كم هي قصيرة هذه الحياة

[راجيه الرضا]

كتبت أمان الطنطاوي ابنة الشيخ :

كم هي قصيرةٌ هذه الحياة وكم فيها من ابتلاءاتٍ أكبرها الموت، حقاً أن الموت ليس نهاية العالم وحقاً أن هناك حياة أبدية بعد الممات، وحقاً أنه ليس أشد الأحزان لكنه الجرح الذي يصدع القلب، ويجعلنا نتخلى لبعض الوقت عن اهتمامنا بالحياة وكل ما يربطنا بها من أمل وألم.
لكنني أقف خاشعة أمام الموت والحياة، أحبة يرحلون وأحبة يولدون، هنا احتفاء بقادم جديد وهناك حزن لراحل عزيز.
حين أنجبت ابنتي أريج رحلت جدتها عن الحياة، وحين جاءت لأختي بنان حفيدتها هدى رحلت بنان عن الحياة، وحين مات عمي ناجي وكان السابق بين إخوته بالرحيل جاءت حفيدتي لجين للدنيا؛ يومها قالت لي عمتي يسرى (وقد كان رحيله مفاجئاً فاجعاً لإخوة ما رأيت مثلهم بمحبتهم وترابطهم) إن عقد المسبحة قد انفرط.
وحين ماتت والدتي رحمها الله كان حفيدها معتصم يبشرها بولادة ابنه مؤنس، ويوم ماتت عمتي منيرة قدم حفيدي لؤي إلى الدنيا، وتوفي ابن عمي عامر رحمه الله بعيد قدوم ابنه عمرو، ويوم ماتت أختي يمان كانت ولادة حفيدتي نهى بمكة وقد كنت حينها مع ابنتي بالشام نستقبل حفيدتي الأخرى سمية، ويوم ماتت ابنة خالتي بشرى جاءتنا حفيدة لأختي الراحلة يمان، والآن كنت أحدثكم عن قدوم حفيدة ابنتي فإذا بخبر موت خالتي يأتيني.
وكأن الله عز وجل يريد أن يجعلنا موقنين أن الحياة الدنيا مستمرة سواء بمن رحل أو بمن بقي.
الحياة تستمر، ويقولون كل شيء يكبر إلا الحزن فإنه مع الأيام يصغر، لكن لماذا لا يصغر الحزن معي؟ لماذا أظل أستشعره وأستشعر فراق كل حبيب؟ وما أكثر من رحل من أحبتي من الأقارب والأصحاب!
رحم الله كل أحبتنا الراحلين، وأعاننا على تكملة الطريق وبارك فيمن يأتي إلى الحياة، وليتهم يكونون خير خلف لخير سلف!