من عظماء أمه الاسلام غيروا مجري التاريخ

احصائياتى
الردود
0
المشاهدات
208

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,551
مستوى التفاعل
9,650
النقاط
113
من عظماء أمه الاسلام غيروا مجري التاريخ
كان معظم الأفارقة الذين يتم أسرهم وإرسالهم كعبيد إلى الأمريكيتين ينحدرون بالأساس من دول غرب أفريقيا التي كان الإسلام ولا زال منتشرًا بشكل كبير بين سكانها، لذلك فإن نسبة كبيرة من الأفارقة الذين أستعبدوا في الأمريكيتين وجزر الكاريبي كانوا من أصول إسلامية، ووفقا لكتاب "American Muslims: The New Generation" فإن «من بين أكثر من 10 ملايين أفريقي جُلبوا إلى أمريكا كعبيد، كان 20 الى 30 في المئة منهم أو أكثر مسلمًا»، وقد أوضح البروفيسور الأمريكي Edward E. Curtis في كتابه Encyclopedia of Muslim-American History أن هؤلاء االعبيد المسلمين كانوا غالبًا هم الأفضل تعلميًا "best-educated" بين كل العبيد الذين جلبوا إلى أمريكا، لا سيما أن حركة التعليم في غرب أفريقا كانت مزدهرة مع انتشار المدارس وكتاتيب تحفيظ القرآن، لذلك فإن أقدم الكتابات التي كتبها الأفارقة الذين تم استعبادهم في أمريكا والمحفوظة حاليًا في المتاحف الأمريكية كتبت باللغة العربية التي كانت لغة العلم في غرب أفريقيا، كثير من هذه الكتابات كانت عبارة عن آيات قرآنية مكتوبة باللغة العربية، ولقد عانى المسلمون الأفارقة المستعبدين في أمريكا من اضطهاد ديني من قبل مستعبديهم الذين كانوا في المجمل من المسيحيين البيض، وأجبر كثير منهم على التظاهر باعتناق المسيحية للنجاة بأنفسهم من ألوان القهر والعذاب التي كانت تمارس عليهم من قبل مستعبديهم، في حين بقي بعضهم على الإسلام ورفضوا تغيير دين أجدادهم بالقوة على الرغم من كل الصعوبات التي تعرضوا لها، وقصة هذا الأمير الأفريقي المسلم تلخص كثيرًا من رحلة العذاب التي تعرض لها الأفارقة المسلمون في أمريكا.
وُلد الأمير عبد الرحمن إبراهيم بن سوري Abdulrahman Ibrahim Ibn Sori عام 1762م في مدينة "تيمبو" في غرب أفريقيا، كان أبوه إبراهيم بن سوري هو إمام دولة فوتا جالون الإمامية المسلمة Imamate of Futa Jallon الواقعة حاليًا في حدود دولة غينيا بغرب أفريقيا. وفي صغره أرسل عبد الرحمن من قبل أبيه الإمام إلى مالي لكي يتلقى التعليم في مدينة «تمبكتو» المالية التي كانت منارة علمية إسلامية في غرب أفريقيا، قبل أن يتمكن بعض تجار البشر الإنجليز من أسره مع كثير من الرجال والنساء الأفارقة، وبعد أسره أقتيد الأمير عبد الرحمن بسفينة لتجار البشر إلى أمريكا عام 1788م، ليصبح هذا الأمير الأفريقي المسلم عبدًا في مزارع تبغ تابعة لسيد مسيحي أبيض من ولاية «أوهايو» الأمريكية اسمه توماس فوستر، وعلى الرغم من حياة العبودية القاسية التي عاشها الامير عبد الرحمن، فإنه كعادة عظماء أمة الإسلام لم يرضخ لواقعه المؤلم، بل اتجه إلى العبيد من أبناء جلدته ليعلمهم قراءة القرآن بالعربية، وليصبح إمامًا للمسلمين في ولاية اوهايو الأمريكية، حتى ذاع صيته بين صفوف العبيد في الولايات المتحدة الأمريكية بأسرها، وبعث برسالة إلى أهله في أفريقيا يقص عليهم قصة عذاباته وعذابات الأفارقة، فوصلت نسخة منها عن طريق أحد الصحفيين إلى سيناتور ولاية ميسيسيبي الأمريكية توماس ريد، فبعث هذا السيناتور الأمريكي بنسخة منها إلى القنصلية المغربية لكونها كتبت باللغة العربية، فبعث السفير المغربي بتلك الرسالة إلى سلطان المغرب مولاي عبد الرحمن أبو الفضل بن هشام العلوي، وما أن قرأ هذا السلطان المغربي الشهم تلك الرسالة المؤثرة حتى بعث برسالة عاجلة إلى الرئيس الأمريكي جون كوينسي آدمز يطلب منه تحرير هذا الأمير المسلم، فوافق الرئيس الأمريكي على تحرير الأمير عبد الرحمن بن سوري وزوجته، بعد أن ذاعت حكاية هذا الأمير الأفريقي المسلم في جميع أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية، فأصبح ملهمًا للعبيد الأفارقة في كفاحهم للحصول على حريتهم، ولكن الأمير عبد الرحمن كان يملك 9 أبناء تم استعبادهم منذ طفولتهم، فتنقل عبد الرحمن بين ولايات أمريكا المختلفة لكي يجمع الأموال لتحرير أبنائه التسعة الذين رفض مالكوهم المسيحيين تحريرهم دون مقابل مادي، لكنه لم يستطع أن يجمع أكثر من نصف المبلغ، فسافر مع زوجته إلى أفريقيا في محاولة لاستكمال المبلغ الذي من خلاله يمكن أن يجتمع مع أبنائه لأول مرة منذ سنين طويلة، ولكن بعد وصوله بفترة قصيرة إلى أرض الصبا في أفريقيا، توفي عبد الرحمن بن إبراهيم بن سوري عام 1829م، لقد رحل هذا الأمير الأفريقي الحر قبل أن يكحل عينيه برؤية أبنائه من جديد، لتصبح قصته ملهمة لحركات تحرر السود في أمريكا بعد ذلك، وما زالت مكتبة الكونغرس الأمريكي تحتفظ بصورة لهذا البطل الإسلامي الحر مكتوب عليها بحروف عربية: "اسمه عبد الرحمن"، ربما صمم هذا الأمير المسلم على كتابتها بالعربية ليتحدى بذلك من أرادوا سلب حريته، وتغيير ثقافته ودينه وحتى اسمه بالقوة، لتبقى حروف هذا الأمير الأفريقي المسلم شاهدة على انتصاره على من أرادوا عبثًا سلب حريته التي كانت تسكن في وجدانه.
وفي عام 1976 ألّف أستاذ التاريخ الأمريكي البروفيسور تيري ألفورد Terry Alford كتابًا عن عبد الرحمن سماه "أمير بن العبيد" «Prince Among Slaves»، تتبع فيه حياة عبد الرحمن من الوثائق التاريخية ومن شهادات من عاصروه، وفي عام 2007 أخرجت المخرجة أندريا كيلين فيلمًا وثائقيًا بنفس العنوان.
رحم الله الأمير الأفريقي المسلم الحر عبد الرحمن بن إبراهيم سوري وأسكنه فسيح جناته، هناك حيث لا مكان للعنصرية والعنصريين!
من كتاب "مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ" للكاتب جهاد الترباني .
منقول
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه