كيف تعتاد البكتريا على بيتها الخاص "أمعاؤنا"

احصائياتى
الردود
0
المشاهدات
208

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,542
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
كيف تعتاد البكتريا على بيتها الخاص "أمعاؤنا"
FB_IMG_1637939248002.jpg


كيف تعتاد البكتريا على بيتها الخاص (أمعائنا)

حولنا في كل مكان -وعلينا وحتى داخلنا- يوجد عالمٌ عجيبٌ من كائناتٍ لا نستطيع رؤيتها، هي "الميكروبات".
حينما تسمع كلمة ميكروبات يتبادر لذهنك الوجه الشرير لها والأمراض التي تسببها وقد تفكر في إيجاد طريقة للقضاء عليها تمامًا، ولكن هل من الأفضل القضاء عليها والحفاظ على أنفسنا بعيدًا عن كل هذه الكائنات؟؟
في الواقع هذا أمر مستحيل، ولو قمنا بالتخلص من الميكروبات جميعها حتى النافعة منها لخسرنا الكثير من الخدمات وربما قد لا ننجو بدونها.
يُطلق على هذه العوالم المجهرية اسم "ميكروبيوم"، فلنتعرف عن قرب على الميكروبيوم.
*إلام يشير مصطلح ميكروبيوم على وجه التحديد؟
الميكروبيوم هو مجتمع من الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش معًا في موطن معين، ولا يشير الميكروبيوم إلى الكائنات الحية الدقيقة فحسب، بل يشمل أيضًا مسرح نشاطها. يمتلك كل من البشر والحيوانات والنباتات "ميكروبيوم" خاصًا بها، وكذلك التربة والمحيطات وحتى المباني.
يتكون الميكروبيوم البشري من 10 إلى 100 تريليون كائن حي دقيق متعايش (نعم في جسدك كل هذا العدد) تدعى بـ Microbiota وبصورة أساسية تلك البكتريا الموجودة في الأمعاء وكما تختلف الميكروبات باختلاف حالة الشخص الصحية فضلًا عن اختلافها من شخص إلى آخر.
------------
#هل من فائدة من هذه الكائنات المتطفلة التي تعيش بداخلي؟؟
نعم ولنذكر لك مثالًا مهمًا، لقد ربطت الدراسات الجديدة ميكروبيوم الأمعاء (وهو عبارة عن مجموعة من العديد من أنواع البكتيريا المفيدة) بصحة الإنسان العامة والمساعدة في تطور جهازه المناعي ودرء الكائنات الممرضة.

#البكتريا في ميكروبيوم الأمعاء تحميني من البكتريا الضارة!! كيف ذلك؟
إن قدرة مسببات الأمراض على الإصابة تعتمد على استجابتها للإشارات البيئية المختلفة. وتُعتَبَر المستقلبات التي تُنتَج في الجهاز الهضمي هي الإشارات الرئيسية لمسببات الأمراض.
أحد الأمثلة على ذلك: الإندول وهو مستقلب ينتج عن الميكروبيوم المعوي ومتوفر بكثرة في الأمعاء وهو منفّرٌ قويٌّ للبكتيريا.
*ولكن مهلًا! كيف ينفر البكتريا الضارة ولا يقوم بتنفير البكتريا النافعة في الأمعاء؟
وهنا يكمن البحث.
البيئة في الأمعاء غير مناسبة لتلك الجراثيم، فكيف تعتاد عليها بعض الجراثيم التي ألفت أمعاءنا على أنها بيتها الدافئ؟
وجد الباحثون أن للإندول تأثيرًا مزدوجًا، فهو يجذب ويطرد (ينفر) البكتيريا الإشريكية القولونية في نفس الوقت!
دُعيت هذه الإستجابة "باستجابة يانوس"، ولكن ما نتيجة هذه الاستجابة المتناقضة؟
وجد الباحثون أن هناك نوعان من المستقبلات التي تستشعر الإندول في بكتيريا الإشريكية القولونية، أحدهما يستشعره طاردًا والآخر جاذبًا، وإن التعرض المستمر لتركيزات عالية من الإندول يزيل حساسية المستقبلات التي تفسره على أنه مادة طاردة، وهذا يؤدي إلى الشعور بالإندول على أنه جاذب فقط. أي أن جراثيم الإشريكية القولونية التي مضى عليها وقت في أمعائنا لم تعد تنزعج منه (إن صح التعبير للتشبيه)، بينما الجراثيم الجديدة التي تدخل ستنزعج منه وتنفر.
يؤدي هذا الاكتشاف إلى فهم أفضل لميكروبات الأمعاء. البكتيريا النافعة تتجمع على السطح الداخلي للقناة الهضمية على أساس بعض السمات المشتركة والتي يمكن أن يكون أحدها إنتاج أو استشعار الإندول.
وعلى الجانب الآخر نظرًا الى أن مسببات الأمراض متحركة وتميل إلى المرور عبر القناة الهضمية بعيدًا نسبيًا عن البكتيريا التي تنتج الإندول ، فمن غير المحتمل أن تواجه تركيزاتٍ عاليةً من الإندول لفترة طويلة، لهذا السبب فإن أي كمية من الإندول قادرة على تنفيرها.

إعداد: د. سلمى الفتيان
تدقيق: هيثم عكيلة

الباحثون المسلمون
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه