مواقف لا تنسى
أخواتى ....
فى حياة كل منا ذكريات مختلفة ..بعضها سعيدة و أخرى حزينة ..لنتوقف هنا لحظات ...و نكتب عن بعض منها و نتشارك الذكرى .....
و سأكون البادئة .....
لن أنسى ذلك اليوم الرمادى ...لن أنساه أبد ما حييت ...يوم أن أصبح شقيقى رهينة بإيدى مجموعة إرهابية ..
تعود بى الذكرى الى عام 1984 ..وقتها ..كانت الأحداث السياسية فى المنطقة تغلى ..فهناك حرب دائرة رحاها بين العراق و إيران ..و هناك عصابات إرهابية نفذت بعض الجرائم الإرهابية فى بلدى الحبيب الكويت ..لكن ...ما حدث ذلك اليوم ...فاق كل التوقعات ....
كان شقيقى الأكبر بحكم عمله كقائد طائرة (كابتن) يقوم ببعض الرحلات و حسب خط رحلاته ..فهو تارة فى آسيا و تارة فى أوربا ..و شاء القدر أن تكون رحلته ذلك اليوم الى دولة أسيوية (سيريلانكا ) عبر دبى ..
خرج كعادته من البيت (لم يكن قد تزوج بعد) القى التحية على والدتى و خرج ..كسائر الايام ...
بعد حوالى ساعتين من الرحلة ..تم الإعلان عن إختطافها ..و تحويل مسارها من دبى الى ايران .
هاتفنا رئيس فرقة العمليات بالمطار و أخبرنا بالوضع ...إنهارت والدتى ..وقتها كنت فى المدرسة ...
عندما رجعت وجدت البيت ممتلئا بأقاربنا ...عرفت الخبر ..ركضت الى غرفته و أحتضنت ملابسه ..أحسست بأننى لن أراه مرة أخرى ...لم يكن شقيقا فقط ..كان أبا عطوفا ..فقد توفى والدى و أنا فى سن صغيرة ..رعانى و شملنى بحنانه ..كان المميز عند والدتى و لا يزال أيضا ...
بدأت الأحداث تتسارع ..مطالب الخاطفين مستحيلة ...الحكومة ترفض التهديد ..نفد صبرنا ..و تيقنا النهاية المأساوية ...فجأة من بين الأحداث ..يعلن أن مساعد الكابتن (أخى ) قد أصيب بإعياء شديد و تم نقله الى خارج الطائرة حيث نقل الى المستشفى لعلاجه ...أصبنا بصدمة مزدوجة ...لم نكن نعرف شى عن حالته الصحية ..
أصيبت أمى بالإنهيار التام هذة المرة بعد أن تمالكت نفسها قليلا ....بعدها بقليل يعلن أن الخاطفين قد أطلقوا جميع الرهائن و فروا إلى جهة غير معلومة ..و إنتهت المأساة..الحمدلله لم يكن هناك سقوط لضحايا ...
و رجع أخى حبيبى الى البيت ..كان منهكا ..فقد أصيب بالإختناق لطوال فترة إحتجازهم و لكن الحمدلله تلقى العلاج اللازم.
و أسدل الستار عن هذة الذكرى...لكننى لن أنساها ما حييت
اسم الموضوع : مواقف لا تنسى
|
المصدر : الروايات