معلومات راجيه الرضا
- إنضم
- 18 فبراير 2017
- المشاركات
- 14,541
- مستوى التفاعل
- 9,665
- النقاط
- 113
لذة القرآن فاقت ألم السهم عنده علي هذا عاشوا وماتوا
يقف في الحراسة عشية إحدى الغزوات بينما رفيقه يأخذ قسطا من الراحة
لن يضيع وقتا حتى في مثل هذا المبيت الشريف
ركعات سيصليها لله في جوف الليل يتلو فيها من آيات من كتاب ربه
يدركه أحد المشركين ويراه على تلك الحال من الخشوع فيرميه بسهم
في ضلع من أضلاعه يجد السهم مستقرا لكن بعد أن يكسر شيئا من العظام سبقها تمزيق للحم صدره
لا شك أن الألم رهيب
ألم كسر الضلع قد لا يحتمل
إلا أن اللذة التي كان يتقلب فيها كانت تفوق أي ألم!
ما هذا الذي يفعله؟
حقا عجيب أمره!
لقد نزع السهم و...
أكمل صلاته..
وتلاوته
ما كان من المشرك إلا أن عاجله بسهم آخر
ثم بسهم ثالث
وفي كل مرة ينزع السهم ولا ينتزع نفسه من صلاته
بعد حين أدرك أنه مقتول لا محالة لا محالة وهو يكاد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة
سينكشف الجيش من قبله
لعله يسترجع قولة الصحابي سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنهما بئس حامل القرآن أنا إن أوتيتم من قبلي
ركع بسرعة وأنهى صلاته بين دفقات دمائه
ثم أيقظ رفيقه في الحراسة
ها قد زلل الخطر وفر العدو
سأله في دهشة وقد رأى كثرة السهام التي انهالت عليه: هلا أهببتني من نومي من السهم الأول ؟!
هنا تأتي الإجابة
إجابة المحب:
كُنْتُ فِي سُورَةٍ أَقْرَؤُهَا فَلَمْ أُحِبَّ أَنْ أَقْطَعَهَا حَتَّى أُنْفِذَهَا
وَأيم اللَّهِ لَوْلَا أَنْ أُضَيِّعَ ثَغْرًا أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِهِ لَقَطَعَ نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَقْطَعَهَا أَوْ أُنْفِذَهَا
لقد كان في سورة لخروج روحه من بين جنبيه أحب إليه من أن يخرج منها
مشهد مذهل روى أصله الإمام أحمد وأبو داوود وحسنه الألباني
قيل أن صاحب تلك الكلمات هو صحابي يقال له عباد بن بشر رضي الله عنه وقيل أن بطل هذه القصة لم يعين
وسواء كان عباد أم غيره فالعبرة في الموقف نفسه
إنه موقف يلخص معنى الصحبة ودرجة الارتباط الوثيق التي يمكن أن تكون بين المرء وبين كتاب ربه
بهذا عاشوا
ولهذا سادوا
وبصحبة ذلك الكتاب قدموا أعجب الأمثلة وأروع نماذج البطولة والفداء التي لم تكن لتخرج منهم لولا تلك المعجزة التي هي الأعظم على الإطلاق
معجزة القرآن
إن صاحب تلك الكلمات لم يكن يفتعل أو يتكلف بلسانه وقد خطت دماؤه الصادقة ذات المعاني التي تكلم بها
إنه فعلا لا يريد أن يغادر السورة التي يتلوها
لا يطيق مفارقة آيات الله ولا يصبر عن مجافاة صاحبه
القرآن
إنه نموذج لدرجة من درجات الصلة التي بلغت قوتها مبلغا امتزاج الروح بالجسد
صلة كان لها الأولوية المطلقة في مواجهة كل نوازع النفس
فقط تراجعت تلك الأولوية حين خشي الضرر
ليس ضرر نفسه... بل ضرر على الأمة وانكشاف للثغر
أما هو فلقد تراجعت أولويته بجوار القرآن
وقدمت صحبته على حياته نفسها وأثبت صدقه بلحم ممزق وأضلع متكسرة ربما أذهب آلامها ذاك الانغماس في التدبر والتبتل والتأمل والاتصال الروحي بكلام مولاه
يالها من محبة
وياله من محب
محب يستحق أن يلاقيه القرآن يوما بتلك البشرى وذلك الفضل
أن يكون هو صاحبك
#صاحبك_القرآن
أ.محمد علي يوسف
لن يضيع وقتا حتى في مثل هذا المبيت الشريف
ركعات سيصليها لله في جوف الليل يتلو فيها من آيات من كتاب ربه
يدركه أحد المشركين ويراه على تلك الحال من الخشوع فيرميه بسهم
في ضلع من أضلاعه يجد السهم مستقرا لكن بعد أن يكسر شيئا من العظام سبقها تمزيق للحم صدره
لا شك أن الألم رهيب
ألم كسر الضلع قد لا يحتمل
إلا أن اللذة التي كان يتقلب فيها كانت تفوق أي ألم!
ما هذا الذي يفعله؟
حقا عجيب أمره!
لقد نزع السهم و...
أكمل صلاته..
وتلاوته
ما كان من المشرك إلا أن عاجله بسهم آخر
ثم بسهم ثالث
وفي كل مرة ينزع السهم ولا ينتزع نفسه من صلاته
بعد حين أدرك أنه مقتول لا محالة لا محالة وهو يكاد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة
سينكشف الجيش من قبله
لعله يسترجع قولة الصحابي سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنهما بئس حامل القرآن أنا إن أوتيتم من قبلي
ركع بسرعة وأنهى صلاته بين دفقات دمائه
ثم أيقظ رفيقه في الحراسة
ها قد زلل الخطر وفر العدو
سأله في دهشة وقد رأى كثرة السهام التي انهالت عليه: هلا أهببتني من نومي من السهم الأول ؟!
هنا تأتي الإجابة
إجابة المحب:
كُنْتُ فِي سُورَةٍ أَقْرَؤُهَا فَلَمْ أُحِبَّ أَنْ أَقْطَعَهَا حَتَّى أُنْفِذَهَا
وَأيم اللَّهِ لَوْلَا أَنْ أُضَيِّعَ ثَغْرًا أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِهِ لَقَطَعَ نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَقْطَعَهَا أَوْ أُنْفِذَهَا
لقد كان في سورة لخروج روحه من بين جنبيه أحب إليه من أن يخرج منها
مشهد مذهل روى أصله الإمام أحمد وأبو داوود وحسنه الألباني
قيل أن صاحب تلك الكلمات هو صحابي يقال له عباد بن بشر رضي الله عنه وقيل أن بطل هذه القصة لم يعين
وسواء كان عباد أم غيره فالعبرة في الموقف نفسه
إنه موقف يلخص معنى الصحبة ودرجة الارتباط الوثيق التي يمكن أن تكون بين المرء وبين كتاب ربه
بهذا عاشوا
ولهذا سادوا
وبصحبة ذلك الكتاب قدموا أعجب الأمثلة وأروع نماذج البطولة والفداء التي لم تكن لتخرج منهم لولا تلك المعجزة التي هي الأعظم على الإطلاق
معجزة القرآن
إن صاحب تلك الكلمات لم يكن يفتعل أو يتكلف بلسانه وقد خطت دماؤه الصادقة ذات المعاني التي تكلم بها
إنه فعلا لا يريد أن يغادر السورة التي يتلوها
لا يطيق مفارقة آيات الله ولا يصبر عن مجافاة صاحبه
القرآن
إنه نموذج لدرجة من درجات الصلة التي بلغت قوتها مبلغا امتزاج الروح بالجسد
صلة كان لها الأولوية المطلقة في مواجهة كل نوازع النفس
فقط تراجعت تلك الأولوية حين خشي الضرر
ليس ضرر نفسه... بل ضرر على الأمة وانكشاف للثغر
أما هو فلقد تراجعت أولويته بجوار القرآن
وقدمت صحبته على حياته نفسها وأثبت صدقه بلحم ممزق وأضلع متكسرة ربما أذهب آلامها ذاك الانغماس في التدبر والتبتل والتأمل والاتصال الروحي بكلام مولاه
يالها من محبة
وياله من محب
محب يستحق أن يلاقيه القرآن يوما بتلك البشرى وذلك الفضل
أن يكون هو صاحبك
#صاحبك_القرآن
أ.محمد علي يوسف
اسم الموضوع : لذة القرآن فاقت ألم السهم عنده علي هذا عاشوا وماتوا
|
المصدر : ملاذ الأرواح