نداء إلى المربين والمربيات لتوجيه البنين والبنات

احصائياتى
الردود
2
المشاهدات
793

nono

New member
معلومات nono
إنضم
10 أكتوبر 2006
المشاركات
528
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
أبوظبي .. دارك
نداء إلى المربين والمربيات لتوجيه البنين والبنات
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد.. فإن مهمة المربي عظيمة جدا، وعمله من أشرف الأعمال إذا أتقنه، وأخلص لله تعالى فيه، وربى الطلاب التربية الإسلامية الصحيحة.

والمربي والمربية يشمل المدرس والمدرسة، والمعلم والمعلمة، ويشمل الأب والأم، وكل من يرعى الأولاد.

فالمدرس مربي الأجيال، وعليه يتوقف صلاح المجتمع وفساده، فإذا قام بواجبه في التعليم، فأخلص في عمله، ووجه طلابه نحو الدين والأخلاق، والتربية الحسنة سعد الطلاب وسعد المعلم في الدنيا والآخرة، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عمه علي رضي الله عنه:"فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النغم" (متفق عليه).

وقال صلى الله عليه وسلم:" معلم الخير يستغفر له كل شيء، حتى الحيتان في البحر" (صحيح رواه الطبراني وغيره).

وإذا أهمل المعلم واجبه، ووجه طلابه نحو الانحراف، والمبادئ الهدامة، والسلوك السيئ شقي الطلاب، وشقي المعلم، وكان الوزر في عنقه، وهو مسئول أمام الله تعالى لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" (متفق عليه).

والمعلم راع في مدرسته، وهو مسئول عن طلابه.

فليكن إصلاحك لنفسك أيها المربي والمعلم قبل كل شيء، فالحسن عند الأولاد ما فعلت، والقبيح عند الطلاب ما تركت، وإن حسن سلوك المربي والمعلم والمعلمة والأب أفضل تربية لهم.

وقد كتبت هذه الرسالة إلى إخواني المعلمين وأخواتي المعلمات ليستفيدوا منها في عملهم بعد خبرة في التعليم استمرت أربعين عاما، ليعرفوا كيف يكونوا معلمين ناجحين.

والله أسأل أن ينفع بها المسلمين، ويجعلها خالصة لوجهه الكريم.


محمد بن جميل زينو


مهمة المربي الناجح


إن من أهداف التربية والتعليم إنشاء شخصية ذات مثل عليا، هذه الشخصية يجب أن تكون مرتبطة بربها، تستمد منه نظام حياتها، وتعمل على تقويم مجتمعها، وتصحيح مفاهيمه على أسس صحيحة، وهذه هي رسالة المعلم والغرض من تربيته وتعليمه.

ومن المعلوم أن للتربية أسسا تقوم عليها تختلف باختلاف المجتمعات واتجاهاتها، فإذا كانت أسس التربية في المجتمع الشيوعي مثلاً ترتكز على الماديات ونفي الروحيات وقطع صلة الطالب بربه، وإذا كانت أسس التربية في المجتمعات الغربية تقوم على الاستغلال والأنانية والانحلال، فإن أسس التربية في المجتمع الإسلامي تقوم على إيجاد العقيدة الصحيحة، والعواطف النبيلة، والآداب السامية التي تتمثل في علاقة الطالب بربه، وعلاقته بمعلمه، وزميله، بإدارة مدرسته، ومن ثم علاقته بأسرته.

وإذا أردنا أن نحقق هذه الشخصية في الواقع العملي فإن علينا إيجاد المربي الناجح في التربية والتعليم.

هذا المربي يجب أن تتوفر فيه شروط وآداب حتى يكون مربيا صالحا ومعلما نافعا.

شروط المربي الناجح في التربية والتعليم:

1- أن يكون ماهرا في مهنته، مبتكرا في أساليب تعليمه، محبا لوظيفته وطلابه، يبذل جهده لتربيتهم التربية الحسنة، يزودهم بالمعلومات النافعة، ويعلمهم الأخلاق الفاضلة، ويعمل على إبعادهم عن العادات السيئة، فهو يربي ويعلم في آن واحد.

2- أن يكون قدوة حسنة لغيره، في قوله وعمله، وسلوكه. من حيث قيامه بواجبه نحو ربه، وأمته وطلابه، يحب لهم من الخير ما يحبه لنفسه وأولاده، ويعفو ويصفح، فإن عاقب كان رحيما.

قال الرسول صلى الله عليه وسلم:"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" (متفق عليه).

3- من شروط المعلم الناجح أن يعمل بما يأمر به الطلاب من الآداب والأخلاق وغيرها من العلوم، وليحذر مخالفة قوله لفعله، وليسمع قول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2-3]

وهذا إنكار على من قال قولا ولم يعمل به.

وقوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع) (رواه مسلم).

أي لا أعمل به، ولا أبلغه غيري، ولا يهذب من أخلاقي.

وقول الشاعر:

يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم

4- على المعلم أن يعلم أن وظيفته تشبه وظيفة الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى لهداية البشر وتعليمهم، وتعريفهم بربهم وخالقهم، وكذلك هو في منزلة الوالد في عطفه على طلابه، ومحبته لهم، وأنه مسئول عن هؤلاء الطلاب: عن حضورهم، واهتمامهم بدروسهم، بل يحسن به أن يساعدهم في حل مشاكلهم وغير ذلك مما يعج من مسئولياته، قال صلى الله عليه وسلم:"كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " (متفق عليه).

وليعلم أنه مسئول أمام الله عن طلابه ماذا علمهم؟ وهل أخلص في البحث عن السبل الميسرة لإرشادهم، وتوجههم التوجيه السليم؟

قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله سائل كل راع مما استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيعه؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته" (حسن رواه النسائي عن أنس).

ثم إن عليه أن يخاطبهم مما يفهمون به على قدر فهمه:

قال علي رضي الله عنه: "حدثوا الناس بما يعرفون، أ تحبون أن يكذب الله ورسوله؟" (أخرجه البخاري في العلم: باب من خص قوما دون قوم في العلم).

5- إن المعلم بحكم مهنته يعيش بين طلاب تتفاوت درجات أخلاقهم وتربيتهم وذكائهم، لذلك فإن عليه أن يسعهم جميعا بأخلاقه، فيكون لهم بمنزلة الوالد مع أولاده، عملاً بقول المربي الكبير نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: (إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم) (صحيح رواه أحمد وأبو داود).

6- على المعلم الناجح أن يتعاون مع زملائه، وينصحهم، ويتشاور معهم لمصلحة الطلبة، ليكونوا قدوة حسنة لطلابهم، وعليهم جميعا أن يقتدوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث خاطب الله تعالى المسلمين بقوله: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:21]

7- التواضع العلمي: الاعتراف بالحق فضيلة، والرجوع إليه خير من التمادي في الخطأ، فعلى المعلم أن يتأسى بالسلف الصالح في طلبهم للحق والإذعان له إذا تبين لهم أن الحق بخلاف ما يفتون أو يعتقدون.

والدليل على ذلك ما ذكره ابن أبي حاتم في كتابه (مقدمة الجرح والتعديل) حين ذكر قصة مالك رضي الله عنه ورجوعه عن فتواه حينما سمع الحديث، وذكرها بعنوان: [باب ما ذكر من إتباع مالك لآثار النبي صلى الله عليه وسلم ونزوعه عن فتواه عندما حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه].

قال ابن وهب: سمعت مالكا سئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء فقال: ليس ذلك على الناس. قال: فتركته حتى خف الناس، فقلت له: عندنا في ذلك سنة، فقال: وما هي؟ قلت: حدثنا الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو ابن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن المستورد بن شداد القرشي قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه"، فقال: إن هذا الحديث حسن، وما سمعت به قط إلا الساعة، ثم سمعته بعد ذلك يسأل فيأمر بتخليل الأصابع (انظر مقدمة الجرح والتعديل ص30). ولو أردنا استقصاء الأمثلة من حياة السلف لما كفتنا هذه الورقات، لذا يجب على المعلم الذي يريد النجاح في مهنته، أن يذعن للحق ويتراجع عن خطئه إذا أخطأ، ويعلم طلابه هذا الخلق العظيم، ويبين لهم فضل التواضع والرجوع إلى الحق، وأن يطبق ذلك عمليا في الفصل، فإذا رأى إجابات بعض الطلبة أفضل من إجابته، فليعلن ذلك وليعترف بأفضلية إجابة هذا الطالب، فذلك أدعى لكسب ثقة طلابه ومحبتهم له.

لقد عشت قرابة أربعين عاما معلما ومربيا، وإن أنس، لا أنسى ذلك المعلم الذي أخطأ في قراءة حديث، فلما رده بعض الطلاب أصر على خطئه، وجعل يجادل بالباطل، فسقط هذا المعلم في نظر طلابه، ولم يعد موضع ثقتهم.

ولا أزال أذكر بعض المعلمين الصادقين الذين كانوا يعترفون بخطهم، ويتراجعون عنه، لقد أحبهم الطلاب، وازدادت ثقتهم بهم، وأصبحوا موضع إجلال وإكبار.

لحبذا لو سار المعلمون جميعا سير هؤلاء ونهجوا نهجهم في الرجوع إلى الحق.

8- الصدق والوفاء بالوعد: على المعلم أن يلتزم الصدق في كلامه، فإن الصدق كله خير، ولا يربي تلاميذه على الكذب، ولو كان في ذلك مصلحة تظهر له.

حدث أن سأل أحد الطلاب معلمه مستنكرا تدخين أحد المعلمين، فأجابه المعلم مدافعا عن زميله، بأن سبب تدخينه هو نصيحة الطبيب له، وحين خرج التلميذ من الصف قال: إن المعلم يكذب علينا.

وحبذا لو صدق المعلم في إجابته، وبين خطأ زميله، بأن التدخين حرام، لأنه مضر بالجسم، مؤذ للجار، متلف للمال، فلو فعل ذلك لكسب ثقة الطلاب وحبهم، ويستطيع أن يقول هذا المعلم إلى طلابه: إن المعلم فرد من الناس تجري عليه الأعراض البشرية، فهو يصيب ويخطئ، وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم يقرر ذلك في حديث قائلاً: "كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون" (صحيح رواه أحمد). لقد كان بإمكان المعلم المسئول أن يجعل سؤال الطالب عن تدخين معلمه درسا لجميع الطلبة، فيفهمهم أضرار التدخين، وحكمه الشرعي، وأقوال العلماء فيه، وأدلتهم، فيكون بذلك قد استفاد من سؤال الطالب واستعمله في التربية والتوجيه.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا.. الحديث " (رواه مسلم).

فالصدق خلق عظيم ينبغي على المعلم أن يزرعه في طلابه، ويحببهم إليه، ويعودهم عليه، وليكن مطبقا له في أقواله وأفعاله، حتى في مزاحه معهم عليه أن يكون صادقا، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا. وليحذر المعلم أن يكذب على طلابه ولو مازحا أو متأؤلا، وإذا وعدهم بشيء فعليه أن يفي بوعده، حتى يتعلموا منه الصدق، والوفاء قولا وعملا، لأن الطلاب يعرفون الكذب ويدركونه، وإن لم يستطيعوا مجابهة المعلم به حياء منه، وقد رأينا في قصة المعلم الذي دافع عن زميله المدخن، كيف أدرك الطلاب كذبه.

9- الصبر: على المعلم أن يتحلى بالصبر على مشاكل الطلاب والتعليم، فإن الصبر أكبر عون له في عمله الشريف.

وظيفة المعلم:

إن وظيفة المعلم لا تقف عند حشو أدمغة الطلاب بالمعلومات فحسب، بل يتجاوزها إلى تربية شاملة تقوم على تصفية العقائد والسلوك، مما ينافي الدين القويم، فعلى المعلم الناجح أن يجعل كلام طلابه وسلوكهم في الفصل مستمدا من الهدي النبوي الصحيح، قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران:31].

وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم تدل على أنه كان مربيا حكيما، ومعلما، ومرشدا، وناصحا، ورءوفا، ومحبوبا، ومخلصا.

فعلى المعلم أن يتصف بهذه الأوصاف، ولا سيما الإخلاص، فعليه أن يخلص عمله لله، ولا ينظر إلى المال، فإن أعطي ولو قليلا شكر، وإن لم يعط صبر، وسيرزقه الله تعالى في الدنيا، ويكتب له الأجر في الآخرة.


من واجبات المعلم


1- إلقاء السلام: على المعلم إذا دخل الفصل أن يسلم فيقول: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "، وليعم أن هذا السلوك الإسلامي العظيم يقوي أواصر المحبة والثقة بين الطلاب بعضهم مع بعض، وبين المعلم والطلاب، ذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينهم) (رواه مسلم).

ولا يغني عن السلام كلمة: صباح الخير أو مساء الخير، ولا بأس بها بعد السلام مع تغيير لها كأن يقول: صبحك الله بالخير، فتحمل معنى الدعاء، ولابد هنا من التنبيه على شيء مهم قد وقع فيه كثير من المعلمين- سامحهم الله- تأثرا بالعادات والتقاليد، وهو تمثل الطلبة قياما لمعلمهم زاعمين أن هذا من الأدب المطلوب، وأنه رمز لتوقير المعلم وتبجيله، وقد أخطأوا، فما يسمى خلاف الشرع أدبا إلا في قاموس المعرضين عن شرع الله، ذلك أن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له، لما يعدون من كراهيته لذلك) (صحيح رواه الترمذي).

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم يحذر الناس من عادة القيام: "من أحب أن يتمثل له الناس قياما، فليتبوأ مقعده من النار" (صحيح رواه أحمد).

ويجوز لصاحب البيت أن يقوم إلى استقبال ضيوفه، أو يقوم إلى معانقة قادم من سفر، لأن الصحابة رضوان الله عليهم فعلوه، وهو من إكرام الضيف، والترحيب بالقادم ولا عبرة بقول الشاعر:

قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا

لمخالفته قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كره القيام له، وهدد من أحبه بدخول النار، علما بأن الاحترام لا يكون بالقيام، بل يكون بالطاعة، وامتثال الأمر، وإلقاء السلام والمصالحة، وغيرها من الآداب.

2- من واجب المعلم أن يعلم طلابه الاستعانة بالله، ويعلمهم حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله) (رواه الترمذي وقال: حسن صحيح).

3- أن يحذر المعلم طلابه من الشرك: وهو صرف العبادة لغير الله: كدعاء الأنبياء والصالحين وغيرهم، عملا بوصية لقمان لولده التي قال الله تعالى فيها:{يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان:13].

4- على المعلم أن يعلم طلابه الصلاة في المدرسة، ويأخذهم إلى المسجد ليصلوا مع الجماعة، ويشرف عليهم بنفسه ليتعالوا آداب المسجد، فيدخلوه بنظام وهدوء، ويبدأ بتعليم الطلاب الوضوء والصلاة منذ السابعة للبنت والصبي على السواء لقوله صلى الله عليه وسلم:"علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعا، واضربوا عليها إذا بلغوا عشرا، وفرقوا بينهم في المضاجع " (صحيح رواه البزار وانظر صحيح الجامع).

5- وعلى المربي أن يعلم طلابه التوكل على الله لقول الله تعالى:{فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ} [يونس:84].

وقوله صلى الله عليه وسلم: "لو أنكم توكلون على الله لرزقكم كما ترزق الطير تغدو خماصا، وتعود بطانا) (صحيح رواه أحمد).

وأن الأخذ بالأسباب واجب، لقوله صلى الله عليه وسلم لصاحب الناقة: "اعقلها وتوكل" (حسن رواه الترمذي).

6- على المدرس كذلك أن يغرس روح التضحية والجهاد في سبيل الله ضد أعداء الإسلام من الكفرة، واليهود، والملحدين، وأن يربط أذهان الطلاب بأمجاد سلفهم، وغزوات نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، ويشحذ هممهم على التأسي بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في إيمانهم وأخلاقهم.

7- ثم إن عليه أن يقنع طلبته أن العرب قوم أعزهم الله بالإسلام، فمهما ابتغوا العزة في غيره أذلهم الله كما قال عمر رضي الله عنه.

فلا نصر على الكفار إلا بالرجوع إلى تحكيم كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في حياتنا وأمورنا كلها، مع إعداد القوة من الأسلحة الحديثة، والشباب المسلم المدرب، الذي يكون قد تربى على الرجولة وتشبع بالإيمان، والتزم النهج الصحيح، والعقيدة السليمة.

وعليه فيمكننا القول بأن المعلم في استطاعته إذا أخلص في عمله والتزم المنهج الإسلامي في تربيته وتعليمه أن يبني جيلاً قويا يمكنه دفع عدوان المعتدين، وأن يحمل راية التوحيد ليدك حصون الكفر والشرك، ويحرر الإنسانية الحائرة، فيرشدها إلى ربها ويعرفها بخالقها، ويخلصها من الظلم الذي تعيش فيه، لذلك خاطب الله تعالى رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم- المعلم الأول والمربي الكبير- بقوله: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [إبراهيم:1].

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن نفسه: (إنما أنا رحمة مهداة" (صحيح: انظر صحيح الجامع رقم 2345).

فعلى المربي والمعلم أن يجعل قدوته وقدوة طلابه رسول رب العالمين إلى الناس أجمعين لأن الله وصفه بقوله عز وجل:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107]

8- على المعلم أن يحذر طلابه من المبادئ الهدامة:كالشيوعية الملحدة، والماسونية اليهودية، والاشتراكية الماركسية، والعلمانية الخالية من الدين، والقومية التي تفضل غير المسلم العربي على المسلم الأعجمي لقول الله تعالى:{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:85].

ويحذرهم من الديكتاتورية والديمقراطية التي تحكم بغير شرع الله.

9- تحذير الطلبة من عقوق الوالدين، ووجوب طاعتهما في غير معصية الله، لقول الله تعالى:{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} [الإسراء:23-24]

وصايا لقمان الحكيم لابنه

قال الله تعالى:{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ} [لقمان:13]

هذه وصايا نافعة حكاها الله تعالى عن لقمان الحكيم:

1- {يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان:13]

احذر الشرك في عبادة الله، كدعاء الأموات أو الغائبين، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة" (رواه الترمذي وقال: حسن صحيح).

ولما نزل قوله تعالى:{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام:82].

شق ذلك على المسلمين، وقالوا: أينا لا يظلم نفسه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ليس ذلك، إنما هو الشرك، ألم تسمعوا قول لقمان لابنه: يا بني لا تشرك بالله، إن الشرك لظلم عظيم" (متفق عليه).

2- {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان:14].

ثم قرن وصيته إياه بعبادة الله وحده البر بالوالدين لعظم حقهما، فالأم حملت ولدها مشقة، والأب تكفل بالإنفاق، فاستحقا من الولد الشكر لله ولوالديه.

3- {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان:15].

قال ابن كثير: "أي إن حرصا عليك كل الحرص أن تتبعهما على دينهما، فلا تقبل منهما ذلك، ولا يمنع ذلك من أن تصاحبهما في الدنيا معروفا أي محسنا إليهما، واتبع سبيل المؤمنين ".

أقول: يؤيد هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا طاعة لأحد في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف " (متفق عليه).

4- {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} [لقمان:16].

قال ابن كثير: أي إن المظلمة أو الخطيئة لو كانت مثقال حبة خردل أحضرها الله تعالى يوم القيامة حين يضع الموازين القسط، وجازى عليها إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.

5- {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ} أدها بأركانها وواجباتها بخشوع.

6- {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ} بلطف ولين بدون شدة.

7- {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} علم أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر سيناله أذى فأمره بالصبر، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم" (صحيح رواه أحمد وغيره). {إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} أي إن الصبر على الناس لمن عزم الأمور.

8- {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ}. قال ابن كثبر: لا تعرض بوجهك عن الناس إذا كلمتهم احتقارا منك لهم، واستكبارا عليهم، ولكن ألن جانبك وابسط وجهك إليهم.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تبسمك في وجه أخيك لك صدقة" (رواه الترمذي وغبره).

9- {وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً}أي خيلاء متكبرا جبارا عنيدا، لا تفعل ذلك يبغضك الله، ولهذا قال: {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}. أي مختال معجب في نفسه، فخور على غيره. (ذكره ابن كثير).

10- {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} أي امش مشيا مقتصدا، ليس بالبطيء المتثبط، ولا بالسريع المفرط، بل عدلا وسطا بينَ بين. (ذكره ابن كثير).

11- {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ}أي لا تبالغ في الكلام، ولا ترفع صوتك فيما لا فائدة فيه، ولهذا قال: {إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}.

قال مجاهد: إن أقبح الأصوات لصوت الحمير: أي غاية من رفع صوته أنه يشبه بالحمير في علوه ورفعه، ومع هذا هو بغيض إلى الله، وهذا التشبيه بالحمير يقتضي تحريمه وذمه غاية الذم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس لنا مثل السوء، العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه" (رواه البخاري).

"إذا سمعتم أصوات الديكة فسلوا الله من فضله، فإنها رأت ملكا، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنها رأت شيطانا" (متفق عليه، انظر تفسير ابن كثير ج 3/446).


من هداية الآيات


1- مشروعية وصية الوالد لابنه بما ينفعه في الدنيا والآخرة.

2- البدء بالتوحيد والتحذير من الشرك لأنه ظلم يحبط الأعمال.

3- وجوب الشكر لله، وللوالدين، ووجوب برهما وصلتهما.

4- لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق إنما الطاعة في المعروف.

5- وجوب إتباع سبيل المؤمنين الموحدين، وتحريم إتباع المبتدعين.

6- مراقبة الله تعالى في السر والعلن، وعدم الاستخفاف بالحسنة والسيئة مهما قلت أو صغرت.

7- وجوب إقام الصلاة بأركانها وواجباتها والاطمئنان فيها.

8- وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باللطف حسب استطاعته.

قال صلى الله عليه وسلم:" من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" (رواه مسلم).

9- الصبر على ما يلحق الآمر والناهي من أذى، وأنه من عزم الأمور.

10- تحريم التكبر والاختيال في المشي.

11- الاعتدال في المشي مطلوب، فلا يسرع ولا يبطئ

12- عدم رفع الصوت زيادة عن الحاجة، لأنه من عادة الحمير.

وصايا نبوية مهمة للأولاد


على المربي والمربية سواء كان مدرسا أو مدرسة، أو معلما أو معلمة، أو أبا أو أما أن يعلم الأولاد هذه الوصايا النافعة لهم، ويكتبها لهم على اللوح، ليكتبوها في دفاترهم ليحفظوها، ثم يشرحها لهم، وقد وردت في حديث صحيح هذا نصه: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال لي:" يا غلام إني أعلمك كلمات:

1- "احفظ الله يحفظك ": أي امتثل أوامر الله، واجتنب نواهيه يحفظك في دنياك وآخرتك.

2- "احفظ الله تجده تجاهك": أي أمامك، فاحفظ حدود الله، وراع حقوقه تجد الله يوفقك وينصرك.

3- "إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله ": أي إذا طلبت الإعانة على أمر من أمور الدنيا والآخرة، فاستعن بالله، ولا سيما في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله وحده كشفاء مرض، أو طلب رزق، فهي مما اختص الله بها وحده.

4- "واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك. وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك. رفعت الأقلام وجفت الصحف" (رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح).

على المسلم أن يؤمن بالقدر الذي كتبه الله عليه خيره وشره.


من فوائد الحديث


1- حب الرسول صلى الله عليه وسلم للأولاد، وإركاب ابن عباس خلفه، ومناداته يا غلام.

2- أمر الأطفال بطاعة الله، والابتعاد عن معاصيه ليسعدوا في الدنيا والآخرة.

3- الله ينجي المؤمن عند الشدائد إذا أدى حق الله، وحق الناس عند الرخاء والصحة والغنى.

4- غرس عقيدة التوحيد في نفوس الأطفال: بسؤال الله تعالى والاستعانة به.

5- تثبيت عقيدة الإيمان بالقدر خيره وشره فهي من أركان الإيمان.

6- تربية الطفل على التفاؤل، ليستقبل الحياة بشجاعة وأمل، وليكون فردا نافعا في أمته.
 

ايمي

New member
معلومات ايمي
إنضم
28 نوفمبر 2006
المشاركات
2,517
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
مشكورة غاليتي على هذا الموضوع القيم الرائع
وفعلا نحن بحاجة الى تعلم هذه الامور حتى نصل الى نستوعب أطفالنا ونضعهم على الطريق السليم " فلك راع مسؤول عن رعيته
جعله الله في ميزان حسناتك
 

nono

New member
معلومات nono
إنضم
10 أكتوبر 2006
المشاركات
528
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
أبوظبي .. دارك
يا سلام عليج يا أخت ايمى
يا ملكتنا المؤهلة...........عقبال عندي
:c016: :a025: :c016:
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه