بلقيس الراوي .. هي سيدة عراقية وهي زوجة الشاعر نزار قباني .. قتلت في حادث تفجير السفارة العراقية في بيروت عام 1983 اثناء الحرب الاهلية .. فكتب هذه القصيدة في رثاءها واسماها بأسمها ..
القصيده كامله لاول مره
بلقيس الراوي
.. شكراً لكم
.. شكراً لكم
فحبيبتي قتلت .. وصار بوسعكم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدة
وقصيدتي اغتيلت وهل من أمة في الأرض
إلا نحن .. نغتال القصيدة
بلقيس
كانت اجمل الملكات في تاريخ بابل
بلقيس
كانت اطول النخلات فى ارض العراق
كانت اذا تمشى..
ترافقها طواويس
وتتبعها أيائل
بلقيس
يا وجعي ..
يا وجع القصيدة حين تلمسها الأنامل
هل يا ترى ..
من بعد شعرك سوف ترتفع السنابل ؟
قتلوك يا بلقيس ..
أي امة عربية ..
تلك التي تغتال أصوات البلابل ؟
أين السموأل ؟
المهلهل ؟
والغطاريف الأوائل ؟
فقبائل اكلت قبائل
وثعالب قتلت ثعالب .
وعناكب قتلت عناكب ..
قسما بعينيك اللتين أليهما ..
تأوي ملايين الكواكب ..
سأقول يا قمري عن العرب العجائب
فهل البطولة كذبه عربية ؟
أم مثلنا التاريخ كاذب ؟
بلقيس
لا تتغيبي عني
فإن الشمس بعدك
لا تضيء على السواحل ..
سأقول في التحقيق :
أن اللص اصبح يرتدي ثوب
المقاتل
أقول في التحقى :
أن القائد الموهوب اصبح
كالمقاول ..
وأقول
أن حكاية الإشعاع
اسخف نكتة قيلت ..
فنحن قبيلة بين القبائل
هذا هو التاريخ يا بلقيس
كيف يفرق الإنسان ..
مابين الحدائق والمزابل
بلقيس أيتها الشهيدة .. والقصيدة ..
والمطهرة .. النقية ..
سبأ تفتش عن مليكتها
فردي للجماهير التحية ..
يا اعظم الملكات ..
يا امرأة تجسد كل أمجاد العصور
السومريه
بلقيس
يا عصفورتي ألاحلى ..
ويا أيقونتي الأغلى ..
ويا دمعا تناثر فوق خد المجدلية
أترى ظلمتك أن نقلتك
ذات يوم .. من ضفاف ألاعظمية
بيروت تقتل كل يوماواحد منا ..
وتبحث كل يوم عن ضحية
والموت .. في فنجان قهوتنا ..
وفي مفتاح شقتنا ..
وفي أزهار شرفتنا ..
وفي ورق الجرائد ..
والحروف ألابجديه ..
ها نحن .. يا بلقيس
ندخل مرة أخرى العصور الجاهلية ..
ها نحن ندخل في التوحش
والتخلف .. والبشاعة .. والوضاعه
ندخل مرة أخرى .. عصور البربرية
حيث الكتابة رحلة
بين الشظية .. والشظية ؟
حيث اغتيال فراشه فى حقلها
صار القضيه
هل تعرفون حبيبتى بلقيس ؟
فهي أهم ما كتبوه في كتب الغرام
كانت مزيجا رائعا
بين القطيفة والرخام
كان البنفسج بين عينيها
ينام ولا ينام ..
بلقيس يا عطراً بذاكرتي
ويا قبر يسافر في الغمام
قتلوك في بيروت مثل أي غزالة
من بعد ما قتلوا الكلام
بلقيس
ليس هذه مرثية
لكن ..
على العرب السلام
لكن ..
على العرب السلام
لكن..
على العرب السلام
بلقيس
مشتاقون .. مشتاقون .. مشتاقون
والبيت الصغير
يسائل عن أميرته المعطرة الذيول
نصغي إلى الأخبار .. والأخبار غامضة
ولا تروي فضول ..
بلقيس
مذبحون حتى العظم
والأولاد لا يدرون
ما يجري ..
ولا ادري انا ..
ماذا أقول ؟
ولا ادري انا ..
ماذا أقول ؟
هل تقرعين الباب بعد دقائق ؟
هل تخلعين المعطف الشتوى ؟
هل تاتين باسمه
وناضره
ومشرقه كأزهار الحقول ؟
بلقيس
ان زروعك الخضراء
مازالت على الحيطان باكيه
ووجهك لم يزل متنقلا
بين المرايا والستائر
حتى سجارتك التى اشعلتها
لم تنطفىء
ودخانها
مازال يرفض ان يسافر
بلقيس
مطعونون مطعونون فى الاعماق
والاحداق يسكنها الزهول
بلقيس
كيف اخذت ايامى واحلامى
وألغيت الحدائق والفصول
يا زوجتى
وحبيبتى وقصيدتى وضياء عينى
قد كنت عصفورى الجميل
فكيف هربت يا بلقيس منى
بلقيس
هذا موعد الشاى العراقى المعطر
والمعتق كالسلافه
فمن الذى سيوزع الاقداح ايتها الزرافه ؟
زمن الذى نقل الفرات لبيتنا
وورود دجله والرصافه ؟
بلقيس
ان الحزن يثقبنى
وبيروت التى قتلتك لا تدرى جريمتها
وبيروت التى عشقتك
تجهل انها قتلت عشيقتها
واطفأت القمر
بلقيس
يا بلقيس
يا بلقيس
كل غمامه تبكي عليك ..
فمن ترى يبكي عليا
بلقيس .. كيف رحلتي صامته
ولم تضعي يديك
على يديا ؟
بلقيس
كيف تركتنا في الريح
نرجف مثل أوراق الأشجار ؟
وتركتنا نحن الثلاثة .. ضائعين
كريشه تحت الأمطار ..
أتراك مافكرت بي ؟
أتراك مافكرت بي ؟
وأنا الذي
يحتاج حبك .
مثل زينب أو عمر
بلقيس
يا كنزا خرافيا
ويا رمحا عراقيا
وغابه خيزران
يا من تحديت النجوم ترفعا
من اين جئت بكل هذا العنفوان ؟
بلقيس
تذبحنى التفاصيل الصغيره فى علاقتنا
وتجلدنى الثوانى والدقائق
فلكل دبوس صغير .. قصه
ولكل عقد من عقودك قصتان
حتى ملاقط شعرك الذهبى
تغمرنى كعادتها, بامطار المنان
ويرعش الصوت العراقى الجميل
على الستائر
والمقاعد
والاوانى
ومن المرايا تطلعين
من الخواتم تطلعين
من القصيده تطلعين
من الشموع
من الكؤوس
من النبيذ الارجوانى
بلقيس
يا بلقيس
لو تدرين ما وجع المكان
فى كل ركن.. انت حائمه كعصفور
وعابقه كغابه بيلسان
فهناك..كنت تدخنين
هناك..كنت تطالعين
هناك..كنت كنخله تتمشطين
وتدخلين على الضيوف
كأنك السيف اليمانى
بلقيس
اين زجاجه الغيلان؟
والولاعه الزرقاء
اين سجاره الكنت التى
ما فارقت شفتيك؟
اين الهشامى مغنيا
فوق القوام المهرجان
تتذكر الامشاط ماضيها
فيكرج دمعها
هل يا ترى الامشاط من اشواقها ايضا تعانى ؟
بلقيس : صعب ان اهاجر من دمى
وانا المحاصر بين السنه اللهب
وبين السنه الدخان..
بلقيس : ايتها الاميره
ها انت تحترقين فى حرب العشيره
ماذا ساكتب عن رحيل مليكتى
ان الكلام فضيحتى
ها نحن نبحث بين اكوام الضحايا
عن نجمه سقطت
وعن جسد تناثر كالمرايا
ها نحن نسال يا حبيبه
ان كان هذا قبرك انت
ام قبر العروبه
بلقيس
يا صفصافه ارحت ضفائرها على
ويا زرافه كبرياء
بلقيس :
ان قضاءنا العربى ان يغتالنا عرب
وياكل لحمنا عرب
ويفتح قبرنا عرب
فكيف نفر من هذا القضاء؟
فالخنجر العربى ليس يقيم فرقا
بين اعناق الرجال
واعناق النساء
بلقيس :
إن هم فجروك .. فعندنا
كل الجنائز تبتدي في كربلاء
وتنتهي في كربلاء
لن اقراء التاريخ بعد اليوم
ان اصابعى اشتعلت
واثوابى تغطيها الدماء
ها نحن ندخل عصرنا الحجرى
نرجع كل يوم , الف عام للوراء..
البحر في بيروت
بعد رحيل عينيك استقال
والشعر .. يسأل عن قصيدته
التى لم تكتمل كلماتها
ولا أحد .. يجيب على السؤال
الحزن يا بلقيس
يعصر مهجتى كالبرتقال
الان .. اعرف مأذق الكلمات
اعرف ورطه اللغه المحالة
وانا الذى اخترع الرسائل
لست ادرى... كيف ابتدىء الرساله
السيف يدخل لحم خاصرتى
وخاصره العبارة
كل الحضاراة انتى والانثى حضارة
بلقيس : انتى بشارتى الكبرى
فمن سرق البشارة ؟
انت الكتابه قبلما كانت كتابه
انت الجزيره والمنارة
بلقيس :
يا قمرى الذى طمروه ما بين الحجاره
الان ترتفع الستاره
الان ترتفع الستاره
ساقول فى التحقيق
انى اعرف الاسماء.. والاشياء..والسجناء
والشهداء .. والفقراء..والمستضعفين
واقول انى ارف السياف قاتل زوجتى
ووجوه كل المخبرين
واقول : ان نضالنا كذب
وان لا فرق
ما بين السياسه والدعاره
ساقول فى التحقيق :
انى قد عرفت القاتلين
واقول :
ان زماننا العربى مختص بذبح الياسمين
وبقتل كل الانبياء
وقتل كل المرسلين
حتى العيون الخضر
ياكلها العرب
حتى الضفائر والخواتم
والاساور والمرايا ... واللعب
حتى النجوم تخاف من وطنى
ولا ادرى السبب
حتى الطيور تفر من وطنى
ولا ادرى السبب
حتى الكواكب والمراكب والسحب
حتى الدفاتر والكتب
وجميع اشياء الجمال
جميعها .. ضذ العرب
لما تناثر جسدك الضوئى
يا بلقيس
لولوة كريمه
فكرت : هل قتل النساء هوايه عربيه
ام اننا فى الاصل محترفوا الجريمه
بلقيس
يا فرسى الجميله .. اننى
من كل تاريخى خجول
هذى بلاد يقتلون بها الخيول
هذى بلاد يقتلون بها الخيول
من يوم ان نحروك
بلقيس
يا احلى وطن
لا يعرف الانسان كيف يعيش فى هذا الوطن
لا يعرف الانسان كيف يموت فى هذا الوطن
ماذلت ادفع من دمى
اعلى جزء
كى اسعد الدنيا ولكن السماء
شاءت بان ابقى وحيدا
مثل اوراق الشتاء
هل يولد الشعراء من رحم الشقاء؟
وهل القصيده طعنه
فى القلب ليس لها شفاء
ام اننى وحدى الذى
عيناه تختصران تاريخ البكاء ؟
ساقول فى التحقيق :
كيف غزالتى ماتت بسيف ابى لهب
كل للصوص من الخليج الى المحيط
يدمرون ..ويحرقون
وينهبون.. ويرتشون
ويعتدون على النساء
كما يريد ابى لهب
لا قمحه فى الارض
تنبت دون راى ابى لهب
لا طفل يولد عندنا
الا وزارت امه يونا
فراش ابى لهب !!
لا سجن يفتح
دون راى ابى لهب
لا رأس يقطع
دون امر ابى لهب
ساقول فى التحقيق :
كيف اميرتى اغتصبت
وكيف تقاسموا فيروز عينها
وخاتم عرسها
واقول كيف تقاسموا الشعر الذى
يجرى كانهار الذهب
ساقول فى الحقيق :
كيف سطوا على ايات مصحفها الشريف
واضرموا فيه اللهب
ساقول كيف استنزفوا دمها
وكيف استملكوا فمها
فما تركوا به وردا ولا تركوا عنب
هل موت بلقيس
هو النصر الوحيد
بكل تاريخ العرب ؟
بلقيس
يا معشوقتى حتى الثماله
الانبياء الكاذبون
يقرفصون
ويكذبون على الشعوب
ولا رساله
لو انهم حملوا الينا
من فلسطين الحزينه
نجمه
او برتقاله
لو انهم حملوا الينا
من شاطىء غزه
حجرا صغيرا
او محاره
لو انهم من ربع قرن حرروا
زيتونه
او ارجعوا ليمونة
ومحوا عن التاريخ عاره
لشكرت من قتلوك يا بلقيس
يا معبودتى حتى الثماله
لكنهم تركوا فلسطينا
ليغتالوا غزاله !!
ماذا يقول الشعر يا بلقيس
فى هذا الزمن ؟
ماذا يقول الشعر ؟
فى العصر الشعوبى
المجوسى
الجبان
والعالم العربى
مسحوق ومقموع
ومقطوع اللسان
نحن الجريمه فى تفوقها
فما ( العقد الفريد ) وما ( الاغانى ) ؟
أخذوك أيتها الحبيبة من يدي
اخذوا القصيدة من فمي
اخذوا الكتابة .. والقراءة
والطفولة .. والأماني
بلقيس يا بلقيس
يا دمعا ينقط فوق اهداب الكمان
علمت مت قتلوك اسرار الهوى
لكنهم قبل انتهاء الشوط
قد قتلوا حصانى
بلقيس :
اسالك السماح فربما
كانت حياتك فديه لحياتى
أني لا اعرف جيدا ..
أن الذين تورطوا في القتل
كان مرادهم أن يقتلوا كلماتي !!!
نامي بحفظ الله
أيتها الجميلة
فالشعر بعدك مستحيل
..والأنوثة مستحيلة
ستظل اجيال من الاطفال
تسأل عن ضفائرك الطويله
وتظل اجيال من العشاق
تقراء عنك ايتها المعلمه الاصيله
وسيعرف العرب يوما
انهم قتلوا الرسوله
قتلوا الرسوله
ق ت ل و ا
ا ل ر س و ل ه
القصيده كامله لاول مره
بلقيس الراوي
.. شكراً لكم
.. شكراً لكم
فحبيبتي قتلت .. وصار بوسعكم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدة
وقصيدتي اغتيلت وهل من أمة في الأرض
إلا نحن .. نغتال القصيدة
بلقيس
كانت اجمل الملكات في تاريخ بابل
بلقيس
كانت اطول النخلات فى ارض العراق
كانت اذا تمشى..
ترافقها طواويس
وتتبعها أيائل
بلقيس
يا وجعي ..
يا وجع القصيدة حين تلمسها الأنامل
هل يا ترى ..
من بعد شعرك سوف ترتفع السنابل ؟
قتلوك يا بلقيس ..
أي امة عربية ..
تلك التي تغتال أصوات البلابل ؟
أين السموأل ؟
المهلهل ؟
والغطاريف الأوائل ؟
فقبائل اكلت قبائل
وثعالب قتلت ثعالب .
وعناكب قتلت عناكب ..
قسما بعينيك اللتين أليهما ..
تأوي ملايين الكواكب ..
سأقول يا قمري عن العرب العجائب
فهل البطولة كذبه عربية ؟
أم مثلنا التاريخ كاذب ؟
بلقيس
لا تتغيبي عني
فإن الشمس بعدك
لا تضيء على السواحل ..
سأقول في التحقيق :
أن اللص اصبح يرتدي ثوب
المقاتل
أقول في التحقى :
أن القائد الموهوب اصبح
كالمقاول ..
وأقول
أن حكاية الإشعاع
اسخف نكتة قيلت ..
فنحن قبيلة بين القبائل
هذا هو التاريخ يا بلقيس
كيف يفرق الإنسان ..
مابين الحدائق والمزابل
بلقيس أيتها الشهيدة .. والقصيدة ..
والمطهرة .. النقية ..
سبأ تفتش عن مليكتها
فردي للجماهير التحية ..
يا اعظم الملكات ..
يا امرأة تجسد كل أمجاد العصور
السومريه
بلقيس
يا عصفورتي ألاحلى ..
ويا أيقونتي الأغلى ..
ويا دمعا تناثر فوق خد المجدلية
أترى ظلمتك أن نقلتك
ذات يوم .. من ضفاف ألاعظمية
بيروت تقتل كل يوماواحد منا ..
وتبحث كل يوم عن ضحية
والموت .. في فنجان قهوتنا ..
وفي مفتاح شقتنا ..
وفي أزهار شرفتنا ..
وفي ورق الجرائد ..
والحروف ألابجديه ..
ها نحن .. يا بلقيس
ندخل مرة أخرى العصور الجاهلية ..
ها نحن ندخل في التوحش
والتخلف .. والبشاعة .. والوضاعه
ندخل مرة أخرى .. عصور البربرية
حيث الكتابة رحلة
بين الشظية .. والشظية ؟
حيث اغتيال فراشه فى حقلها
صار القضيه
هل تعرفون حبيبتى بلقيس ؟
فهي أهم ما كتبوه في كتب الغرام
كانت مزيجا رائعا
بين القطيفة والرخام
كان البنفسج بين عينيها
ينام ولا ينام ..
بلقيس يا عطراً بذاكرتي
ويا قبر يسافر في الغمام
قتلوك في بيروت مثل أي غزالة
من بعد ما قتلوا الكلام
بلقيس
ليس هذه مرثية
لكن ..
على العرب السلام
لكن ..
على العرب السلام
لكن..
على العرب السلام
بلقيس
مشتاقون .. مشتاقون .. مشتاقون
والبيت الصغير
يسائل عن أميرته المعطرة الذيول
نصغي إلى الأخبار .. والأخبار غامضة
ولا تروي فضول ..
بلقيس
مذبحون حتى العظم
والأولاد لا يدرون
ما يجري ..
ولا ادري انا ..
ماذا أقول ؟
ولا ادري انا ..
ماذا أقول ؟
هل تقرعين الباب بعد دقائق ؟
هل تخلعين المعطف الشتوى ؟
هل تاتين باسمه
وناضره
ومشرقه كأزهار الحقول ؟
بلقيس
ان زروعك الخضراء
مازالت على الحيطان باكيه
ووجهك لم يزل متنقلا
بين المرايا والستائر
حتى سجارتك التى اشعلتها
لم تنطفىء
ودخانها
مازال يرفض ان يسافر
بلقيس
مطعونون مطعونون فى الاعماق
والاحداق يسكنها الزهول
بلقيس
كيف اخذت ايامى واحلامى
وألغيت الحدائق والفصول
يا زوجتى
وحبيبتى وقصيدتى وضياء عينى
قد كنت عصفورى الجميل
فكيف هربت يا بلقيس منى
بلقيس
هذا موعد الشاى العراقى المعطر
والمعتق كالسلافه
فمن الذى سيوزع الاقداح ايتها الزرافه ؟
زمن الذى نقل الفرات لبيتنا
وورود دجله والرصافه ؟
بلقيس
ان الحزن يثقبنى
وبيروت التى قتلتك لا تدرى جريمتها
وبيروت التى عشقتك
تجهل انها قتلت عشيقتها
واطفأت القمر
بلقيس
يا بلقيس
يا بلقيس
كل غمامه تبكي عليك ..
فمن ترى يبكي عليا
بلقيس .. كيف رحلتي صامته
ولم تضعي يديك
على يديا ؟
بلقيس
كيف تركتنا في الريح
نرجف مثل أوراق الأشجار ؟
وتركتنا نحن الثلاثة .. ضائعين
كريشه تحت الأمطار ..
أتراك مافكرت بي ؟
أتراك مافكرت بي ؟
وأنا الذي
يحتاج حبك .
مثل زينب أو عمر
بلقيس
يا كنزا خرافيا
ويا رمحا عراقيا
وغابه خيزران
يا من تحديت النجوم ترفعا
من اين جئت بكل هذا العنفوان ؟
بلقيس
تذبحنى التفاصيل الصغيره فى علاقتنا
وتجلدنى الثوانى والدقائق
فلكل دبوس صغير .. قصه
ولكل عقد من عقودك قصتان
حتى ملاقط شعرك الذهبى
تغمرنى كعادتها, بامطار المنان
ويرعش الصوت العراقى الجميل
على الستائر
والمقاعد
والاوانى
ومن المرايا تطلعين
من الخواتم تطلعين
من القصيده تطلعين
من الشموع
من الكؤوس
من النبيذ الارجوانى
بلقيس
يا بلقيس
لو تدرين ما وجع المكان
فى كل ركن.. انت حائمه كعصفور
وعابقه كغابه بيلسان
فهناك..كنت تدخنين
هناك..كنت تطالعين
هناك..كنت كنخله تتمشطين
وتدخلين على الضيوف
كأنك السيف اليمانى
بلقيس
اين زجاجه الغيلان؟
والولاعه الزرقاء
اين سجاره الكنت التى
ما فارقت شفتيك؟
اين الهشامى مغنيا
فوق القوام المهرجان
تتذكر الامشاط ماضيها
فيكرج دمعها
هل يا ترى الامشاط من اشواقها ايضا تعانى ؟
بلقيس : صعب ان اهاجر من دمى
وانا المحاصر بين السنه اللهب
وبين السنه الدخان..
بلقيس : ايتها الاميره
ها انت تحترقين فى حرب العشيره
ماذا ساكتب عن رحيل مليكتى
ان الكلام فضيحتى
ها نحن نبحث بين اكوام الضحايا
عن نجمه سقطت
وعن جسد تناثر كالمرايا
ها نحن نسال يا حبيبه
ان كان هذا قبرك انت
ام قبر العروبه
بلقيس
يا صفصافه ارحت ضفائرها على
ويا زرافه كبرياء
بلقيس :
ان قضاءنا العربى ان يغتالنا عرب
وياكل لحمنا عرب
ويفتح قبرنا عرب
فكيف نفر من هذا القضاء؟
فالخنجر العربى ليس يقيم فرقا
بين اعناق الرجال
واعناق النساء
بلقيس :
إن هم فجروك .. فعندنا
كل الجنائز تبتدي في كربلاء
وتنتهي في كربلاء
لن اقراء التاريخ بعد اليوم
ان اصابعى اشتعلت
واثوابى تغطيها الدماء
ها نحن ندخل عصرنا الحجرى
نرجع كل يوم , الف عام للوراء..
البحر في بيروت
بعد رحيل عينيك استقال
والشعر .. يسأل عن قصيدته
التى لم تكتمل كلماتها
ولا أحد .. يجيب على السؤال
الحزن يا بلقيس
يعصر مهجتى كالبرتقال
الان .. اعرف مأذق الكلمات
اعرف ورطه اللغه المحالة
وانا الذى اخترع الرسائل
لست ادرى... كيف ابتدىء الرساله
السيف يدخل لحم خاصرتى
وخاصره العبارة
كل الحضاراة انتى والانثى حضارة
بلقيس : انتى بشارتى الكبرى
فمن سرق البشارة ؟
انت الكتابه قبلما كانت كتابه
انت الجزيره والمنارة
بلقيس :
يا قمرى الذى طمروه ما بين الحجاره
الان ترتفع الستاره
الان ترتفع الستاره
ساقول فى التحقيق
انى اعرف الاسماء.. والاشياء..والسجناء
والشهداء .. والفقراء..والمستضعفين
واقول انى ارف السياف قاتل زوجتى
ووجوه كل المخبرين
واقول : ان نضالنا كذب
وان لا فرق
ما بين السياسه والدعاره
ساقول فى التحقيق :
انى قد عرفت القاتلين
واقول :
ان زماننا العربى مختص بذبح الياسمين
وبقتل كل الانبياء
وقتل كل المرسلين
حتى العيون الخضر
ياكلها العرب
حتى الضفائر والخواتم
والاساور والمرايا ... واللعب
حتى النجوم تخاف من وطنى
ولا ادرى السبب
حتى الطيور تفر من وطنى
ولا ادرى السبب
حتى الكواكب والمراكب والسحب
حتى الدفاتر والكتب
وجميع اشياء الجمال
جميعها .. ضذ العرب
لما تناثر جسدك الضوئى
يا بلقيس
لولوة كريمه
فكرت : هل قتل النساء هوايه عربيه
ام اننا فى الاصل محترفوا الجريمه
بلقيس
يا فرسى الجميله .. اننى
من كل تاريخى خجول
هذى بلاد يقتلون بها الخيول
هذى بلاد يقتلون بها الخيول
من يوم ان نحروك
بلقيس
يا احلى وطن
لا يعرف الانسان كيف يعيش فى هذا الوطن
لا يعرف الانسان كيف يموت فى هذا الوطن
ماذلت ادفع من دمى
اعلى جزء
كى اسعد الدنيا ولكن السماء
شاءت بان ابقى وحيدا
مثل اوراق الشتاء
هل يولد الشعراء من رحم الشقاء؟
وهل القصيده طعنه
فى القلب ليس لها شفاء
ام اننى وحدى الذى
عيناه تختصران تاريخ البكاء ؟
ساقول فى التحقيق :
كيف غزالتى ماتت بسيف ابى لهب
كل للصوص من الخليج الى المحيط
يدمرون ..ويحرقون
وينهبون.. ويرتشون
ويعتدون على النساء
كما يريد ابى لهب
لا قمحه فى الارض
تنبت دون راى ابى لهب
لا طفل يولد عندنا
الا وزارت امه يونا
فراش ابى لهب !!
لا سجن يفتح
دون راى ابى لهب
لا رأس يقطع
دون امر ابى لهب
ساقول فى التحقيق :
كيف اميرتى اغتصبت
وكيف تقاسموا فيروز عينها
وخاتم عرسها
واقول كيف تقاسموا الشعر الذى
يجرى كانهار الذهب
ساقول فى الحقيق :
كيف سطوا على ايات مصحفها الشريف
واضرموا فيه اللهب
ساقول كيف استنزفوا دمها
وكيف استملكوا فمها
فما تركوا به وردا ولا تركوا عنب
هل موت بلقيس
هو النصر الوحيد
بكل تاريخ العرب ؟
بلقيس
يا معشوقتى حتى الثماله
الانبياء الكاذبون
يقرفصون
ويكذبون على الشعوب
ولا رساله
لو انهم حملوا الينا
من فلسطين الحزينه
نجمه
او برتقاله
لو انهم حملوا الينا
من شاطىء غزه
حجرا صغيرا
او محاره
لو انهم من ربع قرن حرروا
زيتونه
او ارجعوا ليمونة
ومحوا عن التاريخ عاره
لشكرت من قتلوك يا بلقيس
يا معبودتى حتى الثماله
لكنهم تركوا فلسطينا
ليغتالوا غزاله !!
ماذا يقول الشعر يا بلقيس
فى هذا الزمن ؟
ماذا يقول الشعر ؟
فى العصر الشعوبى
المجوسى
الجبان
والعالم العربى
مسحوق ومقموع
ومقطوع اللسان
نحن الجريمه فى تفوقها
فما ( العقد الفريد ) وما ( الاغانى ) ؟
أخذوك أيتها الحبيبة من يدي
اخذوا القصيدة من فمي
اخذوا الكتابة .. والقراءة
والطفولة .. والأماني
بلقيس يا بلقيس
يا دمعا ينقط فوق اهداب الكمان
علمت مت قتلوك اسرار الهوى
لكنهم قبل انتهاء الشوط
قد قتلوا حصانى
بلقيس :
اسالك السماح فربما
كانت حياتك فديه لحياتى
أني لا اعرف جيدا ..
أن الذين تورطوا في القتل
كان مرادهم أن يقتلوا كلماتي !!!
نامي بحفظ الله
أيتها الجميلة
فالشعر بعدك مستحيل
..والأنوثة مستحيلة
ستظل اجيال من الاطفال
تسأل عن ضفائرك الطويله
وتظل اجيال من العشاق
تقراء عنك ايتها المعلمه الاصيله
وسيعرف العرب يوما
انهم قتلوا الرسوله
قتلوا الرسوله
ق ت ل و ا
ا ل ر س و ل ه