قصه من البريد

احصائياتى
الردود
2
المشاهدات
444

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,541
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
قصه من البريد
هي صفحه اجتماعيه تصدر كل جمعه كان يتولاها عبد الوهاب مطاوع وبعد وفاته استمرت وتولاها زملاؤه بعده تعرض كل جمعه مشكله اجتماعيه والرد عليها من قبل المحرر افكر لو نشرت كل اسبوع قصه ونتتاقش فيها. لاني اختلف أو اتفق مع بعض ردود المحرر احيانا الا ان القصص نفسها بها فائده كبيره .


بريد الجمعة يكتبه: أحمد البرى
المشاعر الباهتة !
استوقفتنى هذا الأسبوع الرسالة التالية: سيدى لا أعلم من أين أبدأ رسالتى هذه، فقد تجدها متداخلة ومبعثرة الأفكار، لكنى لم أتردد فى كتابتها إليك، وأنا راقدة على سريرى فى المستشفى، وقصتى أننى سيدة عمرى سبعة وأربعون عاما، وترتيبى الأولى بين ستة أشقاء، لأب ليبى، وأم مصرية، وقد تزوجت شابا مصريا، وأنجبت ولدا عمره 18 عاما وبنتا عمرها ١٦ عاما، وعشق أبى مصر، وكيف لا، وقد كانت ليبيا ومصر شقيقتين تفصلهما الحدود فقط، ومن شدة حبه لها أصر على الزواج بإحدى فتياتها لكى يكون له فى مصر «غاية»، وبعد ارتباطه بأمى انتقلا إلى ليبيا، وأقاما بها، وكانا يزوران مصر ما يتراوح بين خمس وست مرات فى السنة، وكان والدى من تجار السيارات الفارهة بليبيا، وكنت ممن يقال عنهم «اتولدوا وفى أفواههم ملعقة من ذهب»، لكنى لم أكن أبدا متكبرة أو مغرورة بجاه أو منصب أو مكانة والدى أو أعمامى أو جدى.

ومضت بنا الحياة مع والدىّ وأخوتى فى سلام، وواصلت دراستى إلى أن بلغت المرحلة الجامعية، والتحقت بكلية فى مصر، وتعرفت على زوجى عن طريق صديقة لى، والحقيقة أننى أحببته، وذللت له كل الصعاب المادية لدرجة أننى تزوجت بأثاث مستعمل وهو الشئ الذى لا يحدث فى مصر نهائيا، وتعاونت معه فى تأثيث المنزل دون علم أبى، حيث ساهم بغرفة نوم وصالون واستكملت باقى الأثاث، وكان كله مستعملا، بل ودفعت تكاليف حفل الزفاف، وقبلت بشبكة قديمة كان قدمها لخطيبة سابقة له من قبل وفسخت خطبتهما، برغم الحب الذى جمعهما، وهى التى آثرت الابتعاد عنه بسبب عصبيته الزائدة عن الحد، حتى لو تعلق الأمر بسوء تفاهم حول مسألة ما، كما خطب أخرى ولم تكتمل الخطبة لأحواله المادية التى لم تتوافق مع متطلباتهم، وهناك ثالثة لم تتم خطبته له لأن أهلها يريدون أن تعيش ابنتهم فى القاهرة، وليس بإحدى مدن الدلتا حيث يقطن أهله!

وقد ظهرت عصبيته بوضوح خلال فترة خطبتنا، ولم تغب عنى أبدا برغم أنه لم يحدثنى وقتها عن خطبتيه الأخريين، واكتفى بكلام مقتضب عن خطبته الأولى، لكنى مضيت فى إتمام زواجى به، ولم أتوقف عند إملاءاته سواء فى موضوع العفش، أو خلافه، وتغاضيت عن كل ذلك لأننى أحببته.. قاتل الله الحب الذى قد يعمى البصر والبصيرة.. إننى لم أتصور أن يصنع زوجى ما صنعه خصوصا مع عائلتى، إذ تعمّد عند كل زيارة لى أن يتصرف بما يفسد هذه الزيارة، فكان من العادى جدا فى بداية زواجنا أن يترك والدىّ إذا كانا عندى، ويذهب إلى غرفة النوم، لكى يشعرا بأن مجيئهما غير مرغوب فيه مع أنهما لم يجرحاه، ولم يعترضا على أى شئ يخصه.

لقد استغربت تصرفاته، ولم أتخيلها بالسوء الذى وجدتها عليه، حيث أن له أربعة أشقاء بينهم فتاة، ومبلغ علمى أن والديهم ربياهم أفضل تربية بقدر إمكانيتهما، إذ كان والده يشغل منصبا إداريا حكوميا رفيعا، وكما تعلم فإن راتب الحكومة مهما يكن مرتفعا، فإنه يكفى بالكاد متطلبات الأسرة، فالرجل رحمه الله كان نظيف اليد ونزيها فى عمله.

وكم تمنيت أن يكون زوجى بمثل سلوكياته الطيبة التى سمعتها عنه، فلقد وجدتنى فى شد وجذب معه، وإذا خالف موقف من مواقف الحياة توقعاته يندب حظه، ويسترجع علاقاته النسائية أمامى بطريقة مستفزة، ويحدثنى فى بجاحة عن فلانة وما كانت تفعله، وعن أخرى وحبها له، ويعدد غرامياته دون خجل!.

وتعودت أن أعاتبه عتابا رقيقا عندما تهدأ أعصابه وتقل ثورته، وأحاول أن أمتص غضبه، وأحاول أن نعيش فى جو هادئ سعيد، وقابلت تصرفاته معى وإحراجه لى أمام الغريب أو القريب وتكراره الحديث عن الفتيات بدموع صامتة، وسكوت تام، لعله يدرك خطأه، ويتراجع عنه، وأنجبت ابنى الأول، وظننت أنه سوف يتغير إلى الأفضل بعد أن أصبح أبا، ثم رزقنا الله بابنتنا الثانية، وإذا بى أكتشف أن سيدة ممن كن على علاقة به قبل زواجه وزواجها قد عادت علاقتهما معا من جديد بعد أن طلقها زوجها، ولديها منه ولدان!، وحاولت على مدى عدة أعوام أن أثنيه عن الاستمرار فى علاقة ستجر علينا ما لا تحمد عقباه، وذقت الأمرين فى سبيل إبعاده عنها، ولكن هيهات أن يعود إلى رشده، وأصبحت هذه السيدة ندا لى فى العلن، وكلما حدّثته فى أمرها ينهال علىّ بالسباب، وقد أتعرض للضرب منه بسببها، نعم ضربنى زوجى من أجلها، وتحوّل حلمنا معا إلى كابوس، ولم أتمالك نفسى فبدأت أكيل له السباب بنفس طريقته، وذكرته بأن تلك الفتاة لفظته لقلة ذات اليد، أما أنا فقد مددت يدى له، وأنها تنسج خيوطها حوله بعد أن أصبحت مطلقة، ومعها ولدان.

وهكذا صارت حياتى معه شكا وغضبا وصراخا وعويلا، وقضينا اثنى عشر عاما فى هذا العذاب من عشرين عاما عمر زواجنا، وعانيت طوال هذه السنوات تهديد زوجى لى بالطلاق ليتزوج من تستحقه أكثر مني.. أما خلافاته مع أسرتى، فتلك قصة أخرى، وفى كل خلاف يكون رد الفعل فيه إسفاف وسفاهة فى التعامل مع أنى أتعامل مع عائلته بكل أدب واحترام حتى والدته وأخته عندما أهانتانى ترفعت عن الخطأ والخصام معهما، ولم أرتكب حماقة تجعلنى أضعه فى خيار بينى وبين أمه أو أخته، فأنا محبوبة من كل عائلته حتى أقاربه من الدرجة الثانية.

لقد أمضيت عشرين عاما فى شد وجذب مع زوج أعوج ومندفع، ومنطقه مختلف عن أى منطق آخر، فعندما أناقشه فى أمر ما يكون رده «فى مصر غير ليبيا» بالرغم من أن حديثنا يكون عن مسلمات ليست لها علاقة بالثقافات، وقد حدث أخيرا فى تجمع عائلى ونقاش أقل من عادى بين والدى وزوجى أن رأى أبى لم يوافق هوى زوجى الذى احتد فى النقاش وخرج من بيت والدى وهو غاضب، ولم أتحدث معه فى ذلك خشية أن يجر النقاش مشكلات أخرى، ويبدو أن صمتى عليه لم يعجبه، إذ لم يصبر على عدم النقاش، فراح يختلق الأحاديث، وينعت والدى بـ «الغبى والأحمق و...»، وهددنى بالطلاق بسببه، وأفصح عن رغبته فى عدم زيارة أبى لى، أو مجرد أن يدخل البيت، وقابلت كلامه الكثير بالصمت وعدم الرد، فإذا به يطلب منى اتخاذ موقف ضد والدى، وأن أقاطعه ليعلم خطأه فى حقه، وإلا ردنى إليه عقابا له، فلم أرد عليه، وكتمت هذه السفاهة داخلي، وحدث أن التقى أبى بزوجى الذى تجاهل وجوده تماما أمام أزواج أخواتى وزوجات أخوتى، إذ سلّم عليهم جميعا وتخطاه، فتسبب هذا الموقف فى مرض أبى، فتم نقله إلى المستشفى، ولم أصدق أن تصل الأمور إلى هذا الحد، فحدثت لى جلطة فى القلب بعدها بساعات، ونقلنى أهلى إلى المستشفى، وها أنا أكتب إليك رسالتى من العناية المركزة، وأنا فى غرفة بالمستشفى إلى جانب غرفة أبى.

إننى عزمت بعد أن أتعافى من مرضى بإذن الله أن أنفصل عنه، وكفانى تهديدا منه، تارة بسبب الفتيات، وتارة بسبب أسرتى دون ذنب، فلقد فعلت المستحيل لإرضائه، ولكن هيهات أن يرضى، فما رأيك؟.



ولكاتبة هذه الرسالة أقول:

فى الحقيقة لم أجد مبررا واحدا لقبولك الزواج ممن ظهرت عيوبه منذ معرفتك به، فلقد تبين لك جوانب سلبية عديدة فى شخصيته، منها عصبيته الزائدة عن الحد، وخطبته ثلاث فتيات قبلك، وإصراره على الزواج بأثاث مستعمل وبمشاركتك فيه دون علم أهلك، وغير ذلك من العوامل التى ترشح مثل هذه الزيجة للفشل، حيث تزوجك لتسهيلاتك اللامحدودة له، فوجد أنه لن يخسر شيئا إذا ارتبط بك، وأنه فى الوقت الذى يتراءى له سوف ينفصل عنك، أو يجبرك على القبول بشروطه أيا كانت، فمشاعره لك منذ البداية باهتة، ولم أر فى كل ما سردته سببا واحدا يجعله يتخذ موقفه المعاند لك، سوى أن ما يأتى سهلا، يذهب سهلا، فمنطقك فى أن «مراية الحب عامية» لا تستقيم معه الحياة الزوجية التى تقوم على الأخذ والعطاء، والتآلف والإيثار، وليس «أنا ومن بعدى الطوفان».

وحتى لو سلّمنا بأنه أحبك فى البداية، فإن حاله الآن تبين أنه تغيّر ولم يعد الشخص الذى عرفته عندما جاءك طالبا يديك، وعندما تتغير القلوب, تتغير الآمال وتتغير الرؤى, وتتبدل أشكال الناس, بل ويتبدل الحلم والهدف، فمن داخل القلب توجد وجوه كثيرة متغيرة, يوم مع الحق والثبات, ويوم مع الغفلة والشهوات, وهناك نفس أمارة, وأخرى لوامة تفترشان نفس القلب، فلمن الغلبة ليصل إلى النفس المطمئنة؟!.. ومن داخل القلب المخطئ, قلب يغير وجهته بين لحظة وأخرى, وقد يظل فى لهوه حتى تأتيه آخر لحظاته وهو على غوايته، وعندما تتغير القلوب, تنكشف عيوب الأحلام الفائتة, والمشاعر الباهتة, ولا يستشعر الفرق سوى القلب النقى التقي, فيرى ماضيه - على الوجه الآخر - وكأنه يقرأ ما فات من عمره, وربما يكون موفقا فيه أو خائبا, شقيا كان أو سعيدا.. وقد تكشفت لك خبايا قلب زوجك، وصار كل شىء واضحا أمامك، فلا أمان له، ولا أعتقد أنه مع انعواجه على مدى كل هذه السنوات سيعود إلى جادة الصواب، ولا بديل عن وضع النقاط على الحروف معه، فإذا تراجع عن غيه وجبروته وعلاقاته المشبوهة بما فيها العلاقة مع السيدة المطلقة التى سبق أن رفضته قبل زواجها، وإنجابها ولدين، فيمكنك إعطاءه فرصة أخيرة لإثبات جديته، وندمه على ما فات، وإذا أصر على قطعك صلتك بأهلك، فلا بديل عن الانفصال لأنه المصير المحتوم إن آجلا أو عاجلا.

إن القلوب هى التى توصف بالحياة أو الموت, وبناء عليها توصف الجوارح, وفى الحديث النبوى: «إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم», فهى الفيصل وهى المعيار النهائي.

هذا من ناحية المشاعر، أما من ناحية التكافؤ، فهو أمر مطلوب بين الزوجين فى المستويات المادية والاجتماعية والعلمية، فالفجوة فى هذه النواحى تؤدى إلى التنافر بينهما، نظرا لاختلافهما فى الطباع والسلوكيات الاجتماعية، مما يهدد بانهيار الحياة الزوجية، الأمر الذى ينتج أمراضا نفسية تظهر تأثيراتها على الجسم، وقد يكون الطلاق الصامت هو مصيرهما فيعيش كل منهما حياة منفصلة عن الآخر، والمستوى المادى أو الاجتماعى الأعلى للزوجة قد يؤدى إلى الشعور بالحقد والنقص لدى معظم الأزواج، ويمتد هذا الشعور إلى محاولة تدمير الزوجة نفسيا أو التحكم فيها بشكل مبالغ فيه، وأحيانا يصل لدى بعضهم إلى خيانة زوجاتهم من أجل البحث عن جانب يتفوق فيه عليها، مثل انجذاب أخريات إليه، وقد يؤدى ثراء الزوجة مقارنة بزوجها إلى أحد خيارين، فإما أن يقبل الزوج أن تكون لزوجته القوامة بالصرف على المنزل، وفى هذه الحالة يعيش صراعا داخله بين قبوله ورفضه لواقعه، أو أن يفرض قوامته ويرفض مساعدات زوجته، وفى هذه الحالة لن يستطيع تلبية احتياجات منزله وأسرته، وأحسب أن ثراء أبيك، وهو تاجر سيارات له دور فى «العداء» الذى يضمره زوجك لك، فالواضح أنه لم يستطع استغلالك ماديا بعد الزواج، فارتباطه بك قام على المصلحة المادية التى كان ينشدها من أبيك الذى لا يعلم شيئا عن مساعدتك المادية له لإتمام الزواج، ولمّا لم يتحقق له ذلك، راح يفتعل أسبابا للقطيعة مع أبيك، وربما الخلاص منك، أملا فى الارتباط ممن رفضته من قبل لأسباب مادية أيضا.

إنه منطق غريب أن يسعى الرجل إلى الزواج ممن ستكون أكثر نفعا له، وهناك زيجات كثيرة تلعب فيها المصلحة دورا خطيرا، ولذلك نجد القليل منها نافع، ومن الحكمة أن يختار كل فرد شريك حياة يجعله أقوى وأكبر، لكن هناك شخصا قد ينحّى كل مبادئ وأولويات الاختيار فى جانب، ويجعل المصالح هى المعيار الوحيد للاختيار، وهو أمر بالغ الخطورة، خاصة أن هناك حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول «تنكح المرأة لأربع، لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك
 

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,541
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
ملحوظه لك انشر رد الكاتب كله بل له بقيه.......الحديث النبوي المذكور بمعني أن الله لا ينظر إلي صدوركم لا اعتقد أن هذا نصه بل معناه
 
التعديل الأخير:

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه