كنت سعيدا قبل الالتزام بالدين..أما بعده فلا!"...احذر تلك الخدعة

[راجيه الرضا]

"كنت سعيدا قبل الالتزام بالدين..أما بعده فلا!"
"واشعر أن التزامي هو من سبب لي هذه التعاسة!"
شعور سمعته بطريق مباشر تارة وغير مباشر تارات أخر..صاحب هذا الشعور صادق في وصف شعوره..لكن من قال أن الشعور هو دليل الصواب والنجاح؟! ألا يشعر المدمن لحظة تناوله المخدر بلحظة سعادة وهمية؟ ألا يشعر الغني المتكبر أنه أفضل من الفقير المسكين شخصيا؟ ألم يشعر قارون بقمة السعادة يوم خرج على قومه في زينته؟..هذه مقدمة لابد منها...وبعدها أٌذكرك بعدة أمور غائبة -كلها أو بعضها- عنك يا صاحب الشعور:
-بداية هل كنت فعلا ملتزما بدينك وأخلاقياته؟ ألم تكن مثلا فظا غليظا في نهيك عن المنكر وأمرك بالمعروف مع الناس عموما ومع الأهل خصوصا مما سبب لك مشاكل كثيرة سببت لك الاكتئاب بما قدمت يداك لا بما قدم دينك؟!
ألم تكن مثلا مقصرا في الأخذ باسباب النجاح الدنيوية التي أمرك بها دينك؟ ألم يحذرك دينك من الكسل؟ ألم يقل لك :اليد العليا خير من اليد السفلى؟!وكان الكسل المغطى بقشرة الزهد ديدنك!
مثلا..هل كنت غاضا لبصرك أم أن صفة "الالتزام" الظاهر أعطتك حصانة عن غض البصر..فتركت الباب مفتوحا لنقاط سوداء أصابت قلبك فأغمته وأهمته؟
ربما كانت عندك وسوسة في الطهارة والصلاة..فهل هذه الوسوسة المنغصة من الدين؟
ألم تكن تحمل نفسك من النوافل ما لا تتحمله لياقتك الإيمانية وخالفت بذلك وصايا النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال:" اكْلَفُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ".."فَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهَا , وَإِنْ قَلَّ "..
بل هل كان قلبك مع الله أم كانت علاقتك مع ربك عبادات ميكانية خالية عن الحب والرجاء والخشية؟..كم مرة زرت مقام الإحسان وشعرت أنه يراك وإن لم تكن تراه؟!
وقل لي:هل كنت تقرأ القرآن بتدبر وتفحص للمعاني مع تذوق أم كانت قراءة واجب منزلي أو امتحان دراسي؟!
هل كنت تشعر بالسعادة لأن الله استخدمك لطاعته أم كنت ترى لنفسك الفضل لأنك تعبد الله؟!
هل كنت ترى نفسك أفضل من الناس..أم ترى فضل رب الناس عليك؟
هل كنت كثير الدعاء لله أن يحبب إليك الإيمان ويزينه في قلبك وأن يكره إليك الكفر والفسوق والعصيان..مثلا!
إذا تمهل يا صديقي..
واعرف دينك بعمق أكثر..ستحبه أكثر
وأبشر يا طيب