قصة حقيقية دمعت لها عيناي

احصائياتى
الردود
3
المشاهدات
604

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,541
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
قصة حقيقية دمعت لها عيناي
من ذاكرة بريد الجمعة بقلم أحمد البرى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بريد الجمعة يكتبه: أحمد البرى

زيارة إلى الجنة!
أقرأ بريدك بانتظام بحثا عن جرعات الأمل التى تبثها فى نفوس قرائك فتهديهم بها إلى طريق الصواب، وترسم البسمة على شفاههم الحزينة فيتحملون المتاعب والأنواء انتظارا للفرج الذى يأتيهم من عند الله، وقد وجدتنى أكتب إليك تجربتى التى أذهلت الكثيرين حينما أقدمت عليها وحذرونى من فشلها، لكن استمررت فيها وكلى يقين بأنه لايوجد مستحيل مع الاصرار والعزيمة ومشيئة الله عز وجل، فأنا شابة فى مقتبل العمر، نشأت فى أسرة متوسطة لأبوين مكافحين ربيانا على الأخلاق الحميدة، والمبادئ السامية، وحصلنا على مؤهلات عليا، ولم أنخرط فى أى تجربة عاطفية خلال الدراسة، وبعد تخرجى تقدم لى أكثر من شاب، ولكل منهم صفة ووظيفة مرموقة، وكم تمنيت أن أرتبط بأحدهم مثل أى بنت تحلم بأن يجمعها عش الزوجية مع من يحبها ويرعاها، ويكونان عونا وسندا لبعضهما فى الحياة، ولم يكن لى نصيب مع أى منهم لأسباب لا أعلمها، واحترت فى تفسير الأحداث، وأرجعت كل شىء إلى النصيب، ولم أتقوقع على نفسى، أو يعرف اليأس طريقه إلىّ، فتقربت إلى الله، وأحسنت الظن به، وأنا واثقة أنه سيكرمنى بمن يحبه ويرضى عنه، وبعد شهور تقدم لى مهندس لم أنكر عليه من مظهره العام خلقا ولا دينا، فوافقت عليه، وقرأنا الفاتحة، ولكن لم تمض أيام حتى فوجئت بأنه ينظر إلىّ نظرة دونية، معتبرا أنه من الفئة الأولى فى المجتمع، وأنا من الفئة العاشرة، ويعتبرنى أقل منه فى كل شىء.. ويالها من صدمة مفجعة تركت أثرا غائرا فى نفسى، فلم أتحمل أن أراه بعدها، وانهيت خطبتى له، وسألت الله أن يهبنى زوجا أرقى وأرفق بى ممن تقدموا للزواج منى، وجاءنى فى منامى شاب على كرسى متحرك يشع وجهه نورا، ويسألنى إن كنت أقبله زوجا لى. فتهللت فرحا به وقلت له: «أنا لك» واستيقظت من نومى على رنين جرس الهاتف، فإذا بسيدة من معارفنا تقول لى إنها تريدنى فى أمر مهم، وطلبت منى موعدا لزيارتنا. فالتقيتها فى اليوم نفسه ودار بيننا حوار طويل حدثتنى فيه عن شاب فى مقتبل العمر مملوء بالقوة والنشاط والذكاء. تعرض لحادث سيارة فتسبب فى إعاقته فصار أسير كرسى متحرك، وساءت حالة والده النفسية، فلزم الفراش عدة أيام ثم رحل عن الدنيا، وأصيبت والدته بجلطة فى المخ فأصبحت هى الأخرى قعيدة، ولا تستطيع الحركة من مكانها إلا بمساعدة من الآخرين. وانصرف أخوته إلى عوالمهم الخاصة، ولم يعد أحد يسأل عنه، ولا عن أمه، فطويا أحزانهما فى نفسيهما. واشتدت بهما متاعب الحياة، لدرجة أن أمه إذا أرادت كوب ماء لا تجد من يأتيها به، وإذا احتاج الذهاب إلى الحمام يعجز عن الوصول إليه، بل إن جسمه امتلأ بقرح الفراش، وأجريت له أكثر من عشرين جراحة، ومنذ أن أقعده المرض لم يجد بجانبه سوى العاملين بالمستشفى الذى يخضع فيه للعلاج. فكان يعطيهم بعض الجنيهات لكى يهتموا به، ويساعدوه على قضاء حاجته.
واستمعت باهتمام إلى كل كلمة قالتها السيدة عنه، وأدركت الطلب الذى جاءت من أجله، وقلت فى نفسى: إنه الحلم الذى طالما راودنى فى منامى, وبالفعل واصلت كلامها قائلة: «إنه برغم الآلام والمصاعب لم يعرف اليأس. بل ويقول إنه يحسن الظن بالله. ويحدوه الأمل فى أن يجمعه الله بمن تقدر ظروفه بعد أن طرق أبواب قريباته، فلم يجد منهن سوى «مصمصة الشفايف». فهل تقبلينه زوجا. ولك الأجر والثواب عند الله؟, فإنخرطت فى بكاء حار. وإنهمرت الدموع من عينىّ وأنا أرد عليها بتلقائية: «إنه فتاى الذى رأيته فى المنام..» فكانت إجابتى تعنى الموافقة مهما تكن ظروفه، وعرضت الأمر على أسرتى فعارضونى بشدة، فالأمر ليس هينا، واعتبرونى مدفوعة إلى هذا الشاب من باب الشفقة، واننى سوف أقاسى الأمرين إذا أقدمت على الارتباط به، فلم أبال بكل ما قيل لى، وتزوجته بارادتى وسط دهشة الجميع، ولمحت فى عيون من زارونى بعد الزفاف السؤال الصامت: لماذا فعلت ذلك بنفسك؟ ومنطقهم أنه لايحق للمعاق أن يعيش مثل السليم، وعليه أن يظل حبيس كرسيه المتحرك إلى أن يحل أجله المحتوم، لكن حالى لم تكن كذلك أبدا، فلقد وجدتنى أعيش معه أجمل لحظات حياتى، وكلما نظرت إلى وجهه الصافى إزددت حبا له. ولا أبالغ إذا قلت لك إننى وجدته «جنة الدنيا»، وذات يوم حدثنى عن رغبته فى طفل يملأ علينا حياتنا، فقلت له:«لاتقلق ربنا معانا، وسيرزقنا به وقتما يشاء». فأنا إنسانة قدرية، أعلم أن الله لايعجزه شىء، ولم أبال بهمسات البعض الذين يظنون أنى «مجنونة». وخيالى واسع، فهؤلاء لايدركون أن الله عند ظن عبده به، ويقول فى حديثه القدسى: «أنا عند ظن عبدى بى، فليظن بى ما شاء»، وبالفعل حدث الحمل، ولكنه لم يكتمل لحكمة يعلمها الخالق العظيم. وأدركت أنها رسالة بأنه عز وجل إختار لنا ذلك، ولم يمض وقت طويل حتى تكالبت الأمراض على زوجى، فأصيب بالفشل الكلوى ثم الكبدى، ثم القلب وسط ذهول الأطباء. وعشنا ذل الحياة فى المستشفيات، ولقينا معاملة سيئة من الأطباء والممرضات، فنحن لا نملك مالا لعلاجه فى غرفة خاصة به، ولم يكن متاحا لنا سوى عنبر مجانى للرجال، وكنت أنام وسطهم على الأرض، ساترة نفسى ببطانية قديمة، ولا يغمض لى جفن ولا تغادر الدموع عينىّ على ما ألمّ به، وكم قال لى: اتركينى وتعالى فى الصباح، فأرفض بشدة، إذ كيف أتركه وهو قلبى وروحى؟ وكيف أسمح لنفسى بأن أتخلى عنه وقت حاجته لى؟ ولم يكن هذا مبعث قلقى أبدا، بل كنت أموت فى كل لحظة خوفا عليه، وأناجى ربى بأننى لا أقوى على فراقه. وأقول له: انت القائل فى كتابك الكريم: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا». فهو نفسى وحياتى.

ولقد بلغ رضا زوجى بما قسمه الله له حدا لا يصدقه أحد، فلقد حدثنى وهو فى أصعب مراحل العلاج قائلا: «أتدرين لماذا كلما شفيت من مرض دخلت فى آخر؟.. لأنى طالب مكانة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولن أقول لك ماهى هذه المكانة الآن، وسوف تعرفينها فيما بعد»، وأخذ يكرر السؤال والاجابة، كلما رآنى حزينة، وعندما أقترب منه يضع يده على رأسى ويقول: «طلبت من ربي أن تكوني زوجتى فى الجنة.. فأنا أريدك أنت، » وكان يتكلم وهو ينظر إلى السماء وكأنه يرى مكانه فى الجنة، ثم يحدث نفسه فى صوت خفيض: إنها رسالة أؤديها حتى حين» ثم يتجه نحوى ويقول: أريد أن أزور بيت الله الحرام، وقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن معنا تكاليف الحج، فيتقطع قلبى، ولا أجد ما أهدئ خاطره به، وإذا برجل وسيدة من معارفنا، يدخلان علينا، ويهدياننا تكاليف العمرة، وكأنهما يقرآن لسان حالنا.. ألم أقل لك ياسيدى إن الله مطلع علينا، ويعلم ما تخفيه صدورنا، وكانت مفاجأة للجميع، ونفض زوجى عن نفسه المتاعب والأمراض، ودبت فيه الصحة، وصار أكثر همة ونشاطا، وشمرت عن ساعدىّ، واعددت أشياءنا الضرورية للعمرة، وذهبنا إلى الأراضى المقدسة، ودخل زوجى الروضة الشريفة وصلى ركعتين ثم غلبه النعاس، فإذا به يشعر بالنبى يقف أمامه، وقد أدرك انه فى الجنة، والتف حوله الصحابة رضوان الله عليهم، ويسألونه ماذا فعلت لكى تصل إلى هذا المكان؟.. وقبل أن يجيبهم طلب أن يرى الجنات التى تجرى من تحتها الأنهار، وتناول الكثير من ثمار الجنة، وتجول فى أرجائها، وقيل له أتريد أكثر من ذلك؟.. قال: وهل هناك ماهو أكثر منه؟ قالوا نعم: النظر إلى وجه الله تعالى؟. وحدثنى بكل ما رأى فى حلمه، وسألته: بماذا شعرت بعد ذلك، قال: أحسست بلذة روح جميلة لاأستطيع وصفها».. ورجعنا من العمرة وأيقنت بعدها إقتراب أجله، ولم يمض أسبوع حتى فارق الحياة، وفاضت روحه إلى بارئها فى هدوء وصمت، وجالت بخاطرى الأحداث التى مررنا بها، وتمنيت أن أكون رفيقته فى الجنة، وأزف إليه عروسا، ويكتمل مشهد فرحى الذى لم يكتمل فى الدنيا، وأنجب منه الولد الذى طالما تمناه، فأنا حسنة الظن بالله، وأحمده لأنه اصطفانى لأكون من نصيب هذا الشاب الجميل، وأدعو كل فتاة ألا ترفض أى شاب لإعاقة أو مرض به، فالله لا يأخذ شيئا إلا أعطى أجمل منه، وقد تقضى الفتاة مع شاب معاق لحظات رائعة لا تتوافر لها إذا ارتبطت بشاب سليم، وأقول للمرضى والمعاقين لا تيأسوا من رحمة الله واستغفروه، وادعوه، وتوكلوا عليه، يحقق لكم أحلامكم فى الدنيا والآخرة.
 

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,541
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
تعليقي الشخصي علي القصة


نموذج صاحبة القصة نموذج نادر رائع يستخق الاحترام وكان من فضل الله تعالي عايها أن يرزقها الصبر


ولكن هذا ليس دعوة مني لكل الفتيات ان يفعلن مثلها لان لكل واحدة قدرة تحمل تختلف عن الآخريات .

ومن لا تمتلك القدرة فلا يستطيعن أحد ان ينصحها بان تفعل هذا لأن ذلك سيكون ظلما للطرفين.

لكن القصة عامة نخرج منها بدروس رائعة

الصبر علي المرض وجزاؤه

اذا اغلقت كل الابواب في جهك فباب الله لن يغلق

الصبر والجلد نعم من الله تعالي هو من يزرعها بفضله في نفوس عباده
 

صدقه جاريه

Active member
معلومات صدقه جاريه
إنضم
18 سبتمبر 2019
المشاركات
228
مستوى التفاعل
164
النقاط
43
نعم الصبر هو ملاذ الانسان اليقين بالفرج من عند الله سبحانه قصه جميله واخذت منها درووس
من اهمها الصبر كما اسلفت
و شئ اخر رضى بما اعطانا الله من ازواج وذريه ونسال الله ان يرزقنا بركت العمر والمال والولد جزاك الله خيراً واثابك الجنه
 

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,541
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
نعم الصبر هو ملاذ الانسان اليقين بالفرج من عند الله سبحانه قصه جميله واخذت منها درووس
من اهمها الصبر كما اسلفت
و شئ اخر رضى بما اعطانا الله من ازواج وذريه ونسال الله ان يرزقنا بركت العمر والمال والولد جزاك الله خيراً واثابك الجنه
وإياك حبيبتي .لا حرمتك
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه