قـصـة { المحترف الغير عادي } . .

احصائياتى
الردود
2
المشاهدات
630

:: حنيني ::

New member
معلومات :: حنيني ::
إنضم
18 نوفمبر 2006
المشاركات
38
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
39
الإقامة
// مـ بــ عــ ثــ ر ة //
قـصـة { المحترف الغير عادي } . .
قـصـة . . .

{ المحترف الغير عادي }
. .

المقياس الحقيقي والوحيد للنجاح هو أن تعطي أكثر من المتوقع بكثير ..

**** **** *** *** ****

ذهبت إلى الركن المظلم حيث توجد أرفف البضائع وأسندت رأسي على الجدار وعشت لحظات من اليأس الصامت . فهل سأسمر هكذا طيلة حياتي ؟!

هأنذا تركت المدرسة منذ عامين ومازلت أعمل في عمل لا يستحق التفيكر فيه وقليل الأجر وهو عمل عقيم لا ارتقاء فيه وحتى الآن قد تجنبت التفكير في ذلك السؤال ولكني الأن ولسبب ما فإن الإمكانية المرعبة لحدوث هذا الإحتمال وقعت علي كالصاعقة فاسنفذت الفكرة كل ذرة طاقة من جسدي فغادرت العمل مبكرا بحجة المرض وذهبت إلى البيت لأنام وتدثرت بالأغطية حتى رأسي وحاولت ألا أفكر في غد ولا في المستقبل كله .


وفي الصباح كنت قد تحسنت قليلا ولكن شعوري باليأس لم ينقص وذهبت إلى العمل بلا حماس واستأنفت عملي البائس بلا أمل .


جاءنا هذا الصباح بعض العمال الجدد ؛ كانوا عمالا مؤقتين وكانوا أقل مني شأنا ، وجذب أحدهم إنتباهي حيث كان أكبرهم سنا ، وكان يرتدي زيا رسميا للعمل ، ولم تكن الشركة قد أعطتنا زيا رسميا موحدا ، وفي الواقع لم يكن يهم الشركة أصلا ما نرتديه ما دمنا نحظر بانتظام ، ولكن هذا الرجل كان متأنقا دائما .. وكان يرتدي سروالا بنيا وقميصا للعمل مكويين بعناية وكان اسم ( جيم ) مطرزا على جيبه لإستكمال الأناقة ، وأعتقد أنه اشترى لنفسه هذا الزي .

وراقبته طوال ذلك اليوم والأيام التالية التي عمل فيها معنا ، وكان ملتزما بموعد عمله ، وكان يعمل بتؤدة وهدوء وكان لطيفا مع كل من يعمل معهم ، لكنه نادرا ما كان يتحدث أثناء العمل ، وكان يخرج في أوقات الراحة المقررة في الضحى وبعد الظهر مثل الآخرين ، ولكنه لم يكن يتأخر عن الوقت المحدد مثلهم ..

وفي وقت الغداء كان بعض العمال يطلبون طعاما جاهزا من المطاعم على الرغم من أننا كنا نشتري الطعام والشراب من آلة خاصة بذلك ، ولم يكن جيم يفعل أيا من الأمرين ؛ فكان يحضر طعامه في صندوق قديم من الصلب ، ويشرب القهوة من إنائه الحافظ للحرارة ( ترمس ) ، وكلاهما قد استهلك من كثرة الإستعمال .

لم يكن كثير من العمال يهتمون بتنظيف المكان بعد الأكل ، وعلى عكس ذلك كان مكان جيم على الطاولة نظيفا وبالطبع يعود دائما إلى مكانه في خط الإنتاج في المعياد المحدد تماما ، لم يكن فريدا فحسب ، بل كان مميزا ومثيرا للإعجاب .

لقد كان عاملا من النوع الذي يحلم به أي مدير ومع ذلك فقد أحبه بقية العمال أيضا ، فهو لم يكن يحاول أن يفضح أي إنسان . ويقوم بالعمل الذي يطلب منه لاأكثر ولا أقل .

لم يكن يثرثر أو يشكو أو يجادل . كان كل ما يفعله تأدية عمله ، إنه عامل عادي ، ولكنه كان ذا كبرياء أكثر مما كنت أتوقع ممن يقوم بهذا النوع من العمل المتواضع << عمل العبيد .

كانت تصرفاته ، وكل حركة يأتي بها تؤكد أنه محترف ، والعمل قد يكون عاديا ، ولكن ذلك العامل لم يكن هكذا .

وعندما انتهت فترة عملهم المؤقتة ، ورحل جيم إلى عمل آخر ، ولكن الإنطباع الذي كونته عنه لم يفارقني . لقد قلب أفكاري رأسا على عقب على الرغم من أنني لم أحادثه أبدا ، وبذلت قصارى جهدي لأحذو حذوه .

بالطبع لم أشتري زيا رسميا ، ولا صندوقا للغداء ، ولكني بدأت في وضع مبادئي الخاصة ؛ فقد عملت كرجل أعمال ينفذ عقدا كما يفعل جيم بالضبط . ولدهشتي ، فلقد لاحظ المديرون ارتفاع معدل إنتاجي وقاموا بترقيتي ، وبعد سنوات قليلة انتقلت إلى عمل ذي عائد أكبر في شركة أخرى .


وهكذا ، سنة بعد سنة ، وشركة بعد شركة ، حتى بدأت في إنشاء عملي الخاص بي .
وكان النجاح الذي أحرزته بفضل العمل الجاد ، والحظ السعيد ولكنني أظن أن نصيبي الأكبر من الحظ كان بفضل الدرس الذي تعلمته من جيم منذ سنوات طويلة .



فالإحترام لاينبع من نوع العمل الذي تؤديه ، ولكن من طريقة أدائك لهذا العمل .


{ . .
من كتاب شوربة دجاج للحياة العملية
. . }
 

:: حنيني ::

New member
معلومات :: حنيني ::
إنضم
18 نوفمبر 2006
المشاركات
38
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
39
الإقامة
// مـ بــ عــ ثــ ر ة //

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه