من هنا قد يأتي منبع الاختلاف بين الزوجين

[راجيه الرضا]

ليس كل ما يشعر به شركاء الحياة تجاه بعضهم بعضًا من أن الآخر لا يعجبه أو لايرضيه أو لا يملأ عينه، يكون منبعه دائمًا الأمور الظاهرة مثل المستوى المادي أو الطول أو لون البشرة أو ما حققه من مكانة اجتماعية ، وإن كانت لهذه الأمور سلطة حقيقية عند كثيرين في التقييم والرضا والانزعاج، بل أحيانًا ما يكون منبع عدم الارتياح هو اختلاف في الطبع، ذلك الاختلاف الذي يمكن أن ينزعج الإنسان معه من شيء قد لايزعج غيره.

فقد ينزل الرجل قليلًا أو كثيرًا من عين زوجته بسبب تسامحه في بعض حقوقه، وعدم تصلبه مع من يعتذر له، وتركه لبعض ما يمكن الإصرار عليه من غيره، فيشهد الناس له جميعا بحسن السيرة وبأنه كريم الخصال، بينما هي تراه ضعيفًا لا يقف حارسًا لحقوقه، التي يجب أن يحفظها مع الكل، من البواب إلى صاحب العمل، وهي تنسى في غمار ذلك أن السمعة الطيبة نعمة كبيرة، تفتقدها زوجة رجل صعب ومكروه ويتمنى جيرانه أن يمضي.

وقد تنزل المرأة قليلًا أو كثيرًا من عين زوجها بسبب أنها تحسن الشراء وتحسن السؤال عن حقوقها وعن الضمان ولا تترك أحدًا ينزل من الشقة الا بعد أن تتأكد من حسن صنعته، وتعوض عدم اهتمام زوجها بهذه الأمور ، فيشهد لها الجيران والمعارف بالشطارة وحسن التدبير، بينما هو يراها صلبة بطريقة تضاد الأنوثة والرقة والحياء كما يبدو له، وينسى أن وضع المرأة لنفقة البيت في محلها هي نعمة كبيرة، يفتقدها رجل متزوج من أمرأة مهملة تشتري بلا هدف وبلا اهتمام.

والزواج ليس إعادة تقييف الشخص تمامًا ليكون مثلي، بل هو محاولة اكتشاف الحياة من جديد من فوق كتفه، ومحاولة اكتشاف المناطق التي لم أتعلم السير بها .. والحظ أن تجد من يروق لك، ولكن الحظ أيضا فيك، الحظ أن تكتشف وتنعم وتسعد بما يكمله الآخر فيك.
#بيت_طيب

محمود توفيق