قوة الأنوثة ..4..مقومات الأنوثة

[راجيه الرضا]

قوة الأنوثة : .....(4)

مقومات الأنوثة: ...(أ)
قبل الحديث عن مقومات الأنوثة من المهم ذكر أن الأنوثة بجمالها ورونقها وضعفها الجميل هي من خلق الله لذلك أنزل الله سبحانه في منظومة الشرع من التعاليم ما يحفظها لكي تؤدي دورها كما أراده الله، كزوجة صالحة، وأم صالحة، و حتى لا يستغل ضعفها المخادعين، والمرأة الصالحة هي من تعظم هذه التعاليم الربانية، وتعلم انه لا خير فيها بدونها،

فلا ولن يظهر جمال المرأة وأنوثتها إلا فيمن رُويت من معين الوحي (قرآنا وسنة) والتي ترى كل معين غيره علقما، أو على الأقل تحب نور الوحي ، وتتبع أحسن القول، ومنهجها هو قوله تعالى:

(فَلَا وَرَبِّكَ لَا یُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ یُحَكِّمُوكَ فِیمَا شَجَرَ بَیۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا یَجِدُوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ حَرَجࣰا مِّمَّا قَضَیۡتَ وَیُسَلِّمُوا۟ تَسۡلِیمࣰا)
وقوله تعالى :
(وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنࣲ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۤ أَمۡرًا أَن یَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِیَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن یَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَـٰلࣰا مُّبِینࣰا)

و بعدما تغيرت المفاهيم ،فما أن تُسمع كلمة الأنوثة أو مقومات الأنوثة فلا يرد على الذهن غير مقاييس الجمال، وفن إظهار الجمال، والجاذبية، وفن اللبس ، وفنون الإغراء، وحسن التبعل، ومع ما لذلك من أهمية بالفعل لكل زوجة وسيأتي الحديث عنها إن شاء الله في وقته، لكن فن الجمال وحسن التبعل لا يزيد على نصف الأنوثة،
أما النصف الأول من قوة الأنوثة فهو قوة التعفف، والتحصن، التي إن ضعف جعلت الجمال والجاذبية بلا قيمة..

فقوة مقومات الأنوثة تشمل قوتين
1- قوة التعفف 2- قوة الجاذبية

وقوة الجاذبية تشمل:

أولا - حسن الخلق وحسن العشرة
ثانيا- حسن التبعل

فقوة التعفف: هي قوة عظمى ذات هيبة طاغية تطرد بها جميع الرجال الأجانب من حصنها، حفظا لدينها وحفظا لذاتها، وحفظا لزوجها، وحفظا لأهلها وحفظا لسمعتها..

أما قوة الجاذبية: فهي قوة عظيمة ذات أنوثة ورقة وحنان وجمال وابداع تجذب إليها زوجها الأوحد

ولا قيمة لإحدى القوتين بدون الأخرى، فلا قيمة لأنوثة أجمل الجميلات إذا كانت قليلة الأخلاق أو قليلة التعفف !

نبدأ بالتفصيل أولا
1- قوة التعفف
الحمد لله الذي أنزل بفضله ورحمته سبحانه مجموعة من التعاليم الربانية العظيمة التي تحافظ على نساءنا و بناتنا وأخواتنا وتحافظ على أنوثتهن لتكن كل منهن المؤنسة الغالية لأهلها و كالحورية لزوجها،
?️ و لا يظن ظان أن هذه التعاليم الخاصة بالتعفف والتحصن ليس لها علاقة بالأنوثة وإنما هي بالفعل نصف الأنوثة ويتضح ذلك جليا عند اختيار الخاطب الصالح للزوجة ذات الدين فما أكثر ما رأيت من الخطاب من يرفض فتاة جميلة لأنها خراجة ولاجة بلا ضرورة، وآخر يرفض فتاة لأنها مرحة مع الرجال الأجانب، وثالث رفضها لأنها متعطرة وحجابها مزين. وهكذا..فعلى قدر التزام المرأة بتلك التعاليم يكون مقدار الحفظ، ومقدار الأنوثة..

ومن هذه التعاليم :-

1- الحياء:
{فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ}

2- غض البصر:
(وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ)
- التشبه بالحور العين
{ فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ}

3- قرار المرأة في بيتها والخروج لحوائجها:
لقوله تعالى { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ }
والحديث (قد أذن لكن أن تخرجن لحوائجكن) البخاري
- التشبه بالحور العين
{حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ }

4- واذا خرجت خرجت بحجابها:
- بالجلباب:
(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ قُل لِّأَزۡوَ ٰ⁠جِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاۤءِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ یُدۡنِینَ عَلَیۡهِنَّ مِن جَلَـٰبِیبِهِنَّۚ ذَ ٰ⁠لِكَ أَدۡنَىٰۤ أَن یُعۡرَفۡنَ فَلَا یُؤۡذَیۡنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا)

- و بدون إبداء أي زينة:
(وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)

- وبالخمار الطويل الذي يغطي الصدر:
(وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)

- ثم إعادة التنبيه على إخفاء الزينة الا عن الزوج والمحارم:
(وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ)

- ثم التنبيه مرة ثالثة على منع الوسائل التي تظهر الزينة الخفية:
(وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)

يتبع

?منقول