ام ريمــــاس
New member
- إنضم
- 11 فبراير 2011
- المشاركات
- 364
النـور والظـلام
قال تعالى: ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ )الزمر-9 ,
قال ابن عباس رضي الله عنهما:" للعلماء درجات فوق المؤمنين بسبعمائة درجة , مابين الدرجتين مسيرة خمسمائة عام ". ( وَمِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ )فاطر-28
فليجتهد رجلٌ في العلم يطلبـه كيلا يكون شبيه الشاء والبقـر
يقول الحسن البصري رحمه الله:" لولا العلماء لصار الناس كالبهائم ".
فالجاهل العامل كالسائر بلا دليل عطبه أقرب إليه من سلامته , ووصوله أبعد من انقطاعه , وإفساده أكثر من إصلاحه , إذا أراد النجاة سلك طريق الهلاك, وإذا أراد نفع نفسه جلب لها المضرة , إذا وقع في محنة لم يعرف الصبر عليها , وإذا وقع في شراك لا يستطيع الخلاص منه , إذا وجه نفسه غلبته وسيرته, وإذا جاهد شيطانه كاد له وأوقعه ..
يعيش أقرب منه إلى البهائم بلا عقل ولا علم ونور ولا فهم , أعمى القلب أعمى البصيرة , تجده من همّ إلى غمّ , ومن حزن إلى كرب , ومن شقاء إلى تعاسة , وهذا حال الجهل فلا بصر ولا بصيرة.
وأقبح النصر نصر الأغبياء بلا فهم سوى كم باعوا وكم كسبوا
قال عبد الله بن الحسن لابنه: يا بنيَّ احذر الجاهل , وإن كان لك ناصحاً , كما تحذر العاقل إذا كان لك عدواً , فيوشك الجاهل أن يورِّطك بمشورته في
بعض اغترارك , فيسبق إليك مكر العاقل .
والعلم يقوِّم النفس , ويفرح القلب , وينفع الغير , ويشرح الصدر , ويرضي الله تعالى. والعلم للعاقل العامل نور وعز , وحصن وسلاح من كل عارض.
وفي العلم والإسلام للمرء وازع و في نرك طاعات الفؤاد المتيّــم
بصائر رشد للفتى متبينـــة وأخلاق صدق علمها بالتعلــم
بصائر رشد للفتى متبينـــة وأخلاق صدق علمها بالتعلــم
ويقول الشافعي رحمه الله:
العلم من فضله لمن خدمـه أن يجعل الناس كلهم خدمـه
فواجبٌ صونه عليه كمــا يصون الناس عرضه ومالــه
فمن حوى العلم ثم أودعـه بجهله غيـر أهله ظلمـــة
فواجبٌ صونه عليه كمــا يصون الناس عرضه ومالــه
فمن حوى العلم ثم أودعـه بجهله غيـر أهله ظلمـــة
قال سفيان الثوري: أول العلم الصمت , والثاني الاستماع , والثالث الحفظ , والرابع العمل به. ويقول أحد الحكماء: لا شيء ألذ ولا أطيب ولا أهنأ ولا أنعم ولا أجمل ولا أروع من العلم والسعي إليه.
وقال أبو الدرداء:" كن عالماً أو متعلماً أو مستمعاً , ولا تكن الرابع فتهلك: أي ممن لا يتعلم ولا يعلم ولا يستمع ".
يقول الإمام أحمد بن حنبل: الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب, وذلك لأن الرجل قد يحتاج إلى الطعام أو الشراب مرة أو مرتين , أما حاجته للعلم فهي بعدد أنفاسه.