سلام الله أخواتي في الله
جافاني النوم بعد الفجر ،فجلست في شرفة الشقة بعد أن صليت
و غسلت أطباق السحور و رتبت المكان
كانت حديقة المركب و لأول على غير عادتها هادئة ساكنة ،مما
أجبرني على الجلوس للاستمتاع بها و استغلال هاته
اللحظات التي جاد بها علي القدر ،قلبت مقلتي يمنة و يسرة
،الحديقة خاوية و نوافذ السكان و شرقاتهم مغلثة
لا شك أن الكل عاد للنوم بعد السحور
اذن فلأمتع نظري بمشهد يستحيل أن يتكرر
نسمات البرد الندية تلاعب خصلات شعري المنسدل على كتفي
و صدى الأمداح تصلني من مذياعي على القناة الأولى من داخل
الغرفة تطربني و تجعل لساني يردد الصلاة على النبي الحبيب
بينما أنا على هاته الحال اذبي أسمع أصواتا تحت الشرفة ،لم أفقه
بداية مصدرها
لكني دنوت ناظرة الى أسقل فاذا بي ألمحها ،كانت هناك قريبة لا
يفصلني عنها الا أمتارقليلة ،لم أكن اذن الوحيدة التي تستمتع بهذا
الجو الصباحي الفريد
تمة أيضا مشاكسة
آآآه كم افتقدها المكان و كم افتقدتها ،،،
كنت و منذ مدة مشغولة البال عنها ،فقد اعتبرتها دوما ملكا لي
و كنت أنسبها الي فلا أقول الا مشاكستي ،،،
لكن الحقيقة أنها ليست لي و ليست لأحد
كانت دوما حرة طليقة تقفز هنا و تلعب هناك ،تتسلق الأغصان
و تلاعب الحشائش
و لنا معها حكايات جميلة أنا وزوجي ،أذكر أنه من أسماها
مشاكسة
و كان ذلك في يوم كنا نراقبها فيه ،فوضعت زوجي أمام تحدي
اعتبره سهلا لكني فطنت الى صعوبته
تحديته ان كان يحبني حقا أن يحضرلي مشاكسة
لم نكن قد سميناها بعد
نزل الى الحديقة و استعمل معها كل الوسائل من اغراء و حيلة
و اختباء لكنها كانت حريصة على ألا تلمسها يد بشر
بمجرد أن يقترب تفر و تحتمي داخل السياج أو فوق أحد الأغصان
ملوحة بذيلها علامة على الانتصار
عاد يومها زوجي يجر أذيال الخيبة و قد ضحكت عليه من قلبي
و منذ ذلك اليوم أطلق عليها مشاكسة ليصبح اسمها بعد ذلك
تكررت محاولات زوجي لكنها دوما تبوء بالفشل
فقرر الاستسلام أخيرا
غابت مشاكسة و لاحظنا ذلك و افتقدناها
و خلنا أنها خرجت من المركب دون رجعة باحثة عن أبناء و بنات
جنسها
من القطط
لكني تفاجأت بها اللحظة و زاد دهشتي أنها لم تكن بمفردها و لم
تكن تلاعب الحشائش
أو ذيلها ،
كانت مشاكسة برفقة قطيط صغير جميل جداااا
في نفس ألوانها
نسيت أن أخبركم أنها كانت مميزة بزغبها الكثيف و ذيلها العريض
و ألوانها المتعددة
فقد كانت خليطا من الأبيض ،ـالأسود لون الحناء،الرمادي ...
الشيء الذي يزيدها جمالا
كنت أرمقها و هي تلهو معه لم أرها بهذه الحيوية و النشاط من قبل
كانت تدغدغه في بطنه ،،،
تركض خلفه ،،،
تعض رقبته ،،،
...
استوعب الموقف أخيراااا
سبحان الله حتى مشاكسة صارت أمـــــــــــــــــــــا
سرحت بعيدا عند هذه النقطة و لم أتمالك نفسي
فأطلقت العنان لعبراتي تحرق مقلتي
تبلل وجنتي ،،،
و تتساقط على رقبتي ،،،
بكيت حتى لم أعد قادرة على البكاء ،،،
و أنا لا أزال في الشرفة
و مقلتي لا تحيدان عن مشاكسة الأم و صغيرها الجميل
افقت من سرحاني و رفعت يدي الى رب السماء
قائلة
اللهم اني جئتك سائلة فلا تردني خائبة
يا من أمره بين الكاف و النون
يا من يقول للشيء كن فيكون
يامن قال ادعوني استجب لكم
سألتك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو استأثرت به في علم
الغيب عندك
أن ترزقني الذرية الصالحة
و لا تحرمني من هذه اللحظات
(ملاعبة صغيري )
أنا و كل متأخرة
يا أرحم الراحين
كتبتها اليوم بعد الفجر
قصة حقيقية و الله شاهد