نحن واجترار الذكريات السيئة

احصائياتى
الردود
0
المشاهدات
189

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,541
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
نحن واجترار الذكريات السيئة
من جوالب الهم والحزن على المرء = كثرة اجتراره للذكريات السيئة، فيظلّ عاكفًا عليها، كأنما يعكف على كتاب يذاكره، فكلما بَعُد العهد بها؛ عاد فاستدعاها فلم يسمح لها بالتلاشي من ذاكرته.
ولعل ذلك أحد أهم أسباب المرض النفسي.
بعضهم يمارس هذا الاجترار القميء، فيستعرض كتاب بلاياه وآلامه يوميًا، يقلّب صفحاته السوداء، ويتفرسها بعمق، فلا تكاد تهرب منه ذكرى سيئة.
أمثال هؤلاء يقتلون حاضرهم ويشوّهون مستقبلهم من أجل ماض انقضى ولن يغيروه، قد باع حاضره ومستقبله لأجل لحظة مرّت ولن تعود، وهذا من أعظم الخسار.
أما العاقل فإنه يتجاوز لحظات الألم، ويجعلها دافعًا له لمعاودة النهوض، فإن لم يستطع فلا يجعلها حجر عثرة في طريق تقدمه، إنه يطويها ويمضي ولا يكثر التلفُّت.
التخندق في دائرة الحزن ليس مسلكًا شرعيًّا، بل لم يرد الحزن في القرآن إلا منهيًّا عنه.
قال تعالى {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون}
وقوله: {ولا تحزن عليهم}
وقوله: {لا تحزن إن الله معنا}
وقوله {ولا يحزنك قولهم}
ولطالما أكثر النبي صلى الله عليه وسلم من الاستعاذة من الهم والحزن؛
ففي البخاري من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كثيرا ما يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن.."

فرق بين النظر للماضي واعتباره مستودعًا لتراكم الخبرات؛ لتجنب مزالق الإخفاق، وبين التقوقع فيه، والانغماس في وحله، والالتذاذ باجترار ذكريات الألم.
أما الأولى فخير ينضاف إلى خير.
وأما الأخرى فحيلة شيطانية؛ ليقعدك عن المعالي، ولتعلن الاستسلام للحزن، وساعتها يسهل عليه افتراسك؛ فأنت بحزنك غنيمة باردة، وصيد ثمين لا يمكن له أن يفلته.


أ.محمد عبده
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه