معلومات راجيه الرضا
- إنضم
- 18 فبراير 2017
- المشاركات
- 14,542
- مستوى التفاعل
- 9,665
- النقاط
- 113
ما أجمل اوقاتي بالمطبخ ...
هناك جمالٌ خاص في الوقت الذي أقضيه في المطبخ..
في تحضير الطعام لأسرتي، بمعرفتي بهم، بإنتاج شيء مميز مما هو عاديّ بيديّ، وبشعوري أن لديّ في هذا المكان ما لا يتقنه سواي وما يحتاجه أحبائي..
لا أدري كيف حوّلت منتجات الأدب والأفلام والمسلسلات التواجد في مطبخ البيت إلى إهانة أو منقصةٍ مرتبطة في أذهان كثير من النساء (والرجال) بساعاتٍ من العمل الروتيني والتعب والإرهاق أو الوسخ وإهمال الذات والتوجه لرضا الآخرين والسعي المفرط لتحقيق الكمال الذي يرجونه في الطعام، مع أن حقيقة الدخول إلى هذا المكان والقدرة الإبداعية الممكنة فيه وأثرها على الحياة اليومية لأهل البيت هي مما لا يمكن إنكاره ولا التخلي عنه ولا تعويضه بأي حال..
لا مجال للمقارنة بين بيتٍ يعيش أهله على الوجبات السريعة الجاهزة على الدوام، وبين آخر تفوح فيه رائحة القهوة في الصباح والبهارات عند المساء والكعك في العيد وغيرها مما يختلف بحسب كلّ أسرةٍ ويكوّن جزءاً أساسياً من هويتها وثقافتها وذكريات أطفالها ووجدانهم وأذواقهم وشعورهم بالسكينة والدفء والاطمئنان وحنينهم للعودة لحضن أمّهم ودخول بيتهم بعد غياب..
فوجبة الطعام التي تخرج من مطبخ البيت ليست لمجرد ملء البطون ولا إشباع حاجة الجوع… إنما هي عناقٌ حانٍ في كلِّ لقمة، وشعورٌ بالأمن والحب والحنان مع كل تفصيلة لا يشعر به إلا من حرمه زماناً واشتاق جزءاً بسيطاً من أثره العجيب في نفسه..
لا أقول أن على كل فتاة أن تتقن تحضير الطعام أو تحبّه بذاته، ولا أقول أن التواجد في المطبخ شأنٌ أنثوي لا يمكن للذكور المشاركة فيه وإتقانه، لكنني أرد أولاً على من يعتبره منقصة، ومن ثم أوضح عظم دوره وأثره فينا كإناث وفي من حولنا كذلك..
فالأنثى ذاتها تحب أن تكون راعيةً لبيتها وأسرتها، تحب أن تستشعر دورها الفطريّ في نفسها وفي نفوسهم، تحبّ أن تصنع الجمال وتقدّم الودّ والسكينة لمن تحب.. فلماذا نشوّه كل تلك المعاني ونحرم فتياتنا وأسرهم منها في سبيل نشر العداوة والبغضاء بين أهل البيت الواحد، حتى يقتنعوا أن أحد أدواره الأساسية مهينٌ بينما غيره برستيجي ومهم؟
ومن المستفيد من أثر ذاك كله على البيوت والأفراد والمجتمعات؟
تسنيم راجح
في تحضير الطعام لأسرتي، بمعرفتي بهم، بإنتاج شيء مميز مما هو عاديّ بيديّ، وبشعوري أن لديّ في هذا المكان ما لا يتقنه سواي وما يحتاجه أحبائي..
لا أدري كيف حوّلت منتجات الأدب والأفلام والمسلسلات التواجد في مطبخ البيت إلى إهانة أو منقصةٍ مرتبطة في أذهان كثير من النساء (والرجال) بساعاتٍ من العمل الروتيني والتعب والإرهاق أو الوسخ وإهمال الذات والتوجه لرضا الآخرين والسعي المفرط لتحقيق الكمال الذي يرجونه في الطعام، مع أن حقيقة الدخول إلى هذا المكان والقدرة الإبداعية الممكنة فيه وأثرها على الحياة اليومية لأهل البيت هي مما لا يمكن إنكاره ولا التخلي عنه ولا تعويضه بأي حال..
لا مجال للمقارنة بين بيتٍ يعيش أهله على الوجبات السريعة الجاهزة على الدوام، وبين آخر تفوح فيه رائحة القهوة في الصباح والبهارات عند المساء والكعك في العيد وغيرها مما يختلف بحسب كلّ أسرةٍ ويكوّن جزءاً أساسياً من هويتها وثقافتها وذكريات أطفالها ووجدانهم وأذواقهم وشعورهم بالسكينة والدفء والاطمئنان وحنينهم للعودة لحضن أمّهم ودخول بيتهم بعد غياب..
فوجبة الطعام التي تخرج من مطبخ البيت ليست لمجرد ملء البطون ولا إشباع حاجة الجوع… إنما هي عناقٌ حانٍ في كلِّ لقمة، وشعورٌ بالأمن والحب والحنان مع كل تفصيلة لا يشعر به إلا من حرمه زماناً واشتاق جزءاً بسيطاً من أثره العجيب في نفسه..
لا أقول أن على كل فتاة أن تتقن تحضير الطعام أو تحبّه بذاته، ولا أقول أن التواجد في المطبخ شأنٌ أنثوي لا يمكن للذكور المشاركة فيه وإتقانه، لكنني أرد أولاً على من يعتبره منقصة، ومن ثم أوضح عظم دوره وأثره فينا كإناث وفي من حولنا كذلك..
فالأنثى ذاتها تحب أن تكون راعيةً لبيتها وأسرتها، تحب أن تستشعر دورها الفطريّ في نفسها وفي نفوسهم، تحبّ أن تصنع الجمال وتقدّم الودّ والسكينة لمن تحب.. فلماذا نشوّه كل تلك المعاني ونحرم فتياتنا وأسرهم منها في سبيل نشر العداوة والبغضاء بين أهل البيت الواحد، حتى يقتنعوا أن أحد أدواره الأساسية مهينٌ بينما غيره برستيجي ومهم؟
ومن المستفيد من أثر ذاك كله على البيوت والأفراد والمجتمعات؟
تسنيم راجح
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : ما أجمل اوقاتي بالمطبخ ...
|
المصدر : أنـــــــتِ
