من ارض الواقع فاظفر بذات الدين

[راجيه الرضا]

لي قراءة خاصة في هذا العصر تحديداً لحديث: « فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ؛ تَرِبَتْ يَدَاكَ»
من واقع الحياة، والمشاكل التي تفشت... وتغير الطباع و العادات... استطيع أن أقرأ الحديث كالآتي:
اظفر بذات الدين يا بني، لأنها الوحيدة التي لن تذيقك الويل عندما تستشعر في نفسها شيئاً من القوة!!
نعم...
عندما تستشعر المرأة في نفسها أنها ذات قوة وتأثير فإنها تلقائياً ترفع من نفسها، وتخفض من منزلة زوجها، هذا بالفطرة وحدها... فما بالك و أنت تعيش في زمن موجات النسوية، وشيوع قيم عدم اعتبار و لا احترام مفهوم القوامة أصلاً.
وكلما كان للمرأة عامل من عوامل القوة... كلما أثر بهذا طردياً على العلاقة مع الزوج...
ليس هناك رأس للهرم، بل رأس برأس... بل و أحيانا تكون رأس الهرم المقبول هو رأسها هي... هي فقط !!!.
ومكامن القوة لدى المرأة كثيرة...
فالجمال أقوى سلاح لديها... وهي تعرف مدى ضعف الرجل أمام هذا السلاح...
والحسب و العائلة هم ركنها الذي تركن إليه عند الصدام: "أنت ناسي أنا بنت مين؟"
والمال هو الحاكم الفعلي في هذا الزمان !!
به تفتح الأبواب الموصدة... وتقلب الحقائق ... و تتبدل المعايير...
وحده الدين يا رجل هو الذي يضمن لك أن تكون حياتك قارباً يسبح بعيداً عن سواحل النزاع القذرة.
وحده الدين هو الذي يهذب فطرة المرأة... ويغرس فيها معنى التعبد لله بطاعة زوجها...
وحده الدين هو الذي يجعل المرأة تغمد سيف قوتها.... و تنسى جمالها و حسبها و مكانتها... وتلقى كل ذلك على أعتاب العبودية لله.
وحده الدين هو الذي يغرس في قلب المرأة التقية أن طاعة زوجها قرنت بطاعة ربها في سياق موعودها بالجنة...
قال رسول الله ﷺ : «إذا صَلَّتْ المرأةُ خمسَها ، وصامَتْ شَهْرَها ، وحفظَتْ فَرْجَها ، وأَطَاعَتْ زَوْجَها ، قيل لها : ادْخُلِي الجنةَ من أَيِّ أبوابِ الجنةِ شِئْتِ » [حسن].
ولكن لحظة...!!
عن أي تدين نتحدث؟
أتراني أحدثك عن مزيد من القماش تكمل به المرأة شروط حجابها؟!
هل أنت ساذج يا فتى؟
إني أحدثك عن دين يخالط اللحم والعصب... دين هو علاقة صادقة خالصة بين العبد و الرب...
دين يظهر آثاره على كل حركة و سكنة... وكل صواب، بل و كل زلة و هنة..!!
الدين الذي ذكره رسول الله ﷺ ليس هو الدين الذي يرى على الظاهر فقط... بل تراه في الباطن و الظاهر... و تراه في الرضى و الغضب...
هو الدين الذي يرى المرء معه طواعية الله و رسوله له هي النفع كله...
في حياته... وفي آخرته.
ابحث يا فتي عن ذات دين حقاً...
واظفر بها ... اظفر بها و اظفر بنفسك معها !!!
ملحوظة:
بالنسبة للسؤال الاستنكاري المتوقع:
"ومفيش كلام من ده يعني للرجالة؟"
كل الكلام السابق ينطبق حرفياً على الرجال...
والمرأة عليها أن تظفر بذي الدين...
ولكن الخطاب هنا لمن يختار، ويتقدم لبناء البيت... الخطاب لمن يطلب الزواج...
وعلى حسب معلوماتي : حتى الآن الرجال هم من يطلبون الزواج و يتقدمون للنساء...!!

د.محمد فرحات