ما حكم الإسلام في إمراة تهجر زوجها لسوء المعاملة داخل البيت؟

[راجيه الرضا]

ما حكم الإسلام في امرأة تهجر زوجها لسوء معاملته لها وهي تعيش مع أولادها في بيت الزوجية؟

الجواب: الأسرة قائمة على كلمة الله وأمانته، وقانونها المعروف والإحسان قال الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا"
والرجل هو القوام على الأسرة، وبالتالي هو الموكول إليه حق التوجيه والنصح لكل أفرادها من الزوجة والأدلاد، وهو مسئول أمام الله عز وجل عن رعيته، قال تعالى" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ”
وقال صلى الله عليه وسلم " والرجل في أهله راع ومسئول عن رعيته"

وبناء على هذه المسئولية فالرجل هو الذي يملك الهجر في المضاجع وتغيير المنكر في محيط أسرته ولو باليد، قال تعالى : وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا

وليس من حق المرأة أن تهجر زوجها في الفراش، وإن هي رفضت المعاشرة الزوجية فقد ارتكبت إثما مبينا وعرضت نفسها وزوجها لعواقب سلوكية وخيمة، قد تدفع إلى انهيار بناء الأسرة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" وإذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح"
وإذا كان الزوج يسيء معاملة زوجته فلها نصحه ولها جمع أهل الخير من أهله وأهلها لمعالجة مشاكل الأسرة، قال الله تعالى: " وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا"

من فتاوى فضيلة الدكتور محمد المسير رحمه الله