لا أخشع في الصلاة إلا إذا ...

[راجيه الرضا]

لا أخشَعُ في الصلاة.

أُنجِزُها مُهروِلًا على عجَل، بل وبِتثاقُلٍ شديدٍ أحيانا،، كأنّ القاطرات المُحمّلة بالشَتاتِ.. تنتظر.
نُدركُ تمامًا أنّها وقوفٌ بين يدَيّ الله وأنّنا في ضيافةِ الله، لكنّنا نحترفُ الإهمال والتقصير والكسل.
ذات يومٍ بدَأتُ أرقُب ذاتي. فوجدُتني أخشعُ في وقتَينِ فقط: عند الكربِ الشديد وعند الفرَحِ الشديد. كأنّني في كليهِما أُقَدّم شُكري لله أو تضرّعي إلى الله.. هكذا على هيئةِ سجود وركوع.

الفكرةُ مخيفةٌ جدًّا!. أن نظنّ ونرتاح إلى أنّ الله موجودٌ للسرّاء والضرّاء فقط. أن نشكُرَهُ عند قضاء الحاجة فقط، أو نلجأُ إليه عند تلبيةِ الحاجة فقط. يا للإنسان ما أنكرهُ وأظلمه وأجحده!.

اللهُ موجودٌ بالذات في تلك الأيّام العاديّة. في الأشياء التّي تغفل عن عظمتها المتواصلة. في نعمةِ البصر والصحّة والنوم والصَحو. في نعمةِ المال والعيال وشَربةِ الماء والمسكنِ والحياة. وفي نعمة الهداية والإسلام، الإسلام الذي جعلنا نركعُ ونخرّ على الأرض سُجّدا بعزّةِ المؤمن وذلّ العبودية لله وحده.

هذه هي معركتي الأساسيّة الآن. لمّا أُحقّق خشوعي في الصلاة دون كربٍ ألَمّني أو فرَحٍ أصابني،، فذلك هو النصر العظيم والانتصار الذي لا هزيمة بعده ?

Marwan Bayadsi