لا اليوم ولا أمس ...الامان ليس ضامنا

احصائياتى
الردود
0
المشاهدات
208

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,542
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
لا اليوم ولا أمس ...الامان ليس ضامنا
أتعجب من مقولة الناس ((زمان كنا بنترك أولادنا يلعبوا بأمان في الشوراع ويركبوا مواصلات ويروحوا عند المعارف، من غير قلق عليهم، وأهو الولاد كبروا وبقوا زي الفل ما حصلهمش حاجة))

أتفق معهم في كون أن الأمس كان #أكثر_أمانا...
لكن لا أتفق مطلقا مع أي أحد في كون أن انعدام الرقابة على الأبناء قابلة للترك حسب الزمان والمكان.. ولا في كون أن هذا الـ ((أكثر أمانا)) كان بسبب #قلة_عدد المصائب التي وصلت للآباء عن الأبناء..

#باختصار: لا أمان في أي زمان، #خارج_رقابة_الآباء.. إلا برحمة الله بالطبع..

فإن يظن هؤلاء أن أولادهم كانوا في أمان #بالأمس حين تركوهم بلا رقابة وأنهم هاهم الآن قد كبروا بأمان وزي الفل، فأقول لهم: أما سمعتم ممن في نفس جيلكم -بل وأنتم أنفسكم ألا تتذكرون- الحكايا عن المصائب التي تعرض لها جيلكم كأبناء بعيدا عن رقابة الآباء؟

الفرق بين أمس واليوم هو: في #حجم و #كثافة و #نوعية القلق على الأبناء و #سهولة تداول الفتن، و #توقيت معرفة الآباء بالمصاب التي يقع فيها أبناؤهم بعيدا عن رقابتهم..

فبالأمس قد وقعنا نحن حين كنا أبناء، في مصائب لم يعلم عنها أباؤنا شيئا إلا اليوم، وربما منا من لم يعلم أبواه إلى الآن ما تعرض له أبناؤهم بالأمس خارج رقابتهم..
بينما اليوم: نعرف المصيبة سريعا لأن العالم صار قرية صغيرة..
وهذاا هو ما صدته بــ ((التوقيت))..

#أمثلة:
أعرف أبناء من جيل الأمس، قد تعرضوا لمصائب لا تقل خطورة بالمرة عن مصائب أبناء اليوم..

==منهم من تعرضت للتحرش من أحد عمال البناء في محل سكنها بالدور العلوي المهجور في العقار الذي تسكن فيه هي وأهلها، وهي ابنة خمس او ست سنوات.. تركها أهلها تلعب ((بأمان)) في الشارع كعادتهم مع جارتها الصغيرة، ثم غابت صديقتها قليلا في بيتها في نفس العقار، فانتظرتها على الدرج، فاستدرج الصغيرةَ عاملُ بناءٍ كان في الدور العلوي بالعقار، والمهجور من السكان بعد... استدرجها لأعلى الدرج وكانت ترتدي فستانا طفوليا بلا أكمام ومنحسر عن الساقين فهي بعد لازالت طفلة، لكن نظرة الذئاب للأسف تختلف..! دقائق، ثم -وبستر الله والحمد لله- تركها بعد سماع ضجيج على الدرج.. وكبرت الفتاة وتزوجت وأنجبت، وإلى الآن أهلها لا يعلمون عن ذلك الأمر شيئا..!

==ومنهم التي تركها أهلها تذهب لبيوت زميلات المدرسة ((بأمان)) وهم في الإعدادية، ولا يعلمون -إلى الآن حتى بعدما كبرت وتزوجت وأنجبت!- أنها كانت تستحضر الشياطين مع زميلاتها في تلك الزيارات لبيت، عن طريق لعبة استحضار للجان معروفة وحقيقية وتباع في بعض محلات الألعاب! فيلعبون بها من باب المغامرة والفضول والرعب ومشاهدة كيف أن الجان ينقلون الأخبار ويحركون الأشياء بالفعل ويتسجيبون للأوامر..!

==ومنهم التي تركها أهلها ((بأمان)) لتلعب في الشارع كذلك -بعد البلوغ!- مع الجيران من فتيان وفتيات، بزعم أن ((الدنيا أمان وجارها زي أخوها وكده))، فإذا بالتيار الكهربائي ينقطع عن الحي وهم يلعبون، ولم يمنع ذلك الفتية والفتيات من استكمال اللعب بل ازداد اللعب تشويقا، واستغل أحد الفتيان الظلام وتحرش بالفتاة، ولم تردعه لأنها كانت تميل إليه منذ فترة، ولم تكن تجد فرصة بعيدا عن أعين الجيران.. وتفرق الجيران وكبرت تلك الفتاة كذلك وتزوجت وأنجبت، ولا يعرف أهلها تلك المصيبة إلى الآن..!

==ومنهم الذي تركه أهله يذهب للرحلة المدرسية بأمان مع زملائه وزميلاته -وهم في طور الثانوية!- وسمحا له باصطحاب أخته معه -إعدادية- فالدنيا ((أمان)) بين الزملاء والزميلات والأخ الكبير والذي يعرفون جيدا كيف هي أخلاقه بالفعل..! ولا يعرف الأهل إلى الآن أن هؤلاء الزملاء والزميلات المحترمين عقدوا حلقات للرقص والتطبيل معا في تلك الرحلات، وأن كل شاب منهم انزوى في الرحلة بفتاة منهن في ركن خاص بعيدا عن العيون، بما في ذلك الأخ الكبير...! وترك أخته وحدها تراقب كل ذلك وتنتظرهم بعيدا.. بل انشغل في حاله لدرجة أن رقابته قد غابت عن اخته حين مالت هي الأخرى مع أحد الفتيان خِلسة في نهاية الرحلة لتبادله نفس السرقات الشيطانية، حتى لا تمكث وحيدة طوال الرحلة تراقب وحسب..! كل هذا في يوم واحد فقط.. بل سويعات لا تتعدى ثلث يوم..! غابت فيها رقابة الأهل الحقيقية عن الأولاد بزعم أن ((الدنيا أمان))...

==ومنهم التي تركها أهلها تذهب لبيت صديقتها الجديدة التي في نفس مرحلتها العمرية الاتبدائية -والتي لا يعرفون أصلها ولا فصلها بعد فقد تعرفت عليها للتو على الشاطيء و دعتها للغداء في بيتها فسمحوا لها!..
ولا يعلموا إلى الآن أن تلك الصديقة الجديدة بعد الغداء اصطحبت الفتاة لغرفتها للعب قليلا وأغلقت الباب والأهل لا يمانعون فـ ((الدنيا أمان دول بنات مع بعض!))، وإذا بالصديقة تبدأ في تمثيل أحد مشاهد الأفلام الأجنبية التي لا تجوز إلا بين الأزواج، مع الفتاة في غرفتهم المغلقة ((بأمان))، من باب المحاكاة، ثم بعد وقت فتحا باب الغرفة وعادت الفتاة لوالدها كأن شيئا لم يكن، وكبرت وتزوجت وأنجبت كذلك.. وإلى الآن لا يعرف أهلها...

ومنهم الذين تعرضوا لأسوأ من ذلك... مما يندى له الجبين ولم يأذن لي أصحابها في سردها عليكم.. كلهم عانوا من غياب رقابة الأهل ولازالوا يعانون، بينما الأهل كانوا يظنون أن ((الدنيا)) أمان.. وليت الأمان يعود..

كل هؤلاء وغيرهم، مر أبناؤهم في ((زمن الأمان)) بمصائب تشيب..
ولم يعرفوا بها إلا بعد سنوات وسنوات... ومنهم من لازال لا يعرف بها..!
وأولادهم في داخلهم ندبات نفسية عميقة تنوء بها خواطرهم ودقات قلوبهم، حتى بعد مضي كل تلك السنوات... فيبدون لمن حولهم ((زي الفل)) بينما حسرة الندم تكاد تفلق أكبادهم..

ولهذا السبب، يظن بعض الآباء أن الأمان يومئذ كان يرتع فيه أباؤهم، عكس أيامنا الآن..
بينما الأمر ليس كذلك..
فما الفرق؟ وما الغرض من المنشور؟

الفرق والغرض من المنشور بوضوح:
••══════════════════••
**عدم الظن أن الأمان مرتبط بزمن دون زمن.. الأمان مرتبط بالزمن وبالأشخاص ومدى تحملهم للمسؤولية عن الرعية التي سيسألون عنها..
**عدم الظن أننا سنحيط علما بكل شيئ، إنما هناك رقابة لابد وأن تفعل وأن نفهم الأبناء حدودها ومقاصدها ووسائلها، ونعلمهم أن الرقيب على كل شيئ والمحيط بكل شيئ هو الله عز وجل، لكن ذلك لا يمنع الرقابة الأبوية بحدودها البشرية..
**عدم الظن أن فرق الأمان في زماننا هو بسبب قلة عدد المصائب أكثر.. فقلة عدد المصائب ليس بالضرورة سببه قلة حدوثها، إنما قد يكون لتأخر العلم بها تراكميا، كما يحدث في زماننا الآن.. مع إقراري بالطبع باختلاف نوع وكثافة الفتن حاليا ومصائبها، بسبب انفتاح العالم على كل الثقافة الغربية بلا حدود نتيجة للثورة الرقمية، بالتزامن مع -أو مما أدى إلى!- غياب الوازع الديني في النفوس، سواء الأهل أو الأبناء، مع بقاء نفس الرقابة الرخوة التي كانت في الزمن السابق كما هي على نفس الحال من ((سيبوهم الدنيا أمان))..! بل ربما الرقابة في زمان قلت أكثر بكثير عن الزمن السابق الذي أذم ضعف الرقابة فيه...! مع أن اختلاف نوعية الفتن وتشعب منافذها ومداخلها في زماننا يستدعي تشديد الرقابة أكثر سبحان الله...!

==فالغرض باختصار==
══════════════
التأكيد على ضرورة التزام الرقابة على الأبناء وتفعيل السلطة الأبوية مع بقية أداوت التربية (كما فصلنا في المقالات في أول تعليق)، ولا نرخي يد الرقابة بزعم أن ((الدنيا)) بأمان... حتى نمر بأبنائنا ((بأمان)) حقيقي، في كل زمان ومكان بإذن الله وحوله وقوته..

#أسماءمحمدلبيب

أمةالله-عفاالله عنها
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه