع التحكم بأنفسنا؟

احصائياتى
الردود
4
المشاهدات
274

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,538
مستوى التفاعل
9,650
النقاط
113
نوبات الغضب هل نستطيع التحكم بأنفسنا؟
قال لي بعصبية: جميعكم تطالبوني بأن أملك نفسي عند الغضب وكأن الغضب أمر اختياري، إننا نغضب رغماً عنا، ومن المثالية المفرطة أن نتحدث عن طرق أو أساليب للتغلب على حالة الغضب التي تنتابنا، خصوصاً أننا في كثير من الحالات لا ننتبه فعلياً، إلا وقد قطعنا نصف الطريق، وصار الصوت عالياً، والحدة غالبة؟!
هكذا برر صاحبي حالات غضبه، خالعًا مسؤوليته عن غضبه، وشدته، وأجدني مضطراً للرد على سؤاله بسؤال: لو كان الأمر كذلك فلماذا لا نغضب في حضرة المدير، ولماذا لا يعلو صوتنا في نقاشنا مع الأم أو الأب، وكيف نملك أنفسنا أمام استفزازات أساتذتنا في الجامعة أو تعنت ضابط في أحد النقاط المرورية؟

سأخبرك: لأننا لا نأمن رد الفعل، ولأننا ندرك جيداً أن الخسارة ستكون فادحة.. أو ربما كارثية! بينما الزوجة، والأبناء، والأصدقاء، وزملاء العمل، أهداف مثالية لإفراغ شحنة الغضب، إفراغ آمن ـ أو هكذا نظن ـ لما في الصدر.. نحن نقدر إذن، لكننا لا نفعل!، ثم نتحجج بعدها بأن الأمور غير قابلة للسيطرة والتحكم!.

والسؤال هنا: لماذا نستصعب السيطرة على نوبات الغضب، ونراه أمراً مستحيلاً؟!.

والإجابة: لأن الغضب يفرغ شحنة عصبية، لأنه يحرر الصدر من ناره المشتعلة، ويفك أسر الأعصاب المتوترة، بيد أنه وللأسف الشديد لا نشعر بأن جرعة الغضب التي أفرغناها قد أراحت الصدر ولا الأعصاب، إنها تشفيه لحظياً من توتره، ثم نجد أنفسنا بعدها لساعات، وربما أيام، وقد يكون شهور وسنين، وقد جلسنا لنجمع شتات ما أضعنا، ونحاول أن نفتش على بقايا يمكننا استخدامها لبناء العلاقة من جديد..

ولكن هيهات.. بعض الكسور لا تشفى تماماً بعد جبرها.. والبعض الآخر لا يصلح معها جبر ولا يُكتب لها شفاء..

معظمنا يغضب، أعلم ذلك جيداً، ولكن الحياة تخبرنا أن العقلاء منا هم الذين لا يتركون حبال أعصابهم على غاربها، ولا يسمحون لرياح الغضب أن تعبث بسفينتهم دون تحكم أو مقاومة.. نعم يحدث مع كل واحد منا ما يضيق منه الصدر، ويضغط على تركيزنا، لكن أي حياة تلك التي يمكن أن نعيشها ونحن نخرج من معركة لندخل أختها، ونفرغ من عراك لنتجهز لغيره، ونشد أحبالنا الصوتية لتكون جاهزة كل يوم.. وكل ساعة .

ولعلي بك تسألني ـ وأتمنى ألا يكون بضيق صدر ـ عن طرق تقوم بها تمنعك من الغضب. اسمع مني إذن:

أولاً، راقب نفسك: انتبه جيداً لسلوكك، شاهد نفسك بعين بصيرتك في أوقات غضبك، قيم سلوكك جيداً، حاول أن تمارس دور مُعلقين الكرة!، نعم، قل: ها، الآن سأغضب، سيرتفع صوتي، سأقلب الطاولة، إنه يستفزني وأنا سأتجاوب مع الاستفزاز، هذه المراقبة في حد ذاتها قادرة على إدخال عقلك إلى حلبة المعركة، قادرة على إعطائك مسانداً حقيقياً يساعدك على رؤية الحجم الحقيقي للمشكلة.

هل ترى في كلامي لوناً من المبالغة أو المثالية أو عدم المنطقية؟ لا يا صاحبي، فكرتي تقوم على أننا وحين نغضب لا نكون عاقلين بالشكل الكافي، نخرج من إطار التركيز والوعي، وما قصدته بمراقبة نفسك حال الغضب هو محاولة لاستحضار عقلك وتركيزك كي تكون له كلمة فيما يحدث لك.

ثانيا، الغضب موقف: هذه حقيقة أظنني أوضحتها في ردي على السؤال السابق، نحن لا نغضب في حضرة أناس بعينهم، بينما نسمح لأنفسنا بالتمادي في الغضب مع أناس آخرين، الأمر بيدنا إذن، والقرار قرارنا، وأي محاولة منك لخلع مسؤوليتك عما تقوم به بحجة أنه شيء خارج عن إرادتك يعني أنك لن تتغير أبداً.

ثالثاً، احبس لسانك: هذا العضو الصغير الخطير هو الذي نُعبر به عن الغضب، ونسمح له بالتجريح والتعبير عن مكنونات الصدر الهائج، حبسه، وإمساكه، أحد أهم أساليب قطع الطريق أمام الوقوع في مأزق الخسارة الأكيدة، عندما تغضب يمكنك إشغال اللسان بالاستغفار، أو قول "لا حول ولا قوة إلا بالله"، كثر جربوا هذه الطريقة، وأتت بنتائج طيبة.

رابعاً، قلبك احفظه: اعلم أنه بعد انتهائك من أي عراك غاضب فإن كل شيء سيعود طبيعياً إلا قلبك، نوبات الغضب تحمل في جوفها غبار خانق مقيت سيصيب قلبك ويغرقه، وستشعر للأسف الشديد بعكس ما كنت تتوقعه، ستشعر بالضيق والاختناق، وخير لك ألا تمضي في طريق أن تعلم سوء خاتمته.

خامساً، استحضار الأجر: لكل شيء ثمنه، وثمن كظم الغيظ جد كبير، في الرؤية الإسلامية نرى بأن المنهج الإلهي يتعامل مع الغضب على أنه شعور إنساني أصيل، لا يأمرنا الله سبحانه وتعالى بألا نغضب، لكنه يوجهنا إلى أجر كبير لمن قيد غضبه وألجمه، واحتمل غيظ قلبه ولم ينفذه، وأخرج من مخزون حلمه ما طيب به توتر روحه، يقول سبحانه وتعالى في سورة الشورى (فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36) وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)، وهذا توجيه إلهي تكرر كثيراً في مواضع عدة من كتاب الله، مؤكداً على عظيم الأجر الذي يمكن أن نحققه حينما نبذل جهداً في التحكم بأنفسنا، ونقيد شيطان الغضب فلا ندع له سلطاناً على سلوكنا.

الغضب قاتل نعم.. يخسرنا الكثير من راحة النفس، ويقف عقبة في سبيل ذكائنا الاجتماعي وتواصلنا مع الناس، وأجدني بحاجة لأن أنوه إلى أن لبعض الغضب فائدة، كغضب المرء من أن ينال احدهم من كرامته، وغضبه من أن ينتهك أحمق حقه، وغضبه من أن يسخر مفتون من قيمه ومبادئه.

ومغفل ذلك الذي يحلم حينما يرى حرماته تنتهك، ودينه يُسخر منه، وعزة نفسه يُتلاعب بها .. ولكن.

المصريون قديماً قالوا في أمثالهم الشعبية " أخذ الحق .. حِرفة"، ينبهون في هذا إلى خطورة أن نغضب في الحق فيأخذنا الغضب ـ وإن كان مقبولاً في مجمله ـ إلى أن نخطئ ونُضيع حقنا لأننا انتهجنا سلوكاً همجياً غير رشيد.

ونصيحتي لك أن سيطر على غضبك، واستخدمه جيداً، وحاول ما استطعت أن تمنعه من أن يتلاعب بك، وكن سريع الانابة حين تخطئ، جاهزاً للاعتذار عندما يستزلك الغضب ذات مرة، ففي هذا كثير من الفائدة في كسب محبة الناس، ورضى رب الناس.

#كريم_الشاذلي
 

النسيم المسافر

Well-known member
معلومات النسيم المسافر
إنضم
21 مايو 2019
المشاركات
392
مستوى التفاعل
382
النقاط
63
موضوع حلو جزيتي خيرًا
راجية مع الاسف النساء ما عندها غير صوتها ولسانها?
بنسبة لي لو ماقدرت اسرب الشحنه السالبه حقي اخذ نفس عمييييييق واغطي وجهي بوسادة وافرغ ?الشحنات? هذا مع الاشخاص اللي ماقدر عليهم?ههه
 

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,538
مستوى التفاعل
9,650
النقاط
113
النساء يستطعن التحكم كل انسان يستطيع ذلك مستعينا بالله تعالي ...حينما نعحز فليس لنا ولا ان نتكأ علي عصا الدعاء والتفويض ودائما نحن عاجزون من دون الله تعالي
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه